لبنان ٢٤:
2025-05-31@16:03:53 GMT

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 14/10/2024

 

* مقدمة نشرة اخبار الـ "أن بي أن"

الكيان العبري ونخبة قواته على رأسهم طير المقاومة الإنقضاضي.

هكذا تم نقل جغرافيا حيفا الى المطلة بعد أن عبرت مسيرات المقاومة الى عمقها بعملية نوعية غير مسبوقة

هكذا تم توجيه ضربة إقتدار تعيد العجرفة الإسرائيلية الى أرض الواقع وتؤكد أن في جعبة المقاومة مازال هناك الكثير من المفاجآت

إسرائيل التي تضخم فيها رأس بنيامين نتنياهو وجيشه وذهبت بتهديداتها أبعد من فلسطين ولبنان لتتوعد الجمهورية الإسلامية في إيران وتضع مواعيد للعدوان منها ما يسبق.

.. ومنها ما يلي عيد الغفران وفي واقع الحال قبل أن يرتد الطرف أخذهم الطوفان

وبلسان الإعلام العبري تم الاعلان ان المقاومة علمت بموقع القاعدة العسكرية الإسرائيلية وعرفت بدقة مكان صالة الطعام وأرسلت الطائرات المسيرة إليها ولم يكن ينقص سوى نشر محتويات لائحة الطعام... وبالتالي ليست إسرائيل وحدها من تملك معلومات استخباراتية دقيقة

هذا بالأمس اما في جديد التطورات على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي باعتراض نحو خمسة صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه منطقة (هشارون) شمالي تل أبيب كما استهدفت صورايخ المقاومة (كرمئيل) ونتانيا في وسط عاصمة الإحتلال

في المقابل يبدو ان بنك اهداف آلة القتل الإسرائيلية قد افلس فعمد الطيران المعادي الى ارتكاب المجازر بحق المدنيين كما حصل في أيطو الاهدنية او في بعلبك التي تعرضت فيها قافلة مساعدات انسانية لقصف مباشر رغم مرافقة القافلة من قبل منظمات دولية كالصليب الاحمر

على المستوى السياسي واصل رئيس مجلس النواب نبيه بري العمل وفق سياسة (دبلوماسية الهاتف) وتلقى إتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع الراهنة لجهة اولوية الوقف الفوري لاطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي

وبالحديث عن كواليس دبلوماسية الهاتف يكشف الرئيس بري أن أجواء إيجابية للإجماع على وقف النار سادت الاتصال الذي تلقاه من ماكرون لكنها لم تكن حاضرة في الاتصال المطول الذي أجراه معه وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن

ولدى سؤاله عن رأيه بقول الوسيط الأميركي، أموس هوكستين، إنه مع تطبيق «1701 PLUS» اجاب رئيس المجلس: «إنه لا يعرف ما يقصده من وراء مطالبته بذلك، و(على كل حال فليعطنا القرار، ويسهل تطبيقه، ولنترك له الPLUS بحوزته)

وفيما لا تزال قضية العدوان الإسرائيلي على قوات اليونيفيل في الجنوب تتفاعل دوليا أجرى الرئيس بري إتصالا بقائد هذه القوات اللواء آرالدو لاثارو شكره فيه على موقفه العاقل والشجاع بثبات اصحاب القبعات الزرق في مواقعهم وفقا للمهام الموكلة اليهم مؤكدا له ان هذه الوقفة تحفظ الحياة للقرار الأممي رقم 1701.

أما دوليا أدان الاتحاد الأوروبي استهداف إسرائيل لقوات اليونيفيل.

وفي حين انتقد مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل اتهام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمعاداة السامية ذهبت كل من إسبانيا وأيرلندا الى خطوات أبعد وأفعل عبر مطالبة دول الاتحاد بتعليق اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب فيما رفضت باريس مطالبة نتنياهو بسحب قوات اليونيفيل من مواقعها في لبنان.

=======

* مقدمة نشرة الـ "أم تي في"

العدوان الاسرائيلي على لبنان مستمر، وهو لن يتوقف، كما يبدو، لا عند حدود جغرافية ولا عند حدود انسانية.

