حشد مليوني في 73 ساحة بالحديدة إحياء لطوفان الأقصى
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
عمت المسيرات المليونية كافة المدن والأرياف في محافظة حارس البحر الأحمر، بهذه المحطة التاريخية التي صنعت فجرا جديدا للأمة الاسلامية في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي والتصدي لمخططاته، وأكدت على واحدية النضال ضد المحتل الصهيوني وداعمه الأكبر والرئيسي أمريكا.
وعكست حشود الحديدة في المسيرات التي شارك فيها أعضاء من مجلسي النواب والشورى ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة وقيادات عسكرية، معاني العزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني في رسالة للعالم أجمع أن الشعب اليمني ماض في نصرته ومساندته للمقاومة حتى طرد الاحتلال الصهيوني من كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعبرت عن الفخر والاعتزاز بيوم السابع من أكتوبر، الذي مثل يوما مفصليا، خطته المقاومة الفلسطينية بملحمة استثنائية حطمت الأوهام التي رسمها العدو الاسرائيلي وأفشلت مخططاته وأعادت الصراع إلى حقيقته، ووضعت الاحتلال في مكانه الطبيعي ككيان احتلالي سرطاني لا مستقبل له.
ورفع المشاركون في المسيرات التي تقاطر اليها أبناء المحافظة من كل حدب وصوب، الأعلام اليمنية والفلسطينية واللبنانية والشعارات المعبرة عن الاعتزاز بعملية طوفان الأقصى التي أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد أن حاول المتآمرون تغييبها من المشهد.
وهتفت حشود حارس البحر الأحمر بالشعارات المؤيدة للمقاومة في الرد على جرائم الاحتلال الصهيوأمريكي المستمرة على قطاع غزة والتي راح ضحيتها أكثر من 41 ألفا و870 شهيدا، واصابة أكثر من 97 ألفا و166 مدنيا، ونزوح 90 في المائة من سكان القطاع.
ورسمت مسيرات الحديدة، ايقونة الصمود والجهاد والثبات والتأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي تجاه قضية فلسطين، مؤكدة على دعم فصائل المقاومة لمواصلة ردع العدو الصهيوني والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى استعادة كامل حقوقه المسلوبة.
وبارك المشاركون في المسيرات، العمليات البطولية التي نفذها محور المقاومة لمساندة معركة "طوفان الأقصى"، معتبرين هذه العمليات الطريق الصحيح لاستعادة حقوق الفلسطينيين وتحرير أراضيهم، مؤكدين أن قضية فلسطين ستظل قضية اليمن الأولى والمركزية وأن فلسطين والقدس الشريف في ضمير كل أبناء الشعب اليمني.
وحملوا الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني كامل المسؤولية عن جرائم الإبادة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكدين أنه سيأتي اليوم الذي يحاسب فيه الاحتلال والإدارة الأمريكية وداعميهم على إرهابهم ولن تسقط هذه الجرائم بالتقادم.
وأهابت المسيرات، بالشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف العدوان وإنهاء حرب الإبادة الجماعية، ومحاسبة ومحاكمة الاحتلال وداعميهم على جرائمهم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب الأمة العربية والإسلامية.
وطالبت الحشود، بمؤازرة فصائل المقاومة التي تواصل معركة "طوفان الأقصى" في طريق التحرير والدفاع عن الشعب الفلسطيني وأراضيه والمقدسات.
وجدد المشاركون، وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية والشعب اللبناني ومجاهدي حزب الله في مواجهة العدو الصهيوني، مستنكرين مواقف الدول المطبعة وما تقوم به من ممارسات ومخططات لتفكيك صف أبناء الأمة الاسلامية.
ووجهوا رسائل لأبناء الأمة بأن التخاذل عن الجهاد ودماء الأطفال والنساء والشيوخ والمآسي التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، سيصل لكل دول المنطقة، مؤكدين أهمية الوقوف أمام المعايير المزدوجة لبعض الدول الغربية وأمريكا التي تشجع الكيان الصهيوني المنتهك لحقوق وأراضي الشعب الفلسطيني.
كما وجهت الحشود المليونية رسائل بأن استمرار خروج الشعب اليمني على مدى عام كامل وكذا العروض العسكرية لخريجي دورات طوفان الأقصى، يعبر عن الاستعداد للمشاركة مع فصائل المقاومة في المعركة الكبرى لتحرير فلسطين.
واستغربوا تعاطف بعض الدول وتأييدها ودعمها للعدو الصهيوني، متجاهلة التاريخ الإجرامي لهذا الكيان بحق الشعب الفلسطيني.. مؤكدين أن استمرار تواطؤ المجتمع الدولي ستكون له عواقب وخيمة.
وأكد الطوفان البشري خلال المسيرات، على أن الإرهاب الصهيوني يواجه اليوم بإرادة صلبة ومقاومة ترسم طريق التحرير والدفاع عن الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
وأشاد أبناء حارس البحر الأحمر بالصمود الأسطوري والانجازات العسكرية النوعية للمقاومة الفلسطينية، مؤكدين ان الخيار الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني هو دعم فصائل المقاومة ليصبح الاشتباك العسكري ممتدا من الضفة الغربية وغزة إلى لبنان واليمن والعراق وإيران.
