الوحدة نيوز/ توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بالتهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والشعب اليمني والمرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن الوطن بمناسبة العيد العاشر لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة.

وأشار الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بهذه المناسبة، إلى أن الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر المجيدة تأتي هذا العام واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على مدى أكثر من عشرة أشهر.

وقال” لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمدته بالدماء والمواقف الخالدة ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”.. مؤكدا أنه ولولا هذه الثورة لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أعلن من اليمن، استجابة للتوجيهات الأمريكية.

وحيا القوات المسلحة والأمن على جهودهم المباركة في الدفاع عن البلد والحفاظ على أمنه واستقراره، مباركا للقوة الصاروخية نجاحها بضرب هدف عسكري في ما يسمى “تل أبيب” بصاروخ “فلسطين2″ البالستي الفرط صوتي الذي تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، مؤكدا أن الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت.

وجدد الرئيس المشاط التأكيد على أن عمليات اليمن مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، وأن موقف اليمن ثابت ومبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.

كما حيا الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم في مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة طوفان الأقصى، آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة.

وأكد الحرص الكامل على تحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه من مصلحة للجميع.. داعيا قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق اهدافه وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود ورفع الحصار وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل والإفراج عن جميع الأسرى ودفع التعويضات وجبر الضرر والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قبل القوى الاجنبية كافة.

وحذر فخامة الرئيس من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات ابقاء حالة اللا سلم واللا حرب، واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه وتجويعه وافقاره وعرقلة صرف مرتباته.. مؤكدا أن صبر شعبنا لن يطول، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، كونه يمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.

وأضاف” أبَشر أبناء شعبنا – في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة- بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وأن الثورة قد وصلت -بفضل الله- إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة”.

ولفت إلى أن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر التي حاول العدوان إعاقتها طوال عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصل حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.

وأدان فخامة الرئيس الاعتداء اللاأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، معلنا التضامن الكامل معهم وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.

وأضاف” وجهنا بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة”.. مؤكدا أن “مقدرات القوات المسلحة والأمن “الصاروخية والبحرية والطيران المسير” مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أي قوة في هذا العالم مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات”.

وأهاب الرئيس المشاط، بالجميع أهمية توحيد الصف وحماية الجبهة الداخلية ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء الدولة العادلة التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.

فيما يلي نص الخطاب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين؛ وارضَ اللهم عن صحابته المنتجبين، وبعد:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أبارك لشعبنا اليمني العزيز احتفالاته الوطنية بمناسبة الذكرى العاشرة لقيام ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وبالمناسبة نفسها أهنئ قائد الثورة المباركة، السيّد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، كما أجدها فرصة لأتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى أبطالنا المرابطين في جبهات الشرف والدفاع عن كرامة الشعب العزيز وحمى الوطن الغالي في سهوله وبحاره، وهي أيضا موصولةٌ لكل المخلصين في مختلف ميادين الجهاد الواسعة، ولكل الشرفاء والأحرار في عموم الداخل والخارج.

أيها الشعب اليمني العزيز:

تحل علينا -هذا العام- الذكرى العاشرة لثورة 21 من سبتمبر المجيدة، واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، على مدى أكثر من عشرة أشهر.

لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها؛ باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر، التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمَّدته بالدماء والمواقف الخالدة، ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وسخَّرت كل إمكاناتها لمناصرة الشعب الفلسطيني، التي كان آخرها عملية إطلاق صاروخ فلسطين 2 الفرط الصوتي على ما يسمى “تل أبيب”؛ نصرة لإخواننا في فلسطين وقطاع غزة، ولولا هذه الثورة لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أعلن من اليمن، استجابة للتوجيهات الأمريكية.

