سودانايل:
2025-05-19@20:56:40 GMT

تهليل لاختبار جذوة ثورة ديسمبر

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

ضجت الاسافير لتسجيل شاب استمعت إليه بالأمس فوجدت أنه صغير في سنه. ولكنه ما عرف الهوى السياسي العويص لجماعته، فهاجم الثورة، وشبابها، ومارس التخليط السياسي بأريحية يحسد عليها. اعتقد أن ذلك الشاب موظف لا أكثر ضمن خطة ماكرة. إن لايفه بالكاد بالونة اختبار من صنع الإسلاميين. حاولوا من خلاله معرفة إلى أي مدى ما يزال الشعب السوداني مرتبط بثورته التي عُرقلت بالحرب.

وطبعاً معظم الشواهد تدل على أن الحركة الإسلامية فكرت ثم قدرت أن لا سبيل لاسترداد سلطتها سوى تفجير الأوضاع في السودان حتى يتسنى لها السيطرة عليها. ولذلك ما قال به الشاب الصغير مجرد استطراد لما قال به كثير من الإسلاميين من تهديد لضرب الثورة، ورموزها، وتشويه صورة شبابها المناضلين. فالبرهان والعطا أصدرا من القرارات، والتصريحات، البائسة لملاحقة رموز الثورة. وهي قرارات رمزية ليس الهدف منها طبعاً القبض على حمدوك، وبقية المطلوبين، وإنما ترسيخ الفهم بأنهم رموز الثورة المتعاونين مع حميدتي الذي صنعوا نجوميته. وفي كل أحاديثهم فإن قيادات الجيش يستبطنون الرغبة في الحل الشامل الذي لا يستثني "احد". ولكن ليست لديهم الشجاعة للقول إن الإسلاميين سيكونون جزءً من المعادلة السياسية لما بعد الحرب إذا انتهت بالتفاوض. أما خلاف ذلك فكل تصريحات القيادات الإسلاموية بعد الحرب ركزت بشكل استراتيجي على دمغ الاحزاب بأنها مظلة سياسية للدعم السريع. والهدف من هذا ابتزازها، من جهة، وكسب قاعدة الرأي العام، نظراً لما يساعد هذا في إمساكهم بخيوط الحرب من الجهة الأخرى. وقد لاحظنا أن عددا من منظري الإسلام السياسي ظلوا يهددون بسحق الديسمبريين في قناتي طيبة، والزرقاء، ومنصات أخرى. وهنا لا يفرقون بين بعثي، أو أمة، أو مؤتمر سوداني، أو شيوعي، أو مستقل، أو بلبوسي ثوري شوهوا فهمه، وسرقوا دماغه بأن الحرب من أجل الكرامة، أو السودان. فكل المدنيين الناشطين في اللستة إلا من استجاب لخطة الكيزان الشيطانية. الثابت أن في سريرة الإسلاميين أن كل من قال "تسفط بس" سيجد جزاءه آن عاجلاً أم آجلا. والمسألة مسألة وقت حتى يدخل كل ثوري جحره، أو ستثكله أمه. فأولويتهم الآن الشحذ للحرب، ولو انتصروا فيا ويل دعاة المدنية. إذا كنا لا نفكر بهذه السقوف العالية المظنونة تجاه الإسلاميين فنحن بحاجة إلى منحهم تتجارب جديدة في الحكم حتى ندرك خطورة الإسلاموي في مشهدنا السياسي. ولكن هيهات. ثورة ديسمبر لم تكن إلا النقيض لمشروع الإسلاميين في وراثة السودان. ولذلك فالذين وقعوا تحت تأثير إعلام الحركة الإسلامية، وصاروا داعمين للجيش بحاجة إلى الإفاقة. فالشاب صغير السن ذاك أتى بها من الآخر، ولم يراع للبلابسة من المؤمنين بثورة ديسمبر. وعلى هولاء النفر الديمقراطيين المغرر بهم الذين يريدون استمرار الحرب - حتى تنتصر لهم الحركة الإسلامية لترينا نجوم القايلة - أن يدافعوا عن لايف زميلهم هذا الشاب. ذلك لأن هجومهم ضده من خانة أنهم مع الكيزان في سرج واحد الآن لا طائل وراءه. ذلك ما فتيء هؤلاء الديمقراطيون مؤيدين للديكتاتور البرهان، مهندس المعارك. وهو قد قاد الانقلاب، والحرب بمكيدة الإسلاميين لمحو آثار ثورة ديسمبر العظيمة. You can’t have it both ways. You are either with us, or against us.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

البرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودان

أعلن دقلو في أبريل الماضي تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدًا أنها “تعبّر عن الوجه الحقيقي للسودان”، ما يعكس استمرار الانقسام السياسي والعسكري في البلاد اعلان

في خضم النزاع المستمر منذ أكثر من عامين، عيّن قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الإثنين، الدبلوماسي السابق كامل الطيب إدريس رئيسًا جديدًا للحكومة، خلفًا لدفع الله الحاج الذي شغل المنصب لفترة لم تتجاوز ثلاثة أسابيع.

وجاء في بيان رسمي صادر عن مجلس السيادة: “رئيس مجلس السيادة يصدر مرسومًا دستوريًا يقضي بتعيين د. كامل الطيب إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء”.

ويُعرف إدريس بخبرته الدولية، إذ مثل السودان في الأمم المتحدة وجنيف، كما تولّى سابقًا منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو). وكان قد ترشح في انتخابات 2010 الرئاسية ضد الرئيس السابق عمر البشير.

ويأتي هذا التعيين بعد إعلان سابق من البرهان في مارس الماضي عبّر فيه عن نية الجيش تشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية تكنوقراطية غير منتمية لأي حزب.

السودان بين حكومتين ونزاع مفتوح

البلاد تشهد منذ أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الحليف السابق الذي انقلب على السلطة عام 2021، قبل أن يتفجر الصراع بين الرجلين.

وقد أسفر النزاع أعن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية والمرافق الحيوية، خصوصًا في العاصمة الخرطوم.

Relatedتصاعد التوتر بين السودان والإمارات بعد إبعاد دبلوماسيين من دبييونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السودانية

ومع سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة في بداية الحرب، نقلت الحكومة السودانية مقرها إلى مدينة بورت سودان شرقي البلاد. لكن المدينة التي كانت تُعد آمنة نسبيًا، شهدت مؤخرًا أولى الهجمات الجوية المكثفة من قبل قوات الدعم السريع، في مؤشر على توسع رقعة القتال.

في المقابل، أعلن دقلو في أبريل الماضي تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدًا أنها “تعبّر عن الوجه الحقيقي للسودان”، ما يعكس استمرار الانقسام السياسي والعسكري في البلاد.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تعيين كامل إدريس رئيساً لوزراء السودان يثير الجدل
  • البرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودان
  • حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة
  • فصل الجيش عن الحزب والحركة
  • طريق الحُوار والتفاوض مع أصحاب قرار الحرب وإستمرارها من الإسلاميين لصالح البلد
  • عادل الباز يكتب: كيف نرد على عدوان الإمارات؟ (2)
  • الإمارات تؤكد رفضها القاطع لادعاءات سلطة بورتسودان حول دورها في الأزمة السودانية
  • حقائق و بديهيات «للأسف يجب ان تقال»
  • السرديات المضللة في حرب السودان… حكاية الغزو الأجنبي
  • السودان.. الجدل يعود حول "الرصاصة الأولى"