آخر ما سطرته آلة الموت الاسرائيلية الاعتداء على منزل مستأجر من نازحين في بلدة ايطو- في قضاء زغرتا، ما أدى حتى الان الى استشهاد اثنين وعشرين شخصا وجرح اربعة.

الاستهداف الاول من نوعه  الذي حصل في قضاء زغرتا يطرح اكثر من سؤال. ابرزها: هل الذين استهدفتهم اسرائيل مدنيون فقط، ام ان  ثمة عنصرا او عناصر من حزب الله ؟ والاهم: هل الذين استأجروا مبنى في ايطو يملكون سلاحا، او انهم بلا سلاح؟.  

انهما سؤالان برسم الاجهزة الامنية المعنية، التي عليها ان تضع خريطة طريق لتوزع النزوح  حصرا للاضرار والخسائر . فهل تتجرأ الدولة على هذا الامر،  ام انها كالعادة تخشى ان تتهم بانها تنفذ مخططات العدو الاسرائيلي ما يجعلها في حالة عجز دائم عن حماية مواطنيها؟

توازيا، الانظار مشدودة لمعرفة هل سترد اسرائيل على استهداف قاعدة بنيامينا،  ومتى،   وكيف. علما ان المعلومات الواردة من واشنطن تؤكد ان تل ابيب ابلغت واشنطن انها ستنفذ ضربات قوية ضد حزب الله.

سياسيا، العاهل الاردني  كلف من الامارات العربية المتحدة والسعودية وقطر ومصر ايجاد حل للازمة اللبنانية، من خلال تنفيذ القرار 1701. ولذلك توجه الرئيس ميقاتي الى عمان للقاء المسؤولين الاردنيين، وعلى رأسهم الملك عبد الله الثاني.

ولكن رغم كل هذا الحراك فان المعلومات تتقاطع على التأكيد ان وقف اطلاق النار لن يحصل الان. فالحزب يريد من خلال العمليات البرية  استعادة جزء من هيبته وقوته، فيما اسرائيل تريد تحقيق اهدافها من الحرب. البداية من آخر التفاصيل الميدانية.

=======

* مقدمة نشرة "المنار"

لم يكن مساء حيفا ونتانيا وتل ابيب اليوم، كغير ليل بنيامينا وقواعدها العسكرية بالامس.. فتعداد عشرات الجنود والضباط القتلى والجرحى  بالامس، رافقه تعداد مليوني مستوطن هرعوا الى الملاجئ خوفا من الصواريخ القادمة من الشمال اليوم.

انه لهيب الشمال الحقيقي فهل يفهم مشعل النار باجساد اطفالنا اللبنانيين والفلسطينيين الرسالة؟ وهل يكتفي ومجانينه وأسياده وأذنابه بهذا القدر من حقدهم الدامي؟

كان حادث ضرب قاعدة غولاني العسكرية في بنيامينا وقتل وجرح نحو سبعين ضابطا وجنديا صهيونيا الحدث المؤلم والاصعب بحسب رئيس الاركان الصهيوني “هرتسي هاليفي”، وباتت كل ايامهم صعبة بحسب ما يؤكد أداء المقاومين الذين يدافعون عن اهلهم وبلدهم وسيادتهم، ويدمرون من خلال قواعد العدو العسكرية ومدرعاته وآلياته كل ابراج الاعتداد بالنفس الصهيونية والسيناريوهات التي بنيت فوق مساحة المنطقة على انقاض ودماء اللبنانيين والفلسطينيين.

تل ابيب وحيفا ونتانيا تحت النار-  بحسب الاعلام العبري – الذي تحدث عن صواريخ ارض ارض اطلقت من لبنان انزلت مستوطني اكثر من مئة وتسعين بلدة في الكيان الى الملاجئ ، فيما لم يجد جنود “بيت ليد” قرب نتانيا و”ستيلا ماريس” البحرية غرب حيفا، وكرمائيل وصفد من مكان يلجأون اليه هربا من صواريخ المقاومة.

ولم يجد جنودهم المحاولون التقدم الى عيتا مهربا من رجال الله، فوقعوا تحت نيرانهم وصواريخهم التي دمرت ثلاث دبابات وآلية جند بمن حملت، فيما حمل اخوانهم بمركبا على مجموعات تسللت الى البلدة، فالتحموا معها موقعين في صفوفها قتلى وجرحى، وكذلك كان الحال في اللبونة، وسيكون في كل بلدة او منطقة عند الحدود يلقون فيها جنود العدو.

وسيكون على الحكومة والجيش التواضع امام قدرات حزب الله كما نصحهم احد الجنرالات الكبار السابقين “كوبي ماروم”،  فانجاز حزب الل لا يمكن الاستهانة به كما اظهر في بنيامينا، والامر مقلق جدا كما قال رئيس حكومتهم السابق ايهود اولمرت، الذي يرى الخطر محدقا بهم مع عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الحكومة في هذه الحرب.

ولن يغير باستراتيجية المعركة كل الغارات والتدمير، ولن يغير بواقع الصمود والثبات مسلسل المجازر الصهيونية المتنقلة على مساحة لبنان، وليس آخرها مجزرة ايطو قرب زغرتا التي ارتقى خلالها أكثر من عشرين شهيدا مدنيا، ولا الاعتداء على قوافل المساعدات في العين البقاعية وغيرها.

=======

* مقدمة الـ "أو تي في"

كل لبنان في دائرة الخطر، ومن يعتقد أنه بمنأى عن الإجرام الإسرائيلي مخطئ.

فليس أهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وحدهم في عين الاستهداف، بل أبناء أيطو الزغرتاوية، بعد المعيصرة الكسروانية وراس اسطا الجبيلية ودير بللا البترونية، وبعدران وبرجا في الشوف، وكيفون في عاليه، إضافة الى البسطا-بيروت.

كل ذلك، من دون أن يبرز في الأفق أي مؤشر إلى حل، ذلك أن المعلومة التي كشفتها مساء أمس وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاهم ضمني أميركي-إسرائيلي على تحييد بيروت، سرعان ما بددتها المواقف الإسرائيلية الرسمية، والتهديدات التي ارتفع سقفها اليوم إلى حد غير مسبوق، وقبل الإثنين.

الوقائع الميدانية التي لا تشي إطلاقا بإمكان التوصل إلى تسويات، أو تفاهمات معينة على قواعد جديدة للاشتباك، في وقت تلقى الكيان العبري أكثر من صفعة دامية في الساعات الاربع والعشرين الماضية على الاقل.

هذا على المستوى الميداني. اما سياسيا، فالابرز اليوم، لقاء بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

‏وفي هذا السياق، وصفت اوساط سياسية الاجتماع عبر ال او.تي.في. بالجيد جدا والمثمر والعملي، على أمل بلورة نتائجه قريبا.

فقد تطرق النقاش الى صلب الاستحقاق الرئاسي، وبعض التفاصيل التي تؤشر إلى إمكانية التوصل إلى نتائج ملموسة في المدى القصير ، وتم الاتفاق على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة.

وفي سياق متصل، تناول اجتماع بري - باسيل الاوضاع الميدانية وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ضوء ما يملكه لبنان من أوراق للضغط على إسرائيل.

كذلك حضر في اللقاء ملف اللبنانيين الذين هجرهم العدوان الاسرائيلي من أرضهم ودمر بيوتهم في الجنوب والضاحية والبقاع وتم البحث في مواجهة التحديات التي يفرضها التهجير ودور الجيش القوة الأمنية في طمأنة الناس.

=======

* مقدمة نشرة الـ "أل بي سي"

الخطوط الحمر وهم، وكل كلام آخر وهم.

التسويات والمعادلات وتحييد مناطق، تسقط عند أول صاروخ أو غارة أو مسيرة، ما دام لا اتفاق سياسيا، والجميع في مرحلة رفع السقوف لا خفضها.

عمليات التصعيد، ضربة، ثم رد على الضربة ثم رد على الرد ، بحيث أصبحت الحرب الراهنة دورانا في الحلقة المفرغة ، إلى حين نضوج أو إنضاج حلول لا تبدو قريبة.

