تشكل القوة المتنامية للتحالف الصيني الروسي وكيفية مواجهته واحدة من القضايا الرئيسية التي تشغل الفكر الاستراتيجي الغربي، خاصة في ظل التقارب الشديد بين بكين وموسكو منذ بداية حرب روسيا في أوكرانيا عام 2022، والدعم الاقتصادي والتكنولوجي الذي تقدمه الصين لروسيا ويشكل أهمية حاسمة لجهود الحرب هناك .

 

فورين بوليسي: حرب غزة أبرزت حجم ومحدودية تأثير واشنطن على إسرائيل

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه لا يزال هناك الكثير من الجدل حول مدى قوة العلاقات الصينية الروسية ومحركها، وتعويل البعض على انعدام الثقة المتبادل القائم على خلفيات تاريخية بين القوتين.

 

وأشارت المجلة إلى أن الحرب الروسية وضعت بكين في موقف محرج في مواجهة أحد أكبر شركائها التجاريين (الاتحاد الأوروبي). 

 

ويبدو أن بعض الاستراتيجيين الغربيين يأملون أن تؤدي هذه الحالة إلى انقسام يذكرنا بالانقسام الصيني السوفييتي الشهير في ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي .

 

وأوضحت المجلة أن الثاني من أكتوبر الجاري صادف الذكرى السنوية الخامسة والسبعين منذ أصبح الاتحاد السوفييتي أول دولة تعترف بجمهورية الصين الشعبية، وتقيم علاقات دبلوماسية مع النظام الجديد في بكين. ففي ديسمبر 1949، سافر الزعيم الصيني ماو تسي تونج إلى موسكو في أول زيارة دولة له إلى الخارج. وانتهت الزيارة بتوقيع ماو على معاهدة صداقة لمدة 30 عاما مع نظيره السوفييتي جوزيف ستالين. ومع ذلك، لم يستمر هذا التحالف شبه الكامل سوى عقد واحد من الزمان. ففي عام 1961، ندد المسئولون في بكين بالشيوعية السوفييتية، واندلعت حرب حدودية غير معلنة بين الصين والاتحاد السوفييتي في عام 1969. وفي وقت لاحق من عام 1971، غيرت الصين موقفها بالتحالف مع الولايات المتحدة.

 

وترى المجلة أن انهيار العلاقات الصينية الروسية والتحول في التحالف يعد أقل احتمالا في الوقت الحالي، منوهة إلى أنه عندما تباهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس الماضي بأن علاقة روسيا بالصين في "أفضل حالاتها"، لم يكن الأمر مجرد دعاية، بل إنه أمر صحيح. ففي الواقع، فإن مقارنة العلاقات الصينية الروسية اليوم بالتحالف الصيني السوفييتي في الماضي يمكن قياسه على أساس خمسة محاور رئيسية، وهي: الجغرافيا السياسية، والاقتصاد، والأيديولوجيا، والزعامة، والمؤسسات، وهي المحاور التي تبرز أن محور بكين موسكو أقوى اليوم على كافة المستويات.

 

وبالنسبة للمحور الأول الجيوسياسي، فإنه أكثر صلابة في الوقت الراهن من ذي قبل. فإبان الحرب الباردة، مثلت علاقات بكين وموسكو العدائية بالولايات المتحدة دافعا رئيسيا إلى التقارب فيما بينهما مع بعض التحفظات من جانب الصين. ولكن اليوم، أصبح لدى الطرفين القليل للغاية مما يخشيانه من بعضهما البعض مقارنة بما كان عليه الحال أثناء الحرب الباردة. فقد كانت القوة العسكرية السوفييتية وامتدادها العالمي سببا في تحويلها إلى خطر أمني محتمل على بكين طيلة فترة الحرب الباردة. واليوم، أصبحت الصين الشريك الأقوى، ولكن امتدادها الجغرافي المحدود يجعلها أقل تهديدا لروسيا. فالصين ليست في وضع يسمح لها بمحاصرة روسيا. فضلا عن ذلك، تدرك موسكو أن الصين ستكون مشغولة في المستقبل القريب بتنافسها البحري مع الولايات المتحدة، وهو ما يقلل من رغبة بكين وقدرتها في استعراض قوتها في الجوار الروسي.

