في 13 كانون الأول/ ديسمبر، أصدر نظام لوكاشينكو عفوًا عن 123 سجينًا سياسيًا، من بينهم مواطن بولندي، من دون أن يشمل القرار أي شخصية معارضة بارزة، وفي مقدّمهم الصحفي البولندي البيلاروسي أندريه بوتشوبوت. واليوم، وقف السجناء المفرج عنهم أمام الصحافة، متحدثين عمّا تعرّضوا له خلال فترة احتجازهم في بيلاروس.

أفرج الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن السجناء مقابل رفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على البوتاس (أحد الصادرات الرئيسية لبيلاروس).

وتمّ إعادة الأشخاص المفرج عنهم، يوم السبت، إلى عدة دول، من بينها أوكرانيا وليتوانيا وبولندا، حيث عاد رومان غايوزا، وهو بولندي من أصل بيلاروسي وناشط في مؤسسة التضامن مع بيلاروس في بياوا بودلاسكا، إلى بولندا.

واليوم، تحدث السجينان المفرج عنهما إلى الصحافة في مدينة تشيرنيهيف الأوكرانية، فشكروا أوكرانيا على تسهيل عملية نقلهم، وتطرقوا إلى ما عانوه داخل المستعمرة الجزائية البيلاروسية.

لم يكن من بين المفرج عنهم أندريه بوتشوبوت، أحد أشهر المعارضين، والذي تسعى بولندا للإفراج عنه منذ سنوات عديدة. وكما نقل المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية ماتشي فيفورس عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "نعمل باستمرار مع شركائنا من أجل إطلاق سراح أندريه بوتشوبوت". ومع ذلك، لم يتضح حتى الآن ما إذا كان سيتم إطلاق سراح المعارض ومتى سيتم إطلاق سراحه.

ماريا كاليسنيكوفا، إحدى أبرز شخصيات المعارضة في بيلاروس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ناشطين معارضين بمدنية تشيرنيهيف، في 14 ديسمبر 2025. Evgeniy Maloletka/ AP معاناة صحية خلف القضبان

السجناء الذين أفرج عنهم لوكاشينكو هم نشطاء سياسيون ومعارضون، من بينهم ألاس بيالياتسكي الحائز على جائزة نوبل للسلام، والمعارضة ماريا كاليسنيكاوا، وفيكتور باباريكو المرشح السابق لرئاسة بيلاروس. وفي حديثهم إلى الصحفيين، أعربوا عن شكرهم لأوكرانيا على سلاسة عملية النقل، وتوقفوا عند المشاعر التي رافقت لقاءهم بأحبائهم بعد سنوات طويلة.

أما عن التعذيب داخل السجن، فقال فيكتور باباريكو: "في عام 2023، وضمن ظروف احتجازي، بدأت أعاني من نوبات فقدان وعي لا يمكن السيطرة عليها. وبعد أن استعدت وعيي، اكتشفت أن ضلعي مكسور وهناك ثقب في الرئة والتهاب رئوي ثنائي، إضافة إلى 23 كسرًا في الجمجمة".

فيكتور باباريكو، أحد أبرز وجوه المعارضة في بيلاروس، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب الإفراج عنه من السجون، في تشيرنيهيف الأوكرانية، في 14 ديسمبر 2025. Evgeniy Maloletka/ AP

وقد أوضح المحلل السياسي ألكسندر فيدوتا أن المحتجزين، على الرغم من معرفتهم المسبقة ببعضهم البعض، كانوا موزعين على مستعمرات عقابية مختلفة، ولم يتمكنوا من التواصل إلا خلال رحلة عودتهم بالحافلة إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى حفاوة الاستقبال التي حظوا بها في البلاد.

أندريه بوتشوبوت.. ورقة ضغط؟

بعد إطلاق سراح السجناء، احتدم الجدل حول أسباب عدم إدراج أندريه بوتشوبوت، وهو صحفي بولندي بيلاروسي وناشط من الأقلية البولندية في بيلاروس، ضمن المفرج عنهم.

كما ذكرت صحيفة "دجينيك جازيتا براونا"، نقلًا عن مصادرها، بدا حتى اللحظات الأخيرة أن بوتشوبوت سيكون من بين المفرج عنهم، غير أن ذلك لم يحصل. وأثار عدم إطلاق سراحه موجة من التكهنات الإعلامية، إذ أفادت تقارير بأنه رفض طلب العفو. وقد أكدت يوليا يوتشنو، ممثلة السفارة الشعبية البيلاروسية المعارضة في إيطاليا، هذه المعطيات في مقابلة مع مع وكالة الأنباء البولندية (PAP)، قائلة: "لقد رفض العفو. لم يكن يريد أن يتقدم بطلب إلى لوكاشينكو للحصول عليه"، وهي الرواية نفسها التي نقلها أيضًا مركز الدفاع عن حقوق الإنسان "فياسنا"، إلى جانب جهات أخرى.

ومع ذلك، ووفق ما أوردته قناة "بيلسات"، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان رفضه قد أثّر فعلًا على عدم إدراجه في قائمة المفرج عنهم، ولا سيما أن بعض الشخصيات المعارضة التي أُطلق سراحها، ومن بينها ألاس بيالياتسكي، كانوا قد رفضوا بدورهم التوقيع على طلب العفو.

الصحفي أندريه بوتشوبوت داخل قفص الاتهام خلال جلسة محاكمة في غرودنو، بيلاروس، في 16 يناير 2023. Leonid Shcheglov/Pool via AP, File

ومع ذلك، تفيد مصادر في المديرية العامة للسجون بأن أندريه بوتشوبوت يعاني من مشكلات صحية، وأنه وافق منذ فترة طويلة على مغادرة بيلاروس. وتشير هذه المصادر إلى أن قرار إبقائه في المستعمرة العقابية اتخذه لوكاشينكو شخصيًا، الذي يُقال إنه يعتبر بوتشوبوت "وغدًا استثنائيًا" ويتعامل معه كورقة مساومة في العلاقات مع بولندا.

عمل بوتشوبوت مراسلًا لوسائل إعلام بولندية، من بينها صحيفة "غازيتا فيبورتشا". وفي عام 2023، حكمت عليه محكمة في بيلاروس بالسجن ثماني سنوات في مستعمرة عقابية مشددة الحراسة، بتهمتي "التحريض على الكراهية" و"الدعوة إلى القيام بأعمال تضر ببيلاروس". وتعتبره بولندا ومنظمات دولية سجينًا سياسيًا، فيما تحولت قضيته إلى إحدى أبرز نقاط الخلاف في العلاقات بين وارسو ومينسك.

Related لوكاشينكو يطالب مجددًا بتكثيف التنقيب عن النفط في بيلاروسياخاص يورونيوز: بيلاروسيا تفرج عن سجناء سياسيين من بينهم زعيم المعارضة سيارهي تسيخانوسكيوسط تصاعد اهتمام ترامب بمعادن أوكرانيا النادرة.. لوكاشينكو يدعو لتكثيف التنقيب في بيلاروس ترحيب دولي ورسائل سياسية

أثار قرار ألكسندر لوكاشينكو بالإفراج عن 123 سجينًا ردود فعل من المجتمع الدولي، من بينها تعليق رئيس الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بيري جوان بونس، الذي رحّب بالخطوة واعتبرها "خطوة إنسانية مهمة".

وقال: "إن الإفراج عن السجناء السياسيين قرار كنا ننتظره منذ فترة طويلة ونستقبله بترحيب كبير"، مضيفًا أنه "يوفّر قدرًا من الراحة للمتضررين وعائلاتهم، ويستجيب للدعوات المتواصلة الصادرة عن الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمجتمع الدولي الأوسع لوضع حد لاضطهاد الأفراد بسبب ممارستهم حقوقهم وحرياتهم الأساسية".

