تقرير: حزب الله لن يعترف بالهزيمة
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
رأت الزميلة في معهد السياسات بجامعة كولومبيا كيم غطاس أن الهجوم على أجهزة النداء والضربات الصاروخية الإسرائيلية ضد حزب الله كشفت عن خروقات أمنية عميقة ومحرجة داخل جماعة، كانت تفتخر منذ فترة طويلة بانضباط أعضائها وولائهم.
ثمة فرصة قصيرة للدبلوماسية الدولية
وكتبت في صحيفة "فايننشال تايمز" أن بدء الحملة الجوية الإسرائيلية ضد لبنان، يوم الإثنين الماضي، أدى إلى ثقب ما تبقى من الرواية القديمة التي باعها حزب الله لقاعدته: أنه قادر على حمايتهم وردع إسرائيل.
لكن أحداث الأسبوع الماضي أعادت إلى السطح أيضاً انقسامات عميقة داخل لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة حول دوره كدولة داخل الدولة، وجماعة شبه عسكرية إقليمية مسلحة بشكل كبير. إدانة وتعاطف
وصف رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق ليون بانيتا هجمات أجهزة النداء بأنها شكل من أشكال الإرهاب، حيث "يذهب الترهيب إلى سلسلة التوريد". ستتكشف بمرور الوقت العواقب الطويلة الأجل، خارج لبنان، والمترتبة على تفخيخ الأشياء اليومية على نطاق واسع. في غضون ذلك، كان الرعب محسوساً على مستوى وطني في لبنان، حيث كانت صفارات الإنذار تدوي لساعات.
Everything short of war: Hizbollah’s strategy lies in ruins | @JohnARaine1 https://t.co/sXSHlhwx7w
— Engelsberg Ideas (@EngelsbergIdeas) September 20, 2024
كانت هناك لحظة وجيزة من التعاطف العام. أعرب معارضون سياسيون عن تعاطفهم، وقالوا إن السياسة يجب أن تنحى جانباً في الوقت الحالي. وسارع لبنانيون من جميع الطوائف إلى التبرع بالدم. كان هذا التعاطف من النوع الذي لم يقدمه حزب الله نفسه لخصومه قط ــ ليس في لبنان، حيث يُتهم باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وعشرات آخرين، ولا في سوريا، حيث شارك في الحرب الأهلية الدموية إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد.
يقاتل حزب الله الآن دون الدعم الشعبي والإقليمي الذي كان يتمتع به خلال المواجهة السابقة في 2006، عندما أصبح زعيمه حسن نصر الله ذا شعبية هائلة في المنطقة بسبب تحديه لإسرائيل. أما الأسد الذي يدين ببقاء نظامه لحزب الله وإيران راعيته، إلى جانب روسيا، فغائبون عن المعركة. وفي نيويورك، أشار مسؤولون إيرانيون إلى أنهم منفتحون على المفاوضات مع الولايات المتحدة.
Its strategy may lie in ruins, but Hizbollah will not admit defeat - @KimGhattas for @ftopinion https://t.co/RnsEZA6oNJ
— Jonathan Derbyshire (@Jderbyshire) September 24, 2024
سترى إسرائيل كل هذا فرصة. ربما يعتقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن هذا يعني أيضاً أن اللبنانيين سيثورون ضد حزب الله، أو أن الأخير سيستسلم مع تزايد الخسائر. لكن في حين قد تكون استراتيجيته في حالة خراب، لن يعترف حزب الله بالهزيمة. واللبنانيون خائفون ومتعبون للغاية بحيث لا يستطيعون النهوض في خضم الحرب. وسيكون هناك أيضاً حشد طبيعي ضد إسرائيل. برعب، شاهد العديد من اللبنانيين المعارضين لحزب الله غزة، وهي تتعرض للقصف والتدمير.
في 2006، وبعد حرب بين إسرائيل وحزب الله دمرت جزءاً كبيراً من البنية الأساسية للبلاد وأسفرت عن مقتل 1200 مدني لبناني، اعترف نصرالله بأنه ما كان ليأمر بأسر جنود إسرائيليين على الحدود لو كان يعلم أن ذلك سيؤدي إلى مثل هذا الصراع المدمر. اليوم، يقف لبنان، بلد بلا رئيس وبحكومة موقتة ومؤسسات بالكاد تعمل، على شفير نزاع مدمر آخر. فرصة للدبلوماسية؟ ثمة فرصة قصيرة للدبلوماسية الدولية لإيجاد صيغة تنقذ ماء الوجه تسمح لحزب الله بتخليص نفسه من صراع غزة والتراجع من أجل لبنان. لكن هذا يتطلب بناء تحالف وطني داخل لبنان أثبت تاريخياً أنه من الصعب تحقيقه. والأمر الحاسم هو أن هذا يستلزم أيضاً حصول إدارة بايدن على ضمانات قوية من إسرائيل بأنها ستتراجع هي أيضاً.