إسرائيل مازالت حتى الساعة تحت صدمة ضربة أحد مقار لواء غولاني، وهي تقول إنها سترد .. حزب الله يواصل صرباته، وليس في الأفق ما يشير إلى تراجعه.

إسرائيل وسعت اليوم دائرة استهدافاتها فأغارت على بلدة أيطو في قضاء زغرتا، ما سبب مجزرة بين ساكني المبنى المستهدف.

من الشمال إلى الجنوب، الجيش الإسرائيلي نفذ غارة في منطقة النبطية، يقول إنها أدت إلى  مقتل محمد كامل نعيم، قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في قوة الرضوان في وقت لم يصدر تعليق من حزب الله حتى الآن.

التطور الميداني الآخر اليوم ، هو حرب إخلاءات تشنها إسرائيل، التي أمرت اليوم سكان 25 قرية أخرى، بالإخلاء، إلى مناطق شمال نهر الأولي، في الوقت الذي تكثف فيه هجماتها في المنطقة.

في الموازاة ، وفي توقيت مهم ، قالت السفارة الأمريكية في لبنان اليوم إنها تحث بقوة رعاياها على مغادرة البلاد "الآن"، مشيرة إلى أن الرحلات الجوية الإضافية التي بدأت الحكومة تنظيمها منذ 27 سبتمبر أيلول لمساعدة الأمريكيين على المغادرة، لن تستمر إلى الأبد.

=======

* مقدمة نشرة "الجديد"

باستهدافها عمق زغرتا تكون إسرائيل قد أبرقت الى كل لبنان أن لا منطقة خارج رقعة الدم، وأنها ستضرب المدنيين اينما احتموا وفي اي بقعة ارض لجأوا اليها جريمة حرب موصوفة ارتكبتها اسرائيل في ايطو زغرتا فضربت منزلا يقطنه نازحون من عيترون الجنوبية وهدمته على من فيه حيث أفيد عن وجود ثمانية وعشرين شخصا بين طابقين اثنين

واذا كانت الصورة تتكلم فإنها حرمت الظهور هذه المرة لأن مشهدها لا يصلح للعرض بعدما أريقت على جوانبه الدماء والأشلاء.. أجساد لا تميز ملامحها داخل الركام.. اطراف بشرية يغطيها حطام.. أشلاء تعلقت على الأشجار وأرواح سلمت الروح قبل أن تدرك ان الموت سيطاردها الى حيث جبال الامان لم تعلن اسرائيل هدفها بين المدنيين.

ولكن قوانين العالم كلها لا تمنحها شرعية ابادة التجمعات السكنية على الشبهة وليس هناك من توصيف لذلك إلا انها جرائم حرب كاملة المعالم والأوصاف وبشهادة ضحاياها من اطفال ونساء

واكد صاحب المنزل المستهدف أن ثماني عائلات استأجرت المنزل معظم افرادها من كبار السن مع طفل صغير.

ولكن كان للنائب ميشال معوض رواية مغايرة إذ تحدث عن تسلل الى زغرتا، وقال إن من تم استهدافه هو عنصر من حزب الله كان موجودا مع عائلته في منزله

وعلى نقيض هذه السردية قدم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية شهادته من موقع الحاضن لبيئة نازحة ونازفة.

وقال: اذا بدنا نقاتل مع المقاومة بنقاتل بالجنوب مش من زغرتا.. فنحن طلاب سلام وقد اتفقنا مع المقاومة على ألا تأتي الينا شخصيات تشكل خطرا على اهلهم واهلنا وشرح فرنجية أن المنزل هو ملك لشخص قواتي.. متعاطف مع اسرائيل، ومع ذلك فإن الاسرائيلي لا يميز بين قوات ومردة.

ومن منصات عدم التمييز اندفعت تصريحات قادة العدو بتهديد لبنان عقب كف العشاء الصاروخي الذي أصاب بالأمس في قاعدة بنيامينا العسكرية أفرغت هذه العملية جنون "بنيامينا" نتنياهو الذي زار القاعدة المنكوبة.

وأعلن من هناك أن إسرائيل ستواصل عملياتها ضد حزب الله بلا رحمة وستشمل جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت.