ويرى مراقبون دوليون أن المحادثات بين الولايات المتحدة وبيلاروس تهدف إلى إدخال لاعب جديد على مسار القضية الأوكرانية، وأن خطوة الإفراج عن السجناء من جانب النظام البيلاروسي تسعى إلى تلميع صورته أمام الرأي العام الدولي. كما سبق للوكاشينكو أن ألمح مرارًا إلى إمكانية استئناف محادثات الهدنة في بيلاروس، بمشاركة ممثلين أمريكيين وروس وأوكرانيين.

المصادر الإضافية • EBU

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل هجوم دونالد ترامب أستراليا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل هجوم دونالد ترامب أستراليا حكم السجن الدبلوماسية بيلاروس بولندا معارضة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل هجوم دونالد ترامب أستراليا اليهودية فولوديمير زيلينسكي سوريا احتجاجات روسيا الاتحاد الأوروبي المفرج عنهم فی بیلاروس من بینها من بین

إقرأ أيضاً:

استشهاد الأسير صخر زعول من بيت لحم في سجون الاحتلال

سجون الاحتلال - صفا

استشهد الأسير الفلسطيني صخر أحمد زعول والبَالغ من العمر 26 عامًا، في سجون الاحتلال، وهو من بلدة حوسان بمحافظة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.

وأُبلغت هيئة الشؤون المدنية، وهيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، باستشهاد زعول بعد اعتقاله إداريًا منذ 11/6/2025، واحتجازه في سجن "عوفر".

وارتقى زعول في سجون الاحتلال نتيجة سياسة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأكد مكتب إعلام الأسرى، أن استشهاد زعول يأتي في سياق سياسة الإعدام البطيء التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى، من خلال الاعتقال الإداري التعسفي، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، إلى جانب ما يتعرضون له من تعذيب، وتجويع، وإهمال طبي ممنهج، واعتداءات جسدية ونفسية، في ظروف احتجاز قاسية تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

وأوضح المكتب أنه باستشهاد الأسير زعول، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 323 أسيرًا، منهم 86 أسيرًا معلومة هوياتهم منذ حرب الإبادة على قطاع غزة، بينهم 50 أسيرًا من قطاع غزة.

وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل الإداري صخر زعول، مطالباً بفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم السجون وسياسة الإعدام البطيء، وإرسال لجان رقابة دولية عاجلة إلى السجون.

كما طالب بالكشف عن مصير الأسرى المغيبين وتسليم جثامين الشهداء، ومحاسبة قادة الاحتلال وفرض عقوبات دولية رادعة توقف جرائم السجون.

وعلى صعيد أعداد شهداء الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، فبحسب ما وثقته المنظمات الحقوقية فقد تجاوز عددهم المئة، والعدد غير نهائي، منهم (86) تم الإعلان عن هوياتهم، من بينهم (50) معتقلًا من غزة.

وباستشهاد زعول يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية منذ عام 1967 إلى (323) شهيدًا، وهم فقط المعلومة هوياتهم لدى المؤسسات.

مقالات مشابهة

  • ماذا تفعل إذا استيقظت في الليل على حلم مخيف؟.. بـ3 أشياء تنجو
  • بيلاروسيا تفرج عن عشرات المعارضين بعد محادثات مع الولايات المتحدة
  • وزير خارجية إيران يزور بيلاروس وروسيا
  • «دورات تمريض وهمية وشهادات بلا قيمة».. ضبط صاحب كيان تعليمي بالبحيرة
  • استشهاد الأسير صخر زعول من بيت لحم في سجون الاحتلال
  • لوكاشينكو يحذر الأمريكيين من تكرار تجربة فيتنام في فنزويلا
  • لوكاشينكو يحذر أمريكا من تكرار سيناريو حرب فيتنام في حال تورطها مع فنزويلا
  • مبعوث ترامب يزور بيلاروسيا ويجري مباحثات جديدة مع لوكاشينكو
  • منظومة القمع المصري.. اختراق الحدود وملاحقة المعارضين بأي ثمن