اغتيال حسن نصر الله يضع إيران أمام معضلة مزدوجة
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
تواجه إيران معضلة بعد مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، ما بين التكيف مع خسارة حليف حيوي لها في الشرق الأوسط، والحفاظ على نفوذها الإقليمي.
وأكد حزب الله الذي تسلحه إيران وتموله منذ عقود، السبت، مقتل نصرالله بعد أن قالت إسرائيل إنها "صفّته" في غارة جوية على حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب.يشكل اغتيال نصر الله تصعيداً حاداً بعد القصف المتبادل عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة قبل نحو عام، ويهدد بدفع المنطقة بأكملها إلى الحرب.
تحول مرتقب.. اغتيال #نصرالله ينذر بانتهاء نفوذ #إيران الإقليميhttps://t.co/ulfvFFx2jD
— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أن دم نصر الله "لن يذهب هدراً"، وقال النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف إن مقتله سيؤدي إلى "تدمير" إسرائيل.كما تعهدت إيران الانتقام لمقتل القيادي في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان إلى جانب زعيم حزب الله.
يقول كريم سجادبور من مركز كارنيغي للأبحاث: "لقد أدى نصر الله دوراً حاسماً في توسيع نفوذ إيران"، مشيراً إلى أن حزب الله يظل "جوهرة تاج" حلفاء الجمهورية الإسلامية الإقليميين.
ويرى علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية أن اغتياله "لم يغير حقيقة أن إيران ما زالت لا تريد الانخراط بشكل مباشر" في النزاع الدائر.
لكنه يضع إيران أمام "معضلة خطيرة"، بحسب تعبير واعظ، وخصوصاً أن الحزب يشهد "حالة من الفوضى العارمة". أزمة اقتصادية بالنسبة لأستاذ العلاقات الدولية في طهران مهدي زكريان، أظهرت التطورات أن "جبهة المقاومة" الموالية لإيران "لم تكن عاجزة عن احتواء إسرائيل فحسب، بل إنها تعرضت أيضاً لضربات خطيرة".
ويأتي مقتل حسن نصر الله بعد شهرين تقريباً من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، في 31 يوليو (تموز) في طهران حيث كان يحضر حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.
وحمّلت إيران إسرائيل مسؤولية اغتياله وتوعدت بالرد.
يقول زكريان إن إعادة بناء حزب الله لن تكون مهمة سهلة بالنسبة لطهران، في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها.
ويضيف الباحث "إذا أرادت الحكومة التدخل في إعادة إعمار لبنان، أو إعادة تجهيز حزب الله، فإن ذلك سيفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران".
تعاني إيران من التأثير الاقتصادي للعقوبات الدولية التي ساهمت في ارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، وانخفاض سعر الريال مقابل الدولار إلى مستوى قياسي.
وعززت حكومة بزشكيان جهودها للمساعدة في تخفيف العقوبات المرهقة وإحياء الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 والذي انهار عندما انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي بعد 3 سنوات من إبرامه.
إعادة حسابات.. #إيران تدرس خطواتها التالية بعد اغتيال حليفها #حسن_نصرالله https://t.co/bm2cOhUeZD pic.twitter.com/Cgcig6Upoh
— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 ويرى محللون أن إيران تتحرك بحذر منذ اندلاع الحرب في غزة، وتحاول إظهار قوتها من دون إثارة رد فعل من الولايات المتحدة.حتى خلال أول هجوم مباشر لها على الإطلاق على إسرائيل في أبريل (نيسان)، رداً على غارة جوية نسبت إلى إسرائيل على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق، اعترضت دفاعات إسرائيل والقوات المتحالفة معها معظم الصواريخ والمسيّرات.
وقالت إيران حينها إنها أبلغت الولايات المتحدة وأعطت الدول المجاورة تحذيراً قبل 72 ساعة مما وصفته بهجومها "المحدود" على إسرائيل.
رغم ذلك، يرى علي واعظ أن إيران "لديها كل المصلحة في محاولة الحفاظ على ما تبقى من حزب الله. حزب الله هو درع إيران". ضعيف وهزيل يضيف مهدي زكريان أن "إيران لا تستطيع التخلي عن حزب الله، لأنها في هذه الحالة ستخسر أيضاً حلفاءها الآخرين" في سوريا والعراق واليمن الذي تدخلوا في الحرب بين إسرائيل وحماس.
ويقول محللون إن المعضلة الكبرى الأخرى التي قد تواجهها إيران هي التواصل مع حزب الله وإمداده بالأسلحة.
وتعهد الجيش الإسرائيلي، الجمعة، منع إيران من تزويد حزب الله بالأسلحة عبر مطار بيروت، قائلاً إن مقاتلاته تقوم بدوريات في محيطه.
يرى المعلق السياسي مصدق مصدق بور أن "الأوان قد فات بالنسبة لإيران لدعم حزب الله بالأسلحة"، لكنه يعتقد أن الحزب "سيرمم صفوفه كما فعل في الماضي".
