يمانيون – متابعات
يقف اليمنيون بمختلف أشكالهم، صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة والصادقة، في مسار متصاعد لدعم المعركة البطولية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية “طوفان الأقصى”، منذ اللحظة الأولى لانطلاق أولى شرارتها في السابع من أكتوبر 2023م.

وفي ذكراها الأولى ومرور عام على اندلاعها، ساهم اليمن في صناعة المتغيرات بمفاجآت لم يسبق لها مثيل في المنطقة وفي تأريخ كيان الاحتلال الصهيوني منذ تأسيسه، فكان الموقف اليمني المناصر للشعب والمقاومة الفلسطينية، حافلا بالوقائع التي لم تكن في حسبان هذا العدو وداعموه.

تجلى موقف اليمن الثائر بضربات موجعة في عمق كيان العدو الصهيوني، شكلت نقلة حقيقية ونوعية في طبيعة المعركة، فضلا عن المسيرات المليونية التي مثلت الأكبر على مستوى الدول العربية والإسلامية، في التضامن مع الشعب الفلسطيني والانتصار لمظلوميتهم وعدالة قضيتهم.

تجسد الموقف اليماني، بأفعال لا أقوال وبصواريخ بالستية ومسيرات تقطع آلاف الأميال، لتضرب في قلبِ مركز العدو ومدنه وتجمعاته، إلى جانب عمليات بحرية جريئة وواسعة في استهداف السفن المتجهة للموانئ الاسرائيلية، وكذا احراق واغراق سفن الدول الداعمة لهذا الكيان المجرم.

وفي طريق اجتثاث شأفة هذا الكيان المحتل الذي بات يعيش اليوم أسوأ حالة من التزلزل الأمني والاستراتيجي والأزمة الوجودية، يواصل اليمن عمليات الردع لهذا الكيان تأكيدا على المواكبة والمناصرة الحقيقية لمعركة طوفان الأقصى، التي نجحت في توحيد جبهات المقاومة في فلسطين وقوى المقاومة في المنطقة في إطار جبهات متعددة يحكمها مسار عملياتي وعسكري منضبط ومترابط على أعلى مستوى من التنسيق والتخطيط التشاركي في المعركة.

لم يتناس اليمنيون جراحهم وما تركته تداعيات العدوان السعودي الامريكي على واقعهم المعيشي والإنساني، بل أدركوا أن المعركة هي ذاتها معركة الدفاع عن قضية أمة بأكملها، فكانوا في طليعة الثائرين المناصرين لإخوانهم الفلسطينيين معلنين الالتحام الجماهيري بمسيرات اسبوعية تواقة لتحرير الأرض من الاحتلال وتستنهض الأمة للجهاد.

366 يوما بين لحظة انطلاق عملية طوفان الأقصى ولحظة إطلالة ذكراها الأولى، سجل اليمن فيها مواقف عظيمة بعمليات استثنائية أربكت حسابات الاحتلال الذي يعيث في المنطقة فسادا ويعمل جاهدا لتصفية القضية الفلسطينية ويعقد الاتفاقات الامنية والعسكرية التي تحقق له التمكين والهيمنة.

وعلى مستوى 12 شهرا من العدوان وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو وتنفيذه لأكثر من 150 ألف غارة والزحف بأربع فرق عسكرية على قطاع غزة إلا إن المقاومة لم تتزحزح وبقيت محتفظة بثباتها وقوتها وعملياتها التي لم تتوقف في التنكيل بجيش العدو وقتل الآلاف من جنوده وتدمير ارتال كاملة من آلياته ودباباته.

وهو ما أفصح عنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن دور جبهة الإسناد في يمن الإيمان المساندة لغزة والتي نفذت عمليات في البحر الأحمر وبحر العرب وفي المحيط الهندي باجمالي 193 سفينة تم استهدافها، مؤكداً أن عملية يافا كانت عملية بطولية هزت الكيان الإسرائيلي.

وفي أحدث اعتراف عن الدور العسكري لقوات صنعاء، أقر التحالف الأوروبي لحماية الملاحة الإسرائيلية بتطور التكتيكات العسكرية للقوات اليمنية من خلال عملياتها البحرية، مبينا أن قرار صنعاء بإرسال تحذيرات إلى مالكي السفن بتجنب المرور نحو موانئ “إسرائيل” كان بداية لمرحلة جديدة من التصعيد في البحر الأحمر.

