مع اقتراب الذكرى الـ30 لإطلاقها.. طائرة بوينغ 777 تواصل الهيمنة
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
تحتفل طائرة بوينغ 777 بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، حيث تبقى إحدى الطائرات الأكثر استخدامًا في مجال الطيران التجاري، بحسب تقرير نشره موقع SimpleFlying المتخصص في أخبار الطيران.
وأُطْلِقَت الطائرة في عام 1994، بهدف سد الفجوة بين طراز 747 الكبير و767 الأصغر. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، حققت هذه الطائرة ذات المحركين سمعة قوية بين شركات الطيران والركاب، بفضل ميزاتها المتعددة وكفاءتها وموثوقيتها.
ونشأت بوينغ 777 من تعاون بين بوينغ وثماني شركات طيران، منها يونايتد والخطوط الجوية البريطانية وكاثي باسيفيك، التي شاركت في تطوير طائرة تلبي احتياجات السفر الطويل المدى مع تحسين راحة الركاب.
وتتميز الطائرة بمقصورة أوسع ونوافذ كبيرة، ما يعزز تجربة السفر. وقد أدت الابتكارات في تصميمها، مثل: تقليل الضوضاء، وتدوير الهواء، إلى جعل الرحلات الطويلة أكثر راحة.
كما تتميز بوينغ 777 بقدرتها الاستثنائية على الطيران لمسافات طويلة، إذ كانت أول طائرة تجارية تحصل على شهادة ETOPS-180، والتي تسمح لها بالطيران لمسافات تصل إلى 180 دقيقة من أقرب مطار في حالات الطوارئ. ويتيح ذلك لشركات الطيران اختيار مسارات طيران أكثر مباشرة، ما يؤدي إلى تقليل أوقات السفر واستهلاك الوقود.
وعلى مر السنوات، قدمت بوينغ عدة طرازات من 777، إذ أصبح طراز 777-300ER الأكثر شعبية. يتمتع هذا الطراز بقدرة أكبر على حمل الوقود ومحركات قوية، ما يمكنه من الطيران لمسافة تصل إلى 7370 ميلًا بحريَّا. وقد جعلته هذه الميزات خياراً مفضلًا للرحلات الطويلة التي تربط بين المحاور الرئيسة في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وإحدى الميزات المهمة لطائرة بوينغ 777 هي تعدد استخداماتها، فقد صُمِّمَت لتلبية احتياجات سوق الركاب والشحن، لتكون خيارًا جذابًا لشركات الطيران.
ويمكن لطراز 777-300ER استيعاب حتى 396 راكبًا في تكوين مزدوج، مع مساحة شحن كبيرة، ما يجعله مناسبًا للرحلات التي تتطلب كلًّا من الطلب العالي على الركاب وسعة الشحن.
وحقق طراز بوينغ 777 شهرة بفضل تقديم تجربة ركاب متميزة، إذ يفضلها العديد من المسافرين بفضل المقصورة الواسعة والنوافذ الكبيرة. واستثمرت العديد من شركات الطيران في تحديث أسطولها من طراز 777، مع إضافة مقاعد قابلة للتحويل إلى أسرة في درجة رجال الأعمال ونظم ترفيه محسنة.
ومع اقتراب طائرة بوينغ 777 من ذكرى تأسيسها، تستعد بوينغ لإطلاق الجيل الجديد، طراز 777X، الذي يتضمن تحسينات جديدة مثل محركات GE9X وأجنحة أطول مع نصائح قابلة للطي.
ومن المتوقع أن تعزز هذه التحديثات كفاءة استهلاك الوقود وتجربة الركاب؛ ما يضمن استمرار تنافسية عائلة 777 في السوق العالمية.
إرم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: طائرة بوینغ 777 طراز 777
إقرأ أيضاً:
الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.
فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.
لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.
اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.
استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.
إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.
فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.
تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.
ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.
كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.
البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.
أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.
بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.
لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.
والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.