علماء يكتشفون نظاما نجميا ثلاثيا فريدا من نوعه
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
تمكن علماء فلك محترفون وهواة من اكتشاف نظام نجمي ثلاثي فريد يسمى "تي آي سي 290061484" وفيه يدور نجمان حول بعضهما البعض كل 1.8 يوم، إلى جانب نجم ثالث يدور حول هذا الثنائي في 25 يومًا فقط.
والنجوم الثلاثية نوع من النجوم المتعددة، تدور حول بعضها البعض بتأثير الجاذبية، مثلما تدور الكواكب حول الشمس، أو تدور الأقمار حول الكواكب.
ويحطم هذا الاكتشاف، الذي نشره الفريق بدورية "ذا أستروفيزيكال جورنال" الرقم القياسي السابق لأقصر فترة مدارية خارجية في مثل هذه الأنظمة، والذي تم تسجيله عام 1956 مع نجم ثالث يدور حول زوج داخلي في 33 يومًا.
ولتقريب الفكرة، تخيل أن النجم الأول، وهو نجم أضخم وأشد حرارة من الشمس، يوجد موضع الشمس الآن في نظامنا الشمسي، يجعل ذلك النجم الثاني والثالث (وهما كذلك أضخم وأشد حرارة من الشمس) يدوران حول بعضهما البعض عند مدار كوكب عطارد.
ومضات النجوموبحسب الدراسة، فقد ساعدت ومضات من ضوء النجوم الثلاثة في الكشف عن طبيعتها. وتصدر هذه الومضات بسبب أن تلك النجوم أثناء دورانها حول بعضها البعض قد يحجب كل منها الآخر بالمرور أمامه، ثم يبرز الأخير مجددا.
ويشبه الأمر أن تقوم بتمرير مصباح صغير جدا، ليكن ذلك المصباح الذي يوجد في طرف بعض ميداليات المفاتيح، أمام مصباح الحجرة الكبير، وهنا ستلاحظ أن الضوء الكلي الصادر قد انخفض قليلا، ومن ثم ارتفع بعد المرور.
وفي حالة النجوم فإن ذلك يحدث، فقد يمر نجم ضعيف الإضاءة أمام نجم قوي الإضاءة، فيتسبب في خفض الإضاءة الكلية الواصلة للأرض، فيعرف العلماء بمرور نجم ما عن طريق مراصد مثل القمر الصناعي لمسح الكواكب العابرة غير الشمسية (تيس) الذي استخدمه الباحثون لتحديد أنماط حجب تلك النجوم لبعضها البعض، ومن ثم استنتاج مدارها.
وتوصل الفلكيون الهواة لهذا الكشف عبر تغذية خوارزميات التعلم الآلي بمجموعات هائلة من بيانات ضوء النجوم من تيس، فتمكنت الخوارزمية من تحديد النظام "تي آي سي 290061484" كمرشح محتمل لنظام نجمي قصير جدا في مدة دورته، ثم تعاون هؤلاء الهواة مع فلكيين محترفين لتحقيق دراسة أعمق للنظام.
وقد لاحظ الباحثون أن النجوم في النظام المكتشف حديثًا تدور في نفس المستوى تقريبًا، ويرجح ذلك أن يكون هذا النظام النجمي مستقرًا للغاية على الرغم من تكوينه الضيق، حيث لا تزعج جاذبية كل نجم النجوم الأخرى كثيرًا، وهو ما قد يحدث إذا كانت مداراتها مائلة في اتجاهات مختلفة.
ومع أنه من المرجح أن تظل مداراتها مستقرة لملايين السنين، فإن ذلك لن يستمر، فمع تقدم النجوم الداخلية في العمر، ستتضخم في الحجم وتندمج في النهاية، مما يؤدي إلى انفجار مستعر أعظم خلال حوالي 20 إلى 40 مليون سنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
أنت المسؤول عن قراراتك!
البعض لا يربط الظروف بالقرارات، لكنني أرى أن الظروف عامل مساعد في اتخاذ بعض الـ»قرارات» الحاسمة، خاصة إذا كانت هذه القرارات تأتي ضمن الأمور المستعجلة التي توجب البت فيها سريعا دون أن تحتمل الانتظار الطويل؛ فعلى سبيل المثال: في أروقة المستشفى يخبرك الطبيب أن عليك التوقيع على إجراء عملية عاجلة، ويخبرك بأن الوقت ليس في صالحك. فالتأجيل قد يزيد من معاناتك في المستقبل؛ ولذا فإن الخيالات أمامك تنحصر ما بين الموافقة أو الرفض، وفي كلا الأمرين عليك تحمل نتيجة قرارك لوحدك.
