دعوا لاستثمار الدول العربية لمقوّمات الإصلاح السياسي تجنباً للوصول إلى طريق مسدود، وبما يعزز قوة ومنعة الدول العربية وضمان استقرارها أكدوا أن معركة طوفان الأقصى فتحت آفاقاً على تحولات مهمة وفرصة لإعادة النظر في تحالفات العالم العربي

أكد المشاركون في الندوة التي أقامها مركز دراسات الشرق الأوسط بعنوان “اتجاهات التحولات في العالم العربي 2025-2035” على ضرورة أن يرسم العالم العربي ملامح مستقبله بناءً على ما يحقق أمنه القومي ومصالحه العليا في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، وأن معركة طوفان الأقصى فتحت الآفاق على تحوّلات مهمة على الصعيد الفلسطيني والعربي والإقليمي وشكلت فرصة مهمة لإعادة النظر في تحالفات العالم العربي ومواقفه تجاه قضاياه المشتركة بما في ذلك استعادة الشخصية العربية القادرة على المبادرة في مواجهة الاحتلال الغاشم وحرب الإبادة الإسرائيلية.

وقدم المتحدثون في الندوة التي أختتمت أعمالها اليوم بمشاركة باحثين وخبراء وسياسيين من تسع دول عربية، وتخللها تقديم 17 ورقة علمية بحثية، قدّموا تصوّراً للتحوّلات الممكنة، والمنهج المقترح للتعامل المفترض مع هذه التحولات في العالم العربي، مؤكدين أن الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ضمان أكيدة لتعزيز قوة ومنعة الدول العربية، وضمان استقرارها وإدارة علاقاتها الخارجية إقليمياً ودولياً بتوازن، مع الدعوة إلى إنجاز المصالحات والتفاهمات الوطنية مع النخب السياسية والأحزاب والقوى السياسية كلُّ في بلده، وصولاً إلى الشراكة وبناء الجماعة الوطنية، وتفعيل أدوار المجتمع المدني ومؤسساته.

ودعا المشاركون في الندوة إلى استثمار الدول العربية لمقوّمات الإصلاح السياسي الناجز والانتقال الديمقراطي، تجنباً لوصول المجتمعات العربية إلى طريق مسدود، وبما يعزز قوة ومنعة الدول العربية، وضمان استقرارها، وفسح المجال من قبل الحكومات العربية، أمام القوى الوطنية والعربية العابرة للقُطرية لتأخذ مكانها في المساهمة بصياغة قوة العرب ومكانتهم، والالتقاء معهم على قواسم مشتركة معززة للأمن القومي العربي، في ظل ما يشهده العالم العربي من مخاطر وتحديات وتهديدات ذاتيّة محلية، توازي المخاطر الخارجية في إضعاف العالم العربي وانكشافه أمام المشاريع الخارجية، ما يؤكد أهمية إنجاز الإصلاح السياسي.

مقالات ذات صلة الخارجية: النعيمات والعودات دخلا الأردن وصحتهما جيدة 2024/09/23

كما أكدوا على ضرورة تبني استراتيجية عربية موّحدة لمواجهة المشروع الصهيوني ومخاطر وتهديدات إسرائيل على المشروع العربي، وتشكيل إطار عمل استراتيجي عربي- فلسطيني للتصدي لمحاولات مأسسة العلاقات العربية- الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإضعاف الدور العربي في تحديد مصير الإقليم والحفاظ على هويته، كما أكدوا أهمية تعزيز ثقافة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ودعمها بما يخدم حقوق الشعب الفلسطيني، ويعزز الأمن القومي العربي، ويحمي دول الطوق من التهديدات الإسرائيلية.

ودعا المتحدثون في الندوة إلى دراسة أسباب تراجع مظاهر التعاون والعمل العربي المشترك، وانخفاض مستويات التنسيق والتعاون والتضامن، وضرورة تقديم استراتيجيات تحدث انعكاسات إيجابية في هذا المضمار، وإعادة تشكيل مجموعات عمل مشتركة، لتصويب بعض المسارات الخاصة، والقضايا العربية المشتركة، لبلورة إطارات نظرية وعملية، من أجل استعادة الدول العربية لحيويتها في النظام العربي، وتحريك الجمود الذي تعيشه الجامعة العربية، ومجابهة المخاطر التي يتعرض لها العالم العربي.