بعد اغتيال #نصرالله.. "خيارات حاسمة" أمام #إيران و #نتانياهوhttps://t.co/vYsJdvbCQi
— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 وتعرضت الاتصالات الداخلية لحزب الله لضربة قوية أيضاً عندما استهدفت تفجيرات هذا الشهر أجهزة اتصال لاسلكية كان يستعملها أعضاؤه، في عملية حملت مسؤوليتها لإسرائيل.ويرى واعظ أنه سيكون "من الصعب للغاية" على الإيرانيين حالياً التواصل مع حلفائهم، على عكس ما حدث أثناء الحرب التي استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
ويشير إلى أن ردود حزب الله "ضعيفة وهزيلة" مع تصاعد العنف مع إسرائيل، معتبراً أن "السؤال هو ما إذا كان غير راغب أو غير قادر على التحرك".
ويعتقد واعظ أن إيران تأمل على ما يبدو في أن "يتمكن حزب الله من إعادة تنظيم نفسه، وشن هجوم كبير على إسرائيل لإظهار أنه لا يزال صامداً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله إيران نصرالله إسرائيل علي خامنئي إسرائيل وحزب الله إيران حزب الله حسن نصرالله إسرائيل خامنئي نصر الله حزب الله أن إیران حسن نصر
إقرأ أيضاً:
إيران تكشف عن اعتقال 21 ألف شخص خلال حربها مع إسرائيل
كشفت إيران، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال 21 ألف "مشتبه به" خلال حرب الـ12 يوما مع إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، معلنة في الوقت نفسه انخفاض معدل الجرائم الجنائية في أراضيها.
وفي أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي بدأت في 13 يونيو/حزيران، بدأت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات واسعة النطاق مصحوبة بانتشار مكثف في الشوارع حول نقاط التفتيش.
وقال سعيد منتظر المهدي المتحدث باسم الشرطة "كانت هناك زيادة بنسبة 41% في عدد البلاغات العامة من قبل الجمهور عن أي أفراد يعتقدون أنهم يتصرفون على نحو مريب، مما أدى إلى اعتقال 21 ألف مشتبه به خلال الحرب التي استمرت 12 يوما".
ولم يذكر المهدي التهم الموجهة للمشتبه بهم الذين جرى اعتقالهم، لكن طهران سبق أن تحدثت عن أشخاص نقلوا معلومات قد تكون ساعدت في توجيه الهجمات الإسرائيلية.
وأدى الصراع بين إسرائيل وإيران أيضا إلى تسارع وتيرة ترحيل المهاجرين الأفغان الذين يشتبه بإقامتهم بشكل غير قانوني في إيران، وأفادت وكالات الإغاثة بأن السلطات المحلية اتهمت بعض المواطنين الأفغان أيضا بالتجسس لصالح إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الشرطة إن أجهزة إنفاذ القانون "ألقت القبض على 2774 مهاجرا غير شرعي واكتشفت 30 قضية أمنية خاصة من خلال فحص هواتفهم".
وأوضح أنه جرى إلقاء القبض على 261 مشتبها في ضلوعهم بالتجسس و172 شخصا متهمين بالتصوير غير المصرح به. ولم يحدد المتحدث عدد المعتقلين الذين جرى إطلاق سراحهم منذ ذلك الحين.
وأضاف أن الشرطة الإيرانية تعاملت مع أكثر من 5700 حالة من الجرائم الإلكترونية مثل الاحتيال عبر الإنترنت والسحب غير المصرح به للأموال خلال الحرب، والتي قال إنها حولت "الفضاء الإلكتروني إلى جبهة قتال مهمة".
وتابع قائلا "بإرسال 30 وحدة دورية ليلية، تمت السيطرة على جغرافية الجريمة. وخلال هذه الفترة، انخفضت جرائم السرقة بنسبة 15.5%، وارتفع معدل الكشف عنها بنسبة 48.8%".
إعلانوحسب تصريحات المهدي "انخفضت الجرائم الجنائية أيضا بأكثر من 20%، بينما ارتفع معدل الكشف عنها بنسبة 85.9%، كما انخفضت جرائم القتل بنسبة 23.3%، وظل معدل الكشف عن جرائم القتل أعلى من 90%".
واختتم المتحدث باسم الشرطة حديثه قائلاً "إن زيادة بلاغات المواطنين بنسبة 41% واعتقال 21 ألف مشتبه بهم خلال حرب الـ12 يومًا دليل على الوعي العام والمشاركة الفاعلة في ضمان الأمن".
وأكد منتظر المهدي على "الجاهزية التامة" للشرطة، قائلاً "من الفضاء الإلكتروني إلى الطرق، يُضمن أمن البلاد بقوة وثبات، وهذه النجاحات ثمرة تعاون القوات المسلحة والشعب الإيراني الكريم".