قال محلل سياسي إن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإخراج قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل) من الجنوب يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي للأمم المتحدة وأمينها العام، إضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالميدان.

وأوضح الأكاديمي والمحلل السياسي علي شكر أن إسرائيل انتقلت من موقفها العدائي التحريضي المعلن ضد الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش إلى مرحلة إجرائية.

وبيّن شكر في حديثه للجزيرة أن الطلب الإسرائيلي يرتبط بالواقع العسكري والميداني، إذ توجد قوات اليونيفيل على الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل.

وأضاف "توجد القوات الأممية في قواعد أساسية على الحدود، وتشكل للجيش الإسرائيلي نقاطا إستراتيجية ومحورية تساعده في كشف المواقع اللبنانية".

وقال المحلل السياسي إن نتنياهو يمهد بطلبه هذا "إخلاء مسؤولية إسرائيل عن أي استهدافات مستقبلية للقوات الأممية في الجنوب اللبناني".

ويعرب شكر عن اعتقاده بأن الطلب الإسرائيلي يندرج أيضا ضمن مساعي تل أبيب لإلغاء القرار الأممي 1701 مع التمسك ببعض بنوده التي يمكن وصفها بأنها لصالح إسرائيل.

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في أغسطس/آب 2006 القرار 1701 الداعي لوقف حرب لبنان الثانية التي اندلعت يوليو/تموز 2006، وانسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني والسماح بنشر قوات الجيش اللبناني بالجنوب.

ورجح شكر أن تعيد القوات الأممية تموضعها مستبعدا انسحابها كليا من المشهد اللبناني لأن وجودها مرتبط بقرارات أممية ومسائل أخرى.

وقال إن حزب الله غير معني كثيرا بالطلب الإسرائيلي في ظل تمركز قواته على كل الأراضي اللبنانية، مشددا على أن إسرائيل هي من تحتاج انسحاب القوات الأممية للتموضع بنقاط أساسية وأماكن إستراتيجية والذهاب أكثر في توغلها البري.

ودعا نتنياهو، اليوم الأحد، غوتيريش إلى سحب قوات اليونيفيل فورا من جنوب لبنان، قائلا "لقد حان الوقت لكم لإخراج اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال"، زاعما أن ذلك بدعوى عدم تعريضها للخطر.

مناطق انتشار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) (الجزيرة)

وأعلنت اليونيفيل اليوم أن الجيش الإسرائيلي اقتحم موقعا للقوة الأممية في بلدة راميا جنوبي لبنان، وذلك بعد سلسلة استهدافات إسرائيلية للقوات الأممية خلال الأيام القليلة الماضية.

وأُسست اليونيفيل، في مارس/آذار 1978، للتأكيد على انسحاب إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.

وعُدلت مهمة اليونيفيل مرتين نتيجة التطورات في عامي 1982 و2000، وبعد حرب يوليو/تموز 2006، وقرر مجلس الأمن الدولي تكليف اليونيفيل بمهام أخرى على غرار مراقبة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومرافقة ودعم القوات اللبنانية في عملية الانتشار في جنوب لبنان، وتمديد المساعدة لتأكيد وصول المعونات الإنسانية للمواطنين، والعودة الطوعية الآمنة للمهجرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأممیة فی

إقرأ أيضاً:

لماذا هاجم نتنياهو الأمم المتحدة بعد الإعلان عن هدنة تكتيكية في غزة؟

(CNN)-- هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمم المتحدة، قائلا إنها تختلق "الكذب" بشأن طرق توصيل المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة، في غضون إعلان إسرائيلي عن "هدنة تكتيكية" مؤقتة بالقطاع.

وقال نتنياهو، في زيارة لقاعدة رامون الجوية جنوبي إسرائيل، الأحد: "في كل طريق نختاره، سنحتاج إلى الاستمرار في السماح بدخول الحد الأدنى من الإمدادات الإنسانية. لقد فعلنا ذلك حتى الآن". وزعم أن "الأمم المتحدة تختلق ذريعة وكذب بشأن إسرائيل. تقول: 'لن يسمحوا بدخول الإمدادات الإنسانية'. نحن نسمح لهم بالدخول".

