باليه بحيرة البجع يشهد حضور جماهيري كبير طوال 4 أيام بأوبرا القاهرة والإسكندرية
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
استضافت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد، عرضاً مبهراً لرائعة الباليه الروسي الكلاسيكي "بحيرة البجع"، قدمتها فرقة باليه سان بطرسبورج الكلاسيكية الروسية العريقة على مدار ٤ ليالى منها ثلاثة عروض متتالية بالمسرح الكبير بأوبرا القاهرة وأقيم العرض الرابع على خشبة مسرح سيد درويش " أوبرا الإسكندرية في ختام ساحر لعروضها، في إطار حرص وزارة الثقافة المصرية على إثراء المشهد الفني وتعزيز التبادل الثقافي مع مختلف دول العالم.
ووسط إقبال جماهيري كبير أبهر العرض بموسيقاه الخالدة للموسيقار العالمي تشايكوفسكي كل من حضر ، حيث امتزجت الموسيقى العذبة مع حركات راقصي الباليه المتقنة، الذين أبدعوا تحت قيادة المدير الفني كيريل سافين في إحياء تحفة مصمم الرقصات الشهير ماريوس بيتيبا . وتألقت السوليست ماريا توميلوفا في تجسيد دور أوديت، مقدمةً أداءً استثنائياً يأسر القلوب، فيما قدم ألكسندر فولكوف شخصية الأمير سيجفريد بحرفية فائقة، مستحضراً ببراعة تفاصيل شخصية الأمير المحاصر بين الحب والسحر.
"بحيرة البجع"، التي تعد واحدة من أعظم كلاسيكيات الباليه ، استطاعت أن تأسر قلوب الحضور بفضل الجهود الفنية المتضافرة التي قدمها الراقصون، والذين عبّروا بحركاتهم المبدعة عن مشاعر الحب والحزن والتضحية. وقد تفاعل الجمهور مع تلك اللحظات بشكل مؤثر، وكأنه يعيش القصة مع الأمير وأوديت، مشاركاً في صراعهما بين الحرية والقيود السحرية.
استحضر العرض مشاعر الفرح والإلهام إلى قلوب الحاضرين، الذين عبّروا عن سعادتهم الكبيرة بهذا التعاون الثقافي والفني الذي يعزز جسور التواصل بين مصر وروسيا. وجاء العرض ليمنح لمسة فنية خاصة تشير إلى قدرة الفنون الجادة على جذب شرائح جماهيرية متنوعة وحضور مميز للجاليات الأجنبية وهو مايؤكد على دور وزارة الثقافة في تقديم عروض عالمية تُلهِم الجمهور وتثري الروح.
يقدم الباليه من فصلين وأربعة مشاهد وتروى قصته انه مع ظهور القمر، تعود البجعة البيضاء إلى أوديت الجميلة حيث أن مفعول السحر الشرير يعمل فقط خلال النهار. وعلى البحيرة كانت أوديت محاطة بفتيات البجعات المسحورات اللاتي أطلقن على أوديت ملكة البجع. وبحسب الأسطورة، تكونت بحيرة البجع" السحرية من دموع الأم على ابنتها المخطوفة، وفقط الحب الحقيقي لشاب هو الذي يبطل مفعول السحر وكسر التعويذة الشريرة، ولكن إذا تم كسر نذر الحب الأبدى فستبقى بجعة إلى الأبد.
وأثناء الاحتفال بالشعبية الكبيرة للأمير سيجفريد في حديقة القصر، يرى الأمير سربا من البجع يطير فوق الحديقة، وعند الغابة المجاورة للبحيرة يقابل الأميرة "أوديت" من بين فتيات البجع. ويصبح مفتونا بجمالها ويصدم من قصتها، ويقسم سيجفريد بالحب الأبدى لأوديت.
يقام حفل راقص في القلعة ويجب على سيجفريد اختيار عروس له، وبينما يرقص كثير من الجميلات أمامه تتناوب الرقصات الوطنية الإسبانية والنابوليتانية والمجرية والبولندية (مازوركا)، ولكن الأمير لا يبالى حتى تظهر أوديل ينخدع سيجفريد بالشبه الكبير بين أوديت وأوديل ويعترف لها بحبه. ولكن بعد فوات الأوان يدرك أنه أرتكب خطأ فادحا، فيركض إلى البحيرة متوسلا إلى أوديت أن تسامحه ولكنه لا يتلقى ردا منها.
ويتحدى سيجفريد الساحر روتبارت، ومن خلال تلك المبارزة تتجسد صورة القدر في الباليه واستطاع سيجفريد بشجاعة هزيمة روتبارت في القتال وكسر جناحه، ويسقط الساحر وترحل قوته ويموت، كسر الحب تعويذة الشر، تشرق الشمس وتشرق على الأمير وأوديت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأوبرا دار الأوبرا دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد بحيرة البجع المسرح الكبير أوبرا القاهرة أوبرا الإسكندرية وزارة الثقافة بحیرة البجع
إقرأ أيضاً:
الطيور تمتلك ثقافة وتراثا تتناقله الأجيال
منذ سنوات، افترض العلماء أن بناء الأعشاش لدى الطيور أمر غريزي بحت، أي أنه سلوك فطري يولد به الطائر ولا يتطلب أي تعلم، مثل البشر يأكلون عند الجوع، شعور يدفعك إلى فعل شيء ما.
هذا صحيح جزئيا، فكل نوع من أنواع الطيور يميل إلى بناء نمط مميز من العش، مما يشير إلى وجود أصل وراثي، كما أن تجارب الطيور في الأسر أثبتت ذلك، فبعض الطيور التي ولدت في أقفاص مراقبة، ولم تشاهد طيورًا أخرى تبني أعشاشها، قامت تلقائيا عند التزاوج ببناء أعشاشها.
لكن على الرغم من ذلك، أظهرت تجارب أجريت على عصافير الزيبرا الأسترالية، وهي طائر مغرد صغير يستخدم غالبًا في التجارب السلوكية، أن الطيور تحسن أسلوبها مع الخبرة، حيث طورت من أسلوبها مع الزمن، لتصنع أعشاشاً أدق في كل مرة.
بل وهناك أيضًا أدلة على التعلم الاجتماعي في بناء الأعشاش، إذ إن بعض الطيور يتعلم من مشاهدة الآخرين، تماما كما قد يتعلم المتدرب من حرفي ماهر.
في واحدة من الدراسات التي نشرت بدورية أنيمال كوجنيشن، تعلمت طيور الزيبرا من تأمل أعشاش فارغة لرفاقها، وعندما سمح الفريق للطيور (التي أجبرت على رؤية أعشاش فارغة متنوعة)، ببناء أعشاشها الأولى، وجد الباحثون أن الطيور استخدمت مواد من نفس لون العش الفارغ الذي شاهدته، تعلمت وحاكت ما تعلمته، مثلنا بالضبط.
بناء ثقافةبل هناك ما هو أعقد من ذلك. على سبيل المثال، في قلب صحراء كالاهاري الحارقة بجنوب أفريقيا، حيث الرمال الذهبية والرياح الساخنة تتقاذف الغبار، رصد العلماء اختلافات بين جماعات مختلفة من طيور الحبّاك أبيض الحاجب، وكأن كل مجموعة منها تتبع أسلوبا معماريا خاصا بها، لا يشبه غيرها من المجموعات المجاورة، رغم أنها تعيش في نفس البيئة.
هذا ما توصل إليه فريق من علماء الأحياء من المملكة المتحدة وكندا، في دراسة حديثة نسبيا نشرت في أغسطس/آب 2024 بدورية "ساينس" المرموقة، إذ وجدوا أن مجموعات مختلفة من طيور الحبّاك تتبنى "أساليب بناء عش مميزة"، تتوارث عبر الزمن، ما يشبه شكلا من الثقافة.
إعلاناعتمد الباحثون على مراقبة سلوك البناء لدى طائر الحبّاك أبيض الحاجب، الذي يتميز بنمط حياة اجتماعي معقد وسلوك تعاوني ملحوظ. طوال عامين كاملين، راقب الفريق 43 مجموعة مختلفة من هذه الطيور في صحراء كالاهاري، ووثقوا بناء ما يقرب من 450 عشًا.
باستخدام الفيديو والملاحظات الدقيقة، سجل الفريق شكل الأعشاش، وأبعادها، وطول الأنفاق الداخلة والخارجة، وسمك الجدران.
ووجد العلماء أن بعض المجموعات تفضل أعشاشا قصيرة وثخينة، بينما تميل مجموعات أخرى إلى بناء أعشاش طويلة ذات مداخل أنبوبية معقدة، والأهم أن نمط البناء بقي ثابتا داخل كل مجموعة عبر الزمن.
هذه النتائج استبعدت أن تكون الاختلافات بسبب البيئة أو الصدفة، بل يبدو أن لكل مجموعة نمطا هندسيا معماريا مميزا يقلده الأفراد، ويستمر من جيل إلى جيل، ما يعرف في علم السلوك الحيواني "بالانتقال الثقافي غير الجيني".
تعد هذه الدراسة من الأدلة القوية على أن بعض أنواع الطيور لا تكتفي بالوراثة، أو حتى التعلم الفردي، بل تُكون تقاليد سلوكية داخل مجموعاتها، وهذا يضعها في مصاف كائنات قليلة، مثل الشمبانزي والدلافين، والتي تمتلك ثقافة جماعية يتعلمها الأفراد ويتبادلونها، لا عبر الجينات، بل عبر التجربة والملاحظة.
والمثير للانتباه في هذا السياق، هو أن ذلك يفتح الباب للتساؤل عن كيف يمكن أن تظهر "الثقافة" في كائنات صغيرة الدماغ.