يُشكّل تحول الدكتور مصطفى محمود من مرحلة الشك إلى اليقين واحدة من أبرز المحطات في مسيرته الفكرية، والتي أثرت بشكل كبير في العديد من القراء والباحثين، فهذه الرحلة ليست مجرد تغيير في المعتقد، بل هي رحلة استكشاف عميقة للذات والكون، وصولاً إلى إيمان راسخ وقوي، وقد أطلقت «الوطن» 3 حملات توعوية لتعزيز الهوية الوطنية والدينية والاجتماعية تحت شعار «مجتمع صحي آمن.

. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية»، بهدف الحفاظ على تماسك المجتمع وتقوية الروابط الأسرية.

رحلة مصطفى محمود من الشك لليقين

التحول من الشك إلى اليقين قد يأتي نتيجة آلام هائلة أو لقاء مع أحد الكتب، أو حادث أو استنارة داخلية أو حالة استشراقية وإلهام باطني، أما التجربة الشخصية للدكتور مصطفى محمود في رحلته التي تحوّل فيها من الشك إلى اليقين يرويها في لقاء تليفزوني نادر، فقبل 30 عامًا وقبل أن يولي أي اهتمام بالدين، واقتصر فقط على الجانب العلمي، فكان من عادته السهر ليلًا إلى ساعة متأخرة ثم يخلد إلى النوم ثم يستيقظ متأخرًا في اليوم التالي، وفي إحدى الليالي تلقى اتصالًا هاتفيًا مع الناقد جلال العشري غيّرت مجرى حياته.

وبعد أن أنهى جلال العشري الاتصال مع مصطفى محمود مُعتذرًا عن إيقاظه، خلد الأخير إلى النوم مرة أخرى، فـ رأى في منامه أنّه يرى جمال العشري يمشي في شارع سليمان باشا، ويرافقه شوقي عبدالحكيم أحد كتاب مجلة صباح الخير، ويدور بينهم حوارًا جادًا، وعندما استيقظ من نومه عاود الاتصال بجلال العشري ليخبره بما رآه في نومه، يقول مصطفى محمود: «كلمته وقولت له يا أخي تصور أن أنا حلمت بيك، وشوفتك في شارع سليمان باشا وبتتكلموا في كذا كذا، وفجأة لقيته بيقولي إزاي مش ممكن ده حصل بالظبط، أنا فعلا كنت في الشارع وبنتكلم وبنقول الكلام اللي أنت بتقوله ده، وساعتها أصيب بالذهول ووقعت السمّاعة من إيدي، وابتدت عندي دوامة من إعادة النظر في كل شئ».

الاجتهاد في العبادة ينمي موهبة البصائر

بعد هذه الاتصال؛ عكف مصطفى محمود على كتب اليوجا والثيوسفي (ممارسات دينية قديمة تشبه اليوجا)، خاصة وأنّها تناولت هذه الموضوعات، وأخذ يبحث ويقرأ عمّا رآه في منامه، فوجد أنّ ما حدث يُعرف بالجلاء البصري والجلاء السمعي، وأنّ هناك تمارين ورياضات يمكنها أن تُنمي هذه الموهبة، ولم يكتفِ الدكتور الراحل بالكتب فقط؛ إلا أنّه ذهب إلى السفير الهندي حينها وروى لما حدث، فاقترح له تمارين يعرف باسم «شوريا نمشكر»، وبعض الكتاب التي تتناول التأمل والتركيز.

هذه المقابلة مع السفير الهندي دفعت مصطفى محمود للطيران إلى لندن ليبحث داخل المكتبات عن هذه الكتب التي اقترحها عليه السفير، فوجدها داخل إحدى المكتبات العتيقة ويُغطيها التراب: يروي الدكتور مصطفى محمود: «وأنا بشتري الكتب سألت البائع إيه رأيك في الكتب دي قالي بيني وبينك الكتب دي كلام فارغ متسواش 3 مليم، أنا معرفش أنت دفعت فيها التمن ده إزاي، وفعلًا لما عكفت على هذه الكتاب ونفذت ما فيها بالحرف والنتيجة كانت صفر وفشل كامل، ولم أستطع أن أعيد هذه التجربة من تاني».

يقول الدكتور مصطفى محمود: «أنا أشك في إمكانية إن الإنسان بالإرادة يقدر يُخضع هذه المواهب زي الاستبصار والتخاطر والجلاء البصري والسمعي لأمره بحيث أنّها تيجي على مزاجه، وكون أنّها ظواهر بتحصل فهي أه بتحصل، ولكن لا علاقة لها بالمرة أنّهم يقولوا على فلان ده صالح أو عنده شفافية أو مكشوف عنه الحجاب، لأنّ الموهبة دي قد يرزق بها حد من خارج الملة زي فرعون اللي ربنا حكى عنه في القرآن الكريم واللي حلم بمستقبل مصر لمدة 7 سنوات».

حكمة هذه الظواهر التي لا تقدر عليها الكتب وإنما هي موهبة يمنحها الله لعباده المُصطفين، فهي رحمة من رحمات الله ولطف من ألطافه، وأن يستدرج بعض الناس بلطف بهذه الأسرار الغيبية بحسب ما وصف الدكتور مصطفى محمود، وقد تكون بشكل آخر عبارة عن ابتلاءات أو فتن، ودائمًا هي إقامة للحجة على كل الناس، مشيرًا إلى أن الاجتهاد في العبادة قد يُنمي موهبة الإنسان في التجليات والبصائر، ويفتح العين الداخلية للعابد، إلا أنّ العابد الحقيقي من شأنه ألا يفكر في هذه المسائل، وإنما يعبد لوجه الله سبحانه وتعالى ولا يفكر إلا به، وعندما يلاحظ هذه الظواهر على نفسه عليه أن يُخفيها ولا يُظهرها ويحرص على ألا يسترزق منها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصطفى محمود الدكتور مصطفى محمود الهوية الدينية الوازع الديني التخاطر الدکتور مصطفى محمود من الشک

إقرأ أيضاً:

"الإنسان أولًا".. دار الكتب تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان

 
في إطار اهتمام وزارة الثقافة بنشر الوعي المجتمعي وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، تنظم دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، فعالية ثقافية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وذلك يوم الأربعاء الموافق 10 ديسمبر في تمام الساعة 11 صباحًا، بقاعة علي مبارك.