 

وبالنسبة للمحور الثاني (الاقتصاد)، ففي حين هيمنت المساعدات الاقتصادية والتقنية السوفييتية على مرحلة الصداقة الصينية السوفييتية، فقد شكلت بكين وموسكو حاليا علاقات اقتصادية تقوم على الطبيعة التكميلية لاقتصاديهما. وأصبحت روسيا حاليا أكبر مصدر للنفط الخام للصين وثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي (بعد أستراليا)، في حين أصبحت الصين أكبر مصدر للتكنولوجيا لروسيا. كما اتفقت بكين وموسكو على تعزيز التعاون في قطاعات مثل الملاحة عبر الأقمار الصناعية، والفضاء، والطاقة الذرية. وليس هناك من شك أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تشكل عقبة أمام علاقاتهما التجارية، إلا أن الصين وروسيا تحاولان –وفقا لمتابعين- الالتفاف على العقوبات المفروضة على القطاع المالي من خلال التحول إلى نظام معاملات المقايضة لتسهيل التجارة.

 

أما المحور الثالث (الأيديولوجيا) فيعد عاملا مهما. فقد كانت الأيديولوجيا مهمة أثناء الحرب الباردة، حيث ساد اعتقاد حينها بأن (الشيوعية) هي أساس التحالف الصيني السوفييتي. ومع بروز الاختلافات الأيديولوجية حينها، تزايدت حدة الانقسام بينهما، حيث انتقد ماو بشدة إصلاحات الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف بعد ستالين. ولكن اليوم، ورغم أن الأيديولوجيا أصبحت عاملا أقل تأثيرا في السياسة العالمية، إلا أنها ما تزال تساعد في ربط الصين وروسيا معا، حيث يشعر كل من النظامين بالقلق إزاء قدرة الأفكار الغربية على تقويض استقرارهما السياسي. 

 

ويشكل المحور الرابع (الزعامة) أهمية في السياسة الخارجية. فالحوار بين القيادات العليا في بكين وموسكو اليوم أقوى بكثير مما كان عليه الوضع أثناء الحرب الباردة، حيث لم يكن هناك قدرا كبيرا من الثقة بين ماو ونظيريه السوفييت، ستالين وخروشوف. والآن، تحول الأمر تماما، حيث أصبح بوتين أول من يحصل على ميدالية الصداقة الصينية، ودائما ما يشير بوتين والزعيم الصيني شي جين بينج إلى بعضهما البعض باعتبارهما صديقين مقربين. والأمر الأكثر أهمية هو أن الرجلين التقيا أكثر من 40 مرة منذ عام 2012، عندما أصبح شي أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني.

 

وأصبحت الروابط المؤسسية بين الصين وروسيا (المحور الخامس) اليوم أوسع وأعمق مما كانت عليه أثناء الحرب الباردة. فعندما وقعت الصين والاتحاد السوفييتي معاهدة الصداقة في عام 1950، كانت الأحزاب الشيوعية في كلا البلدين تربطها علاقات وثيقة تعود إلى أوائل عشرينيات القرن العشرين. ومع ذلك، لم تكن هذه العلاقات خالية من الاحتكاك. وعلى النقيض من ذلك حاليا، ورغم أن العلاقات الصينية الروسية الحالية لا تزال في الأساس من أعلى إلى أسفل، إلا أن هناك روابط قوية عبر مجموعة واسعة من الوكالات والمؤسسات الحكومية في البلدين.

 

وفي هذا الصدد، أوضحت "فورين بوليسي" أن الصين وروسيا أقامتا اجتماعات منتظمة بين رئيسيهما ورؤساء وزرائهما، إلى جانب 18 جولة من المشاورات الأمنية الاستراتيجية على مستوى عال، كان آخرها في موسكو عام 2023، فضلا عن إدارة عدد من اللجان الحكومية الدولية ومجموعات العمل الأخرى. ويمكن القول إن العلاقات العسكرية بين البلدين أصبحت الآن أقوى من أي وقت مضى. فمنذ شاركت الصين وروسيا لأول مرة في مناورة عسكرية مشتركة عام 2003، أجرت الدولتان أكثر من 100 مناورة عسكرية مشتركة شملت قواتا برية وجوية وبحرية وسيبرانية وشبه عسكرية. ويساهم هذا المستوى من النشاط في ترسيخ العلاقات الثنائية.

 

ولفتت المجلة إلى أن العلاقات الصينية الروسية الحالية ليست كلها من أعلى إلى أسفل (من رأس السلطة)؛ بل قائمة أيضا على علاقات شعبية، تتضمن مبادرات محلية وتعاون أكاديمي وتبادل طلاب وسياحة. وقد تطورت هذه الروابط حاليا دون انقطاع لأكثر من ثلاثة عقود منذ انتهاء الحرب الباردة في عام 1991. 