وهرعت اسرائيل الى مخاطبة واشنطن اذ أبلغ وزير حربها يوآف غالانت نظيره الأميركي لويد أوستن بأن إسرائيل سترد بقوة على حزب الله بعدما استهدف القاعدة العسكرية.

وفي انتظار ان يقرر مجلس وزراء العدو مستوى الرد على لبنان.. فإن صواريخ المقاومة لا تستمع الى مقرراته وتستمر في توجيه التحيات جوا وبرا.. ما دفع قوات الاحتلال الى اصدار تعليمات جديدة للجنود تبلغهم فيها: الى قنوات الصرف الصحي در.. إختبئوا وانبطحوا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مقدمة نشرة حزب الله

إقرأ أيضاً:

ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟

طالما ارتبط مشروع تهويد القدس بمحاولات إحكام الاحتلال فرض السيطرة على الأرض، وإقصاء الهوية الأصيلة، ومن بين وسائل التهويد التي لا يتم تسليط الضوء عليها "التشجير الاستيطاني"، وقد عاد الحديث عنها تزامنًا مع الحرائق الضخمة التي اندلعت في القدس المحتلة في نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي، وكيف أسهمت هذه النباتات الدخيلة في مفاقمة الحرائق واتساع رقعتها، لتطال أكثر من 100 موقع في جبال القدس المحتلة، وهو ما أجبر الاحتلال على طلب المساعدة وإخلاء المستوطنين من مناطق الحرائق وغيرها من الإجراءات.

ونسلّط الضوء في هذا المقال على جانبٍ منسيّ من تهويد شطري القدس المحتلة مرتبطٍ بالحدائق والتشجير، ونقدّم من خلاله إطلالة على تاريخ هذا النمط الخفيّ من التهويد، وكيف وظف المشروع الصهيوني الغابات لتحقيق أهدافه في السيطرة على الأرض الفلسطينية، وإخفاء القرى العربية، واستمرار هذا الأسلوب حتى يومنا هذا، من خلال "الحدائق التوراتية" التي تحاصر الشطر الشرقي من القدس المحتلة.

من البدايات إلى ملايين الأشجار الدخيلة

بدأ الاستيطان في القدس بشكلٍ مبكر، فتوازيًا مع توسع الأحياء الفلسطينية خارج البلدة القديمة، استطاع بعض الأثرياء إنشاء أحياء يهودية خارج حدود البلدة القديمة، أُقيم حي "يمين موشيه" في منطقة جورة العناب في عام 1850، وهو أول الأحياء اليهودية التي أُقيمت في القدس، وقد اشتراه السير موشيه مونتيفيوري في عام 1854، تلاه حي "مئاه شعاريم" في منطقة المصرارة، و"ماقور حابيم" في المسكوبية في عام 1858، واستطاع مونتيفيوري بناء سبعة أحياء استيطانية أخرى حتى عام 1892.

إعلان

وعلى الرغم من القيود العثمانية فإن الاستيطان استمرّ بالتوسع، فحتى عام 1917 وصل عدد المستوطنات إلى نحو 16 مستوطنة، وقد تركزت في الشطر الغربي من القدس، ولعب أثرياء الصهاينة دورًا بارزًا في تمويل هذه المستوطنات، بدعمٍ من القنصليات الأجنبية.

وبالتوازي مع بدايات الاستيطان، أطلقت المنظمات الصهيونية نوعًا آخر من الاستيطان، وهو الاستيطان بالتشجير، من خلال الصندوق القومي اليهودي (Jewish National Fund)، والذي تأسس في عام 1901، وبحسب معطيات الصندوق فقد استطاع منذ تأسيسه زراعة أكثر من 260 مليون شجرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتغطي هذه الغابات أكثر من 250 ألف فدان (نحو 1.1 مليون دونم)، وبحسب معطيات الصندوق تتنوع الأشجار المنتشرة في هذه المساحات ما بين البلوط، الصنوبر، اللوز، السرو، الأرز وبعض الأنواع الأخرى.

ولا تقدّم معطيات "الصندوق" بياناتٍ واضحة حول حجم التشجير الاستعماري في شطري القدس المحتلة، إلا أن أجزاء كبيرة من شطرها الغربيّ تمّ تشجيرها، ومن أبرزها الجبال الغربية في هذا الشطر، والطريق التاريخي الواصل ما بين القدس ويافا، وغيرها من المناطق التي تحيط بالبلدة القديمة.

