قال آشر كوفمان، أستاذ التاريخ بجامعة نوتردام، إن الصراع المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل يمثل تحولاً كبيراً في مناوشاتهما التي استمرت قرابة عام.

خطر الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله أعلى


وأضاف كوفمان في مقاله بموقع "آسيا تايمز"، أن الوضع اقترب بشكل خطير من الحرب الشاملة بسبب الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي أضعفت بشكل كبير القدرات العملياتية لحزب الله.

تصعيد الصراع

وأشار كوفمان إلى انخراط كل من إسرائيل وحزب الله في الأشهر الأخيرة في استفزازات متبادلة على طول حدودهما المشتركة، محذراً من أن التزامهما بضبط النفس المتبادل في الفترة الماضية قد ينهار الآن. وكان هجوم إسرائيل على أنظمة الاتصالات التابعة لحزب الله، بما في ذلك الهجوم على أجهزة البيجر، الذي أدى إلى إصابة الآلاف من عناصر حزب الله، واغتيال إبراهيم عقيل، أحد قادة حزب الله الرئيسيين، بمنزلة مرحلة جديدة في هذا الصراع. وتشير هذه الإجراءات إلى نية إسرائيل زعزعة استقرار حزب الله من الداخل، وتعطيل بنيته العسكرية والقيادية.

 

A weakened #Hezbollah being goaded into all-out war https://t.co/9FTiG6heht

— Asia Times (@asiatimesonline) September 23, 2024


وعَدّ الكاتب تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووصفه للتطورات الأخيرة بأنها "مرحلة جديدة" في الحرب، تحولاً في انتباه إسرائيل إلى الحدود الشمالية مع لبنان. وقال إن هذا التحول يعكس الهدف الاستراتيجي لإسرائيل المتمثل في تأمين عودة الإسرائيليين إلى ديارهم في الشمال، مما يدل على اتخاذهم موقفاً عدوانياً ضد استفزازات حزب الله المستمرة.

رد حزب الله ووسع حزب الله، بقيادة زعيمه حسن نصر الله، النطاق الجغرافي لهجماته الصاروخية رداً على الضربات الإسرائيلية، مستهدفاً مناطق في شمال إسرائيل، بما في ذلك المناطق المدنية بالقرب من حيفا. ورغم التحدي العلني الذي أبداه نصرالله وتضامنه المستمر مع حماس، يرى كوفمان أن رد فعل حزب الله كان معتدلاً بسبب ضعف موقف الجماعة، مشيراً إلى أن حزب الله ربما ما يزال غير راغب في الانخراط في حرب واسعة النطاق.
ورغم مزاعم نصر الله بأن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء، فإن حالة الجماعة الضعيفة، التي تفاقمت بسبب الخسائر الداخلية، تثير التساؤل حول ما إذا كان حزب الله قادراً على الحفاظ على قدرته العسكرية التي طال أمدها. استراتيجية إسرائيل: تغيير التوازن

وأوضح كوفمان أن استراتيجية إسرائيل تركز على زيادة الضغوط على حزب الله. ويمثل الاستهداف الأخير لأنظمة الاتصالات التابعة للجماعة واغتيال كبار القادة مثل إبراهيم عقيل محاولة لإجبار حزب الله على تقديم تنازلات. فالهجوم على أنظمة الاتصالات التابعة لحزب الله له أهمية خاصة، لأنه اخترق جوهر هيكل قيادة المجموعة، وكشف عن علاقات وثيقة مع إيران. وكان أحد ضحايا الهجوم سفير إيران في لبنان، مما يشير إلى التورط العميق لطهران في عمليات حزب الله.

#World | #Israel Is Goading a Weakened Hezbollah Into All-Out Conflict

Israel’s attack on Hezbollah marks a dangerous escalation.

Asher Kaufman✍️https://t.co/vC6dfkKIla

— The Wire (@thewire_in) September 23, 2024

 