 

وشددت المجلة على أن الروابط المؤسسية والشعبية ورغم أنها ليست في حد ذاتها محركا رئيسيا للتوافق، إلا أنها تشكل استقرارا للعلاقات الثنائية.

 

ورأت "فورين بوليسي" أنه نظرا لأن الولايات المتحدة تمكنت من اللعب بورقة الصين ضد الاتحاد السوفييتي في سبعينيات القرن الماضي، فمن المغري استكشاف إمكانيات إضعاف التحالف الصيني الروسي الحالي، وإن كان الأساس القوي نسبيا للتعاون الصيني الروسي سالف الذكر يقلل من احتمالات الانقسام على غرار ما حدث إبان فترة الحرب الباردة.

 

وأشارت المجلة إلى أنه من المنطقي أن تضغط الولايات المتحدة وأوروبا على بكين لتقليص دعمها للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا. ولكن أي مسعى لإبعاد الصين عن روسيا على نطاق أوسع من المرجح أن يفشل، لأن سياسة بكين تجاه روسيا مدفوعة، قبل كل شيء، بالتنافس بين القوى العظمى والولايات المتحدة. 

 

فمن الناحية النظرية، تتمتع استراتيجية ضرب العلاقات بين حليفين بفرصة أفضل للنجاح إذا جرى استهداف العضو الأضعف في الشراكة. فخلال الحرب الباردة، كانت الصين الطرف الأضعف؛ واليوم، أصبحت روسيا هي الأضعف، ولكن يجب مراعاة أنه على الرغم من العقوبات الغربية، مازالت روسيا في وضع أقوى حاليا مما كانت عليه الصين في أوائل السبعينيات. فعندما قرر ماو التحالف مع واشنطن، كانت بلاده معزولة اقتصاديا منذ الانفصال عن موسكو في الستينيات، إضافة إلى خوضها حربا حدودية مع الاتحاد السوفييتي. وبالتالي، كان الحافز لدى بكين لإبرام صفقة مع واشنطن مرتفعا، وكانت التكلفة بالنسبة لواشنطن منخفضة.

 

لكن اليوم، أصبحت روسيا أكثر تحالفا مع الصين وتستفيد كثيرا من دعمها القوي، حيث حاولت واشنطن إغواء موسكو بعيدا عن بكين، فإن القيادة الروسية سوف تتفاوض بقوة لانتزاع ثمن باهظ من المرجح أن يكون على حساب الأمن الأوروبي، ولكن حتى إذا افترضنا إمكانية التوصل إلى صفقة جيدة تسمح لروسيا بتعزيز موقفها في أوروبا، فإن مثل هذه الصفقة قد لا تكون كافية لإبعادها عن الصين، لماذا تتخلى موسكو عن علاقتها القوية مع بكين خاصة وأنها لا ترى أن الصين تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي الروسي؟

 

والسؤال هو: هل تؤدي الهزيمة الكاملة لروسيا في أوكرانيا والانهيار المحتمل لاقتصادها إلى تغيير حسابات القيادة الروسية؟ ربما، ولكن من المرجح أن تكون الصين أكثر حرصا من الولايات المتحدة وأوروبا على مساعدة روسيا في إعادة بناء قوتها الاقتصادية والعسكرية.

 

ويجب هنا مراعاة أن الولايات المتحدة لم تتمكن في السابق من اللعب بورقة الصين ضد الاتحاد السوفييتي إلا بسبب الانقسام الصيني السوفييتي، حيث اعتبرت بكين موسكو تهديدا أمنيا كبيرا، مما أدى في النهاية إلى تفكك التحالف الصيني السوفييتي من الداخل وليس لأن الولايات المتحدة مارست ضغوطا خارجية أو عرضت صفقة مغرية .