وتتأسف الكاتبة في الختام لأنه بعد 11 شهراً من الحرب في غزة، أظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه غير قادر أو غير راغب بانتزاع الوعود من نتانياهو. وسيكون أكثر نفوراً من القيام بذلك، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد ما يزيد بقليل عن شهر واحد وحسب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الدويري: إسرائيل توسع بنك أهدافها لجر لبنان لاتفاقيات أبراهام
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إسرائيل تلجأ حاليا إلى توسيع نطاق ضرباتها في لبنان وسوريا بهدف خلق ضغط إستراتيجي يدفع البلدين نحو قبول ترتيبات سياسية جديدة، وفي مقدمتها اتفاقيات أبراهام.
وأوضح الدويري أن تكثيف الغارات في عمق الجنوب والبقاع السوري واللبناني يعكس توجها إسرائيليا لتغيير قواعد الاشتباك وفرض وقائع ميدانية تؤدي -وفق التقدير الإسرائيلي- إلى تعديل مواقف حكومات تلك الدول تجاه مسار التطبيع الإقليمي.
وتأتي تصريحات الدويري في ظل قصف إسرائيلي متواصل لمناطق واسعة داخل لبنان، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مواقع ومجمعات تدريب تابعة لقوات الرضوان، إلى جانب مستودعات أسلحة لحزب الله، وفق ما بثته القناتان الـ12 والـ14 الإسرائيليتان.
وأضاف الخبير العسكري أن إسرائيل تتحرك على 3 مستويات في لبنان: السياسي، والعسكري، والأمني من أجل خلق بيئة ضغط شاملة على الدولة اللبنانية والجيش والمقاومة، على أمل أن تدفع هذه الضغوط بيروت نحو خيارات لم تكن مطروحة سابقا.
وأشار الدويري إلى أن لبنان قدّم تنازلا خلال الأيام الماضية عندما رفع مستوى وفده التفاوضي إلى مستوى سياسي، وهو ما تعتبره إسرائيل مؤشرا على إمكانية تحقيق تقدم في مسار الضغوط إذا استمر التصعيد.
وترافق ذلك مع غارات إسرائيلية جديدة استهدفت محيط بلدات زلايا في البقاع الغربي، والبيسارية وجبل الرفيع وتبنين وأنصار ومرتفعات الريحان جنوبي لبنان، وفق ما أفاد به مراسل الجزيرة، في إطار توسع واضح لنطاق العمليات الجوية.
الجيش اللبناني لن يردولفت الدويري إلى أن الجيش اللبناني غير معني بالرد العسكري، بحكم قدراته وتسليحه ومهامه المحددة جنوب الليطاني، مما يجعل الرد -في حال وقوعه- محصورا في نطاق المقاومة التي تواجه بدورها تعقيدات سياسية داخلية متزايدة.
وأوضح أن المقاربة اللبنانية الرسمية الحالية تدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة في عموم الأراضي اللبنانية، وهو ما يتجاوز ما نص عليه القرار 1701، مما يضع حزب الله أمام معادلة جديدة تستغلها إسرائيل لإعادة صياغة ميزان الردع.
إعلانوتأتي هذه التطورات فيما يرى حزب الله -بحسب الدويري- أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يجعله متمسكا بسلاحه، في وقت باتت علاقته بالدولة اللبنانية أكثر تعقيدا، خاصة بعد تبدل المناخ السياسي عقب انتخاب رئيس جديد وتراجع هامش المناورة.
وأضاف الدويري أن اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله وما تلاه من ضربات موجعة لصفوفه القيادية، إضافة إلى التطورات المرتبطة بإيران في سوريا قلصت قدرته على الحركة الإستراتيجية بعدما تراجع خط الإمداد عبر الجغرافيا السورية بنسبة تصل إلى 80%.
وتزامن ذلك -وفق تقديره- مع متغيرات دولية، أبرزها وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يزيد الضغوط على لبنان ويجعل المرحلة المقبلة أكثر حساسية، في ظل سعي إسرائيل لاستثمار هذه الظروف لتحقيق مكاسب سياسية تتجاوز حدود العمليات العسكرية.