عندما يقترن القول بالعمل، وعندما يصير النجاح عادة، وعندما تلغي دولة الإمارات من قاموسها كلمة الفشل، وعندما يكون الهدف دائماً أمامها وليس خلفها، وعندما تكون لديها قيادة بحجم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فإن الإمارات تكون دائماً سباقة لا تخشى اقتحام المستحيل، وتبحر وسط الرياح العاتية والأمواج المتلاطمة من دون خوف أو قلق لأنه الربان الذي يعرف كيف يصل بالسفينة إلى بر الأمان في مثل هذه الظروف الصعبة والخطرة التي يمر بها العالم.
زيارة سموه الأخيرة إلى الولايات المتحدة التي التقى خلالها الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وغيرهما من المسؤولين الأمريكيين، كان ختامها مسكاً ببيان مشترك تضمّن ما جعل هذه الزيارة تاريخية بكل معنى الكلمة، وترجم القول بالفعل من خلال القضايا التي طرحت أو التي تم الاتفاق عليها بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للإمارات ويخدم مصالح الشعبين، ولم يكن هذا ليتحقق لولا قيادة تتمتع بالقدرة على تحديد الأولويات في مسار علاقات مع دولة كبرى بحجم الولايات المتحدة، إضافة إلى القدرة على الإبداع والفكر الاستراتيجي الخلّاق والتكيف مع المتغيرات والعمل على التطوير، وهي صفات ملازمة لقائد بحجم صاحب السمو رئيس الدولة، ولا يتمتع بها إلا من يقرر أن تكون بلاده في المقدمة، وتسابق الزمن.
البيان المشترك الذي صدر عن القمة كان شاملاً وافياً تناول مختلف أوجه التعاون بين البلدين، إضافة إلى قضايا المنطقة والعالم وسبل مواجهتها والعمل على حلها بما يحقق الأمن والاستقرار والسلام.
لقد تم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين قي مجال الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتوسيع العلاقات بين المجتمعات العلمية والأكاديمية ودوائر البحث والتطوير، والاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية العملية وسلاسل توريد المعادن الحيوية، وأهمية تحقيق الشراكة لحماية كوكب الأرض من خلال التحول إلى الطاقة النظيفة وضمان مستقبل مستدام للبشرية، والاتفاق على تعزيز الشراكة في استكشاف الفضاء، ودور الولايات المتحدة في الإطلاق التاريخي لأول مسبار عربي إلى المريخ (مسبار الأمل) عام 2021.
وفي مجال الأمن تم التأكيد على الالتزام بالعلاقات الأمنية والعسكرية القوية وتوسيع التعاون في مجال الدفاع والأمن لتعزيز القدرات العسكرية المشتركة ضد التهديدات الخارجية.
أما في ما يتعلق بأوضاع المنطقة وأزماتها فقد احتلت حيزاً مهماً في البيان المشترك، إذ ناقش الرئيسان التهديدات المستمرة للسلام والاستقرار في المنطقة، وجددا الالتزام بإنفاذ القانون الدولي، خاصة القانون الإنساني والعمل مع الأطراف لحل النزاعات، وحماية المدنيين، وتقديم المساعدات العاجلة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وأكدا أهمية الحلول المستدامة والدائمة للتهديدات الأمنية في المنطقة بما في ذلك التي تشكلها الجهات الإرهابية.
كما أكد الرئيسان في بيانهما المشترك على حل الدولتين الذي يضمن وجود دولة فلسطينية ذات سيادة، ومتصلة جغرافياً تعيش بجانب إسرائيل بسلام وأمن باعتباره الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقاً للمعايير الدولية المعترف بها، ومبادرة السلام العربية، وشددا على ضرورة الامتناع عن جميع الإجراءات الأحادية التي تقوّض حل الدولتين، والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في مدينة القدس، مع الاعتراف بالدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في هذا الشأن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يثمن الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر وأمريكا
ثمن وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، الشراكة الاستراتيجية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة والتي تمتد لأكثر من أربعة عقود، وما تمثله من ركيزة أساسية لدعم الأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده وزير الخارجية مع السيناتور ديفيد ماكورميك رئيس اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وجنوب آسيا وآسيا الوسطى ومكافحة الإرهاب بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وذلك في إطار لقاءاته مع قيادات الكونجرس خلال زيارته لواشنطن.
وأعرب «عبد العاطي» عن التطلع للارتقاء بأطر التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وفي سياق التعاون الاقتصادي، أشار الوزير إلى الزخم الذي تشهده العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة، مستعرضًا نتائج منتدى الأعمال المصري - الأمريكي الذي استضافته القاهرة في مايو الماضي، بمشاركة أكثر من 50 شركة أمريكية، وما عكسته من اهتمام متنامٍ من القطاع الخاص الأمريكي بالاستثمار في مصر في قطاعات الطاقة والدواء والتحول الرقمي، في ضوء الإصلاحات الاقتصادية التي تضطلع بها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحفيز القطاع الخاص الأمريكي للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة بالسوق المصري.
كما شهد اللقاء نقاشًا مستفيضًا حول التحديات الإقليمية المختلفة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الرهائن والأسرى، مسلطاً الضوء على الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.. وتناول في هذا السياق المؤتمر الدولي الذي تعتزم مصر استضافته للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.
وشدد وزير الخارجية، على ضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية الكارثية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في القطاع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.
وتبادل الجانبان الآراء حول التطورات في ليبيا وسوريا وأمن الملاحة في البحر الأحمر.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع سيناتور بـ مجلس الشيوخ الأمريكي تعزيز التعاون والتنسيق المشترك
وزير الخارجية يلتقي السيناتور ليندسي جراهام بمجلس الشيوخ الأمريكي
وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية