الخليج الجديد:
2025-12-09@19:35:41 GMT

انقلاب النيجر يهدد المصالح الأمريكية؟!

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

انقلاب النيجر يهدد المصالح الأمريكية؟!

انقلاب النيجر يهدد المصالح الأمريكية؟!

وقعت تطورات النيجر في أعقاب الوضع الأمني المتدهور في بوركينا فاسو، الذي يؤثر أيضا على الدول الأخرى في المنطقة.

انقلاب النيجر يهدد الاستقرار في غرب إفريقيا، والمصالح الأمريكية والفرنسية في القارة الإفريقية، ويعزز الفرص الصينية.

استفاد عسكر النيجر من انقلابات مالي، وغينيا، والسودان، وبوركينا فاسو ، وغينيا بيساو، وأن عواقبها يمكن إدارتها ومكاسبها مرغوبة.

إذا لم تقم أمريكا وفرنسا بإعادة تقييم نهجيهما ومشاركتهما في إفريقيا، فإنهما تخاطران بصورة متزايدة بالتخلي عن النفوذ في القارة للصين وروسيا.

احتمال تدخل عسكري إفريقي فعلي ضئيل، بدون تمويل ودعم أمريكا وفرنسا وافتقاد الإرادة السياسية والقيادة والتمويل يعني أنه لن يحدث أي شيء.

بعد انقلاب النيجر لم تتحدد التداعيات متوسطة المدى، لكن الانقلاب يهدد الاستقرار في غرب إفريقيا، والمصالح الأمريكية والفرنسية في القارة الإفريقية.

يعزز الانقلاب فرص الصين وسيعاني الأفارقة ويواصل المتطرفون المسلمون في كسب مناطق نفوذ. ولا يُرجّح أن تعود النيجر إلى الديمقراطية في المدى القصير.

في تلك الانقلابات، عندما انسحبت أمريكا وفرنسا، تم دعوة الروس، في شكل مرتزقة فاغنر للدخول. ولم تتعلم الحكومتان الأمريكية والفرنسية من هذا التاريخ القريب.

* * *

واشنطن: يرى الخبير الاقتصادي فرانسوا بيرد أنه بعد انقلاب النيجر الأخير، لم تتحدد التداعيات متوسطة المدى، لكن النتيجة واضحة. فالانقلاب يهدد الاستقرار في غرب إفريقيا، والمصالح الأمريكية والفرنسية في القارة الإفريقية، ويعزز الفرص الصينية. وسوف يعاني الأفارقة وسيواصل المتطرفون المسلمون في كسب مناطق نفوذ. وليس من المرجح أن تعود النيجر إلى الديمقراطية في المدى القصير.

وفي تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، قال بيرد مؤسس حركة اللعب النظيف في مجال التجارة، وهي حركة تأسست عام 2016 لمكافحة الإغراق والتجارة المفترسة، إن الآمال الأولية التي أعربت عنها فرنسا بأن تسارع القوات المسلحة النيجرية لإنهاء الانقلاب الذي قام به رئيس الحرس الرئاسي تبددت سريعا، عندما انحاز الجيش للانقلاب.

كما أن الموعد الذي حدده قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) ليقوم الجيش بإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة وإلا فإنه سيكون هناك تدخل عسكري، انتهى كما بدأ.

وتم فرض عقوبات وقطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر، ولكن هذا سيلحق الضرر بالمواطنين وليس بالجيش أو المتمردين.

لقد وقعت التطورات في النيجر في أعقاب الوضع الأمني المتدهور في بوركينا فاسو، الذي يؤثر أيضا على الدول الأخرى في المنطقة. ويعد هذا اختبارا مبكرا لممثل الأمم المتحدة الخاص لمنطقة غرب إفريقيا والساحل، ليوناردو سيماو، الذي يتعين عليه حشد ردة فعل قوية.

ومن المتوقع أن يقوم سيماو الذي كان وزيرا للخارجية في موزمبيق بالعمل على استجماع ردة فعل أفضل مما حدث حتى الآن لمواجهة المخاطر في إفريقيا والساحل.

وأضاف بيرد أن الإيكواس كانت تخطط لتشكيل فريق لمواجهة الأزمات، ولكنها فشلت في تمويله حتى الآن. ورغم الإعلان عن اجتماع مقرر للقادة العسكريين لإيكواس، هناك احتمال ضئيل في أن يكون هناك تدخل عسكري إفريقي فعلي، ما لم يتم تمويله ودعمه من جانب الولايات المتحدة وفرنسا. والنقطة هنا أنه ما إذا كان الافتقار إلى الإرادة السياسية والقيادة والتمويل، فهذا يعني أنه لن يحدث أي شيء.

لقد استفاد العسكريون في النيجر من الانقلابات التي شهدتها مالي، وغينيا، والسودان، وبوركينا فاسو ، وغينيا بيساو، أن عواقبها يمكن إدارتها ومكاسبها مرغوبة. وفي الغالب، في تلك الانقلابات، عندما انسحبت أمريكا وفرنسا، تم دعوة الروس، في شكل مرتزقة فاغنر للدخول. ولم تتعلم الحكومتان الأمريكية والفرنسية من هذا التاريخ القريب.