في البر والبحر.. يضع اليمانيون كل ثقلهم في سبيل نصرة المستضعفين المظلومين وكبح جماح الكيان الصهيوني المفسد في الأرض، وما مشاهد استهداف السفن الامريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، الا خير مثال على موقف المدد والنخوة لنصرة فلسطين.

ويرى متابعون وخبراء في المجالين السياسي والعسكري، أن الخيارات الاستراتيجية العسكرية والمواقف اليمنية القوية شكلت ضربة قاصمة للجانب الأمريكي واضعاف حضوره في البحرين الأحمر والعربي، وفشل محاولاته تدويل الممرات البحرية بانشاء قوة عالمية لحمايتها ردا على الموقف اليمني الذي أربك كل أوراق تحالف حماية السفن الإسرائيلية.

ومنذ بدء معركة طوفان الأقصى وبالتزامن مع حقد ودناءة العدو الصهيوني وإجرامه وتجاوزه لكل القيم والقوانين الدولية وارتكابه المزيد من الجرائم في قطاع غزة، يصعد اليمنيون من وتيرة التضامن مع الشعب الفلسطيني وتكثيف الخروج المليوني والحملات التحشيدية والتعبوية والالتحاق بالدورات العسكرية استعدادا للجهاد في تحرير فلسطين.
————————————————–
– سبأ: جميل القشم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى واللوبي الإسرائيلي في تركيا

كشفت حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن اللوبي الإسرائيلي الذي ينشط في تركيا لصالح الكيان الصهيوني، رغم رفض الأغلبية الساحقة لجرائم إسرائيل، ووقوف الحكومة التركية إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني العادلة ومقاومته ضد الاحتلال. ويتألف ذاك اللوبي من أطراف عديدة يجمعها الهدف المشترك، وهو النشاط في تركيا لدعم إسرائيل وشيطنة الفلسطينيين لأسباب وأساليب مختلفة.

قوات الأمن والاستخبارات التركية لقنت الاستخبارات الإسرائيلية ضربات موجعة في الآونة الأخيرة، وألقت القبض على عدد من أفراد خلايا تجسس تعمل لصالح "الموساد" في تركيا. وكان هؤلاء يجمعون معلومات تفصيلية عن أفراد وشركات، ويراقبون تحركات فلسطينيين وعرب يقيمون في إسطنبول وغيرها من المدن التركية. إلا أن هناك آخرين يعملون بشكل علني لصالح الكيان الصهيوني، مستغلين ما تمنحه قوانين البلاد من حقوق المواطنة وحرية التعبير والصحافة.

يعملون بشكل علني لصالح الكيان الصهيوني، مستغلين ما تمنحه قوانين البلاد من حقوق المواطنة وحرية التعبير والصحافة
هناك إسرائيليون يحملون الجنسية التركية بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية، ويخدم بعض هؤلاء في جيش الاحتلال الصهيوني كجنود وضباط، ويشاركون في حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني. وكانت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، أعلنت في آذار/ مارس 2024 أن بلادها ستعتقل مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي عند عودتهم إلى جنوب أفريقيا. ويطالب نشطاء أتراك أيضا باعتقال الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية التركية ويخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني عند عودتهم إلى تركيا، ومحاكمتهم بتهمة المشاركة في الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

الحفلات الغنائية التي يحييها المغنُّون الإسرائيليون الذين يحملون الجنسية التركية، جزء من أنشطة اللوبي الإسرائيلي في تركيا. وكانت المغنية لينت مور مناشيه، التي خدمت في جيش الكيان الصهيوني ووصفت حركة حماس بـ"الإرهابية"، ستغني قبل أيام في حفل بفندق هيلتون كوزياتاغي في إسطنبول، إلا أنها اضطرت لإلغاء الحفل بعد موجة غضب شعبية، ونشرت مقطع فيديو تناشد فيه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته أمينة أردوغان، بالتدخل لضمان حمايتها، مدّعية بأن حياتها في خطر. ومن المؤكد أن اللوبي الإسرائيلي في تركيا سيواصل محاولات الوصول إلى الأتراك لكسب تعاطفهم مع الكيان الصهيونى عبر بوابة الفن والغناء.