أيها الإخوة والأخوات:

إن احتفاءنا بثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة ليس عملاً ترفياً، وإنما هو تتويج سنوي لثورة شعبية بامتياز، يمنية الهوى والهوية، صنعها الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه، وحققت إنجازاً لكل الشعب، ولم تقصِ أو تستأثر أو تستبد لبعض شعبها على البعض الآخر.. ثورة أوقفت انهيار الأوضاع العامة في البلاد، وأفشلت مشروع تمزيق وتفكيك وحدة اليمن، وضرب كيان دولته الوطنية، ووضعت حداً فاصلاً للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد الداخلية، واستعادة السيادة الوطنية، وحررت القرار الوطني من الارتهان للقوى الخارجية المتحالفة والحامية لقوى الفساد والإجرام.

وفي مناسبةٍ كهذهِ، لعل من الأهميةِ بمكانٍ أن نستذكرَ طبيعة الظرف الذي نشأت فيه ثورة 21 من سبتمبر لكي تعرف الأجيال أن هذه الثورة لم تكن عملاً ترفياً، ولم تكن صراعا على السلطة، بل كانت ضرورة شعبية ومطلباً وطنياً ملحاً فرضته المعاناة التي تجرعها الشعب اليمني على مختلف المستويات.

أيها الاخوة والأخوات:

لقد جاءت هذه الثورة المجيدة من صميم الحاجة اليمنية لوقف العبث الممتد عبر السنين الطوال، ومن عمق الحاجة الماسة لإعادة الاعتبار للثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر؛ بعد أن تعرضت للعزل الممنهج عن واقع الحياة، وبعد أن استمرت قوى العمالة والارتهان لعقود طويلة وهي تمارس العبث والفساد، ورهنت قرار اليمن للخارج، وفشلت في بناء الدولة اليمنية المنشودة منذ قيام الجمهورية اليمنية وحوّلتها إلى دولة هشة ظلت كل تقارير العالم تصفها وتصنفها ضمن الدول الأكثر فساداً وفقراً وتخلفاً، وجعلت من يمن الحضارة حديقة خلفية لكيانات طارئة على التاريخ.

ولا يزال اليمنيون جميعاّ يتذكرون أحوال البلاد ما قبل قيام ثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، حيث شهدت كافة مناحي الحياة تدهوراً ممنهجاً بإشراف خارجي وتنفيذ أيادٍ يمنية -مع الأسف- بهدف تدمير مقومات وأركان الدولة، وفرض نظام صوري منزوع السيادة خاضع لحكم السفارات ليس في قاموسه أي خطوط حمراء، فأصبح البلد مستباحا على كل المستويات، وقام أعداء اليمن بقيادة أمريكا بهيكلة الجيش وتدمير أسلحته الإستراتيجية، واستهدافه بضربات غادرة وتفجيرات دامية، فذُبح الضباط على جوانب الطرقات، وفجر الانتحاريون أنفسهم وسط العروض العسكرية، وأمام بوابات الكليات، وأسقطت الطائرات.. وتوالت تلك الضربات حتى صارت الجماعات التكفيرية تسيطر على المدن وأجزاء كبيرة من بعض المحافظات، وصارت الاغتيالات أحداثاً يومية روتينية، وأصبحت أصوات الانفجارات التكفيرية حدثا لا يثير استنكار أحد.

وما جاءت به ثورة 21 سبتمبر أنها فضحت ذلك التخادم القائم بين ثالوث المؤامرة المتمثل بـ”النفوذ الخارجي الأمريكي، وأدواته في السلطة، والجماعات التكفيرية”، وطهرت البلاد من رجسهم وعبثهم، وأعادت الأمن والأمان إلى ربوع البلاد، وبات بإمكان الشعب -بفضل الله وعونه- أن يحتفل بالملايين دون أن يتعرض لأي خطر أمني، وما كان ذلك ليتم لولا ثورة 21 سبتمبر المباركة.

لقد كان اليمن تحت الانتداب الخارجي بشكل غير معلن تحكمه وتتحكمُ به سفارات الدول النافذة، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية، التي بات لها مكاتب خاصة في رئاسة الوزراء، وفي مقرات بعض الأجهزة والوزارات في الحكومة اليمنية؛ تقوم من خلالها بالإشراف المباشر على خطط وبرامج واجتماعات الحكومة لضمان سيرها وفق المخطط الأمريكي.