وعبروا عن الفخر والاعتزاز بموقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وعمليات القوات المسلحة اليمنية التي تجسد الدور العروبي المسؤول في مناصرة الشعب الفلسطيني.
وأكدوا أن جرائم اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس حركة المقاومة الاسلامية حماس إسماعيل هنية وغيرهما من قيادات المقاومة، لن تزيد المجاهدين إلا إرادة وعزيمة في مواجهة العدو الصهيوني.
وأكد بيان صادر عن المسيرات، أن معركة طوفان الأقصى، من أكثر معارك الأمة عدالة، وبعثت روح الحياة للقضية الفلسطينية التي أراد الأعداء لها الموت.. لافتا إلى أن هذه العملية البطولية وجهت طعنات قاتلة لمؤامرات الخيانة والتطبيع، ورسمت مشاهد ملحمية لن تمحى من ذاكرة التاريخ وأسقطت نظرية الأمن المطلق والتفوق العسكري الكامل للكيان الصهيوني وكشفت واقع الضعف والهوان للكيان.
وندد البيان بالجرائم والمجازر وحرب الإبادة الصهيونية بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، مبينا أن تلك الجرائم أثبتت صوابية خيار الجهاد والمقاومة، وأن السابع من أكتوبر أكد أنه لا يمكن التعايش مع كيان العدو.
واستنكر الدعم الأمريكي والبريطاني والأوروبي لجرائم الكيان الصهيوني.. مستهجنا موقف حكام العرب والمسلمين الذين لم يحركوا ساكنا ولم يتخذوا موقفا لنصرة الشعب الفلسطيني.
وعبر بيان المسيرات عن الغضب لموقف معظم الشعوب المستكينة والخانعة والصامتة.. لافتا إلى أن بعض الأنظمة العربية تجاوزت دائرة الصمت إلى الخيانة والوقوف في صف عدوها في موقف سيسجله التاريخ في صفحات سوداء قاتمة من العار.
كما ندد بالصمت الأممي والعالمي المعيب تجاه جريمة القرن والإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة وامتدت إلى الضفة ولبنان والتي أسقطت قائمة من العناوين والشعارات الخادعة عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب ومعاهدات ومواثيق دولية، وكشفت الوجه الغربي القبيح.
ونوه البيان بالصمود والثبات الأسطوري للمجاهدين الأبطال في فلسطين الذي أذهل العالم ومنع العدو من تحقيق أي هدف يذكر.. مشيدا بموقف وصبر الأهالي في قطاع غزة وكل فلسطين الذين تحملوا ما لا تتحمله الجبال.
وحيا جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق التي استجابت لله سبحانه وتعالى ورفعت راية الجهاد والنصر للشعب الفلسطيني وبذلت كل ما تستطيع رغم كل التحديات والمخاطر.
وبارك عمليات القوات المسلحة البحرية الموفقة في فرض حصار بحري على العدو الصهيوني عجز كل العالم عن كسره، منوها بالضربات المسددة التي بلغت أكثر من ألف ضربة ما بين صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيرة طالت حتى عمق كيان العدو في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" في مراحلها الخمس.
وجدد البيان التأكيد على الثبات في الموقف الإيماني المساند للشعبين الفلسطيني واللبناني والمجاهدين الأعزاء.. مضيفا "لستم وحدكم فالله معكم ونحن معكم وإلى جانبكم ولن نترككم مهما طال الوقت وبلغت التحديات والأخطار حتى النصر بإذن الله".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الفلسطینی واللبنانی الشعب الفلسطینی فصائل المقاومة العدو الصهیونی الشعب الیمنی طوفان الأقصى بحق الشعب
إقرأ أيضاً:
اقتحامات العدو الصهيوني للمسجد الأقصى:محاولات تهويد مستمرة تستهدف فرض أمر واقع
تحمل اقتحامات الصهاينة المتطرفين المتواصلة للمسجد الأقصى رسائل يؤكد أهمها مدى إصرار العدو الصهيوني على تجاوز الوضع القائم في المدينة، والمضي في خططه الهادفة لتهويد المدينة وفرض أمر واقع على المسجد الأقصى المبارك.
مخططات صهيونية ومساع حاخاماتية لفرض أمر واقع على المسجد الأقصى في استغلال واضح للحظة العربية والإسلامية الراهنة وما تشهده من خنوع؛ الأمر الذي يدفع الكيان الغاصب لتنظيم اقتحام كبير بالآلاف يتقدمهم مسؤولون في حكومة الكيان؛ في عملية تدنيس كبرى لحرمات المسجد الأقصى المبارك وثالث الحرمين الشريفين.
تتزايد المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى ومدينة القدس، في ظل مخططات صهيونية ومساعي حاخاماتيه لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، ضمن محاولة تحقيق وجود يهودي دائم مباشر فيه.
يتعرض المسجد الأقصى إلى انتهاكات واقتحامات صهيونية منظمة ومتعاظمة، حتى باتت اقتحامات المستوطنين الصهاينة وإقامة طقوسهم في باحاته أو أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلّة تحت «حراسة» قوات العدو، التي تكاد تكون عملا يوميا، تمثل تهديدا لهوية الأقصى.
ويحرص المستوطنون الصهاينة وتحت حماية قوات العدو، على اقتحام المسجد الأقصى وبشكل استفزازي خلال أعيادهم الدينية في عملية تدنيس صارخ لحرمة المسجد وانتهاك قدسيته لدى كافة المسلمين حول العالم.
واستباح آلاف المستوطنين الصهاينة، من بينهم وزراء في حكومة العدو وأعضاء «كنيست»، شوارع القدس المحتلة وأزقة بلدتها القديمة، في الذكرى الـ58 لاحتلالها حسب التقويم العبري، فيما تسمى «مسيرة الأعلام».
ورافق هذه «المسيرة» اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، واعتداءات على المواطنين المقدسيين ومحلاتهم التجارية والصحفيين، واقتحام مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في حي الشيخ جراح، ورفع شعارات تطالب بـ «السيطرة عليه واحتلاله»، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وتحوّل الأقصى خلال الاقتحامات إلى ساحة لرفع أعلام العدو الإسرائيلي، حيث قامت مجموعات من المستوطنين برفع الأعلام داخله، منهم من وضعه على كتفه، ومنهم من رفعه عاليا ولوح به في تصرفات استفزازية لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.
وأدّى المستوطنون الصهاينة الصلوات الجماعية، ورقصوا وغنّوا، وردّدوا الصلوات في كافة أنحاء المسجد الأقصى، كما شكّلوا حلقات صلوات مختلفة، وتمكنوا من إدخال أدوات الصلاة إليه وأداء طقوسهم وسط باحاته، بحماية شرطة العدو.
وتقدّم الوزير الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحامات الأقصى، وشارك في الاقتحامات اليوم عدد من أعضاء الكنيست الصهيوني.
ولم يتوقف العدو الإسرائيلي، منذ اغتصابه مدينة القدس في الخامس من يونيو 1967م، عن محاولاته الدؤوبة لتهويد المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وتغيير معالمها، عبر بناء المستوطنات وتوسيعها، والاستيلاء على منازل الفلسطينيين أو هدمها بحجج واهية، والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات على المصلين، في خرق واضح لاتفاق «الوضع القائم» بالمدينة، الذي ينص على بقاء الوضع في المدينة على ما كان عليه قبيل احتلالها.
ما اتفاق »الوضع القائم«؟
في عام 1852م، أصدرت الدولة العثمانية سلسلة مراسيم لإدارة الأماكن المقدسة المسيحية في القدس، وذلك لتنظيم الوصول إليها بعد خلافات متكررة، ليُكرس هذا التنظيم في القانون الدولي ضمن معاهدة برلين عام 1878م، ويدعى رسميا اتفاق الوضع القائم أو الراهن ستاتيكوStatus Quo)).
وضمن معاهدة برلين، توسع القانون ليشمل الأماكن الدينية الإسلامية واليهودية في القدس، ليصبح بعدها اتفاق الوضع القائم في القدس قانونا دوليا ملزما.
ولاحقا، تسلمت المملكة الأردنية الهاشمية الوصاية على المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، كجزء من اتفاق الوضع القائم.
وعقب احتلاله الجزء الشرقي من مدينة القدس في يونيو 1967م، اعترف كيان العدو الإسرائيلي باتفاق الوضع القائم بصورة شكلية لتجنب التصعيد والهجوم الدوليَين، لكن إجراءات حكومات العدو المتعاقبة منذ ذلك الحين حتى اليوم وممارساتها، خرقت هذا الاتفاق بصورة متكررة.
ويستند الوضع القانوني الخاص للمدينة، إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وأبرزها: القرار 181 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن الدولي 242 وما تلاهما من قرارات أبرزها: 252 و267 و2334 وغيرها، التي دعت إلى انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي التي احتلّتها عام 1967م، ومن بينها القدس، وبطلان الإجراءات الصهيونية الأحادية في الأراضي المحتلة، ومن بينها المدينة المقدسة، بما في ذلك إقامة المستوطنات وتغيير وضع المدينة وطابعها.
وفي سبتمبر 2024م، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية، قراراً يطالب الكيان الإسرائيلي، القوة القائمة بالاحتلال، بـ”إنهاء وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة” بما فيها القدس الشرقية، خلال 12 شهراً، بناءً على فتوى طلبتها الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات العدو الإسرائيلي وممارساته في فلسطين.
ويؤكد الخبراء والمختصون بشؤون القدس، أن العدو الإسرائيلي يحاول فرض أمر واقع على الأرض بأن القدس لن تصبح بأي شكل من الأشكال قابلة للتقسيم.
كما أكدوا على أن صمود المواطنين المقدسيين وتمسكهم بمدينتهم، أفشل مخططات العدو لتهويدها، حيث لا يستطيع العدو التغلب على الواقع الديمغرافي في المدينة، حتى لو استطاع تهويد الواقع الجغرافي عبر المستوطنات والجدار والحواجز العسكرية.