وتواجه منظمات الإغاثة الإنسانية التي تقدم المساعدات في غزة طريقًا محفوفًا بالمخاطر عبر القطاع الذي مزقته الحرب، حتى خلال فترات توقف القتال، وفقًا للأمم المتحدة.

تتجه قوافل المساعدات نحو غزة، الأحد، بعد أن أعلنت إسرائيل أنها ستنشئ ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية وتطبق "فترات توقف تكتيكية" في القتال ببعض المناطق المكتظة بالسكان.

حدّد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) العقبات الخطيرة المحتملة التي تواجهها المنظمات في وثيقة نُشرت على الإنترنت، بما في ذلك:

التهديدات التي يتعرض لها عمال الإغاثة والطرق المُخصصة: يقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن "انهيار النظام" بسبب "انهيار قوة الشرطة المدنية" في غزة يُفاقم المشاكل الأمنية عند المعابر.

تأخير أو رفض الجيش الإسرائيلي لإيصال المساعدات: تُشير وكالة الأمم المتحدة أيضًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يرفض أو يُؤخر بانتظام التحركات المُنسقة لإيصال المساعدات. 

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: "تُهدر الموارد بانتظام حيث تنتظر القوافل ساعات طويلة للحصول على الضوء الأخضر للتحرك، ليتم رفضها، مما يُعيق القدرة التشغيلية التي كان من الممكن أن تدعم جوانب أخرى من الاستجابة خلال هذه الفترة".

خيارات محدودة للطرق: يشير أوتشا إلى أنه "عندما تُقرر الأمم المتحدة أن أحد الطرق غير آمن أو مُعرّض لخطر النهب بشكل كبير، فإن هناك نقصًا في البدائل التي توافق عليها السلطات الإسرائيلية"، مُضيفًا أن غالبية الطرق عبر القطاع "غير مناسبة، إما لأنها غير سالكة لقوافل الشاحنات الطويلة، أو لأنها تمر عبر أسواق مزدحمة، أو تسيطر عليها عصابات خطرة".

الطرق المتضررة: "حوالي 68% من طرق غزة مُتضررة. كما أن الاكتظاظ السكاني في المحافظات الجنوبية يُحدّ من قدرة الإمدادات الإنسانية على التنقل داخل القطاع"، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

واقترح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية السماح بدخول المزيد من السلع الأساسية من القطاع الخاص إلى غزة، قائلاً: "المساعدات الإنسانية لا تكفي لسكان يزيد عددهم عن مليوني نسمة".

وأشارت الأمم المتحدة إلى ضرورة إصدار تأشيرات دخول غزة لعمال الإغاثة بشكل أسرع لزيادة عدد الموظفين.

الأمم المتحدةالجيش الإسرائيليبنيامين نتنياهوغزةنشر الأحد، 27 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • يدرس “خطط تحرير” مع نتنياهو.. ترمب يريد إنهاء حرب غزة
  • مفتي صور وقائد اليونيفيل بحثا دعم الأمن والسلام في الجنوب
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • فرح بحث مع اليونيفيل سبل دعم الدفاع المدني
  • اليونيفيل: أكثر من 3000 لبناني استفادوا من خدماتنا الطبية خلال 6 أشهر
  • لماذا هاجم نتنياهو الأمم المتحدة بعد الإعلان عن هدنة تكتيكية في غزة؟
  • الجيش الإسرائيلي يغتال مسؤول عمليات ومدفعي في حزب الله جنوب لبنان
  • قيادي في حزب الله.. إسرائيل تعلن تفاصيل غارة جنوب لبنان
  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية
  • 30 شهيدا في غزة وعمال الإغاثة الأممية ليسوا آمنين