وفي ظل ذلك الواقع السيئ وتفاقم الوضع على كل المستويات، وانكشاف معالم المؤامرة أكثر وأكثر، وإدراك كل ذي عقل سليم أن هناك مخططا خطيرا يُراد لليمن واليمنيين كان لا بُد من فعل شعبي عارم يوقف حالة الاستباحة والارتهان للخارج، ويستعيد القرار الوطني، ويصون الدولة ومؤسساتها، ويحمي الشعب من عبث العابثين، وتلك هي الصورة المصغرة لظروف الواقع التي جاءت منه ثورة 21 من سبتمبر المجيدة.

أيها الإخوة والأخوات:

لقد تميّزت ثورة الـ21 من سبتمبر بخصائص فريدة تجعلها من أكثر الثورات نموذجية وفرادة، فلم تكن انقلابا عسكريا، ولا انشقاقا من نظام قائم، ولا صنيعة أقبية السفارات، بل كانت تحركا شعبيا خالصا تميّز باستقلاليته الكاملة ووضوح الرؤية ومشروعية الهدف (سيادة دولة، وكرامة مواطن، واستقلال بلد)، فجسدت بخطواتها وتحركها وحدة الموقف بين كافة أطياف الشعب، والقضية العادلة والمحقة، والتحرك المسؤول والجاد والمنضبط، والرؤية الوطنية الواضحة، والقيادة الحكيمة والشجاعة، وكل تلك الخصائص مجتمعة أدت إلى سقوط قلاع العمالة في زمن قياسي وبأقل تكاليف ممكنة.

وبعد انتصارها، أعلت الثورة من القيم الإنسانية والوطنية، فلم تنصب المشانق للخصوم، ولم تصدر الأحكام العرفية، بل مدت لهم يد السلم والشراكة بما يضمن الوفاق الوطني وتغليب مصلحة الوطن، وقال قائد الثورة -في تلك اللحظة المفصلية من عمر البلد- “فليكن 21 سبتمبر يوماً نطوي به كل الماضي الأليم، ونبدأ صفحة جديدة عنوانها عزة واستقلال ونهضة البلد”.

ولأن أخلاق الثورة كانت درعها الحصين، ولأن وعي الشعب كان الحارس الأمين، فقد أفشل صانعها -وهو الشعب- كل مؤامرات القوى الخارجية، وقوى العمالة في الداخل.

أيها الأخوة والأخوات، يا أبناء وجماهير الشعب اليمني العزيز:

إن ثورتكم المباركة تمثل اليوم الرافعة الوطنية لكل طموحات وآمال شعبكم، ولقد أثبتت الأيام نقاءها وصفاءها وصلابتها وقوة وعيها وإبصارها، وكلما قالته الثورة في خطاباتها من تشخيصات للواقع ومن استشراف للمستقبل ها هي الأحداث والوقائع والمستجدات تؤكدها وتثبتها يوما بعد يوم.

ويحق لأبناء شعبنا اليوم الاعتزاز بكل البطولات والنضالات، التي حولت اليمن من دولة على حافة الانهيار إلى نموذج لرفض الهيمنة والاستكبار، وقدرة الشعوب على الانتصار؛ إذا تحققت النوايا الصادقة والإرادة الوطنية الجامعة.

وأبَشر أبناء شعبنا -في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة- بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وأن الثورة قد وصلت -بفضل الله- إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة.

وفي هذا السياق، أتقدم بالشكر لكل من كتب وألف عن ثورة 21 سبتمبر، وأوجّه الحكومة برعاية الكُتاب والمبدعين؛ والدفع بهم للكتابة عن هذه الثورة، وتخليدها للأجيال القادمة.

وفي هذه الذكرى، نؤكد على ما يلي:

أولاً: نجدد التهنئة والتبريك لأبناء شعبنا بأعياده الوطنية، ونهيب بالجميع بأهمية توحيد الصف، وحماية الجبهة الداخلية، ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبناء الدولة العادلة، التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.