وأبرزت نقاشات المشاركين الحاجة إلى بناء استراتيجات ورؤى واضحة لتحقيق الأمن القومي العربي، وبناء نظام أمني عربي فعال وإعادة تعريفه في إطار التغيرات الدولية الحالية، والتعامل مع تأثير الجهات الفاعلة الخارجية في تشكيل ديناميكات الأمن الإقليمي، في ظل التحوّلات الكبرى التي يعيشها العالم العربي.

وحول العلاقات العربية- الدولية دعا المتحدثون إلى إنشاء منتدى للعلاقات العربية- الإفريقية، يؤسس لمركز دراسات مشترك، ومنتدى حوار سياسي واقتصادي، ومؤسسي للتبادل الثقافي، مع أهمية التفريق في العلاقات العربية- الإقليمية بين ما هو تهديد أو تحدّ أو تنافس.

ودعا المشاركون إلى استثمار المقومات التي يمتلكها العالم العربي، والاستفادة من طاقاته وموارده الاستراتيجية المتعددة في خدمة الدور الجيواستراتيجي والأمن القومي العربي المشترك والمصالح الوطنية العليا، مع أهمية العمل على تعزيز مكانة العالم العربي ودوره الإقليمي والدولي، بوصفه مصدر الطاقة الأهم للقوى الصناعية الكبرى في العالم.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأمن القومی العربی الإصلاح السیاسی الدول العربیة العالم العربی فی الندوة

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: نتنياهو مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي

أكد السفير الدكتور عمر عوض الله، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية للشؤون السياسية، إن الفارق الجوهري في التحركات الدبلوماسية الحالية هو أنها تتزامن مع انعقاد مؤتمر دولي للسلام يهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية عبر السبل السلمية، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن معظم دول العالم تشارك في المؤتمر، باستثناء دولتين.

تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق الناروزير الخارجية: صمت العالم أمام الجرائم في غزة تجسيدا مؤلمًا لفشل النظام الدولي4000 طن خلال 3 أيام .. استمرار تدفق المساعدات المصرية إلى غزةوزير دفاع إسرائيل: حماس لن تحدد مستقبل غزة.. وجيشنا سيبقى داخل القطاع

وأوضح، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحراك الدولي هذه المرة ليس مقتصرًا على الدول العربية فقط، بل باتت القضية الفلسطينية أولوية عالمية، في ظل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مؤكدًا أن الصمت الدولي لم يعد مقبولًا.

وفي سياق متصل، شدد السفير الفلسطيني على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ليس صانع قرار"، بل "مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي عبر استمرار العدوان"، مضيفًا أن حكومة الاحتلال الحالية لا يمكن أن تكون شريكًا في أي عملية سلام، نظرًا لسجلها في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين.

وتابع: "هناك دول بدأت بالفعل باتخاذ إجراءات عملية لمعاقبة إسرائيل، بما في ذلك التلويح بفرض عقوبات اقتصادية وقطع العلاقات واستدعاء السفراء، كما فعلت هولندا".

وأشار السفير عوض الله إلى أن التحرك لم يعد دبلوماسيًا صرفًا، بل يشمل خطوات عملية تشمل عقوبات اقتصادية وسياسية، وإغلاق بعثات دبلوماسية، معتبرًا أن هذا التصعيد يأتي نتيجة لفقدان إسرائيل دعم أقرب حلفائها، وهو ما وصفه بأنه "رسالة واضحة إلى تل أبيب".

وفي رده على سؤال حول تغير الموقف الدولي تجاه إسرائيل، قال: "نعم، هناك تحوّل واضح، أصدقاء الأمس باتوا يعيدون تقييم مواقفهم، فرنسا أعلنت نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبريطانيا قد تحذو حذوها".

طباعة شارك غزة قطاع غزة الاحتلال فلسطين اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • سفير فلسطين لدى المملكة: الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وبلادنا رسالة واضحة للعالم
  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • زيتوني يشدد على ضرورة تعزيز آليات التوزيع لضمان تموين السوق
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • الخارجية الصينية: القضية الفلسطينية جوهر قضايا الشرق الأوسط وندعو لوقف الحرب بغزة
  • الخارجية الفلسطينية: نتنياهو مجرم حرب يسعى لتمديد عمره السياسي
  • وزير الخارجية يجري مباحثات مع نظرائه بإسبانيا واليمن وإيطاليا وأمين عام جامعة الدول العربية
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • أبو العينين: نوجه التحية للقوات المسلحة والمخابرات العامة لدورهم في حماية الأمن القومي