التشجير وإحياء نبوءات توراتية

لم تقف أهداف أذرع الاحتلال عند السيطرة على الأرض فقط، وهو ما سنبينه لاحقًا، إلا أنه ارتبط بالأساطير الدينية التوراتية، من خلال ربط المشروع الاستعماري في الأراضي المحتلة بالأشجار، فقد استند التفسير الصهيوني إلى نصوصٍ تتحدث عن "الأرض الموعودة" الغنية، والتي تضم أنواعًا من الأشجار، وهي: "الصنوبر، الصندل، الفستق، البلوط، الأرز، الطرفاء، السرو، الصفصاف، العرعر، الحور، الطلح".

إلى جانب مركزية الزراعة في الفكر اليهودي، وتخصيص أعياد خاصة بالشجرة تعود إلى الحقبة المبكرة من الاستيطان في عام 1887، ودفع مختلف الشرائح الاجتماعية على المشاركة في التشجير خلال يوم محدد من العام، وتُشير المعطيات إلى ربط اليهودية مفهوم الشجرة بالإنسان، ومن العادات لدى المستوطنين زراعة شجرة سرو أو صنوبر للمولودة الأنثى، وشجرة أرز للمولود الذكر، في سياق ارتباط الأشجار والإنسان في الفكر اليهودي، وغيرها.

إعلان

وعلى الرغم من هذه المركزية الدينيّة، فإن الدفع نحو استنساخ البيئة الأوروبية وسرعة الوصول إلى النتائج، كانت هي التي تدفع الصندوق القومي اليهودي لاختيار أنواع الأشجار، فقد زُرعت أشجار الكينا بشكلٍ كبيرٍ جدًا في المراحل الأولى من "الاستيطان الأخضر"، وتشكل اليوم شجرة الصنوبر نحو ثلث عدد الأشجار في الغابات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، على الرغم من ذكر هذه الشجرة لمرة واحدة فقط في النصوص اليهودية.

توظيف الزراعة في المشروع الصهيوني

"كانت فلسطين في نظر المهاجرين الصهاينة الجدد كصفحة بيضاء سيصمّمون عليها وطنهم المُتَخَيَّل، ويحقّقون عليه النبوءة بخلق شيء من لا شيء"، بهذه العبارة المهمة التي أوردتها إليسا روزنبرغ في بحثها بعنوان "خلق شيء من لا شيء". وروزنبرغ أكاديمية إسرائيلية ومهندسة للمناظر الطبيعيّة.

وتُشير روزنبرغ إلى توسيع التحريج (زراعة الغابات) بشكل كبير إبان الاحتلال البريطاني، بالتوازي مع عمل الصندوق القومي اليهودي، وكان هدف البريطانيين منع تعرية التربة، وتثبيت الكثبان الرملية، وتوفير الأخشاب والوقود، وقد سهّل وجود جهات معنية بالغابات في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية استيراد البذور والشتلات من المستعمرات البريطانية البعيدة، بما في ذلك الهند، وأستراليا، ومصر، وقبرص.

واستجلب الاحتلال البريطاني نحو 250 نوعًا من النباتات من 20 دولة مختلفة خلال مدة احتلاله. وأسهم الاحتلال البريطاني بإطلاق التشجير الاستيطاني بقوة، فقد زرعت سلطات "الانتداب" نحو 20 مليون شجرة، ووفّرت نحو 15 مليون شجرة أخرى للمستوطنات اليهودية ولجهاتٍ أخرى، وفي الفترة نفسها لم يكن نشاط الصندوق القومي اليهودي بهذه القوة، فقد أسهم بزراعة أعداد أقل بكثير من الأشجار خلال المدة نفسها.

