سندات لبنان ترتفع لأعلى مستوى في عامين رغم الحرب
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تلحق الضربات الجوية الإسرائيلية دمارا بلبنان قد يعيد اقتصاده سنوات إلى الوراء، لكن سندات الدولة المتعثرة عن سداد ديونها قفزت إلى أعلى مستوياتها في عامين، حيث ارتفعت بنسبة مذهلة بلغت 44 بالمئة منذ أواخر سبتمبر، مع تهافت التجار على شرائها بأسعار زهيدة.
ويعتقد المستثمرون أن إضعاف جماعة حزب الله، الجماعة العسكرية المدعومة من إيران والتي تسيطر على جنوب البلاد، قد يؤدي إلى إحداث تغيير في النظام السياسي اللبناني المنقسم، وربما يقود إلى خطة اقتصادية لإخراج البلاد من وضع التخلف عن السداد، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وقال أنتوني سيموند من شركة أبردين: "السبب وراء ارتفاع السندات هو أن السوق تعتقد أن الطبقة السياسية اللبنانية قد تتمكن أخيرا من الاتفاق على مسار سياسي للمضي قدما وخطة للإصلاح الاقتصادي بدون وجود حزب الله في الصورة".
وأضاف "هذا من شأنه أن يمهد الطريق لإعادة هيكلة السندات الدولية في نهاية المطاف".
وبرغم الارتفاع لا تزال السندات اللبنانية بالدولار المستحقة في عام 2025 عند 8.5 سنتا، وهو رقم أقل بكثير من مستوى 70 سنتا الذي تعتبر فيه السندات متعثرة.
وانزلق لبنان إلى حالة التخلف عن سداد الديون في ربيع عام 2020 بعد أن سقط النظام المالي في البلاد في أزمة اقتصادية عميقة في عام 2019. ومع وجود حكومة غير عاملة فعليا تضربها الخلافات والفساد، لا يتوقع كثيرون التوصل لاتفاق حول الديون قريبا.
وقال كان نازلي وهو مدير محافظ في شركة نيوبرجر بيرمان: "بدأت السندات اللبنانية في الحصول على عروض بعد وفاة نصر الله"، في إشارة إلى حسن نصر الله زعيم جماعة حزب الله الذي أُعلنت وفاته في 28 سبتمبر.
وأضاف نازلي "كان لبنان في فئة (لا يمكن أن يزداد الأمر سوءا عما هو عليه)"، مضيفا أن الأحداث الأخيرة قد تؤدي إلى التغيير.
وتجدد الصراع بين إسرائيل وحزب الله قبل عام عندما فتحت الجماعة المدعومة من إيران النار عبر الحدود لدعم حركة حماس في بداية حرب غزة.
وتصاعد القتال بشكل كبير الشهر الماضي عندما قصفت إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت ووادي البقاع وأرسلت قوات برية إلى جنوب لبنان. وفي الوقت نفسه، أطلق حزب الله صواريخ في عمق إسرائيل.
وقال برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة (كي.إن.جي)، إن الشائعات التي تفيد بأن واشنطن قد تستغل الانتكاسات التي تعرض لها حزب الله لدفع لبنان إلى تنصيب أول رئيس له منذ عامين فتحت نافذة من الأمل.
وأضاف "الأمر كله يتعلق بإضعاف حزب الله".
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز العالمية للتصنيف الائتماني في الأسبوع الماضي إن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان "فرض ضغوطا شديدة" على الاقتصاد اللبناني المتضرر بالفعل، ومن شأنه أن "يؤخر الإصلاحات الاقتصادية والمالية، والتعافي على المدى الأطول...".
ولوكالة ستاندرد آند بورز تصنيف انتقائي لتخلف لبنان عن سداد الديون بالعملة الأجنبية.
وقال نازلي إنه نظرا لانخفاض أسعارها بشكل لا يصدق، فإن أي بصيص أمل في أخبار جيدة قد يعزز سندات لبنان مرة أخرى.
وأضاف "إذا رأيت أي عنوان رئيسي حول انتخابات رئاسية، أو حتى مجرد جدول زمني لانتخابات رئاسية، فقد يكون ذلك علامة على أن الأمور تتحرك إلى الأمام".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حزب الله لبنان لبنان إسرائيل حزب الله لبنان اقتصاد حزب الله فی عام
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية عن مسؤول أمني: الحرب في غزة تستمر شهورا
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت -عن مسؤول أمني رفيع- أن تحقيق أهداف العمليات العسكرية الحالية في قطاع غزة سيستغرق شهورا بالوتيرة الحالية "لأنها بطيئة جدا" ومحسوبة للغاية.
وأضاف أن الانتقال إلى المرحلة الثانية يحتاج إلى قرار من القيادة السياسية "وهذا يعني احتمالا كبيرا لمقتل الرهائن".
وبشأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن حماس ليست في وضع جيد لكنها بعيدة كل البعد عن الانهيار، كما أكد عدم وجود علامات على التفكك أو الذعر، وأضاف أنه "رغم تصفية كبار القادة لكن حماس لا تزال تعمل بشكل منظم".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدوية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- توعد قبل أيام بمواصلة الحرب على غزة "حتى تحقيق جميع أهدافها" مكررا تعهّده بـ"هزيمة حماس" وتحرير جميع أسراه، وضمان "ألا تشكّل غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن".
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من إعلان مقتل 3 جنود إسرائيليين، مؤكدا أن "الثمن الذي يدفعه الإسرائيليون في هذه الحرب باهظ، لكنه ضروري".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل -بدعم أميركي- إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
إعلانوقد خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة لمئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.