ثانياً: إن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر، التي حاول العدوان إعاقتها طوال عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصلا حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.

ثانيا: أحيي القوات المسلحة والأمن على جهودهم المباركة في الدفاع عن البلد، والحفاظ على أمنه واستقراره، وأبارك للقوة الصاروخية نجاحها بضرب هدف عسكري في ما يسمى “تل أبيب” بصاروخ “فلسطين 2” الباليستي الفرط صوتي، الذي تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، والأيام القادمة مليئة بالمفاجآت..

ونؤكد أن عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة، كما نؤكد على موقفنا الثابت والمبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.

ثالثاً: أحيي الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم؛ مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.. آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز؛ نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان، وإنهاء الحصار على غزة.

رابعاً: نؤكد حرصنا الكامل على تحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه من مصلحة الجميع، وأدعو قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق أهدافه، وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود، ورفع الحصار، وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية، وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل، والإفراج عن جميع الأسرى، ودفع التعويضات، وجبر الضرر، والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قِبل القوى الأجنبية كافة.

خامساً: نحذّر من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب، واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه، وتجويعه وإفقاره، وعرقلة صرف مرتباته، فلن يطول صبرُ شعبنا، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، ونحن بعون الله نمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.

سادساً: لا ننسى عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، فلهم منا عظيم التحية، وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس، وقدموا فلذات أكبادهم من أجل عزة ورفعة اليمن.. مؤكدين لهم اهتمام الدولة بشؤونهم، وأنهم محل الاهتمام والرعاية، وأن على المؤسسات المعنية بهم أن تحرص على القيام بالمسؤولية على أكمل وجه.

سابعاً: ندين الاعتداء اللاأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، ونعلن تضامننا الكامل معهم، وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.

ثامناً: وجهنا بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة، الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء؛ تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة.

أخيراً: ستظل مقدرات القوات المسلحة والأمن “الصاروخية والبحرية والطيران المسيّر” مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أي قوة في هذا العالم مهما كان الثمن، ومهما كانت التحديات.

تحيا الجمهورية اليمنية

المجد والخلود للشهداء – الشفاء للجرحى – الحرية للأسرى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي لثورة 21 من سبتمبر المجیدة إلى جانب الشعب الفلسطینی الشعب الفلسطینی المظلوم القوات المسلحة والأمن الجمهوریة الیمنیة التغییر والبناء الذکرى العاشرة الحصار على غزة الرئیس المشاط ثورة 21 سبتمبر شعبنا العزیز الشعب الیمنی تحقیق السلام أبناء شعبنا ورفع الحصار هذه الثورة فی الجانب فی مساندة مؤکدا أن بعد أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

رؤية واقعية “لطبيعة الصراع في اليمن ومسارات الحلول الممكنة”

عندما تندلع حرب داخلية في أي بلد، فإن الحل الواقعي والمنطقي يتمثل في بناء عملية سياسية شاملة تستوعب جميع أطراف الصراع، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تُجسِّد مبدأ التوافق وتكفل المشاركة في صناعة القرار السياسي خلال مرحلة انتقالية، تمهيدًا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

هذه الرؤية الواقعية سبق أن طرحناها خلال مؤتمر الحوار الوطني، وقدّمناها مكتوبة لكل شركاء الحوار، ثم عملنا على ترجمتها إلى واقع عملي بعد انتصار ثورة 2014، من خلال تحويلها إلى مشروع سياسي تمثّل في اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الذي وقّعت عليه جميع الأطراف السياسية دون استثناء.
ورغم أن أنصار الله كانوا الطرف المنتصر، إلا أن الاتفاق لم يمنحهم أي امتيازات خاصة، التزامًا بمبدأ الشراكة الوطنية والتوافق السياسي.