التداعيات الإقليمية الأوسع وحذر كوفمان من أن تكثيف الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله يهدد بجر قوى إقليمية أخرى إلى الصراع، خاصة إيران والولايات المتحدة. إن اغتيال إبراهيم عقيل والهجوم على وسائل اتصالات حزب الله يمثلان أكثر من مجرد تحول في التكتيكات العسكرية الإسرائيلية؛ فقد يشيران إلى هدف استراتيجي أوسع لتحدي نفوذ إيران في المنطقة.
وفي هذا السياق، يحذر الكاتب، من خطر أن يضطر حزب الله، مع انخفاض قدرته العملياتية، إلى الرد على نطاق أوسع، وهو ما قد يتصاعد إلى حرب إقليمية أوسع. وهذا يتماشى مع أهداف جماعات مثل حماس، التي صُممت هجماتها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لاستفزاز رد إسرائيلي عنيف، مما قد يوحد الفصائل الأخرى في ما يسمى "محور المقاومة". الحسابات السياسية المحلية وينتقد كوفمان أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مشيراً إلى أن الدوافع السياسية المحلية قد تكون وراء تصعيد إسرائيل للصراع مع حزب الله. ويزعم منتقدو نتنياهو أن قيادته تفتقر إلى استراتيجية متماسكة، ويبدو أن أفعاله مدفوعة برغبة في الاحتفاظ بالسلطة وليس بأهداف عسكرية أو سياسية واضحة.
وعلى نحو مماثل، يسلط كوفمان الضوء على أن قرار حزب الله بجر لبنان إلى هذا الصراع لا تدعمه غالبية السكان اللبنانيين. غالباً ما يصوِّر خطاب نصر الله حرب حزب الله على أنها حرب خاضتها الجماعة نيابة عن جميع اللبنانيين، ولكن في الواقع، يعارض العديد من اللبنانيين بشدة تصعيد حزب الله للصراع، وخاصة في ظل الوضع السياسي والاقتصادي المتدهور في البلاد. خطر الحرب الشاملة وخلص الكاتب إلى أن خطر الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله أعلى مما كان عليه منذ سنوات، بسبب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة وضعف موقف حزب الله. وفي حين لم ينجرف نصر الله بعد بشكل كامل إلى مواجهة أوسع نطاقاً، فإن الوضع ما يزال متقلباً. وأي خطأ قد يؤدي إلى اندلاع صراع من شأنه أن يدمر لبنان وإسرائيل على حد سواء، مع عواقب بعيدة المدى محتملة على المنطقة الأوسع.
باختصار، يرسم كوفمان صورة لموقف شديد الخطورة، حيث قد تؤدي عدوانية إسرائيل المتزايدة، إلى جانب حالة حزب الله الهشة، إلى دفع الطرفين نحو صراع لم يكن أي من الجانبين يريده في البداية، ولكن يبدو من الصعب تجنبه الآن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان غزة وإسرائيل إسرائیل وحزب الله الحرب الشاملة حزب الله نصر الله على أن

إقرأ أيضاً:

ماكرون يطلق التحذير الحاسم: «اعتراف فرنسا بفلسطين قريب» وعقوبات قادمة على إسرائيل!

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة وزراء سنغافورة لورانس وونغ، في المحطة الأخيرة من جولته بجنوب شرق آسيا التي شملت فيتنام وإندونيسيا، أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس مجرد «واجب أخلاقي»، بل «ضرورة سياسية» تستدعي تحركًا دوليًا حازمًا.

وحذر ماكرون من استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبراً أن «الحصار الإنساني يخلق وضعًا لا يمكن الدفاع عنه على الأرض»، مضيفًا أن فرنسا ستضطر إلى «تشديد موقفها الجماعي تجاه إسرائيل» إذا لم يُعالج الوضع خلال الساعات والأيام المقبلة.

وأشار إلى إمكانية فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين في حال استمرار الوضع.

وأكد ماكرون التزام فرنسا بحل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، معربًا عن أمله في استجابة الحكومة الإسرائيلية لتحسين الوضع الإنساني في غزة.

وأكد أن فرنسا تعمل على دعم مسار سياسي لإنهاء الصراع، مشددًا على أن الاعتراف بدولة فلسطين «ليس فقط فعلًا أخلاقيًا بل مطلب سياسي»، معربًا عن نية بلاده دراسة هذه الخطوة قبيل مؤتمر دولي مشترك تنظمه فرنسا والسعودية بين 17 و20 يونيو لوضع خارطة طريق لتحقيق دولة فلسطينية تضمن أمن إسرائيل.

ويأتي موقف ماكرون وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل التي أنهت جزئيًا حصارًا استمر 11 أسبوعًا على غزة، ما سمح بوصول كمية محدودة من المساعدات الإنسانية التي تعرضت لانتقادات واسعة. وتُعد تصريحات ماكرون رسالة قوية للمجتمع الدولي والأوروبيين لتشديد موقفهم إذا استمرت إسرائيل في منع الدعم الإنساني، مما يعكس تصعيدًا دبلوماسيًا في الأزمة.

هذا ويُتوقع أن يثير احتمال اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية ردود فعل متباينة، خصوصًا من إسرائيل التي تعتبر هذه الخطوة «مكافأة للإرهاب» حسب تصريحات بعض مسؤولين إسرائيليين، فيما يراها داعمو القضية الفلسطينية خطوة ضرورية لإنهاء الصراع وبناء السلام.

مقالات مشابهة

  • الوفد الوزاري العربي يؤجل زيارة رام الله بسبب رفض إسرائيل
  • زعيم الحوثيين يتوعد: التصعيد ضد إسرائيل قادم وبقوة
  • إسرائيل تشن غارات جوية على جنوب لبنان وتزعم قتل قيادي خطير بحزب الله
  • إسرائيل ترفض دخول وزراء خارجية عرب إلى رام الله وتعرقل اجتماعاً لدعم فلسطين
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: حزب الله.. سلام مع إسرائيل وحرب على سلام
  • ماكرون يطلق التحذير الحاسم: «اعتراف فرنسا بفلسطين قريب» وعقوبات قادمة على إسرائيل!
  • حماس: التصعيد بغزة يؤكد مضي إسرائيل في التطهير العرقي والتهجير القسري
  • الأمم المتحدة تحذر من التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل وتدعو إلى الحوار
  • إنشاء منطقة عازلة.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية أم يزيد التصعيد؟
  • محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها