صحيفة: واشنطن أبلغت لبنان أن أبواب الدبلوماسية أغلقت
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
رام الله - دنيا الوطن
قال صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن واشنطن أرسلت رسالة مقتضبة إلى رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي مفادها أن أبواب الدبلوماسية أغلقت ولم يعد هناك مجال لأي مفاوضات.
وأوضحت الصحيفة أنه في وقت لاحق، تلقى ميقاتي اتصالات أمريكية تكرر الفحوى لناحية القول بأن "واشنطن لم تعد قادرة على ضبط الإسرائيليين ولا مجال لفعل أي شيء".
ورأت مصادر مطلعة أن "التطورات الأخيرة ستفرض تعديلا على جدول الأعمال، حيث يتوقع أن تطرح وساطة فرنسية".
وكشف مصادر مطلعة عن "رسائل أمريكية وعربية وأوروبية وصلت يوم أمس بكثافة الى بري وميقاتي وحتى الى حزب الله، تضمنت طلبا إسرائيليا واضحا ومباشرا بإغلاق جبهة الإسناد كمدخل لوقف التصعيد".
وقد حملت هذه الرسائل تهديدات مبطنة بأن "أحدا لن يستطيع الضغط على إسرائيل في حال عدم قبول حزب الله بالتراجع".
كما أعلن، أمس، عن دخول تركيا وقطر على خط الوساطة مع حزب الله مباشرة، وقالت المصادر إن وفدا سيصل من البلدين إلى بيروت اليوم "حاملا مبادرة ذاتية، لا تتضمن أي ضمانات من إسرائيل".
وقالت المصادر إن "الرسائل تتقاطع حول نقطة واحدة وهي أن إسرائيل تريد خلق منطقة عازلة لا بشر فيها ولا حجر بعمق 10 كيلومترات، ولن تتراجع عن ذلك، وأن الحل الوحيد هو في العودة إلى تطبيق القرار 1701 مع تقديم التنازلات التي تطلبها إسرائيل، وأي رفض لن يواجه إلا بمزيد من الضربات والتصعيد".
المصدر: دنيا الوطن
إقرأ أيضاً:
أفضل استثمار في الحياة بلا منازع
أنيسة الهوتية
في قلب المجتمعات الحية، تتكئ الحضارات على مشروع إنساني بالغ الأهمية، لا يُقاس فقط بالحب والشرعية، بل بالنية، والمواقف، والثمار.
إنه الزواج. ليس مجرد عقد بين شخصين؛ بل هو البنية التحتية الأولى لكل ازدهار إنساني: مشروع اجتماعي، واستثمار مادي وعاطفي، ومؤسسة نموّ داخلي، وبناء جماعي للسكينة.
في منطق الاستثمار، لا يُشترط التطابق الكامل بين الشركاء، بل تتفوق النية والإرادة على النسب. يكفي أن تتوفر 55% من التوافق، مع عقل ناضج وقلب منفتح، حتى تبدأ عجلة البناء. فالمؤسسة الزوجية الناجحة لا تُبنى على صورة مثالية، بل على تفاهم ناضج ومرونة تقبل الاختلاف.
الزواج ليس مشروعًا شخصيًا فقط، بل مشروع مواجهة حضارية لحياة متفلتة، تُبدَّد فيها الطاقات والمشاعر والأموال دون مردود حقيقي. هو غضٌّ للبصر، وصونٌ للروح، وتوجيه للرغبات إلى مسارها النقي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتقِ الله في النصف الآخر" (حديث حسن)، دلالة على هذه الحماية الإيمانية المتكاملة.
ومع أن الخوف من الزواج، خصوصًا في زمن التقلّب الاقتصادي، يُهيمن على أفكار الشباب، إلا أن الواقع يشهد بشيء آخر:
من يُقبل على الزواج بنية طيبة، وصدق في العزم، يُفتح له من أبواب الرزق ما لم يكن في حسبانه؛ فالزواج مغناطيس للبركة، ومولّد للطاقة الاقتصادية والاجتماعية، وليس عبئًا كما يُروَّج له.
أما الذرية، فهي توسعة لهذا المشروع المبارك. الأطفال ليسوا استنزافًا، بل استثمارًا طويل المدى، وجودهم في الحياة سبب للبركة، ومصدر للقوة النفسية والمعنوية. وليس من المستغرَب أن يُحذّر القرآن من وسوسة الشيطان: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرةً منه وفضلًا" [البقرة: 268]؛ فكل تخويف من الزواج، من الإنجاب، من الالتزام، هو باب موارب من أبواب الوهم، لا الحقيقة.
الزواج ليس نهاية الحرية؛ بل بدايتها الحقيقية.
حريةٌ تُربي الإنسان على الاختيار الناضج، وتنقله من فوضى العاطفة إلى وضوح البناء، هو المشروع الذي لا يخسر، ما دام قائمه واعيًا، مؤمنًا، مستثمرًا فيه بقلبه، وعقله، وموارده.