من أبرز تجليات حملات التشجير الممنهجة، محاولة استنساخ التصور الأوروبي- الصهيوني لهذه الأرض، وتُشير المصادر إلى أن العمال وجلّ مهندسي الغابات في الصندوق القومي قدِموا من أوروبا الشرقية، وهو ما أدى إلى تنفيذ تصوراتهم عن الغابات وشكلها واستعمالاتها في الأراضي المحتلة التي يتم تشجيرها، وهو ما أدى لأن تصبح غابات الصنوبر التي أقامها الصندوق أشبه بغابات شمال أوروبا، إضافةً إلى محاولة المستوطنين الدخلاء التكيف مع الأراضي المحتلة، في محاولة للعثور على مكان "يشبه" هؤلاء الدخلاء في بلادٍ غريبة عنهم.

إعلان

ولم يكن الارتباط بالأرض التي قدِم منها المستوطنون هو الماثل في هذه الغابات فقط، بل عملت هذه الأذرع التهويدية على ربط هذه الحدائق مع رواية الاحتلال، على الصعد الروحية والدينية، وعبر تخليد الشخصيات المؤسِسة للكيان، وتلك الداعمة له في تأسيسه، فقد أطلق الصندوق على هذه الغابات الاستيطانية أسماء المستوطنين الأوائل، والمقاتلين، وغيرهم من رموز الكيان، إلى جانب شخصيات أسهمت في دعم الاستيطان، وعلى سبيل المثال تُشكّل الغابات المزروعة في القدس المحتلة لغرض الذكرى والتخليد، ما يعادل ثُلث هذه الغابات، ومن أبرز هذه الغابات "غابة القديسين" أو "الشهداء".

الحدائق التوراتية وابتلاع أراضي القدس

بدأت فكرة الحدائق التوراتية على أثر احتلال الشطر الشرقي من القدس المحتلة منذ سبعينيات القرن الماضي، وتصاعدت بشكل كبير في العقدين الماضيين، مع إقرار سلطات الاحتلال عددًا من المخططات الهيكلية، والتي وصلت إلى سبع حدائق ضخمة.

والحدائق "التوراتية" مصطلح مضلل يهدف منه الاحتلال إلى إسباغ روايته الدينية على الأراضي الفلسطينية في المدينة المحتلة بهدف السيطرة عليها، وما يتبع هذه السيطرة من منع أي وجود فلسطينيّ في محيط الأقصى، وبطبيعة الحال ارتباط هذه المصطلحات بـ"المعبد" المزعوم والعدوان المتصاعد على الأقصى، إذ تتركز هذه الحدائق في محيط المسجد الأقصى، وتلاصق سور القدس التاريخيّ، وفي عددٍ من المواضع تتوسع لتطوق البلدة القديمة والمناطق المحيطة بها، وخاصة في الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية.

وتُشير المعطيات إلى تصاعد الاهتمام الحكومي الإسرائيلي بهذه الحدائق منذ عام 2005، فقد أقرت أذرع الاحتلال ميزانياتٍ ضخمة لتطوير هذه الحدائق، وتُشير المعطيات إلى أن هذه الحدائق شملتها ميزانيات متعلقة بتعزيز موقع القدس "وجهة سياحية"، ودعم بلدية الاحتلال في القدس ومشاريع تهويدية أخرى، ولا يقوم على هذه الحدائق جهة بعينها، إذ ينشط على تطويرها عددٌ من أذرع الاحتلال من بينها جمعية إلعاد الاستيطانية، وسلطة الطبيعة والحدائق العامة الإسرائيلية، وبطبيعة الحال تُشارك كلٌ من بلدية الاحتلال في القدس، وشركة تطوير القدس، ما سمح بتعزيز حجم هذه الحدائق، فقد تجاوزت مساحتها 2700 دونم، وتتوزع هذه الحدائق على الشكل الآتي:

إعلان الحديقة التوراتية المحيطة بالبلدة القديمة، ومساحتها 1100 دونم، وهي أكبر هذه الحدائق، تمت المصادقة عليها في عام 1974، وتُعدّ أخطرها، فهي ملاصقة لسور القدس والأقصى، وتستهدف أجزاء من مقبرة الرحمة، إلى جانب ضمها عددًا من الحفريات والمواقع الأثرية، والمخاطر المترتبة على هذه الحديقة بالذات، أن الاحتلال يتعامل معها على أنها امتدادٌ للمساحات غير المسقوفة في الأقصى، وأن البناء الإسلامي لا يتجاوزها، في سياق مخططاته الرامية إلى تهويد المسجد وتقسيمه. الحديقة التوراتية في وادي الصوانة ومساحتها 170 دونمًا. الحديقة التوراتية في السفوح الشمالية الشرقية لجبل المشارف على أراضي بلدة العيسوية/الطور، ومساحتها 730 دونمًا. "حديقة الملك" التوراتية، المقامة على أراضي حي البستان في بلدة سلوان، ومساحتها 50 دونمًا. حديقة جبل الزيتون ومساحتها 470 دونمًا. حديقة "شمعون هتصديق" على أراضي حي الشيخ جراح، ومساحتها 120 دونمًا. حديقة "باب الساهرة" ومساحتها 40 دونمًا.

وإلى جانب "الحدائق التوراتية"، تفتتح بلدية الاحتلال عددًا كبيرًا من الحدائق الاستيطانية، وتصاعد افتتاحها في ظل استمرار العدوان على غزة، ففي 16/2/2024 كشفت مصادر فلسطينية عن توقيع بلدية الاحتلال في وقتٍ سابق اتفاقية مع الصندوق القومي اليهودي، لتحويل أراضٍ من بلدة بيت حنينا وحزما إلى غابة استيطانية بمساحة ألف دونم.

وخلال شهر يوليو/ تموز 2024 افتتحت بلدية الاحتلال 3 حدائق جديدة للمستوطنين، على أراضي المقدسيين، أحدثها في قرية المالحة. ومن قبلها حديقتان على أراضي جبل المكبر وبيت حنينا في مستوطنتي "أرمون هنتسيف" و"راموت". وفي 28/8/2024 افتتحت بلدية الاحتلال حديقة عامة في مستوطنة التلة الفرنسية، على مساحة 63 دونمًا.

ويستمرّ افتتاح الحدائق، وكان آخرها في 14/5/2025، وكانت الحديقة التاسعة التي افتتحتها بلدية الاحتلال منذ 7/10/2023.

إعلان "تزهير الصحراء" والاستيلاء على الأرض وغيرها

في خطاب افتتاحي "للكنيست" عام 1951، طلب رئيس وزراء الاحتلال ديفيد بن غوريون من المستوطنين الاتحاد من أجل "تزهير الصحراء"، وأعلن عن حملة لزراعة آلاف الأشجار "على مساحة 5 ملايين دونم"، وهو ما يعادل حينها نحو ربع مساحة دولة الاحتلال، وأشار بن غوريون إلى واحدٍ من أهداف المشروع يتمثل بأنه "الطريقة الوحيدة لمساعدة اليهود على تنمية علاقة وجدانية قوية مع الأرض".

ورغم من هذا الهدف الحالم، فإن التشجير الكثيف أسهم في تحقيق سيطرة الاحتلال على مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن أمثلة هذا الطمس ما قامت به "غابات القدس"، والتي غطت عددًا كبيرًا من القرى الفلسطينية على غرار قرى "القبو، علّار، صوبا، عين كارم" وغيرها.

وتُظهر الكثير من الصور التي يلتقطها المشاؤون أطلال منازل الفلسطينيّين بين أشجار الصنوبر، كما في قرية عجّور قضاء القدس المُقام على أراضيها حديقة بريطانيا، وقرية لوبيا قضاء طبريا المُقام على أراضيها حديقة جنوب أفريقيا، إضافةً إلى الكثير من المواضع الأخرى، التي ظهرت على أثر اندلاع حرائق في جبال القدس، من بينها المدرجات الزراعية، التي تمثل جزءًا من هوية هذه البلاد وإرثًا تاريخيًا زراعيًا قيّمًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشن غارات جوية على جنوب لبنان وتزعم قتل قيادي خطير بحزب الله
  • إسرائيل تعلن القضاء على قائد "وحدة صاروخية" في "حزب الله"
  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا
  • مصدر : إسرائيل اخترقت هيكلة حزب الله السابقة استخباراتيا
  • ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
  • إسرائيل تعيد تنظيم قواتها على الحدود مع لبنان
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة