لجريدة عمان:
2025-12-10@05:17:46 GMT

عيادة تمكين... لمنظومة أكثر تنافسية وابتكارا

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

اختتمت عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" أعمالها بتاريخ 3 من أكتوبر الجاري، وذلك بعد أسبوعين من العمل التشاركي، وبحضور واسع من المختصين والخبراء والباحثين والأكاديميين، وبإشراك فئة الشباب من الباحثين والمبتكرين الناشئين، وكذلك ذوي الخبرة العملية الطويلة ممن هم على رأس العمل والمتقاعدين، وهذا التضمين هو الذي جعل من هذه العيادة تجربة ثرية في توليد الأفكار الابتكارية، وإضفاء روح التكامل والتعاون على جميع محاور أعمالها، وقد بدأت العيادة التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالشراكة مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم، وناقشت التوجه الاستراتيجي المتمحور حول تمكين المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار عبر التمويل المتنوع والمستدام، والحوكمة الفاعلة والمحفزة، وانبثقت عنها المرتكزات والممكنات التي تغذي التوجه قصير الأمد، ويتجلى الهدف الأساسي لعيادة تمكين في تعزيز المنظومة وجميع مكوناتها لرفد الدور التنموي للبحث العلمي والابتكار في النهضة المتجددة عبر تحقيق أولويات رؤية عمان 2040، ومن جهة أخرى تعزيز أداء سلطنة عمان على مؤشر الابتكار العالمي.

وفي خضم أعمال عيادة تمكين أظهر تصنيف مؤشر الابتكار العالمي لهذا العام تقدم سلطنة عمان في عدد من المؤشرات الفرعية للمؤشر العالمي، وفي مقدمتها مؤشر مدخلات الابتكار، حيث تقدم الأداء لست مراكز من المرتبة 65 إلى المرتبة 59، وهذا الارتفاع الإيجابي هو بمثابة الفرصة الاستراتيجية التي يمكن البناء عليها لتعزيزها بالارتفاع المستدام في المستقبل، وهذا يمثل مسار المدخلات مما يستوجب التركيز على مسارات تعزيزية مماثلة لدعم المؤشرات الفرعية المرتبطة بجميع سلسلة القيمة في الابتكار، وذلك من منظور شمولي يُظهر التحديات والفرص في كافة جوانب المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وهذا هو النهج الذي اتبعته عيادة تمكين، وهي من أهم نقاط القوة في هذه العيادة؛ إذ لا يمكن التعامل مع التحديات بشكل منفصل، فالفجوات القائمة حالياً في المنظومة تعكس تحديات متداخلة، وتترابط بعلاقات سببية مع غيرها من العوامل، ولذلك فإن التعاطي معها يتطلب تكامل الأدوار، فالمعرفة والبحث العلمي والابتكار لا تقتصر على القطاعات الأكاديمية أو مؤسسات محددة، ولكنها تترابط وتتكامل مع جميع القطاعات العلمية منها والإنتاجية والمجتمع بأكمله، وهذه هي الرسالة التي حملتها عيادة تمكين، فالشراكة والتكامل هما أساس تعزيز المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والتي تُعد من الدعائم الأساسية في النهضة المتجددة، ودورها كبير في تحقيق الرؤية الوطنية عُمان 2040، وتعزيز التنمية المستدامة، ودفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية والتنافسية، وتحقيق الرفاه الاجتماعي، وتعزيز السمعة الدولية، والمكانة العلمية لسلطنة عُمان على الخريطة المعرفية الدولية.

فإذا نظرنا إلى ركائز وأولويات رؤية عُمان 2040 نجد بأن المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار في صميم هذه الرؤية الوطنية المدفوعة بالطموح، كما أن تسارع التطورات التكنولوجية والمعرفية تفرض الحاجة إلى المواكبة، وهذا ما يستدعي إيلاء الأهمية الاستراتيجية لمرحلة تنفيذ مبادرات وتوصيات عيادة تمكين، فكما انتهجت مرحلة التطوير نهج الشراكة فإن التنفيذ بحاجة كذلك إلى التآزر وتكامل الأدوار، وكذلك لا بد من توظيف مسارات ابتكارية في دعم تنفيذ ومتابعة المبادرات والتوصيات، وإعادة ترتيب أولوياتها حسب المتطلبات المرحلية، وكذلك حسب الطموحات المستقبلية على المدى المتوسط والبعيد، فعلى مستوى جني الثمار القريبة يمكن التركيز على المبادرات ذات الأثر السريع والمباشر في رفع أداء سلطنة عُمان على مؤشر الابتكار العالمي، وأما على الأبعاد المتوسطة والبعيدة يجب التركيز على المبادرات والتوصيات التمكينية التي من شأنها تعزيز البناء المعرفي والتكنولوجي في سلطنة عُمان، وتهيئة المنظومة للقيام بدورها المحوري والكبير في التنمية الوطنية بشكل مستدام.

