القاهرة «أ.ف.ب»: بعد سنة على اندلاع الحرب في قطاع غزة، لم يخفت الدعم الشعبي الثابت للفلسطينيين في البلدان العربية، لكن دون أن يقترن بقرارات أو بخطوات موازية من جانب حكومات هذه الدول التي يطالبها المتضامنون بقطع علاقاتها مع إسرائيل.

على المستوى الرسمي، تجمع الدول العربية على إدانة الرد الإسرائيلي على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 من أكتوبر 2023.

لكن الحرب المستمرة في غزة والمتمددة إلى لبنان لم تسفر عما هو أبعد من الانتقادات العلنية، باستثناء قرار السعودية رفض أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل من دون إقامة الدولة الفلسطينية.

كذلك، لا يشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة سوى الوسيطين التقليديين مصر وقطر.

وجاء الرد الأقوى في المنطقة الثلاثاء من طرف إيران التي شنّت هجومًا صاروخيًا على إسرائيل.

قبل فترة قصيرة، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: «السؤال المطروح هو هل إلغاء اتفاقية السلام يخدم فلسطين ويخدم الأردن، نحن لا نعتقد ذلك»، رغم إقراره أن الاتفاقية الموقعة عام 1994 «باتت وثيقة يملأها الغبار».

في المقابل، ترتفع الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الشارع، وتجمع التظاهرات على اعتبار «فلسطين أمانة»، كما يردد المتظاهرون في البحرين والمغرب اللذين طبعًا على غرار الإمارات والسودان في علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل منذ أواخر عام 2020 برعاية أمريكية.

في الرباط، يوضح عضو (مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين) رشيد فلولي أن المغرب شهد منذ بدء الحرب في غزة حوالي 5 آلاف تظاهرة، إضافة إلى عدة مسيرات وطنية للتضامن مع فلسطين والمطالبة بإسقاط اتفاق التطبيع.

«كابوس»

يعد فلولي الذي يتظاهر مرتين في الأسبوع بالرباط، أن المكسب الأهم يتمثل في حشد «جيل جديد» مؤيد للقضية الفلسطينية.

يقول الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن حسين إبيش: إن الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل «كانت لديها أسباب لذلك، وهذه الأسباب لا تزال قائمة».

من جهته، يؤكد مدير منطقة شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ريكاردو فابياني وجود الكثير من المصالح التي تحول دون تغيير الوضع، مثل اتفاقيات التعاون الأمني والدعم الدبلوماسي ونقل التكنولوجيا العسكرية فضلا عن الاستفادة من الدعم الأمريكي.

ويتابع: «هناك أيضا مسألة عدم التراجع أمام الضغوط الشعبية، التي قد تشكل سابقة خطرة بالنسبة لجزء غير يسير من تلك البلدان».

ويرى حسين إبيش أن «كابوس» المنطقة يتمثل «بعودة ظهور كل المطالب التي رفعت خلال الربيع العربي والتي لم تتم الاستجابة لها».

ويوضح «المعادلة هي أن قمع (الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين) سيعطي الكلمة لأولئك الذين يمكن أن يطرحوا قضايا سوء الإدارة والمعاملة القاسية وغياب دولة القانون والبطالة».

ويعتبر أن ثمة انفصالًا إلى حد كبير بين الشعوب ومسارات صنع القرار التي تظل مغلقة من طرف القادة، بحيث لا يبقى أمامها سوى التعبير عن «عواطفها» إزاء الحرب، رافضًا في الوقت نفسه فكرة وجود «شارع عربي» موحد، ويخلص إلى أن السلطات «قررت أن السماح بالتظاهرات يتيح تنفيس الضغط ويعد أكثر أمانًا».

«أجيال جديدة»

يتخذ التضامن مع الفلسطينيين أشكالًا أخرى، في مصر، وهي أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل في العام 1979، يعبر عن هذا التضامن من خلال حملة لمقاطعة الشركات التي تعتبر داعمة لإسرائيل، بينما تم تفريق تظاهرات في الشارع بسرعة العام الماضي.

في هذا الصدد، طرح مؤيدون للقضية الفلسطينية تطبيقًا يحمل على الهاتف لكشف ما إذا كانت السلع من إنتاج إحدى الشركات التي يجب مقاطعتها. ويوضح مصممو التطبيق المسمى «قضيتي» أن «فلسطين ليست قضية تخص الفلسطينيين وحدهم».

يرى فابياني بقوله: إنه «من الواضح برأيي أن هذا ليس له تأثير». لكنه يستطرد: «هناك أجيال نشأت بعد الربيع العربي ولم تعرف بالتالي إمكانية التعبير بحرية عن آرائها، واليوم يتشكل لديها وعي سياسي من خلال القضية الفلسطينية».

ويضيف: «السؤال المطروح هو ما إذا كنا سنرى بروز أجيال جديدة من السياسيين في غضون 5 أو 10 أعوام في تلك البلدان».

في انتظار ذلك تتيح مواقع التواصل الاجتماعي حرية أكبر للتعبير، حيث لا يزال هاشتاج «لا ننسى» متداولا منذ عام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تحرك عالمي داعم لسيادة الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، في تصريح عاجل نقلته قناة "القاهرة الإخبارية"، وجود إجماع دولي غير مسبوق على ضرورة تمكين دولة فلسطين من ممارسة ولايتها الكاملة على قطاع غزة، ضمن إطار دعم الجهود الرامية لإعادة توحيد الأرض الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام.

شاحنات المساعدات تدخل إلى غزة لليوم الرابع على التوالي عبر معبر كرم أبو سالمحديث حول جهود مصر مع غزة خلال استقبال وزير الخارجية للسيناتور شاتزدعم دولي لسيادة فلسطينية موحدة

أشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذا الموقف الدولي يعكس تحولًا واضحًا في الرؤية العالمية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة بعد التطورات الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، وتزايد الدعوات لإيجاد حل شامل وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

جهود دبلوماسية مكثفة

ويأتي هذا التوافق الدولي ثمرة تحركات دبلوماسية فلسطينية مكثفة في المحافل الدولية، شملت اتصالات مع عدد من العواصم المؤثرة والمنظمات الإقليمية والدولية، في محاولة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، وتحقيق وحدة المؤسسات تحت قيادة شرعية واحدة.

طباعة شارك وزارة الخارجية الفلسطينية القاهرة الإخبارية دولة فلسطين قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • اعتقال حاخامات يهود خلال احتجاجات في واشنطن ونيويورك للمطالبة بإنهاء حصار غزة
  • تحرك عالمي داعم لسيادة الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها
  • الرئاسة الفلسطينية: بريطانيا ستعترف بـ فلسطين سبتمبر المقبل إذا لم تنهي إسرائيل كارثة غزة
  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر إذا لم تتحرك إسرائيل لإنهاء الحرب
  • أبو الغيط: إسرائيل لن تنجح في التطبيع والتعايش المشترك مع محيطها دون إنهاء الاحتلال
  • حنظلة.. أيقونة ناجي العلي التي تحوّلت إلى رمز للفلسطينيين واسماً لسفينة أبحرت نحو غزة
  • الكرملين: نأسف لتباطؤ التطبيع مع واشنطن وملتزمون بالسلام في أوكرانيا
  • أبو الغيط: السلام الدائم لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية
  • أبو الغيط: لا سبيل لتحقيق السلام إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية
  • السيسي يطالب ترامب بإنهاء الحرب في غزة والسماح بدخول المساعدات