موقع 24:
2025-07-31@16:24:06 GMT

صمت ينطق بالألم

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

صمت ينطق بالألم

يقترب عام مأساة غزة من الاكتمال، لكنّ آثاره، حتى إذا توقفت الحرب العبثية، ستعيش طويلاً في النفس.

الأجيال الفلسطينية التي تتوارث النكبة تميّزها بلاغة خاصة بالقضية تمكّنها من الصراخ بآلامها وفضح العجز الدولي عن حلّها في كل المنابر، غير أن هذه الميزة مهددة بالفقدان.
قد لا يعيب الفلسطيني على أخيه العربي صمته في المستقبل عن نصرته ولو بأضعف الإيمان، لأن صاحب القضية الأول قد يكون أخرس، أو متلعثماً إذا أسعفه الحظ بالإفلات من ويلات غزة وغيرها من أرجاء فلسطين وبقية مساحات الأسى في المنطقة.


قيل الكثير في تأثيرات الحرب على الأطفال في فلسطين، وتكاد صور مأساتهم الخاصة وتفرقهم بين التشريد والاستهداف المباشر وفقدان الأهل تدخل دائرة الاعتياد من كثرة التكرار.
ورغم ذلك لا يزال في جعبة الطفل الفلسطيني ما يفجع، ولا يزال في واقعه ما هو أبلغ من الكلام وأنفع من أطنان الحبر والورق التي استهلكتها تغريبته منذ بدأت.
لم يعد الطفل الفلسطيني في غزة فقط مطارداً بالموت والإصابة والتشريد واليتم، إنه على أعتاب صمت قد يكون أبلغ ما ينطق بوجعه التاريخي، وأفصح من كل الذين يشاطرونه فصول مأساته.
تقول الأمم المتحدة إن الخوف والقلق في قطاع غزة يلقيان أطفالها في مشاكل النطق، بل إن بقية الفئات ماضية إلى هذا المصير، وكأننا أمام فقدان الفلسطيني مجدداً أحد حقوقه وأقلها، وهو الصراخ باسم قضيته.
ستة من كل عشرة أطفال في أحد مخيمات دير البلح يصعب عليهم النطق فيتلعثمون، وتنقل الأمم المتحدة عن مختصة أن الطلب على خدماتها يتزايد.
قيل قبل ذلك إن إعادة إعمار غزة تتطلب عقوداً، لكن الأمر لا يتعلق بالمباني والبنى التحتية فقط، فلا خلاف على أن استعادة روح إنسان القطاع بحاجة إلى أضعاف ما يستلزمه العمران.
حذّر كثيرون من آثار ما يجري في المنطقة على أطفالها ومن إلقاء أطفالٍ في فلسطين وسوريا وليبيا واليمن والعراق في دائرة النار التي تحرق المستقبل، وحذروا من شيب قبل الأوان يغزو أرواح أجيال محرومة من أبسط الحقوق، لكن أحداً لم يتوقع عجزاً عن مجرد الكلام.
حين تتوقف الحرب وينجلي غبارها، والعهدة على الأمم المتحدة، سيتجلى عدد من فقدوا القدرة على النطق في غزة من الصغار والكبار، أو من يشتت التلعثم قدرتهم على تكملة الحديث عما جرى ويجري، وهو هذه المرة أكبر من قدرتهم على الاحتمال والصراخ.
كأن أطفال المأساة يبادلون العالم صمته وعجزه عن وقفها. لعلهم يراهنون، رغماً عنهم، على أن صمتهم عن الكلام يجدي أكثر مما يتردد في أروقة المنظمات الدولية، وعلى الشاشات، وفي التظاهرات، وتحليلات الخبراء الاستراتيجيين والعالمين ببواطن وظواهر القضية، ونقاشات تبادل التهم والتخوين والتنظير.
إن من أخرستهم المأساة صور عصرية لحنظلة، يديرون ظهرهم للعالم وينتظرون صامتين معجزة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني

قال الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي كان أول من رفض علنا، منذ 10 أكتوبر 2023، أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، معتبرا أن هذا التهجير يعد تصفية للقضية الفلسطينية.

وأكد رشوان - في مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز مساء الإثنين - أن ما قاله الرئيس السيسي اليوم، وما تفعله الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، يمثل حائط الصد الحقيقي أمام كل حملات التشويه التي تستهدف دور مصر التاريخي.

وأضاف أن مصر التزمت منذ بدء الحرب بثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في وقف الحرب، وإدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن، وهو ما عبر عنه الرئيس السيسي بشكل متكرر وعلني.

وأكد أن الأصوات التي تهاجم مصر لا تسعى للوصول إلى الحقيقة، بل تهدف إلى التحريض وخلق وقائع مختلقة لتشويه صورة الدولة المصرية، رغم أن الواقع على الأرض وما تفعله مصر أمام العالم كله يكذب هذه الادعاءات.

كما أكد رشوان أن الدولة المصرية ثابتة في موقفها، وأنها لا تتلقى توجيهات أو تهديدات من أحد، بل تعمل وفقا لمبادئها ومصالحها القومية، داعيا إلى عدم الانسياق وراء الحملات المشبوهة التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني.

ا د م/ م م ر

مقالات مشابهة

  • سبتمبر الحاسم.. دول أوروبية كبرى تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة
  • رئيس الوزراء: البرتغال تدرس الاعتراف بدولة فلسطين
  • كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة سبتمبر المقبل
  • إعلان نيويورك: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وأهمية الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة
  • “إعلان نيويورك”: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة
  • رئيس وزراء بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي
  • بريطانيا تفجّر مفاجأة هذا الأسبوع: خطة للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين تهز الداخل والخارج
  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • وزير الخارجية يلتقي بسكرتير الأمم المتحدة على هامش مؤتمر «تسوية قضية فلسطين»