في ستينات القرن الماضي، كان يطلق عليه لقب سويسرا الشرق، كل ما فيه كان جميلاً، وترك بصمة في ذاكرة كل من وطئ ترابه، للاستمتاع بمشهد الجبال التي تعانق مياه البحر، والخضرة التي تكسو كل شيء، فضلاً عن المقاهي التي كانت أشبه ما تكون بدور معرفة وعلم، في بلد امتهن طباعة الكتب بمختلف مشاربها.
ودارت عجلة الزمن ليجد نفسه تحت وطأة حروب لا تنتهي، أتت على شيء من بريقه، الذي عاد لشيء من لمعانه في التسعينات، إلى أن وجد نفسه، بغير حيلة ولا قوة، في أتون المعادلات الإقليمية، وساحات، رفعت شعار الوحدة، ليكتوي شعبه بنار الحرب التي هجرت مئات الآلاف من منازلهم المدمرة، وحشرتهم في مراكز إيواء، إلى حين تضع الحرب أوزارها.
إنه لبنان الحضارة والجمال والفن، الذي لطالما نظر إليه بعين الإعجاب حين كان سابقاً عصره، والدرة الأجمل في تاج الدول العربية، إلا أنه يئن الآن من جنوبه حتى شماله، ولتهرع قيادتنا الرشيدة، لبلسمة شيء من جراحه، وتؤكد أنه لن يكون بمفرده، بحملة "الإمارات معك يا لبنان" التي قدمت إلى الآن 375 طناً من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية ومواد الإيواء واحتياجات الطفل للأشقاء اللبنانيين.
الحملة تأتي امتداداً لجهود الإغاثة التي سبقتها، والمتمثلة في 100 مليون دولار أمر بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة، فضلاً عن توجيهات سموّه بتسيير 6 رحلات جوية إضافية لنقل المساعدات الإنسانية، وتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني الشقيق، إلى الجمهورية العربية السورية، هذا فضلاً عن توجيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم مساعدات غذائية عاجلة إلى 250 ألف شخص في لبنان، عن طريق مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
مساعدات الإمارات ليست مجرد جهود إغاثية، بل هي ترجمة لحب الخير الذي جبل عليه شعبها، وتحاكي حرص قيادتها منذ فجر التأسيس على تقديم الدعم غير المحدود للأشقاء العرب، انطلاقاً من ثوابتها الإنسانية ومسؤوليتها القومية.
"الإمارات معك يا لبنان" كما كانت مع قطاع غزة طوال الشهور الماضية، مساعداتها تصل إلى المحتاجين جواً وبحراً وبراً، وجمع الحملة ملايين الدراهم في أول أيامها، ما هو إلا دليل على ما يحظى به لبنان من محبة في قلوب أبناء الإمارات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات معك يا لبنان
إقرأ أيضاً:
الإمارات تعلن دخول 38 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة ضمن عملية الفارس الشهم 3
أعلنت الإمارات، الاثنين، دخول قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بمحافظة شمال سيناء المصرية، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية، في إطار جهود الإمارات لدعم وإغاثة الفلسطينيين خلال الظروف الراهنة.
تضمنت القافلة 38 شاحنة، شملت 18 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية وحليب الأطفال، و20 شاحنة محملة بأنابيب وخزانات ومعدات مخصصة لتشغيل خط المياه الجديد، المقرر أن يمتد من محطة تحلية المياه التي أقامتها الإمارات في مصر، وحتى منطقة النزوح الواقعة بين مدينتي رفح وخان يونس الفلسطينيتين بطول 7 كيلومترات وتنتج 2 مليون جالون يومياً، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
كانت قافلة أخرى تضم 25 شاحنة دخلت غزة، الأحد، محملة بأنابيب المياه والمعدات اللازمة لتجهيز خط المياه، ليصل بذلك إجمالي عدد الشاحنات التي نقلت مستلزمات خط المياه إلى 45 شاحنة، واكتمل إدخال المعدات تمهيدا لبدء تنفيذ المشروع.
وكانت الإمارات استأنفت، الأحد، عمليات "طيور الخير" للإسقاط الجوي، إذ نفذت القوات الجوية الإماراتية عملية إنزال جوي بإجمالي 25 طن من المساعدات الغذائية والإنسانية، إلى جانب تسيير قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، في إطار التزامها المستمر بمساندة الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
والسبت، أعلنت الإمارات عزمها استئناف عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإغاثية على قطاع غزة، على الفور، في ظل الأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع، وأودت بحياة أكثر من 1100 فلسطيني بسبب الجوع.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي ووزير الخارجية، الشيخ عبد الله بن زايد، على أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بلغت مرحلة حرجة وغير مسبوقة، مشيراً إلى أن الإمارات تواصل تصدُّر الجهود الدولية الرامية إلى إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى الشعب الفلسطيني.