كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد يخرج خالي الوفاض من أول اختبار دبلوماسي له، حين يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويقول دبلوماسيون غربيون، إنه لا توجد أي احتمالات تقريباُ لإجراء أي محادثات جادة، بشأن رفع العقوبات المفروضة على برنامج طهران النووي حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية.

ومن غير المرجح أن يحظى بزشكيان بلقاءات، مع العديد من القادة الأوروبيين الرئيسيين أو الرئيس بايدن. ويقول المسؤولون الغربيون إنهم "لم يروا سوى أدلة ضئيلة على أن صعود بيزيشكيان - المعتدل نسبياً في النظام الإيراني - أدى إلى تحول في سياسات إيران منذ توليه منصبه في يوليو (تموز) الماضي".

Iranian President Masoud Pezeshkian will try to set a new foreign-policy tone in a speech to the United Nations but is unlikely to score a breakthrough on sanctions relief https://t.co/QS0mxm9qvF https://t.co/QS0mxm9qvF

— The Wall Street Journal (@WSJ) September 24, 2024 رسالة طهران

وذكرت الصحيفة، أنه مع استبعاد تحقيق اختراقات دبلوماسية، ستُنظر إلى رحلة الرئيس الإيراني إلى حد كبير من خلال عدسة خطابه الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء.

وأشارت إلى أن لديه فرصة لتحديد نبرة جديدة للسياسة الخارجية الإيرانية، في رسالة تأمل طهران أن تجلب لها مكاسب مع العواصم الغربية، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقالت نيكول جرايفسكي، زميلة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "أعتقد أن زيارة بزيشكيان إلى نيويورك ستشكل فرصة هائلة للعلاقات العامة بالنسبة لإيران. ولكنني لا أرى أن هذا سيتجسد فعلياً في أي شيء ملموس على الفور".

وبدوره، قال عدنان طباطبائي، الرئيس التنفيذي لمركز كاربو للأبحاث في ألمانيا، "من الواضح أن المرشد الأعلى أدرك أن مستوى التوترات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة، يجعل الحياة صعبة للغاية، أمام التقدم داخلياً وخاصة على الصعيد الاقتصادي". 

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية لحل النزاعات، إن "الفريق الإيراني سوف يتطلع إلى استخدام نيويورك، للحصول على صورة عن الخيارات الدبلوماسية، التي ستكون ممكنة إذا احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على البيت الأبيض".

تجنب الصراع

وحسب التقرير، قال مسؤولون أمريكيون إنهم يريدون حل قضية البرنامج النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية، وعلى مدى الأشهر الـ 18 الماضية، جرت محادثات غير مباشرة متقطعة بين الجانبين بشأن القضايا الإقليمية والنووية. 

وقال مايكل سينغ، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه "مع سعي واشنطن إلى تجنب الصراع مع طهران، فإن الهجوم الساحر، الذي يشنه بزيشكيان قد يجد جمهوراً متقبلاً".

وأضاف أن "خياراتهم في التعامل مع إيران تقلصت بشكل كبير، مع تقدم البرنامج النووي الإيراني وإثارة المشاكل في المنطقة وخارجها".

تأثير الانتخابات

ويرى بعض المسؤولين الأمريكيين، أن التوصل إلى اتفاق إقليمي ونووي مع إيران، هو هدف محتمل إذا تم انتخاب نائبة الرئيس كامالا هاريس. ويأملون أن يؤدي التهديد بفرض عقوبات جديدة بقيادة أوروبية على إيران، والتي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي، إلى دفع طهران إلى طاولة المفاوضات. ولا يمكن استخدام هذا الخيار إلا حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

وقال أحد المسؤولين إن "إيران منفتحة على الأرجح على سلسلة من الاتفاقيات المحدودة، أو المؤقتة التي يمكن أن تحقق فوائد اقتصادية محددة، مقابل خطوات معينة للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، أو ربما تحديد خطوط حمراء لتحركات إيران الإقليمية". 

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الإيراني، قد يواجه موقفاً مختلفاً تماماً إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ففي حين يعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أن ترامب قد يستسلم لإغراء إبرام صفقة جديدة كبيرة مع طهران، إلا أن الرئيس السابق لم يبد أي إشارة إلى أنه لن يسعى إلى استعادة سياسة العقوبات القصوى.