 

كذلك يجب مراعاة أن العلاقات الصينية الروسية مستقرة تماما حاليا؛ مما يجعل من الصعب أن نرى أي شيء يهدد تحالفهما، خاصة وأنه على النقيض التام من الحرب الباردة، يرتكز محور بكين وموسكو الحالي على أساس جيوسياسي متين مع روابط اقتصادية قوية، وخالية من الاحتكاك الأيديولوجي، وعلاقات قوية بين قادة البلدين، وشبكة راسخة من الروابط الثنائية والمؤسسية، الأمر الذي يجعل من اللعب على ورقة "ضرب العلاقات بينهما" غير ذات جدوى نهائيا في الوقت الراهن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فورين بوليسي التحالف الصيني الروسي قدرة واشنطن واشنطن بكين موسكو العلاقات الصینیة الروسیة الاتحاد السوفییتی الولایات المتحدة التحالف الصینی الصینی الروسی فورین بولیسی الصین وروسیا بکین وموسکو أن الصین روسیا فی إلى أن إلا أن فی عام

إقرأ أيضاً:

سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟

في فجر 30 يوليو/تموز 2025، ضرب زلزال بلغت قوته 8.8 درجات على المقياس ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، ليصبح أحد أهم الأحداث الزلزالية في التاريخ الحديث.

ألحق الزلزال أضرارا بالمباني وأصاب عدة أشخاص في المنطقة الروسية النائية، وبسبب قوته، صدرت أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان، الذي دمره زلزال بقوة 9 درجات على المقياس، مع وتسونامي في عام 2011.

ويوضع هذا الزلزال في الترتيب السادس بقائمة أشد الزلازل المسجلة قسوة إلى الآن، إلى جانب زلزال "بيو بيو"، الذي ضرب دولة تشيلي، قبالة شاطئ منطقة ماولي التشيلية على عمق 35 كيلومترا تحت سطح البحر، يوم السبت 27 فبراير/شباط 2010.

ويأتي ذلك بعد زلزال وتسونامي فالديفيا أو زلزال تشيلي العظيم، الذي حدث في 22 مايو/أيار 1960، وقد وضعته معظم الدراسات عند 9.4-9.6 على المقياس، ورتب على أنه أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق، استمر 10 دقائق، وتراوحت أعداد ضحاياه بين ألف و6 آلاف شخص.

باللون الأحمر تظهر تحذيرات حدوث تسونامي (الفرنسية)لماذا كان قويا إلى هذا الحد؟

وقد صنف الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا اليوم على أنه "زلزال دفعي ضخم"، ويحدث هذا عند حدود الصفائح التكتونية المتقاربة، حيث تجبر إحدى الصفائح التكتونية على الانحشار تحت الأخرى.

ولفهم الفكرة تخيل أن الأرض بحجم التفاحة، في هذه الحالة ستكون القشرة الأرضية بحجم قشرة التفاحة الرقيقة، لكن هناك اختلاف، فقشرة الأرض مقسمة إلى "صفائح تكتونية" متداخلة كما تتداخل قطع الأحجيات الورقية التي يطلب منك تجميعها للحصول على صورة جميلة.

الصفائح التكتونية هي قطع ضخمة من صخور القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة منصهرة جزئيا تُسمى "الوشاح".

وتتحرك هذه الصفائح ببطء بسبب تيارات حرارية في باطن الأرض، وقد تصطدم أو تبتعد أو تنزلق بجانب بعضها، وتسبب حركتها الزلازل والبراكين وتُشكّل الجبال والمحيطات على مدى ملايين السنين.

ألحق الزلزال أضرارا بالمباني وأصاب عدة أشخاص في المنطقة الروسية النائية (الفرنسية)

في هذه الحالة، وقع الزلزال على طول خندق كوريل-كامتشاتكا، وهو عبارة عن منخفض عميق وضيق تحت سطح البحر يقع في شمال غرب المحيط الهادي، وقد نشأ عبر ملايين السنين نتيجة تقارب صفيحتين تكتونيتن: صفيحة المحيط الهادي وصفيحة أوخوتسك، بعمق 10 آلاف و542 مترا.

إعلان

في هذه المنطقة، تغوص صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أوخوتسك، وتُنتج الطاقة المنبعثة من هذه التحولات التكتونية موجات زلزالية قوية، مما يجعل هذه النوعية الزلازل من أقوى الزلازل المسجلة عالميًا.

يحدث الانزلاق بشكل تدريجي على مدار ملايين السنين، حيث تتراكم الضغوط عند حافة الصفائح، وعندما تصبح هذه الضغوط غير قابلة للتحمل، يحدث تحرر مفاجئ للطاقة في شكل زلزال.

يحدث الانزلاق بشكل تدريجي على مدار ملايين السنين (إيريك جابا)

بمجرد أن تتحرر الطاقة المخزنة في الصخور الملتوية، تحدث اهتزازات قوية جدا، تنتقل عبر الطبقات الجيولوجية على شكل موجات زلزالية، مما يؤدي إلى تدمير في المناطق المتأثرة.