الأقلية اليهودية في تركيا تصدر صحيفة يومية باللغة التركية اسمها "شالوم"، وتقوم تلك الصحيفة من خلال تقاريرها ومقالاتها بالدعاية لصالح إسرائيل. ونشرت قبل أسبوعين مقالا اتهمت فيه كل من يرفض جرائم إسرائيل بـ"دعم الإرهاب"، ووصفت الانتقادات الموجهة إلى الكيان الصهيوني بــ"معاداة السامية"، وقالت إن اليهود في أنحاء العالم لا يشعرون بالأمن والأمان بسبب تلك الانتقادات والمظاهرات ضد إسرائيل، متجاهلة ما يقوم به الصهاينة في كل من القدس والضفة الغربية وقطاع غزة من انتهاكات وجرائم تصل مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

صحيفة "شالوم" ليست واسعة الانتشار، كما لا يمكن اعتبارها ممثلة لجميع أبناء الأقلية اليهودية في تركيا، ولذلك، لا تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في ترويج الرواية الإسرائيلية بين الأتراك، بل يقوم بذلك الدور الأخطر إعلاميون ومشاهير أتراك متصهينون يعملون في وسائل الإعلام المعارضة للحكومة أو يملكون حسابات وقنوات في مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن تقسيم هؤلاء إلى قسمين: المرتزقة الذين يقومون بالدفاع عن مصالح إسرائيل في مقابل المال، والموالون للصهاينة إيمانا واحتسابا. وهؤلاء الذين يشكلون القسم الثاني يشبهون الهندوس في دعمهم للصهاينة، لأن موقفهم من إسرائيل وعدوانها على قطاع غزة عقائدي، وأنهم يكرهون الإسلام والمسلمين.

يتظاهرون بأن موقفهم من الملف الفلسطيني موقف سياسي بحت، وأنهم يعارضون سياسة الحكومة الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من باب الدفاع عن مصالح تركيا
الإعلاميون والمشاهير الأتراك المتصهينون يستخدمون أساليب عديدة في خدمة إسرائيل، كترويج أكاذيب الصهاينة واتهام المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهاب". وكثيرا ما يحاول هؤلاء إبعاد الشارع التركي عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة، ويلبسون قناع القومية للتحريض ضد العرب عموما والفلسطينيين على وجه الخصوص، ويقولون إن ما يحدث في فلسطين لا يهم الشعب التركي، بدعوى أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب فقط، وأن العرب أنفسهم تخلوا عنها، وبالتالي لا داعي لأن يكون عربيا أكثر من العرب. كما يتظاهرون بأن موقفهم من الملف الفلسطيني موقف سياسي بحت، وأنهم يعارضون سياسة الحكومة الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال، من باب الدفاع عن مصالح تركيا.

معركة طوفان الأقصى أخرجت جميع أعضاء اللوبي الإسرائيلي في تركيا من جحورهم، وكشفت عن حقيقتهم العفنة، ومنحت الحكومة التركية فرصة لاتخاذ تدابير مناسبة لإزالة الخطر الذي يشكلونه على الأمن القومي التركي، كما أن هناك مطالبة شعبية واسعة بعدم تفويت هذه الفرصة لضرب اللوبي الذي يعمل لصالح إسرائيل على حساب تركيا وأمنها ومصالحها، من خلال خطوات حاسمة كسحب الجنسية من مزدوجي الجنسية الذين يخدمون في جيش الاحتلال الصهيوني.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • “حماس” توجه نداءً عاجلاً إلى الأمة لحماية الأقصى من مخططات العدو الصهيوني
  • تحذيرات للسفن من عبور البحر الأحمر ومضيق هرمز بعد هجوم “إسرائيل” على إيران
  • عرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة
  • عرض شعبي لـ 1500 من خريجي دورات (طوفان الأقصى) في حجـة
  • موقع ذا ماكر الصهيوني :اسرائيل لا تملك حلا لمشكلة اليمن
  • “الأحرار الفلسطينية”: الحملات الشعبية كـ”مادلين” لها تأثير دولي وتحرج العدو الصهيوني
  • الأردن يدين اقتحام المتطرف الصهيوني بن غفير المسجد الأقصى
  • متوعداً الكيان الصهيوني بها.. المشاط يكشف مميزات عائلة جديدة من الصواريخ لم تستخدم بعد
  • “حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة
  • طوفان الأقصى واللوبي الإسرائيلي في تركيا