ومع تزايد حالة عدم اليقين، تمسك القادة الإيرانيون بالاستراتيجيات التي اتبعوها في السنوات الأخيرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية طهران الانتخابات الأمريكية للأمم المتحدة كامالا هاريس دونالد ترامب إيران الانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس ترامب الأمم المتحدة الرئیس الإیرانی

إقرأ أيضاً:

طهران: العقوبات الأمريكية تؤكّد عداء عميق تجاه الشعب الإيراني

أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان نشر على منصة التواصل "إكس" أمس السبت، العقوبات الأمريكية الجديدة، خصوصًا حظر السفر المفروض على المواطنين الإيرانيين، واعتبرته "دليلًا إضافيًا على عمق العداء" الذي يضمره صُنّاع القرار الأمريكي للشعب الإيراني، مع انتهازية تؤكّد التمييز العنصري في السياسات الحالية 

وأضاف البيان أن الحظر جاء لائحة أسماء الدول المحظور سفر مواطنيها، مؤكدًا أنّ العقوبات "تمثّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي وللحقوق الأساسية للإنسان"، مما يعكس زعزعة الثقة بأي خطوة دبلوماسية أمريكية مستقبلية 

جاء هذا التصعيد الدبلوماسي بينما تتواصل جولات المفاوضات النووية، برعاية سلطنة عُمان، بين إيران والولايات المتحدة. 

واشنطن وباريس تتفقان على التزام مشترك لمنع إيران من امتلاك القنبلة النوويةإيران تعلن تنفيذ أكبر ضربة استخباراتية ضد إسرائيل ونقل وثائق حساسة إلى أراضيها

واعتبرت طهران، العقوبات شكلًا من أشكال "نشاط عدائي"، يعزز الشكوك في نوايا الطرف الأمريكي، رغم استمرارها في امتهان الدبلوماسية، في إشارة إلى رفض الانسحاب من مسار الحوار مع واشنطن 

سبق أن صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي باقائي، أن كل جولة من العقوبات تزيد من "جرم" السياسة الأمريكية ضد طهران، وتثبت أن الادعاءات المتكررة بالانفتاح الدبلوماسي هي "غير صادقة" .

وتأتي هذه التصريحات ضمن سياق أوسع من التوترات المزمنة بين إيران والولايات المتحدة، التي تطال مختلف الملفات من الحظر الاقتصادي إلى الملف النووي والصراع الإقليمي. 

ومنذ 1979، ظلت تصريحات "الموت لأمريكا" جزءًا من الخطاب الرسمي الإيراني، وتحوّل إطلاق العقوبات إلى إجراء روتيني يُعزّز السردية الرسمية المعادية للولايات المتحدة. 

وفي هذا الإطار، أشار البيان إلى أن العقوبات تأتي رغم وجود "فتوى واضحة" من المرشد الأعلى علي خامنئي تحرّم صنع الأسلحة النووية، مما يجعلها محاولة لـ "انتزاع اعتراف" من طهران بتصنيع أسلحة نووية بغض النظر عن خطابها الديني والقانوني .

تواجه طهران سياسة أمريكية متعارضة: بين دعوات الدبلوماسية من جهة وفرض العقوبات من جهة أخرى. 

وترفض إيران أي تمييز بين مواطنيها والمسلمين تحت أي مسمّى، وتصف العقوبات بأنها "مؤامرة للحفاظ على الحظر الاقتصادي السياسي" ضدها، مشددة على أن ذلك لن يثنيها عن مواصلة الحوار ضمن إطار النووي، ولو بثقة متجددة تجاه خصم رسمي يعتبره شعبيها "عقبة رئيسة".

طباعة شارك وزارة الخارجية الإيرانية العقوبات الأمريكية الجديدة القرار الأمريكي دبلوماسية أمريكية طهران واشنطن الخارجية الإيرانية

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية متخوفة إزاء البرنامج النووي الإيراني
  • دلالات تهديد إيران بنشر معلومات عن البرنامج النووي الإسرائيلي
  • الاتفاق النووي.. كشف موعد ومضمون الرد الإيراني على المقترح الأمريكي
  • تقرير جديد للوكالة الذرية يتهم إيران بالسعي لامتلاك السلاح النووي
  • طهران تكشف تفاصيل جديدة عن كنز النووي الإسرائيلي: نشره قريباً
  • إيران: لا دليل على “أبعاد عسكرية” لبرنامجنا النووي
  • البرلمان الإيراني: احتياطيات طهران من اليورانيوم المخصب لن ترسل إلى الخارج
  • طهران: العقوبات الأمريكية تؤكّد عداء عميق تجاه الشعب الإيراني
  • الرئيس الإيراني: مستعدون دوماً لعمليات التفتيش النووي ولن نقبل بالغطرسة
  • بزشكيان: لن نقبل وصاية أحد على مصيرنا.. ونشاطنا النووي شفاف بالكامل