هل تُرسل إيران قوات لمساعدة حزب الله ضد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عما إذا كانت إيران سترسل قوات لمساعدة حزب الله ضد إسرائيل أم لا، ولكنها أشارت إلى أن النظام في طهران يبدو أنه يعرقل مبادرات إرسال قوات إلى لبنان.
وقالت "جيروزاليم بوست" إن هناك مبادرات في الخطاب الإعلامي الإيراني منذ اغتيال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني، من فصائل مختلفة، دعت إلى دعم حزب الله بقوات في قتاله ضد إسرائيل.
وأشارت إلى أنه من الواضح أن النظام الإيراني يعرقل مثل هذه المبادرات لأنه يدرك أن الضرر الناجم عن مثل هذه الخطوة سوف يفوق الفوائد المحتملة، ولكنها تساءلت أيضاً، في النهاية: "هل تضطر إيران إلى إرسال قوات إلى لبنان لمحاربة إسرائيل؟".
وقالت إنه منذ اغتيال حسن نصرالله، ظهرت مبادرات من داخل النظام وأنصاره، تدعو طهران إلى إرسال قوات تطوعية إلى لبنان لمساعدة حزب الله في وقت أزمته، مشيرة إلى أن الضربات غير المسبوقة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله لم تضع التنظيم في موقف صعب فحسب، بل خلقت سيناريو إشكالياً لإيران.
إسرائيل تستعد لضرب إيران.. صحيفة تكشف الأهداف
— 24.ae (@20fourMedia) October 9, 2024 مكانة حزب اللهوأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الساحة اللبنانية، وحزب الله على وجه الخصوص، هو النموذج الأكثر نجاحاً لتصدير "الثورة الإيرانية"، حيث يُنظر إلى التنظيم باعتباره "جوهرة التاج" لشبكة وكلاء إيران التي تمت زراعتها في أوائل الثمانينيات، وبعيدًا عن الأهمية الاستراتيجية لحزب الله لمفهوم الأمن القومي الإيراني، كان لدى العديد من الأشخاص داخل النظام الإيراني ارتباط أيديولوجي وعاطفي مع نصرالله، وهي العلاقة التي تطورت على مدى سنوات عديدة.
ووفقاً للصحيفة، نمت هذه العلاقات عندما درس نصر الله في الحوزات الدينية بالمركز الروحي الرائد في إيران، مدينة قم، في النصف الثاني من الثمانينيات، قبل تعيينه زعيماً للتنظيم بعد اغتيال عباس الموسوي على يد الجيش الإسرائيلي في عام 1992.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت علاقاته الشخصية أقوى، وكان هذا مدفوعاً بتعاونه الوثيق مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي تولى المنصب في عام 1998.
وتقول الصحيفة، إن الإنجاز التاريخي الذي حققه نصر الله في عام 2000، بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، عزز موقفه بشكل أكبر، وتكثف صعوده كشخصية بارزة في شبكة الوكلاء الإيرانية بعد اغتيال سليماني على يد الولايات المتحدة في عام 2020.
التطوع للقتال في لبنانوأضافت "جيروزاليم بوست"، أن قوات الباسيج، وهي قوات شبه عسكرية تطوعية تابعة للحرب الثوري الإيراني، فتحت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لتسجيل المواطنين لإرسالهم إلى لبنان، وفي 30 سبتمبر (أيلول)، وصلت مجموعة من الطلاب والمقيمين من قم إلى مطار طهران وطالبوا النظام بإرسالهم للقتال في لبنان.
وفي وقت لاحق، صرح محسن رفيق دوست، أحد مؤسسي الحرس الثوري، في مقابلة إعلامية في 3 أكتوبر (تشرين الأول) أن خيار إرسال قوات عسكرية إلى لبنان والجولان السوري مطروح على طاولة صناع القرار الإيرانيين.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه على الرغم من ذلك، إلا أن السلطات الإيرانية أوضحت بسرعة أنها لا تنوي الاستجابة لهذه الدعوات، ففي 30 سبتمبر (أيلول)، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن طهران لن ترسل قوات تطوعية إلى لبنان، موضحاً أن لبنان لديه القدرة على الدفاع عن نفسه.
وقال نائب قائد الحرس الثوري محمد رضا نقدي في 6 أكتوبر (تشرين الأول) إن طهران لا تنوي إرسال قوات إلى لبنان، مشيراً إلى أن "قادة جبهة المقاومة" لم يبلغوا عن نقص في القوى البشرية، وبالتالي، لم يطلبوا مثل هذه المساعدة من إيران.
وفي مقابلة إعلامية أجريت معه في السادس من أكتوبر، كرر مسؤول كبير في الحوزات الدينية الإيرانية هذا الرأي، موضحاً أن الوجود المادي للعناصر الإيرانية في لبنان لن يكون مفيداً في هذا الوقت، وبالتالي لا ينبغي إرسال أي متطوعين إلى لبنان ما لم يوافق الزعيم الإيراني علي خامنئي على ذلك.
في العام الماضي، وفي أعقاب الاغتيالات المنسوبة إلى إسرائيل والتي استهدفت كبار مسؤولي فيلق القدس، وخاصة حسن مهدوي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، قاد خامنئي تحولاً كبيراً في استراتيجية إيران الأمنية، حيث قرر في أبريل (نيسان) مهاجمة إسرائيل مباشرة بالصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار، وفي أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قاد مرة أخرى هجوماً مباشراً على إسرائيل، وهذه المرة يتكون من حوالي 200 صاروخ باليستي.
