سودانايل:
2025-07-05@13:18:56 GMT

تهليل لاختبار جذوة ثورة ديسمبر

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

ضجت الاسافير لتسجيل شاب استمعت إليه بالأمس فوجدت أنه صغير في سنه. ولكنه ما عرف الهوى السياسي العويص لجماعته، فهاجم الثورة، وشبابها، ومارس التخليط السياسي بأريحية يحسد عليها. اعتقد أن ذلك الشاب موظف لا أكثر ضمن خطة ماكرة. إن لايفه بالكاد بالونة اختبار من صنع الإسلاميين. حاولوا من خلاله معرفة إلى أي مدى ما يزال الشعب السوداني مرتبط بثورته التي عُرقلت بالحرب.

وطبعاً معظم الشواهد تدل على أن الحركة الإسلامية فكرت ثم قدرت أن لا سبيل لاسترداد سلطتها سوى تفجير الأوضاع في السودان حتى يتسنى لها السيطرة عليها. ولذلك ما قال به الشاب الصغير مجرد استطراد لما قال به كثير من الإسلاميين من تهديد لضرب الثورة، ورموزها، وتشويه صورة شبابها المناضلين. فالبرهان والعطا أصدرا من القرارات، والتصريحات، البائسة لملاحقة رموز الثورة. وهي قرارات رمزية ليس الهدف منها طبعاً القبض على حمدوك، وبقية المطلوبين، وإنما ترسيخ الفهم بأنهم رموز الثورة المتعاونين مع حميدتي الذي صنعوا نجوميته. وفي كل أحاديثهم فإن قيادات الجيش يستبطنون الرغبة في الحل الشامل الذي لا يستثني "احد". ولكن ليست لديهم الشجاعة للقول إن الإسلاميين سيكونون جزءً من المعادلة السياسية لما بعد الحرب إذا انتهت بالتفاوض. أما خلاف ذلك فكل تصريحات القيادات الإسلاموية بعد الحرب ركزت بشكل استراتيجي على دمغ الاحزاب بأنها مظلة سياسية للدعم السريع. والهدف من هذا ابتزازها، من جهة، وكسب قاعدة الرأي العام، نظراً لما يساعد هذا في إمساكهم بخيوط الحرب من الجهة الأخرى. وقد لاحظنا أن عددا من منظري الإسلام السياسي ظلوا يهددون بسحق الديسمبريين في قناتي طيبة، والزرقاء، ومنصات أخرى. وهنا لا يفرقون بين بعثي، أو أمة، أو مؤتمر سوداني، أو شيوعي، أو مستقل، أو بلبوسي ثوري شوهوا فهمه، وسرقوا دماغه بأن الحرب من أجل الكرامة، أو السودان. فكل المدنيين الناشطين في اللستة إلا من استجاب لخطة الكيزان الشيطانية. الثابت أن في سريرة الإسلاميين أن كل من قال "تسفط بس" سيجد جزاءه آن عاجلاً أم آجلا. والمسألة مسألة وقت حتى يدخل كل ثوري جحره، أو ستثكله أمه. فأولويتهم الآن الشحذ للحرب، ولو انتصروا فيا ويل دعاة المدنية. إذا كنا لا نفكر بهذه السقوف العالية المظنونة تجاه الإسلاميين فنحن بحاجة إلى منحهم تتجارب جديدة في الحكم حتى ندرك خطورة الإسلاموي في مشهدنا السياسي. ولكن هيهات. ثورة ديسمبر لم تكن إلا النقيض لمشروع الإسلاميين في وراثة السودان. ولذلك فالذين وقعوا تحت تأثير إعلام الحركة الإسلامية، وصاروا داعمين للجيش بحاجة إلى الإفاقة. فالشاب صغير السن ذاك أتى بها من الآخر، ولم يراع للبلابسة من المؤمنين بثورة ديسمبر. وعلى هولاء النفر الديمقراطيين المغرر بهم الذين يريدون استمرار الحرب - حتى تنتصر لهم الحركة الإسلامية لترينا نجوم القايلة - أن يدافعوا عن لايف زميلهم هذا الشاب. ذلك لأن هجومهم ضده من خانة أنهم مع الكيزان في سرج واحد الآن لا طائل وراءه. ذلك ما فتيء هؤلاء الديمقراطيون مؤيدين للديكتاتور البرهان، مهندس المعارك. وهو قد قاد الانقلاب، والحرب بمكيدة الإسلاميين لمحو آثار ثورة ديسمبر العظيمة. You can’t have it both ways. You are either with us, or against us.

suanajok@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد

نفذت قوات الدفاع المدني السوداني حملة مكثفة في العاصمة الخرطوم لإزالة مواد خطرة ومتفجرات متبقية من النزاع المسلح المستمر، حيث تم تفكيك 12 فيوزًا داخل مباني الملاحة الجوية في مطار الخرطوم، وانتشال صاروخ “40 دليل” مغروس في مزرعة بمنطقة الجريف غرب، إضافة إلى العثور على دانة وقنابل يدوية قرب مركز تدريب تابع للشرطة.

وأوضح موقع “الراكوبة نيوز” أن الحملة تأتي ضمن جهود تعزيز السلامة العامة وتقليل المخاطر الناجمة عن مخلفات الحرب، وأكد الدفاع المدني أن هذه العمليات مستمرة لضمان بيئة آمنة للمواطنين.

ويأتي ذلك في ظل استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى في مناطق عدة، أبرزها العاصمة الخرطوم.

في سياق متصل، كشفت منظمة “أنقذوا الأطفال” عن مقتل 933 شخصًا في النصف الأول من 2025 نتيجة هجمات على مرافق صحية، منها الهجوم على مستشفى المجلد في غرب كردفان الذي أودى بحياة 40 شخصًا، بينهم 6 أطفال. وذكرت المنظمة ارتفاع وتيرة هذه الهجمات مقارنة بالأعوام السابقة، ما يعكس تدهور الوضع الصحي والإنساني في البلاد.

وتواجه السودان أيضاً أزمات صحية خطيرة، مع انتشار وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 83 ألف شخص منذ يوليو 2024، وأدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص، وسط حاجة ماسة لنحو 79% من سكان دارفور إلى مساعدات إنسانية.

من جهته، شدد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على ضرورة دعم المجتمع الدولي للسودان لتمكينه من تجاوز الأزمة، مع الإشارة إلى أن البلاد تعيش ظرفًا استثنائيًا نتيجة الحرب والتمرد المسلح.

وفي ظل هذه الأوضاع، يعبر نائب رئيس تحالف “تأسيس” عبد العزيز الحلو عن أن الحل الأمني والسياسي مرتبط بتفكيك الميليشيات وبناء جيش وطني مهني، مؤكداً أن الأزمة السودانية متجذرة في بنية الدولة وتتطلب مسار تحرر شامل لا يقتصر على صراع سلطة.

وتستمر المعارك في مناطق مثل مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، مع حشد قوات كبيرة من الجيش وفصائل متحالفة لاستعادة السيطرة، رغم الوساطات الإقليمية والدولية التي لم تنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

وتتزايد الاحتياجات الإنسانية والصحية وسط تصاعد العنف، فيما يبقى الأفق السياسي مرتبطاً بإيجاد حل شامل يضمن السلام والاستقرار في السودان.

مقالات مشابهة

  • لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالمي
  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • برلماني: ثورة 30 يونيو أنهت مشروع الإسلام السياسي فى الإقليم
  • حرس الثورة: رد إيران على أي عدوان جديد سيكون ساحقاً وبلا خطوط حمر
  • السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
  • لكنها الحرب !!
  • بلقاءات تعزز الوعي.. ثقافة الشرقية تواصل احتفالات ذكرى ثورة 30 يونيو
  • فعاليات في حجة بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • ثورة الحسين عليه السلام : شعلة الإصلاح وقوة التأثير المستمر في ضمير الإنسانية