تكمن المشكلة في أن الطرف المهزوم ظلّ مصرًّا على الانفراد بالقرار السياسي، ولعجزه عن تحقيق ذلك بإمكاناته الذاتية، لجأ إلى الاستقواء بالخارج الذي كان يسعى لإبقاء اليمن تحت الوصاية الدولية وفقًا للمبادرة الخليجية.

ومنذ ذلك الحين، عملوا على تعطيل تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية القائم على مبدأ الشراكة والتوافق، مطالبين بانسحابنا من مناطق سيطرتنا وتسليم سلاحنا، تمهيدًا لعودة السفير الأمريكي ليمارس حكم اليمن عبر واجهته المتمثلة في عبدربه منصور هادي.

اليوم، وبعد مرور أكثر من عشر سنوات على العدوان على اليمن، ومع ما كشفته معركة طوفان الأقصى من حقائق ومعادلات جديدة في المنطقة، نعيد طرح السؤال مجددًا: ما هو الحل المنطقي والمفترض لليمن في هذه المرحلة؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال الجوهري والمصيري، لا بد من التوقف عند جملة من الحقائق الأساسية التالية:

الحقيقة الأولى:
لم تعد المشكلة في اليمن تعبّر عن صراع داخلي على السلطة، بل تحوّلت إلى صراع إقليمي ودولي يهدف إلى إبقاء اليمن تحت الوصاية الخارجية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وهذا ما يؤكده سلوك عملاء الداخل وأعداء الخارج الذين ما زالوا يصرّون على تبنّي عملية سياسية تقوم على أساس المبادرة الخليجية التي كرّست الوصاية الدولية، وعلى قرارات مجلس الأمن التي وضعت اليمن تحت طائلة العقوبات الدولية.

ويكفي للدلالة على حجم الارتهان أن عبدربه منصور هادي اعترف بأنه لم يكن على علم بعملية عاصفة الحزم إلا في صباح اليوم التالي لبدء العدوان، وهو ما يثبت أن دول العدوان لم تكلف نفسها حتى عناء إبلاغ عملائها في الداخل، فضلًا عن استشارتهم أو إشراكهم في قرار العدوان.

اعتراف رشاد العليمي بأن التدخل العسكري السعودي–الإماراتي هو الذي حال دون سيطرة أنصار الله على كامل الأراضي اليمنية، يؤكد أن الصراع المسلح في اليمن كان قد حُسم فعليًا لصالح طرف داخلي يؤمن بمبدأ الشراكة ولا يسعى للانفراد بالقرار السياسي.
وهذا بدوره يشير إلى أن اليمن كان مهيّأً آنذاك لبناء عملية سياسية مستقرة تقوم على مبدأ الشراكة لا على منطق الغلبة والقوة. ولولا ذلك التدخل الخارجي، لكانت اليمن اليوم دولة مستقلة، مستقرة، وذات سيادة كاملة.

اعتاد معظم قادة المرتزقة على تحريض الدول الإقليمية والقوى الكبرى على التدخل العسكري في اليمن، بزعم أن خطر أنصار الله لا يقتصر على الداخل، بل يمتد ليشمل الإقليم والعالم بأسره.
وهذا في جوهره اعتراف ضمني بأن اليمن، بقيادة أنصار الله، سيكون مؤهَّلًا للعب دور إقليمي ودولي فاعل، ولن يظل مجرد حديقة خلفية للسعودية كما يريد الأمريكيون وأدواتهم في المنطقة، وهو ما أقرّ به صراحةً سلطان البركاني في احد تصريحاته.

كل ذلك يؤكد أن الحرب في اليمن لم تعد تعبّر عن صراع داخلي، بل حربًا استباقية شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا عبر أدواتهما في المنطقة، بعد أن استنفدت أدواتهما في الداخل قدرتها على تحقيق أهدافهما.

الحقيقة الثانية:
أي حل سياسي في أي دولة لا يمكن أن يتحقق إلا بين أطراف الصراع في الداخل، الذين يمتلكون مناطق سيطرة فعلية على الأرض ولديهم القدرة على اتخاذ القرار.