وإذا لم تقم أمريكا وفرنسا بإعادة تقييم نهجيهما ومشاركتهما في إفريقيا، فإنهما تخاطران بصورة متزايدة بالتخلي عن النفوذ في القارة للصين وروسيا. ويشمل هذا فقدان الحصول على المعادن الإستراتيجية، ومن بينها أكثر من 7% من يورانيوم العالم في النيجر، إلى جانب خسائر جغرافية، وأمنية، وتجارية.

ويتطلب المستقبل، تركيز الدولتين على تعزيز حكم القانون والديمقراطية مع امتلاك الجرأة أيضا للتعامل بصورة عملية مع الأنظمة غير الديمقراطية والحكومات العسكرية.

والتعامل بصورة عملية لا يعني تبني الانقلابات على حساب حقوق الإنسان، ولكنه يعني خدمة مصالح الفقراء، المحرومين من الحقوق باختيار أقل الشرور.

ومنذ أن تخلت فرنسا عن التزاماتها القوية السابقة في غرب إفريقيا ، لا سيما بعد انقلاب بوركينا فاسو، هناك الآن المزيد من النازحين، والمزيد من غارات المتمردين، والتدهور الاقتصادي الأكثر سرعة، والمزيد من الانقلابات، وقدر أقل من الديمقراطية عن ذي قبل.

ويؤكد بيرد أن المخاطر بالنسبة إلى غرب إفريقيا واضحة بالفعل. فهناك أنباء تتعلق بقطاع التعدين في كوت ديفوار تفيد بحدوث غارات يومية من بوركينا فاسو على الجزء الشمالي الشرقي من البلاد لسرقة معدات التعدين والمواد الغذائية.

وتعتبر ليبيا، وتشاد، وتوجو، وغانا، والسنغال، وبنين، ونيجيريا وكوت ديفوار معرضة لخطر الوضع الأمني، الذي يزداد ضعفا نتيجة الانقلابات في النيجر وبوركينا فاسو.

وأكثر الدول استفادة من هذا الوضع هي غينيا، وهي أيضا في غرب إفريقيا وشهدت مؤخرا انقلابا عسكريا. فغينيا تدعم التعدين بفاعلية. وتحاول حكومة غينيا بالفعل الهيمنة على استثمار ودخل بوركينا فاسو، وربما تكون أيضا جذابة للعاملين في قطاع التعدين في نيجيريا. ومن الواضح أن غينيا أرسلت قوة لمكافحة الإرهاب إلى الحدود مع مالي مؤخرا.

ويقول بيرد إنه لمعرفة مصير النيجر في المستقبل، من الضروري ترقب دلالات معينة:

وبالنسبة إلى أداء الجيش في مواجهة المتمردين: فإنه إذا خسرت قوات الحكومة عدة معارك مهمة على التوالي أو تم اجتياح قاعدة عسكرية رئيسية، أو إذا كانت هناك هجمات كبيرة في نيامي العاصمة، كما حدث في بوركينا فاسو، حينئذ يجب أن تعلم أمريكا أن الوضع يزداد تدهورا بسرعة.

وهناك دلالة أخرى تتمثل في رحيل ضباط عسكريين كبار، أومسؤولين حكوميين، أو مدنيين من النيجر، وإذا لم تتم إعادة فتح مكاتب المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة والسفارات التي تشهد إغلاقا حاليا.

وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري مراقبة التدهور الاجتماعي، مثل معدل زيادة مخيمات النازحين، أو البيانات المتعلقة بالحصاد والإنتاج الغذائي كمؤشرات لاحتمال حدوث مجاعة.

كما أن تدهور دخل الضرائب بالنسبة إلى الحكومة العسكرية في النيجر سوف يضعف وضعها أيضا. وأي عدد من هذه التطورات سوف يفتح الباب أمام الصين، وروسيا، وحتى تركيا، التي تكثف نشاطها في إفريقيا.

وفي ختام تقريره يقول بيرد إنه من المرجح في الوقت الحالي أن تفقد أمريكا وفرنسا استثماراتهما وقواعدهما الخاصة بمكافحة الإرهاب في النيجر. وسوف يقاتل الروس من أجل الاستفادة بالتعدين وغيره من الأصول. وسوف يكسب المتطرفون المسلمون أرضا. وسوف تحقق الصين مكاسب مالية وتزيد من نفوذها، كل ذلك بسبب تدهور الاستقرار في النيجر وغرب إفريقيا.