وتأتي الندوة تحت عنوان: "الإنسان أولًا… نحو عالم أكثر إنصافًا وعدلًا"، وتديرها: الأستاذة حنان نور
مديرة قاعة الأمم المتحدة التابعة لخدمات القراء بالأدارة المركزية لدار. الكتب برئاسة الدكتور مينا رمزي.

ويتحدث خلالهاكل من: د. عبد الحميد يحيى، أستاذ الإدارة والتنمية البشرية بجامعة حلوان، ومحاضر بالأكاديمية العسكرية وأكاديمية الشرطة، اللواء د. محمد فخر الدين
مدير عام مركز التنمية البشرية بدار الكتب، الأستاذوحيد الأسيوطي
رئيس مؤسسة مصر العربية لحقوق الإنسان.

وتناقش الندوة المحاور التالية:" حقوق الإنسان بين الحق والحقوق، بين الحرية والحريات، ما بين الشرائع والقوانين، حقوق الإنسان والاستراتيجية الوطنية التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي".

دار الكتب تنظم معرضًا متخصصًا احتفاءً باليوم العالمي للإعاقة داخل قاعة الاطلاع


في إطار احتفالات الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت باليوم العالمي للإعاقة، نظمت قاعة الاطلاع التتعزيزابعة للإدارة المركزية لدار الكتب برئاسة الدكتور مينا رمزي معرضًا للكتاب ضمّ مجموعة متميزة من الإصدارات المهتمة بقضايا ذوي الهمم وحقوقهم، إلى جانب أبرز المؤلفات التراثية والمعرفية التي تقدمها دار الكتب لجمهور الباحثين والمهتمين.

وجاء تنظيم هذا المعرض تأكيدًا لحرص دار الكتب على تعزيز الوعي المجتمعي بثقافة الدمج وإتاحة المعرفة للجميع، حيث اشتمل المعرض على كتب ومراجع في مجالات التربية الخاصة، والصحة النفسية، والتشريعات المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فضلًا عن أعمال أدبية وسير ذاتية لشخصيات تجاوزت التحديات وحققت إنجازات بارزة.

ومن بين مقتنيات الدار التي عُرضت بالمعرض جاءت العناوين التالية: " تعليم العلوم لذوي الإعاقات المتعددة، مناهضة التمييز بسبب الإعاقة، التربية الحركية واللياقة البدنية، سيكولوجية ذوي الإعاقة في المجال الرياضي، معايير القصة المقدَّمة للأطفال ذوي الإعاقة العقلية، التأهيل المرتكز على المجتمع لذوي الإعاقة ودورهم التنموي، الحماية الدولية والوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن جانبه، أشاد الأستاذ الدكتور أسامة طلعت بإقامة المعرض، مؤكدًا أن دار الكتب والوثائق القومية أولت اهتمامًا خاصًا بإتاحة خدماتها الثقافية لجميع المواطنين دون تمييز، وأن الاحتفاء باليوم العالمي للإعاقة شكل فرصة للتأكيد على رسالة الدار في دعم الدمج وتمكين الجميع من حقهم في الثقافة والمعرفة.

ويستمر المعرض لمدة أسبوع داخل قاعة الاطلاع بدار الكتب، وفتح أبوابه يوميًا لاستقبال الزوار من مختلف الأعمار، مع توفير فريق متخصص لخدمة ذوي الهمم وضمان سهولة الاطلاع على المحتوى المعروض، وتسعى قاعة الاطلاع من خلال هذا الحدث إلى تعزيز دورها الثقافي والتنويري عبر دعم الوصول إلى المعرفة، والمعرض جاء ضمن سلسلة من الفعاليات التي خصصتها الإدارة المركزية لدار الكتب، لخدمة جميع فئات المجتمع، لا سيما فئة ذوي الهمم.

مقالات مشابهة

  • إصابة 4 أشخاص باشتباه تسمم غذائي بأسيوط
  • "الإنسان أولًا".. دار الكتب تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • شعبة الطاقة تُعد مذكرة لـ"العشري"لعقد اجتماع مع "الكهرباء"بشأن وقف آلية صافي القياس
  • ساعات من عدم اليقين.. كيف انهارت مؤامرة الإطاحة برئيس بنين؟
  • في حوار خاص لـ«الفجر»… الدكتور السيد قنديل يكشف رؤية جامعة العاصمة للتحول إلى جامعة من الجيل الخامس"
  • الإعلام اليمني منبرُ الكبرياء ودرعُ اليقين
  • لقد حصلت نقاط إنستاباي.. تحذير من حيلة جديدة لسرقة بيانات العملاء
  • مدبولي: إجراءات قانونية ضد مروجي الشائعات التي تستهدف الإساءة للمجتمع
  • الشك أنهى حياتها فى الصباحية.. الإعدام شنقًا لطالب قتل زوجته بأسيوط
  • خالد طلعت يعلق علي فسخ عقد بنتايج مع الزمالك..ماذا قال؟