عندما يتحدث بنيامين نتنياهو عن "تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط"، فإنه يشير إلى أهداف سياسية وعسكرية تتعلق بتعزيز موقع إسرائيل الإقليمي وتعديل توازن القوى في المنطقة لصالح إسرائيل. نتنياهو يسعى إلى تغيير الواقع الاستراتيجي بشكل يجعله أكثر أمنا واستقرارا لإسرائيل في مواجهة التهديدات المتعددة، سواء من حركات المقاومة الفلسطينية، أو حزب الله في لبنان، أو إيران، أو حتى التحولات الجيوسياسية في المنطقة.

وفيما يلي أهم النقاط التي قد يقصدها نتنياهو بتغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط:

القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية:

- القضاء على تهديد حماس والجهاد الإسلامي: نتنياهو يرى أن تغيير الواقع الاستراتيجي يبدأ بالقضاء على التهديدات العسكرية التي تواجه إسرائيل من غزة والضفة الغربية. تكرار العمليات العسكرية على غزة والمناطق الفلسطينية يهدف إلى تحجيم قدرات حماس والجهاد الإسلامي، من خلال تدمير بنيتهما التحتية العسكرية وتجفيف مصادر دعمهما.

- فرض حلول سياسية ملائمة لإسرائيل: يسعى نتنياهو أيضا إلى فرض شروط سياسية تضعف أو تقضي على مشروع الدولة الفلسطينية أو تجعلها ضعيفة ومنزوعة السلاح، ما يمنح إسرائيل حرية الحركة الاستراتيجية في المناطق الفلسطينية.

تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط يعني، بالنسبة لنتنياهو، تحجيم النفوذ الإيراني في الدول المجاورة مثل سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن
تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة:

- الحد من التمدد الإيراني: تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط يعني، بالنسبة لنتنياهو، تحجيم النفوذ الإيراني في الدول المجاورة مثل سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن. إيران تُعتبر أكبر تهديد استراتيجي لإسرائيل من خلال دعمها لحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية، وكذلك عبر طموحاتها النووية.

- تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية لمواجهة إيران: نتنياهو يسعى إلى بناء تحالفات إقليمية مع الدول العربية، خاصة دول الخليج، للتصدي لإيران. التطبيع مع دول مثل الإمارات والبحرين والسعودية هو جزء من استراتيجية إسرائيل لتغيير الواقع الإقليمي وإنشاء محور ضد إيران.

تعزيز التطبيع مع الدول العربية:

- توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام: تغيير الواقع الاستراتيجي يشمل استمرار العمل على اتفاقيات أبراهام لتوسيع رقعة التطبيع مع الدول العربية. إسرائيل تهدف إلى تحسين علاقاتها مع دول عربية جديدة، بما في ذلك السعودية، لتشكيل تحالف استراتيجي ضد القوى الإقليمية التي تعارض إسرائيل مثل إيران وحزب الله.

- عزل المقاومة الفلسطينية إقليميا: من خلال تطبيع العلاقات مع الدول العربية، تسعى إسرائيل إلى عزل حركات المقاومة الفلسطينية دبلوماسيا وجعلها أقل تأثيرا في المعادلة الإقليمية، مع تعزيز شرعيتها الإقليمية.

التحرك ضد برنامج إيران النووي:

- منع إيران من امتلاك السلاح النووي: تغيير الواقع الاستراتيجي بالنسبة لنتنياهو يتضمن اتخاذ إجراءات سياسية أو عسكرية لمنع إيران من الوصول إلى القدرة النووية العسكرية. هذا قد يشمل ضغوطا دولية مستمرة أو حتى عمليات عسكرية إذا لزم الأمر، بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني.

- التنسيق مع الولايات المتحدة وحلفائها: إسرائيل تعتمد على التعاون مع الولايات المتحدة في هذا السياق، وتسعى إلى بناء تحالف دولي أكبر لممارسة ضغوط على إيران. تحقيق هذا الهدف يعتبر خطوة رئيسية في تغيير الواقع الاستراتيجي في المنطقة لصالح إسرائيل.

ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي:

- التفوق التكنولوجي والعسكري: من خلال العمل على تطوير قدراتها العسكرية بشكل دائم، تسعى إسرائيل إلى ضمان أنها القوة العسكرية المهيمنة في الشرق الأوسط. التفوق العسكري يمكّن إسرائيل من مواجهة أي تهديدات محتملة من الدول أو الفصائل المعادية.

- الحفاظ على الدعم الأمريكي: إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة. استمرار الحصول على هذا الدعم يمكن إسرائيل من الحفاظ على تفوقها في المنطقة، وهو عنصر مهم في تحقيق تغيير استراتيجي طويل الأمد.

إعادة تشكيل الحدود والهيمنة الإقليمية:
تغيير الواقع الاستراتيجي قد يشمل إعادة رسم الحدود أو تأمينها بطريقة تمنع التهديدات المباشرة على إسرائيل، سواء من غزة أو لبنان أو سوريا
- تقليص التهديدات الحدودية: تغيير الواقع الاستراتيجي قد يشمل إعادة رسم الحدود أو تأمينها بطريقة تمنع التهديدات المباشرة على إسرائيل، سواء من غزة أو لبنان أو سوريا. السيطرة على الجولان، وتكثيف الوجود العسكري على الحدود مع لبنان وسوريا، يعتبر جزءا من استراتيجية نتنياهو لتعزيز الوضع الأمني.

- السيطرة على مناطق الضفة الغربية: السعي إلى ضم المستوطنات الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية قد يكون جزءا من تغيير الواقع الاستراتيجي. السيطرة على هذه المناطق تمنح إسرائيل نفوذا استراتيجيا في إدارة النزاع مع الفلسطينيين، وتضعف احتمالية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

التحولات الجيوسياسية في المنطقة:

- استغلال الانقسامات الداخلية في العالم العربي: نتنياهو يسعى إلى استغلال الانقسامات والصراعات الداخلية في الدول العربية، سواء كانت في سوريا، أو العراق، أو اليمن، أو ليبيا، أو السودان، أو الصومال، لضمان أن هذه الدول لن تكون قادرة على تشكيل تهديد استراتيجي لإسرائيل في المستقبل القريب.

- استغلال الصراعات الإقليمية لصالح إسرائيل: إسرائيل قد تستفيد من الصراعات الإقليمية مثل الحرب في سوريا أو اليمن لتأمين حدودها، أو تعزيز تحالفاتها مع قوى إقليمية ضد عدو مشترك مثل إيران.

إضعاف المنظمات المسلحة غير الحكومية:

- استهداف حزب الله وحماس: تغيير الواقع الاستراتيجي يشمل أيضا إضعاف المنظمات المسلحة غير الحكومية التي تشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل. حزب الله في لبنان وحماس في غزة على رأس قائمة الأعداء الذين تسعى إسرائيل لتقليص قدراتهم العسكرية والسياسية.

- الهجمات الوقائية والاغتيالات: إسرائيل تعتمد على تكتيكات الاغتيال والهجمات الوقائية ضد القادة العسكريين لهذه المنظمات، لتقليص قدراتها وخلق توازن رادع على الجبهات الشمالية والجنوبية.

الردع وتجنب الحروب طويلة الأمد:
هدف نتنياهو هو بناء قدرات ردع قوية تمنع أعداء إسرائيل من محاولة شن هجمات على أراضيها. من خلال التفوق العسكري والعمليات الوقائية، تسعى إسرائيل لتجنب الدخول في حروب طويلة الأمد
- الردع الاستراتيجي: هدف نتنياهو هو بناء قدرات ردع قوية تمنع أعداء إسرائيل من محاولة شن هجمات على أراضيها. من خلال التفوق العسكري والعمليات الوقائية، تسعى إسرائيل لتجنب الدخول في حروب طويلة الأمد يمكن أن تكون مكلفة وتؤدي إلى خسائر كبيرة.