المصدر | (د ب أ)

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الصين روسيا فرنسا إيكواس انقلاب النيجر المصالح الأمريكية مرتزقة فاغنر فی غرب إفریقیا انقلاب النیجر بورکینا فاسو الاستقرار فی فی إفریقیا فی القارة فی النیجر

إقرأ أيضاً:

حملة رقابية صباحية بالدلنجات لضبط الانضباط الإداري داخل المصالح الحكومية

شهد مركز ومدينة الدلنجات صباح اليوم حملة رقابية مكثفة على عدد من المصالح الحكومية لمتابعة سير العمل والالتزام بالمواعيد الرسمية.

 

جاء ذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، بضرورة متابعة الانضباط الإداري داخل المصالح الحكومية وتحسين مستوى الأداء الخدمي.

 

وجاءت الحملة بناءًا على تعليمات المهندس علي محمد زيد رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الدلنجات، حيث قام محمد مبروك مدير قسم الرقابة والمتابعة، يرافقه فريق العمل بالقسم، بالمرور على عدد من المصالح الحكومية قبل موعد التوقيع الصباحي، للتأكد من التزام العاملين بالحضور والانضباط الإداري.

 

وخلال المرور على الإدارة الصحية بالدلنجات، تبين غياب عدد من الموظفين دون وجود سند قانوني يبرر غيابهم، وقد تم تحرير تقرير شامل بالواقعة وإعداده لعرضه على رئيس المركز لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

 

وشدد رئيس المدينة، على أنه لن يتم التهاون مع أي تقصير داخل المصالح الحكومية، مؤكدًا أن الانضباط في مواعيد الحضور شرط أساسي لضمان تقديم خدمة فعالة للمواطنين.

 

كما أكد على منع أي توقيع بعد الساعة الثامنة والنصف صباحاً، التزامًا بالقواعد المنظمة للعمل الحكومي.

 

وأوضح رئيس المدينة، أن هذه الحملات الرقابية ستستمر بشكل يومي لضمان الالتزام الكامل داخل الإدارات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تتطلب مزيدًا من الانضباط والعمل الجاد لتحقيق المصلحة العامة.


وفي سياق متصل، واصل رئيس مركز ومدينة الدلنجات جهوده الميدانية لإعادة الانضباط للشارع، حيث قاد حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات على حرم الطريق العام، وذلك تنفيذاً لتوجيهات المحافظ بضرورة التصدي لظاهرة الإشغالات التي تعوق حركة المواطنين والسيارات، وتسبب حالة من الفوضى في بعض المناطق الحيوية بالمدينة.

 

وشارك في الحملة كل من: أحمد جبيل نائب رئيس المركز، وسعيد حنفي مدير قسم الإشغالات، وشرطة المرافق، حيث استهدفت الحملة الشوارع الرئيسية والفرعية داخل المدينة، إضافة إلى القرى التابعة للمركز.

 

وتم خلالها رفع 17 اشغالًا ثابتًا ومتحركًا شملت كراسي، وموازين، وشمسيات، وعربات مخالفة، إلى جانب إزالة عدد من الإعلانات غير المرخصة.

 

وأكد رئيس المدينة، أن هذه الحملات ستستمر بشكل يومي للتصدي الحاسم لأي تجاوزات على الطريق العام، موضحا أن إعادة الانضباط للشوارع مسؤولية جماعية تستوجب تعاون المواطن مع الأجهزة التنفيذية.

 

كما شدد رئيس المدينة، على أن أي مخالفات مستقبلية سيتم التعامل معها فورًا، مع تحرير محاضر للمخالفين وإنفاذ القانون دون تهاون، بما يضمن بيئة حضارية وآمنة للمواطنين، وتحسين الحركة المرورية داخل المدينة.

 

تأتي هذه الجهود في إطار خطة شاملة لرفع كفاءة المنظومة الخدمية والرقابية بالدلنجات، وتحسين مستوى الأداء داخل المصالح الحكومية، وضمان تقديم خدمة لائقة للمواطنين على مدار اليوم.

1000234579 1000234580

مقالات مشابهة

  • الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق أول أكاديمية للتكنولوجيا الحيوية في إفريقيا بالشراكة مع مينا فارم
  • بوركينا فاسو تحتجز طائرة نيجيرية وتعتقل 11 ضابطا
  • زيلينسكي: اتفقنا مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا على أهمية الضمانات الأمنية
  • أحمد الزرقة يكتب للموقع بوست عن: ما الذي يعنيه اليمن في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية لعام 2025؟ وما دور السعودية والإمارات؟
  • مصر وفرنسا تبحثان تطوير الإجراءات وتعزيز الاستثمارات
  • بعد رصده من قبل الإنتربول… توقيف “هاكر” نفّذ أكثر من 140 ألف هجمة سيبرانية
  • محاولة انقلاب فاشلة في دولة أفريقية.. ما الذي جرى؟
  • حملة رقابية صباحية بالدلنجات لضبط الانضباط الإداري داخل المصالح الحكومية
  • ثاني انقلاب في إفريقيا.. الجيش البنيني يطيح بالرئيس ويستولي على الحكم
  • بوركينا فاسو وكوت ديفوار تسعيان لاستعادة علاقاتهما التاريخية