وتختلف هذه النوعية عن الزلازل المعتادة، التي تحدث عادة بسبب حركات جانبية بين الصفائح التكتونية مثل الانزلاق الأفقي أو العمودي، وليس انحشار صفيحة تكتونية تحت الأخرى.

في الواقع، شهدت المنطقة نفسها من قبل الزلزال الواقع في الترتيب الخامس بقائمة أقوى زلزال على الإطلاق، وهو زلزال كامتشاتكا 1952 بقوة 9 درجات على المقياس، حيث انزلقت صفيحة محيطية (المحيط الهادي) تحت صفيحة أوخوتسك، على امتداد خندق كوريل-كامتشاتكا.

تسونامي متوسط وزلازل تابعة

تسبب هذا الزلزال في تسونامي ضخم اجتاح سواحل روسيا، ووصل تأثير التسونامي إلى هاواي وسبب أضرارًا هناك، كما تم تسجيل موجات على شواطئ ألاسكا وتشيلي.

حينما انزلقت صفيحة المحيط الهادي تحت صفيحة أوخوتسك، فإن هذا النوع من الحركة لا يكون أفقيا فقط، بل يتضمن رفعا مفاجئا لقاع البحر خلال ثوانٍ قليلة، بالضبط كما تضع يديك داخل الماء ثم تحركهما للأعلى، فتلاحظ ظهور موجة أعلى سطح الماء.

في حالة المحيط، فهذا الارتفاع يزيح مليارات الأطنان من الماء للأعلى، مسببًا موجات ضخمة تنتشر بسرعة في كل الاتجاهات.

ونظرا لشدة الزلزال الروسي البالغة 8.8 درجات، فقد حدث تسونامي كبير على طول مناطق الاندساس، أثرت على شبه جزيرة كامتشاتكا، ودفعت إلى إصدار تحذيرات بالإخلاء في جميع أنحاء المحيط الهادي، بما في ذلك اليابان وهاواي وألاسكا.

وقد بلغ ارتفاع موجات تسونامي المرصودة حوالي 4 أمتار، ورغم أن هذه الموجات ليست بحجم بعض موجات تسونامي التي شهدناها في التاريخ، فإنها لا تزال قادرة على التسبب في أضرار جسيمة على طول المناطق الساحلية.

ويظل احتمال وقوع المزيد من موجات تسونامي قائما، رغم أنها ستكون على الأرجح أصغر من الموجات الأولية، وقد تتضاءل شدتها مع انتشارها عبر المحيط الهادي، وتواصل السلطات في المناطق المعرضة لتسونامي مراقبة مستويات سطح البحر وإصدار التحذيرات.

ومن العواقب الشائعة الأخرى للزلازل ذات الدفع الهائل حدوث الهزات الارتدادية، وهي زلازل أصغر حجما تتبع الحدث الزلزالي الرئيسي، حيث تتكيف قشرة الأرض مع التحولات الناجمة عن الزلزال الأولي، وتعد الهزات الارتدادية شائعة في المناطق المتضررة من الزلازل الكبيرة، ويمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر.

في حالة زلزال اليوم، تم تسجيل عدة هزات ارتدادية بالفعل، بقوة تصل إلى 6.9 درجات، ورغم أن هذه الهزات الارتدادية أقل شدة من الزلزال الرئيسي، فإنها قد تكون قوية بما يكفي لإحداث المزيد من الأضرار، لا سيما في المباني والبنية التحتية التي أضعفها الزلزال الأولي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الصين.. 60 قتيلاً ودمار واسع في بكين وخبي وسط فيضانات هي الأعنف منذ عقود
  • الصين.. 44 قتيلاً بسبب الأمطار الغزيرة في بكين
  • الصين: ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في بكين إلى 44 قتيلا و9 مفقودين
  • نجل شمخاني في دائرة الاستهداف .. عقوبات أمريكية على 115 جهة مرتبطة بإيران
  • وزير الخارجية الصيني: على بكين وواشنطن تجنب الصراعات والمواجهات
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • سادس أقوى زلزال في تاريخ البشرية..هل ينذر الزلزال الروسي بكارثة أرضية؟
  • صحيفة أمريكية: كيف تتضور غزة جوعًا ونقف مكتوفي الأيدي؟
  • سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
  • ما ترتيب زلزال روسيا من بين أقوى الزلازل المسجلة؟