- تغيير قواعد الاشتباك: من خلال العمليات العسكرية والتدخلات الإقليمية، تسعى إسرائيل إلى إعادة تشكيل قواعد الاشتباك مع أعدائها، بحيث تكون لديها القدرة على توجيه ضربات موجعة دون التصعيد إلى حرب شاملة.

إعادة هيكلة التحالفات الدولية:

- تعزيز العلاقات مع القوى العالمية: نتنياهو يسعى إلى تعزيز علاقات إسرائيل مع القوى العالمية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك توسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع قوى صاعدة مثل الصين والهند. هذا التحالف مع القوى العالمية الكبرى يمنح إسرائيل نفوذا استراتيجيا عالميا.

وختاما.. عندما يتحدث نتنياهو عن "تغيير الواقع الاستراتيجي في الشرق الأوسط"، فإنه يسعى إلى تأمين مكانة إسرائيل كقوة إقليمية مهيمنة، من خلال إضعاف أعدائها، سواء كانوا دولا مثل إيران أو جماعات مسلحة مثل حماس وحزب الله. كما يهدف إلى تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية، وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، وضمان التفوق العسكري لإسرائيل لعقود قادمة.. فهل ينجح في ذلك في ظل الصعوبات التي تواجه إسرائيل والتعثر الذي يعرض له المشروع الأمريكي الذي تنتمي إليه؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو الشرق الأوسط إسرائيل المقاومة إيران إيران إسرائيل الشرق الأوسط نتنياهو المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة الولایات المتحدة مع الدول العربیة نتنیاهو یسعى إلى التفوق العسکری تسعى إسرائیل إسرائیل من فی المنطقة من خلال

إقرأ أيضاً:

نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟

مع دخول الكنيست (برلمان إسرائيل) عطلته بعد انتهاء الدورة الصيفية في 28 يوليو/تموز وحتى 19 أكتوبر/تشرين الأول، يجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه أمام فرص وتهديدات في آن واحد.

فقد ربط مراقبون بين هذه العطلة ونية نتنياهو -المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية- استغلال الفراغ البرلماني لإدارة ملفات شديدة السخونة، أبرزها إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس بشأن الأسرى في غزة، وأزمة قانون التجنيد التي تهدد بانهيار الحكومة بعد انسحاب الأحزاب الحريدية من الائتلاف.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الكنيست يقر مشروع قانون لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وغور الأردنlist 2 of 4تحذير من كارثة عطش بالضفة الغربية وإسرائيل تسيطر على 84% من مواردها المائيةlist 3 of 4صحفي غزّي يروي قصة البحث عن حفنة طحينlist 4 of 4فلسطينيو 48 في مواجهة العاصفة من جديدend of list

وفي الأفق أيضا، يلوح خيار الدعوة لانتخابات مبكرة بعد العطلة، في محاولة لتسويق ما يعتبره "إنجازات" في غزة ولبنان وسوريا وإيران، وكسب مزيد من الوقت للتعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية.

الكنيست في إجازة صيفية اعتبارا من 28 يوليو/تموز وحتى 19 أكتوبر/تشرين الأول (أسوشيتد برس) العطلة والصفقة

ويرى محللون أن عطلة الكنيست تمنح نتنياهو هامش مناورة أكبر، خاصة في ملف المفاوضات بشأن وقف الحرب على غزة بشكل مؤقت للتمكن من إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

وعلقت المحللة السياسية في صحيفة معاريف أنا براسكي عطلة الكنيست القادمة في مقال بالقول إنها بالنسبة لنتنياهو ليست مجرد استراحة، بل هي إحدى أثمن الفترات الممنوحة له: ويُتوقع منه كسب الوقت والهدوء لبدء مناورة سياسية جديدة لم تكن متاحة له الأيام العادية، إنها "استراحة تُمكّنه من القيام بخطوات حساسة بعيدًا عن أنظار الجمهور".

وتأتي العطلة في ظل تحذيرات الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من التوصل لاتفاق مع حماس -حتى لو كان جزئيًا- والتي عبرت عنه الوزيرة ستروك من الصهيونية الدينية بـ"ضرورة حسم المعركة في غزة، حتى لو على حساب (الأسرى) المحتجزين في غزة".