أما في اليمن، فقد فقد المرتزقة تلك القدرة، إذ لم يعد لديهم مناطق سيطرة حقيقية، ولم يعد القرار بيدهم، بل أصبح خاضعًا لإشراف الضباط السعوديين والإماراتيين، مما أفقدهم أي تأثير فعلي على القرار السياسي.

ويكفي في هذا السياق أن بن سلمان جمع جميع المرتزقة في الرياض وأجبرهم على التوقيع على مشروع حل قضى بعزل هادي، وتنصيب رشاد العليمي، وتشكيل مجلس قيادة من ثمانية أعضاء، بالإضافة إلى اعتماد لائحة تنظيمية بديلة عن دستور الجمهورية اليمنية.

‏الحقيقة الثالثة:
يفتقر المرتزقة إلى لغة المنطق، مما جعل التوصل إلى حل معهم أمرًا مستحيلاً، حتى وإن تعاملنا معهم كأطراف صراع حقيقيين. فهم لا يزالون يطالبوننا بإعلان الاستسلام، لتتاح لهم الفرصة للانفراد بالقرار السياسي، على الرغم من أن حلفاءهم قد فشلوا في تحقيق اهداف المعركة الإقليمية والدولية، كما انهم أنفسهم قد خسروا المعركة الداخلية.
وهذا يؤكد ما نكرره دائمًا: أنهم فقدوا القدرة على استشعار الواقع من حولهم، وينتقلون للعيش في عالم متخيل، بعيد عن مجريات الأحداث وقوانين المنطق.

بعد استعراض هذه الحقائق، يمكن الآن الإجابة على السؤال الجوهري والمصيري: ما هو الحل المفترض في اليمن؟

وفي سياق ذلك، سُئل محمد حسنين هيكل في بداية العدوان على اليمن عن توقعاته لنتائج عملية عاصفة الحزم، فأوضح أن اليمن يمثل حالة استثنائية. وأشار إلى أن السعودية كانت مضطرة لدفع أموال طائلة لشراء ولاء المشايخ بهدف احتواء اليمن وتحييده، محذرًا من أن اليمن يشبه البركان النائم، وإذا ما أيقظه التدخل الخارجي، فسينفجر ويجتاح المنطقة بأسرها.

إنّ صمود اليمن الأسطوري أمام العدوان ونجاحه في إسناد غزة في مواجهة مباشرة مع امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني يؤكِّدان صدق تحذيرات محمد حسنين هيكل.

ونظرًا لأن الحل في اليمن لم يعد ممكنا عبر الاتفاقات السياسية، ولا مفضلا عبر الحسم العسكري, فإن الخيار الثوري القائم على صحوة الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة للمشاركة في شرف تحرير الوطن وانتزاع حقوقه واستعادة عمقه الجغرافي والديموغرافي في جزيرة العرب يعد هو الخيار الافضل والانسب. خصوصا بعد ان ادرك الشعب اليمني حقيقة اهداف دول العدوان وارتباط مرتزقتهم بالمشروع الصهيوني في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بثورة 14 أكتوبر
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • بن حبتور يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعيد الـ 62 لثورة 14 أكتوبر
  • رؤية واقعية “لطبيعة الصراع في اليمن ومسارات الحلول الممكنة”
  • ترامب: سنفعل شيئًا لا يُصدق.. وأشيد بالدول العربية التي تعهدت بإعادة إعمار غزة
  • صحة المنيا: 95 ألف متردد و951 عملية جراحية في شهر سبتمبر
  • صحة المنيا: 95 ألف متردد وإجراء 951 عملية جراحية خلال سبتمبر
  • مجلس عزاء للشهيد الأسير عيسى العفيري في العاصمة
  • عدن تستعد لثورة شعبية جديدة في ذكرى أكتوبر.. والاحتلال يعيش حالة استنفار
  • وسائل إعلام صهيونية: وقف العدوان على غزة هو الطريق الوحيد لإنهاء الحصار الجوي اليمني