مثال آخر: بعض الموظفين بعد أن يجد نفسه محبطا أو يمر بظروف نفسية صعبة يقفز إلى ذهنه الخروج نهائيا من العمل، وترك الجمل بما حمل، ومع كثرة الضغوطات والحيرة التي تسيطر على عقله يبقى القرار بيديه كالماسك على الجمر خاصة إذا كان محاطا بالالتزامات.
في سياق الحياة اليومية يواجه الإنسان على مدار الزمن الكثير من الصعوبات في اتخاذ «القرارات» التي يراها البعض بأنها سهلة جدا فيما يراها الآخرون بـ»المصيرية «. وفي كل الأمور التي يتعرض لها الشخص يواجه خطورة نتائج القرارات التي اتخذها سواء كان هذا القرار ناجحا أو فاشلا؛ فكيفما جاءت الصورة النهاية فهي نتيجة للقرارات التي أقدم على اتخاذها، وفي بعض المرات تكون دائرة الاختيارات تضيق فإلى أبعد الحدود، وأمام الحاجة الملحة لاتخاذ القرار السريع والواجب التنفيذ دون تأخير أو تفكير طويل، ولهذا الأمر وغيره يرى الناس أن القرارات تعبر عن اختياراتنا وطريقة رؤيتنا لقناعاتنا؛ ولهذا تلعب القرارات دورا حاسما في رسم شخصياتنا أمام الآخرين، ونمط سيرنا في حياتنا ومستقبلنا.
يسدي الناشط السياسي الإنساني مارتن لوثر كينغ نصحا للبشرية بقوله: «عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبالِ بقلبك. تألم يوما، شهرا بقرار عقلي صحيح أفضل من أن تتألم طيلة حياتك بقرار خاطئ من قلبك».
إذن بعض القرارات تكون ثقيلة كثقل الجبال على القلوب، وبعضنا يقع في فخ التردد والتوجس والخوف من النتائج اللاحقة؛ ولذا تجد أن البعض يتخذ بعض القرارات السريعة ثم سرعان ما يتراجع عنها ه حتى وإن حالفها الصواب، والبعض يقدم على القرار الفوري ثم سرعان ما يكتشف أنه قد ظل طريقه فيلقي بالأئمة على الغير أو يبدأ في جلد الذات!
وآخرون يدركون بأنهم قد أخطأوا في قرارهم، لكنهم يصرون على تكملة المشوار حتى النهاية حتى وإن بدأت نتائجها واضحة سلفا، كل ذلك بسبب العناد والحماس الزائد عن الحد المعقول أو التغاضي عن الخسائر التي يمكن أن تتحقق في نهاية المطاف.
الشجاعة شيء والفصاحة شيء آخر بمعنى أن البعض يقبل التحدي لكن الأمر لا علاقة له بالقوة على قبول التحدي، بل النظر إلى نقطة الفائدة سواء كانت على المستوى الشخصي أو الجماعي.
أحيانا بعض القرارات يكون أمرها محسوما سلفا ولا يمكن التنازل عن اتخاذها، حتى وإن وقعت في دائرة الخطر، إلا أنها طريق لا بد من السير فيه حتى النهاية، وبعض القرارات تكون حتمية لا تحتمل التأجيل تماما كحتمية «الحياة والموت».
في بعض المرات نسأل أنفسنا: كم يلزمنا من الجرأة لنحطّم حواجز الخوف لنمضي في الطريق لنكون كما نحب أن نكون، أو سعينا من أجل التجرد من مخاوفنا البشرية. أحيانا أخرى نرى مثلما يرى الآخرون بأن هناك ترددا كبيرا يعيقنا في اتخاذ القرار. سببه هو أننا نخاف من أن نصطدم مجددا بتجارب فاشلة عاشها من حولنا لم تجد نورا لمسارها الصحيح. نخاف من سطوة ذلك الوجع القديم والألم العميق الذي حاصر من سبقنا.
أن تحمل تبعات مسؤوليات أي قرار فاشل قد يكون شيئا صعبا. ولكن أحيانا لا خيار هناك سبيل آخر متاح أمامك؛ ففي هذه الحالة يصارع الإنسان أمواج الخوف الذي يعتريه والحيرة التي تسيطر على رأسه، يحاول أن يستجمع كل قواه في التفكير العميق ليصل إلى القرار الذي يراه مناسبا وصائبا.