ورغم الأزمة التي تمر به المفاوضات فإن نتنياهو كان قد صرح -عدة مرات- بعد انتهاء الحرب مع إيران -لأول مرة- برغبته في وقف الحرب في غزة.

إعلان

وتعود براسكي للقول إن مساعي نتنياهو لإنجاز صفقة للإفراج عن عدد من الأسرى وحديثه عن وقف الحرب تتطلب وقتًا وعملًا دقيقًا، من أجل تأهيل وعي الجمهور، خصوصا تلك الشرائح التي لم تسمع من نتنياهو إلا حديثه عن "النصر الكامل" لما يقارب العامين، وكانت معه تمامًا.

وأضافت أنه "في الوضع الأمثل، يرغب نتنياهو حقًا في كسب المزيد من الوقت والتوصل إلى اتفاق مؤقت آخر يُبقيه في منصبه ليس لإنهاء الحرب تمامًا، بل لإعادة نصف الرهائن أحياء" فهو يهدف لذلك دون خسارة الائتلاف، ودون خلاف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودون فقدان السلطة.

وفي السياق نفسه، نقلت قناة "كان" عن وزراء في الكابينت أن خيارات العودة إلى الحرب ضعيفة بسبب حالة الإنهاك التي يعاني منها الجيش في غزة.

ومن جهته، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي وليد حباس أن عطلة الكنيست تمثل بالعادة هدوءا تشريعيا ولكنها عمليا تمثل لنتنياهو فراغا دستوريا مؤقتا يمكنه من التحرك دون رقابة مباشرة من الكنيست، ويعفيه من جلسات استجواب أو الموافقة على قوانين، أو مساءلة المعارضة كما يعطيه مناورات واسعة للعمل خلف الكواليس.

وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أنه في حال الوصول لاتفاق مع حركة حماس يمكن لنتنياهو تمريره بدون الرضوخ لتهديدات شركائه من اليمين المتطرف مثل سموتريتش وبن غفير.

ومن جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقرباوي أنه لا نية لدى نتنياهو لإنهاء الحرب، وأن كل ما يريده من هذه المفاوضات هو التمكن من إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الأحياء، وليس هناك أي ضمانات حقيقية لالتزام إسرائيل بباقي بنود الصفقة التي يتم الحديث عنها.

وأضاف للجزيرة نت أنه باستثناء الضغط الميداني الذي يواجهه جيش الاحتلال في قطاع غزة من قبل المقاومة الفلسطينية، فإن نتنياهو يجد نفسه متحررا من كافة الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية، لذلك فهو ماض في هذه الحرب ما دامت تحقق له أهدافه.

العقرباوي: لا نية لدى نتنياهو لإنهاء الحرب فكل ما يريده المفاوضات هو التمكن من إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى أحياء (الجزيرة) قانون التجنيد وتماسك الائتلاف

وفي موضوع آخر، تزداد الأمور تعقيدا بالنسبة لحكومة نتنياهو بعد انسحاب حزبيْ شاس ويهدوت هتوراه -الأسبوع الماضي- بسبب قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، حيث يصر رئيس لجنة الخارجية والأمن يولي أدلشتاين على تمرير قانون "المساواة في تحمل العبء بالخدمة العسكرية" للحريديم وغيرهم.

ورغم نجاح نتنياهو باستبدال أدلشتاين المسؤول المباشر عن مشروع قانون إعفاء الحريديم بعضو الكنيست من الليكود بوعز بسموت في انتخابات علنية جرت داخل الكتلة البرلمانية للحزب الأربعاء الماضي، إلا أن الأحزاب الحريدية اعتبرت أن هذا الإجراء ليس كافيا.

ونقلت المراسلة السياسية للقناة 12 دفنا ليئيل أن الحريديم لن يقبلوا إلا بقانون يعفيهم من التجنيد وينظم وضع طلاب التوراة، مشيرة إلى أنه كقاعدة عامة، لا يجوز للجنتي الخارجية والأمن و"القانونية" الموافقة على قانون يعفي من التجنيد الإجباري.

Iرغم نجاح نتنياهو باستبدال أدلشتاين فإن الأحزاب الحريدية اعتبرت أن هذا الإجراء ليس كافيا (أسوشيتد برس)

ومن غير المتوقع أيضا أن يحظى القانون الجديد (للإعفاء من التجنيد والتهرب من الخدمة العسكرية) -إذا تم إقراره في ظل رئيس لجنة جديد- بموافقة المستشارة القانونية غالي بهاراف ميارا ولن تقبل بنقل معالجة القانون إلى لجنة أخرى.

إعلان

ونقلت صحيفة هآرتس عن وزير في الحكومة بأن خطوة نتنياهو لاستبدال أدلشتاين تهدف إلى كسب بضعة أسابيع أخرى من الهدوء بالدورة القادمة، وقال إن "الهدف الوحيد هو منح الحريديم الأمل".

ويشير حباس إلى أن عطلة الكنيست ستساعد نتنياهو في إقناع شركائه الحريديم والوصول معهم لتوافقات تساعده في إطالة عمر ائتلافه "فنتنياهو يحاول إيصال رسالة لهم بأنه يفعل كل ما بوسعه من خلال استبدال أدلشتاين لدفع قانون التهرب من التجنيد للأمام، بهدف إعادتهم إلى الحكومة في الدورة الشتوية، وكذلك لكسب دعمهم للميزانية القادمة، بهدف إطالة عمر الحكومة".

انتخابات مبكرة

وفيما يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة، فإن الحديث يزداد عن احتمال إعلانها من قبل نتنياهو بعد عطلة الكنيست، إما للتهرب من استحقاقات صفقة غزة وضغوط الحريديم، أو لاستثمار ما يعتبره إنجازات عسكرية في غزة ولبنان وسوريا وإيران، كما ظهر في خطاباته الأخيرة.

ويشير استطلاع للرأي أجرته القناة 12 إلى أن 54% من المستطلعين يعتقدون أن الانتخابات قادمة خلال 2025، في حين اعتبر 61% أن الحرب في غزة لم تحقق أهدافها بعد.

وهنا يظهر السؤال الكبير: هل سيغامر نتنياهو بحل الائتلاف طوعاً للقفز من سفينته قبل أن تغرق؟ أم سينجح في شراء الوقت عبر تسويق "الانتصارات" وتأجيل الأزمات حتى الدورة الشتوية للكنيست؟

وبالنسبة لكثير من المراقبين، تبدو الانتخابات بمثابة "طوق نجاة" لنتنياهو، فهي تمنحه فرصة لإعادة ترتيب أوراقه وشراء وقت إضافي بدلاً من مواجهة ضغوط إنهاء الحرب أو المضي قدماً في صفقة الأسرى.

وتقول سيما كيدمون المحللة السياسية في صحيفة يديعوت أحرونوت -في مقال لها- إن نتنياهو سيبذل كل ما بوسعه لتأجيل الصفقة أو تسويقها كإنجاز على طريق "النصر الكامل". وفي حال فشل، فسيختار الذهاب إلى الانتخابات قبل أن يفرض عليه خصومه ذلك.

وفي المقابل نشر الصحفي في القناة 12 عميت سيغال أن نتنياهو غير مهتم بإجراء انتخابات قريبا، بل يُفضّل إجراءها في أقرب وقت ممكن من موعدها الأصلي ليس في نوفمبر/تشرين الثاني 2026 بل قبل شهرين، وذلك لسببين: تقصير مدة الحملة الانتخابية، وعدم إجرائها قريبًا من الذكرى الثالثة ليوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ولتحقيق ذلك، فإن ما سيخدم نتنياهو هو تمرير قانون التجنيد، ومن ثم توفير أكبر قدر ممكن من الوقت قبل تنفيذه، وهي خطوة غير شعبية بحسب سيغال.

ومن جهته، يشير المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن خيار الانتخابات المبكرة هو سيناريو وارد بعد انتهاء عطلة الكنيست، وهناك العديد من العوامل تدفع باتجاه هذا الخيار منها الحرب في غزة، والتي لن يستطيع نتنياهو الحصول فيها على صورة النصر الحاسم الذي يحلم فيه، لذا سيسعى لاستغلال حالة الغموض التي تسيطر على الأجواء العاملة، من أجل الوصول لإنجازات جزئية على مستوى التطبيع، أو تغير في مكانة الضفة الغربية على مستوى ضم أراضيها أو فرض السيادة.

ويضيف حباس بأن قانون إعفاء الحريديم من التجنيد قد ينسف الائتلاف ويدفع لانتخابات مبكرة، إضافة لوجود أزمة ثقة بين مكونات ائتلاف نتنياهو بين الحريديم من جهة والصهيونية الدينية والليكود.

وفي المقابل، فإن نتنياهو غير واثق من صلابة قاعدته الانتخابية، ولكنه يراهن على ضعف المعارضة وانقسامها كما يراهن على الذاكرة الانتقائية للناخب الإسرائيلي بسبب سيطرة نتنياهو الواسعة على وسائل الإعلام.

وأشار حباس إلى أن بعض شركاء نتنياهو في الائتلاف ممكن أن يسبقونه بالدفع لانتخابات مبكرة إذا شعروا أن نتنياهو يسوق إنجازات وهمية على حسابهم، وقد بات ملف غزة أداة مزدوجة لنتنياهو فهو يبرر فشل المفاوضات أو الذهاب لانتخابات مبكرة.

إعلان محاولة جديدة للمناورة

في المحصلة، يبدو أن الخيارات المتاحة أمام نتنياهو تضيق، فالحفاظ على الائتلاف مع الحريديم واليمين المتطرف يبدو محفوفاً بالخلافات، وقد يطيح إبرام صفقة مع حماس بالائتلاف، بينما تشكل الانتخابات المبكرة مغامرة كبيرة إذا لم ينجح نتنياهو في إقناع الناخبين بأن إنجازاته كافية لتجديد الثقة به.

وبحسب المختص بالشأن الإسرائيلي فإن نتنياهو سيحاول كعادته، المناورة، وقد فعلها مرات عديدة في الماضي. وهذه المرة، الوضع أشبه بحقل ألغام دبلوماسي أمني سياسي، لا مجال فيه للمناورة. فمن جهة الرئيس الأميركي فإنه ليس لاعبًا ثانويًا بل إنه يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام، ويرى أن غزة ليست سوى خطوة على طريق "صفقة إقليمية عملاقة".

وأضاف عبد الهادي بأنه معروف عن نتنياهو تفضيله لمفاوضات "حافة الهاوية" ويسعى عبر ممارسة أقصى الضغوط للحصول على مكتسبات أمام حماس التي وصلت لقناعات راسخة -وفقًا لتجارب المفاوضات السابقة- بأنه لا يمكنها الموافقة على صفقات جزئية مع جيش الاحتلال ستتحول مع الوقت لوقائع على الأرض ضد مصالح الشعب الفلسطيني وتطلعاته.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يصر على هزيمة حماس.. و يؤكد: القتال ضد إيران لم ينته
  • بوتين يؤكد لـ«نتنياهو» دعم وحدة سوريا ويدعو لتسوية سلمية في الشرق الأوسط
  • ترامب يرد على تصريحات نتنياهو بشأن عدم وجود مجاعة في غزة..ماذا قال؟
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن
  • بينت: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة
  • إمام عاشور يثير الجدل برسالة غامضة على إنستجرام.. ماذا يقصد؟
  • نتنياهو وعطلة الكنيست.. ماذا في جعبة الحاوي؟
  • النظام العالمي والشرق الأوسط الجديد
  • أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي يطالبون نتنياهو بتغيير مساره في الحرب على غزة فورا
  • إسرائيل تعمل على تغيير النظام القانوني الذي يحكم الضفة الغربية لتسريع الضم