وذكرت الصحيفة، أنه على مدى عقود من الزمان، فضلت إيران بشكل ساحق مهاجمة إسرائيل بشكل غير مباشر من خلال شبكة وكلائها، مشيرة إلى أنه في وقت سابق، وتحديداً في النصف الثاني من العقد الماضي، أرسل خامنئي بالفعل آلاف المقاتلين من فيلق القدس والجيش الإيراني وحتى الشرطة الإيرانية والباسيج إلى ساحة المعركة في سوريا والعراق لمحاربة داعش، الذي شكل تهديداً وجودياً لإيران.
وتابعت: "على الرغم من ذلك، فإن التحول الذي يقوده خامنئي ليس شاملاً ولا يشمل إرسال مقاتلين للقتال المباشر ضد إسرائيل، ويبدو أن خامنئي يدرك أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضع إيران في دائرة الضوء في المعركة ضد إسرائيل وتدفع إسرائيل إلى شن هجمات كبيرة على الأراضي الإيرانية"، موضحة أن هذه الخطوة تتجاوز المقامرة الخطرة التي خاضها خامنئي بالفعل بضربته الصاروخية الأخيرة، والتي تقدم لإسرائيل "فرصة ممتازة للرد على إيران بشرعية دولية كبيرة".
الأهداف المُحتملة للهجوم الإسرائيلي على إيرانhttps://t.co/U9MPOa96R6 pic.twitter.com/eTeSpNB1Az
— 24.ae (@20fourMedia) October 10, 2024 انتقام إسرائيليورأت الصحيفة أن إرسال المقاتلين من شأنه أن يجعل إيران عُرضة لهجمات انتقامية من إسرائيل، لافتة إلى أن خامنئي لا يريد تعريض نظامه بالكامل وخصوصاً برنامجه النووي لخطر كبير.
وأضافت أن الإصلاحيين في إيران أعربوا عن قلقهم من خلال وسائل الإعلام مُحذرين من أن خامنئي ربما يجر إيران إلى فخ إسرائيلي مصمم لاستفزاز إيران إلى حرب إقليمية شاملة تشمل الولايات المتحدة، مستطردة: "لذلك، على الرغم من استمرار المبادرات الهادفة إلى إرسال قوات إلى لبنان والجولان السوري، فمن المتوقع أن يتعامل خامنئي مع المخاطر بعناية ويتجنب التصعيد إلى ما هو أبعد من المستوى المرتفع بالفعل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حسن نصرالله لحزب الله النظام الإيراني لبنان إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل الحرس الثوري الإيراني حسن نصرالله حزب الله لبنان فیلق القدس ضد إسرائیل حزب الله مثل هذه إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون
لا يستبعد محللون تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" أن تقدم إسرائيل على تنفيذ تهديداتها بالتصعيد ضد لبنان على ضوء اختراقاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهاماتها للحكومة اللبنانية بأنها لا تفعل ما يجب فعله لنزع سلاح حزب الله اللبناني.
وجاء كلام المحللين تعليقا على تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجزيرة، قال فيها إن بلاده تلقت تحذيرات عربية ودولية من عملية عسكرية واسعة تحضر إسرائيل لشنها على لبنان، وإن المفاوضات الحالية معها لن توقف اعتداءاتها.
ويرى الكاتب الصحفي نقولا ناصيف أن التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكنّ الجديد هذه المرة هو أن ما نقل إلى لبنان من تحذيرات يفيد بأن العدوان الإسرائيلي المحتمل سيكون مشابها لما حدث عام 2006، حيث ستستهدف إسرائيل البنية التحتية اللبنانية من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية كي تستعجل في المهمة الصعبة وهي نزع سلاح حزب الله.
ورغم أنها تتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، فإن إسرائيل -يضيف ناصيف- تريد أن تستمر في مفاوضاتها مع الحكومة اللبنانية تحت النار، معربا عن اعتقاده أن مهمة نزع سلاح حزب الله أضحت مهمة أميركية إسرائيلية.
ويتابع الكاتب الصحفي أن تعيين السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم" جاء استجابة لشروط أميركية إسرائيلية لرفع مستوى التفاوض بين لبنان وإسرائيل إلى الشق السياسي، لكنه يوضح -أي ناصيف- أن "لبنان يريد الذهاب إلى تسوية مع إسرائيل وليس إلى معاهدة سلام".
لا مصلحة أميركيةويعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" ضمن حلقة (2025/12/12)- أن هناك مصلحة أميركية بالتصعيد في لبنان، وأن ما تقوم به إسرائيل يتم بموافقة الولايات المتحدة لأن الهدف هو إضعاف حزب الله حتى لا يكون عقبة أمام تحقيق مشروعهما في لبنان وفي المنطقة.
إعلانكما أن إسرائيل -وفقا لشديد- لا تريد حكومة قوية في لبنان بل حكومة ضعيفة سياسيا لتتمكن من فرض شروطها عليها خلال التفاوض ولإدخال البلد في ما تسمى اتفاقات أبراهام.
ويتفق الدكتور ماكس أبراهامز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، مع مسألة أن إسرائيل تريد التصعيد في لبنان، ويقول إنها هي من تقوم بالتهديد وتتصرف وكأنها شرطي.
ولا يستبعد الضيف الأميركي أن تقوم إسرائيل بما أسماها استهدافات جراحية دقيقة ضد حزب الله إن لم تقم الحكومة اللبنانية بالمزيد لنزع سلاح الحزب.
يذكر أنه في الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025، لكنّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مرارا إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن لا يرى أن المصلحة الأميركية تتماشى مع هذا التوجه الإسرائيلي، ويذكر أن الرئيس دونالد ترامب يركز جهوده حاليا على قطاع غزة، ولا يرغب في حصول مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.