كما أن عيادة تمكين قد اشتملت ضمن مخرجاتها الأساسية مستودع المقترحات والمشاركات والذي أُطلق عليه "بنك الأفكار والفرص الاستراتيجية"، وهي بادرة قيمة لاكتساب القيمة المضافة من المشاركات الفاعلة والواسعة للمختصين والخبراء الذين أثروا المناقشات برحيق خبراتهم وتجاربهم وكذلك حكمتهم، فهذه الأفكار تشكل إحدى اللبنات التي يمكن الاستفادة منها في وضع مبادرات موجهة للتحديات ذات التأثر المحدود في مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، إذ تعد هذه الأفكار من مخرجات التفكير الإبداعي الذي قامت عليه عيادة تمكين، وعملية توليد الأفكار البناءة والابتكارية هو من ممكنات التخطيط الاستراتيجي الموجه بمعطيات الواقع ومتطلبات صناعة المستقبل، لأنها تتيح إمكانية رؤية التحديات والفجوات من جوانب مختلفة وزوايا عديدة، واقتراح الحلول بطرق غير تقليدية، وتطوير استراتيجيات فعّالة تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية على المدى القصير والبعيد.

إن تنفيذ عيادة تمكين في هذا التوقيت يمثل مكسباً استراتيجياً لتسريع مرحلة تعزيز وتهيئة المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار للقيام بدورها الكبير في التنمية الوطنية، واللحاق بالمستجدات التكنولوجية والمعرفية في عصر أصبحت فيه المعرفة والابتكار والإبداع من أهم مصادر توليد القيمة المُضافة، وتحقيق النمو الاقتصادي، ولذلك فإن توجيه عمل العيادة نحو مرتكزات البنى البحثية والابتكارية والتمويل، وممكنات القدرات البشرية والقوانين والتشريعات يعكس الاحتياجات المرحلية في تمكين هذه المنظومة، ويحدد ملامح العمل في تنفيذ التوصيات والذي يقوم على التركيز الاستراتيجي الهرمي الذي يسعى لترسيخ دعائم الثقافة والممارسات العلمية جنباً إلى جنب مع استكمال البنى الأساسية والرقمية، ويستهدف تعزيز الأطر التشريعية والقانونية من أجل توفير البيئة الداعمة من حيث تأطير التمويل، وبناء القدرات البشرية في البحث العلمي والابتكار، وبذلك فإن مخرجات عيادة تمكين لا تقتصر على المبادرات التنفيذية ولكنها بمثابة خارطة الطريق لتعزيز المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار عبر ضمان استدامة الاهتمام المستقبلي بهذه المنظومة، وتحفيز النمو والتطور التراكمي حسب الأولويات والفرص الاستراتيجية، وتوجيه الممكنات نحو مجالات ذات التأثير العالي، وذلك مع تأطير ودعم الروابط والشراكات مع الفاعلين في المنظومة على المستوى المحلي، وتقوية المشاركة المجتمعية، والتعاون مع المجتمع البحثي والعلمي والابتكاري إقليمياً وعالمياً، وبما يساهم في ترجمة الطموح في رؤية عُمان 2040 إلى واقع ملموس.

• د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنظومة الوطنیة للبحث العلمی والابتکار سلطنة ع رؤیة ع

إقرأ أيضاً:

المشاط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تعزز جهود تمكين المرأة

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الثالث للشبكة الإقليمية في مجال الطاقة من أجل المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا(RENEW MENA) الذي نظمه البنك الدولي، ستيفان جيمبيرت، المدير الإقليمي للبنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي، وآنا بيردي، نائب رئيس البنك الدولي لشئون العمليات، التي شاركت عبر الفيديو، وممثلي الحكومات من العديد من الدول.

وأشادت المشاط، بجهود البنك الدولي المستمرة، ليس فقط في تمويل المشروعات المختلفة، ولكن أيضًا على ما يقدمه من خبرات فنية، وبناء قدرات، وأفكار نسعى إلى تطبيقها على المستويين الوطني والإقليمي، بل والدولي أيضًا، مؤكدة أنه لا يمكن أن تتحقق التنمية من دون كوادر ماهرة.

ونوهت إلى أن الشبكة الإقليمية تضم قيادات نسائية، وصنّاع سياسات، وباحثات، ورائدات أعمال في قطاع الطاقة وهو قطاع يهيمن عليه الرجال تقليديًا ولذلك فإن حضورهن ومساهماتهن قيمة للغاية، موضحة أن مثل هذه المبادرات توفر منصة إقليمية مهمة لتمكين النساء من التعاون والمشاركة في دفع التنمية المستدامة، ووضع المرأة في قلب مسار التنمية.

وأوضحت وزيرة التخطيط أن مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والأردن، وبين مصر والسعودية، تُعد مشروعات ضخمة، وبالنظر إلى فرق العمل التي تدير هذه المشروعات، نجد عددًا ملحوظًا من النساء المشاركات فيها، وهذا الربط الإقليمي لا يعزز فقط أمن الطاقة، بل يخلق أيضًا فرص عمل جديدة ونرى المزيد من النساء يشغلن هذه الفرص.

وأفادت أن جميع الدول المتقدمة والنامية على حد سواء تبحث عن خلق فرص عمل، وأحد القطاعات التي يركز عليها البنك الدولي هو قطاع الطاقة، فالدول بحاجة إلى التقدم، مؤكدة أهمية إنتاج طاقة بأعلى كفاءة وأقل تكلفة، وهذا يتحقق من خلال الطاقة المتجددة سواء من الرياح أو الشمس، والتي تفتح أيضًا آفاقًا جديدة لفرص عمل تتطلب مهارات خضراء.

وسلّطت المشاط الضوء على تجربة مصر، حيث تم إطلاق «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية»، التي تعمل على تحقيق التكامل بين السياسات وتعزيز كفاءة ومرونة سوق العمل، وتعزيز جهود تمكين المرأة، كما يتضمن قانون العمل الجديد، عناصر محددة تهدف إلى معالجة العقبات التي تعيق مشاركة المرأة، سواء من خلال تنظيم بيئة العمل أو من خلال ضمان حقوقها المهنية.

وأكدت أن تنفيذ هذه السياسات يحتاج إلى إصلاحات مستمرة ومتواصلة في قطاعات عديدة. ففي الجانب المالي يُعد الإنفاق المستجيب للنوع الاجتماعي أمرًا في غاية الأهمية. وإذا نظرنا إلى أدوات مثل السندات الخضراء أو سندات أهداف التنمية المستدامة، فسنجد أنها توفر أيضًا وسيلة لتعزيز مشاركة المرأة ودعم الأنشطة التي ترفع من وجودها في الاقتصاد.

وأشارت إلى أهمية قطاع التعدين في مصر، حيث تشهد البلاد اليوم توسعًا كبيرًا في هذا القطاع المهم، منوهة أن أكبر منجم في مصر تُديره امرأة، وهو ما يعكس الحقيقة التي نشهدها يوميًا: المرأة قادرة، ومؤهلة، وفاعلة في كل قطاع.

جدير بالذكر أن الشبكة الإقليمية للطاقة من أجل المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (RENEW MENA)، تعمل بدعم من البنك الدولي وبرنامج مساعدة إدارة قطاع الطاقة (ESMAP)، كمنصة إقليمية تعمل على تعزيز مشاركة المرأة وقيادتها وريادة أعمالها، مع أكثر من 60 شريكًا نشطًا من المؤسسات العامة والشركات الخاصة والأوساط الأكاديمية، تعزز الشبكة التعاون وتبادل المعرفة والابتكار لتسريع المساواة بين الجنسين في مجال الطاقة.

اقرأ أيضاًتراجع شهية إقبال البنوك على الوديعة الثابتة لدى البنك المركزي المصري

سعر الجنيه الذهب اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025

صادرات الصناعات الغذائية المصرية تستهدف 12 مليار دولار بحلول 2026

مقالات مشابهة

  • جامعة عين شمس تفوز بجوائز محمد ربيع للبحث العلمي في العلوم الطبية
  • المشاط: السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تعزز جهود تمكين المرأة
  • أمين المجلس الأعلى للجامعات يشهد تسليم جائزة محمد ربيع ناصر للبحث العلمي
  • محافظ الدقهلية يشهد حفل تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع للبحث العلمي في دورتها الثامنة
  • رئيس جامعة المنصورة يشهد احتفالية جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي
  • بحضور محلب.. محافظ القاهرة يشهد حفل توزيع جائزة محمد ربيع ناصر للبحث العلمي
  • وزير الأوقاف يشهد تسليم جائزة محمد ربيع ناصر للبحث العلمي
  • وزير الأوقاف يشهد احتفالية تسليم جائزة الدكتور محمد ربيع ناصر للبحث العلمي في دورتها الثامنة
  • بالصور.. فوز 13 ورقة علمية بالجائزة الوطنية للبحث العلمي.. وتدشين الهوية البصرية لمنصة "عُمان تبتكر"
  • تتويج 13 ورقة علمية بالجائزة الوطنية للبحث العلمي ضمن الملتقى السنوي للباحثين