إسرائيل تجبر الأسرى الفلسطينيين على القيام بمهام استطلاعية
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
كشف تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن الجنود الإسرائيليين وعملاء المخابرات، طوال الحرب في غزة، أجبروا الفلسطينيين الأسرى بانتظام على القيام بمهام استطلاعية تهدد حياتهم لتجنب تعريض الجنود الإسرائيليين للخطر في ساحة المعركة.
وفي حين أن نطاق هذه العمليات وحجمها غير معروفين، فإن هذه الممارسة غير القانونية بموجب القانون الإسرائيلي والقانون الدولي على حد سواء، واستخدمتها 11 فرقة على الأقل في 5 مدن في غزة، غالباً بمشاركة ضباط من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية.
وتم إجبار المعتقلين الفلسطينيين على استكشاف أماكن في غزة حيث يعتقد الجيش الإسرائيلي أن مقاتلي حماس قد جهزوا فيها كميناً أو فخاً مفخخاً، وأصبحت هذه الممارسة تدريجياً أكثر انتشاراً منذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ممارسة روتينيةوتقول الصحيفة إن الفلسطينيين المعتقلين أجبروا على الاستكشاف والتصوير داخل شبكات الأنفاق حيث يعتقد الجنود أن المقاتلين ما زالوا يختبئون. ودخلوا المباني الملغمة للعثور على المتفجرات المخفية.
وقد طلب منهم التقاط أو نقل أشياء مثل المولدات الكهربائية وخزانات المياه التي يخشى الجنود الإسرائيليون من إخفاء مداخل الأنفاق أو الأفخاخ المتفجرة.
وقابلت الصحيفة سبعة جنود إسرائيليين شاهدوا أو شاركوا في هذه الممارسة وقدموها على أنها روتينية وشائعة ومنظمة، وأجريت بدعم لوجستي كبير وبمعرفة رؤسائهم في ساحة المعركة.
وقال العديد منهم إن المعتقلين تم التعامل معهم ونقلهم في كثير من الأحيان بين الفرق من قبل ضباط من وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، وهي عملية تتطلب التنسيق بين الكتائب وتوعية كبار القادة الميدانيين.
Today the Israeli army used Palestinians as human shields to advance in Beit Ummar, West Bank. When it’s a colonial accusation against the resistance, human shielding hits the headlines. When it’s documented colonial warfare technique, it goes unreported. pic.twitter.com/u4GTMS4AzY
— Nicola Perugini (@PeruginiNic) February 10, 2024وعلى الرغم من أنهم خدموا في أجزاء مختلفة من غزة في نقاط مختلفة من الحرب، استخدم الجنود إلى حد كبير نفس المصطلحات للإشارة إلى الدروع البشرية.
كما تحدثت الصحيفة إلى ثمانية جنود ومسؤولين مطلعين على هذه الممارسة الذين تحدثوا جميعاً بشرط عدم الكشف عن هويتهم من أجل مناقشة سر عسكري.
القانون الدوليوأكد اللواء تامير هايمان، وهو رئيس سابق للاستخبارات العسكرية يتم إطلاعه بشكل روتيني من قبل كبار المسؤولين العسكريين والدفاعيين على سير الحرب، استخدام نسخة واحدة من هذه الممارسة، قائلاً إن بعض المعتقلين أجبروا على دخول الأنفاق بينما تطوع آخرون لمرافقة القوات والعمل كمرشدين لهم، على أمل الحصول على تأييد مع الجيش. وقدم ثلاثة فلسطينيين روايات مسجلة عن استخدامهم كدروع بشرية.
لم تجد الصحيفة أي دليل على تعرض أي محتجز للأذى أو القتل أثناء استخدامه كدروع بشرية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن " توجيهاته تحظر بشكل صارم استخدام المدنيين المحتجزين في غزة في العمليات العسكرية".
وأضاف أن "روايات المعتقلين الذين قابلتهم الصحيفة سيتم فحصها من قبل السلطات المختصة".
ويحظر القانون الدولي استخدام المدنيين أو المقاتلين كدرع ضد الهجوم. كما أنه من غير القانوني إرسال المقاتلين الأسرى إلى أماكن يتعرضون فيها للنيران، أو إجبار المدنيين على فعل أي شيء يتعلق بسير العمليات العسكرية.
"To avoid being blown up themselves, the soldiers made him go ahead, Mr. Shubeir said"
How Israel’s Army Uses Palestinians as Human Shields in Gazahttps://t.co/DjylZca8wk
في حين أن القوانين غامضة بشأن حقوق الأشخاص المحتجزين أثناء النزاعات مع جهة غير حكومية مثل حماس، فمن غير القانوني إجبار المعتقلين الفلسطينيين على استكشاف أماكن خطرة "بغض النظر عما إذا كان هؤلاء المعتقلون مدنيين أو أعضاء في الجناح القتالي لحماس"، كما يقول لورانس هيل كاوثورن، الأستاذ في جامعة بريستول في إنجلترا والخبير في القوانين التي تحكم الاحتجاز في النزاعات مع جهات غير حكومية.
جرائم حربواستخدم الجيش الإسرائيلي ممارسة مماثلة، عرفت باسم "إجراء الجوار"، في غزة والضفة الغربية في أوائل عام 2000.
وكان الجنود يجبرون المدنيين الفلسطينيين على الاقتراب من منازل المسلحين لإقناعهم بالاستسلام.
وتم حظر هذا الإجراء في عام 2005 من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية، في حكم موسع يحظر أيضاً استخدام الدروع البشرية في سياقات أخرى.
وحكم رئيس المحكمة، أهارون باراك، بأنه "لا ينبغي إحضار مقيم في أرض محتلة، حتى بموافقته، إلى منطقة تجري فيها عملية عسكرية".
وبدأت الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما ارتكبت حماس وحلفاؤها فظائع واسعة النطاق في إسرائيل قبل أن تتراجع إلى أنفاق تحت الأرض هرباً من هجوم مضاد إسرائيلي مدمر أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
Disturbing accusations of abuse of Palestinian detainees by Israeli troops come from inside Israel's military. Accusations surround a detention facility in the Negev desert. Three Israeli whistleblowers describe a systematic pattern of abuse. @mchancecnn reports. pic.twitter.com/RUQ6zlsm6E
— Becky Anderson (@BeckyCNN) May 10, 2024ودافعت إسرائيل، التي اتهمت بالتصرف من دون قلق كاف بشأن الخسائر في صفوف المدنيين، عن نفسها بالقول إن حماس تدمج مقاتليها وأسلحتها في المناطق المدنية، وتستخدم فعلياً مجتمعات بأكملها كدروع بشرية.
وقال البروفيسور مايكل ن. شميت، الباحث في ويست بوينت الذي درس استخدام الدروع البشرية في النزاعات المسلحة، إنه لم يكن على علم بأن جيشاً آخر يستخدم بشكل روتيني المدنيين أو أسرى الحرب أو الإرهابيين الأسرى في مهام استطلاعية تهدد حياتهم في العقود الأخيرة.
ويقول المؤرخون العسكريون إن القوات الأمريكية استخدمت هذه الممارسة في فيتنام. وأن الأمر يعد جريمة حرب.
وقال الجنود الذين تحدثوا إلى الصحيفة إنهم بدأوا في استخدام هذه الممارسة خلال الحرب الحالية بسبب الرغبة في الحد من المخاطر على المشاة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة حماس عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل حماس غزة وإسرائيل الفلسطینیین على هذه الممارسة فی غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
تلغراف: جنود وجنرالات يتمردون على نتنياهو بسبب حرب غزة
كشفت صحيفة تلغراف البريطانية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشهد انقساما غير مسبوق مع تزايد أعداد الجنود -ولا سيما من الاحتياط- والجنرالات الحاليين والمتقاعدين الذين يرفضون المشاركة أو تأييد استمرار الحرب في قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الرفض يأتي احتجاجا على ما يعتبرونها حربا عبثية تدار بدوافع سياسية تخدم بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحكم أكثر مما تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية واقعية.
ومن بين هؤلاء رون فاينر (26 عاما) النقيب في لواء ناحال 933 في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي نجا بأعجوبة من الموت خلال معركة دامية مع حزب الله في جنوب لبنان.
وبعد نجاته وسحب رفاقه الجرحى من أرض المعركة كان من المفترض -بحسب الصحيفة- أن يمثل النموذج المثالي للجندي الإسرائيلي المخلص، لكنه اتخذ قرارا "صادما" برفض أداء الخدمة العسكرية ضمن قوات الاحتياط، واحتمال إيفاده للقتال في غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟list 2 of 2لماذا تؤجل محكمة العدل الدولية إصدار حكمها بشأن الإبادة الجماعية بغزة؟end of listوقال "عندما بدأ القصف على غزة من جديد أدركت أن حكومتنا لا تريد إنهاء هذه الحرب، بل تسعى إلى إطالتها قدر الإمكان، عندها، أيقنت أنني لا أستطيع العودة للمشاركة في هذه الحرب".
عوقب فاينر بالسجن 25 يوما، ولم يقضِ سوى ليلة واحدة منها بسبب حالة الطوارئ التي أعقبت الهجمات الإيرانية، لكن قصته لم تكن استثناء، بل كانت جزءا من موجة متزايدة من الرفض وسط جنود الاحتياط الإسرائيليين الشباب الذين يشعرون أنهم لم يعودوا قادرين على المشاركة في الحرب على غزة.
ووفقا للصحيفة البريطانية، تُظهر تقارير من داخل الجيش الإسرائيلي أن نسبة الاستجابة لدعوات الاحتياط قد انخفضت إلى ما يقارب 60%.
إعلانويتعمد الكثير من الجنود ببساطة عدم التحقق من بريدهم الإلكتروني أو يدّعون أعذارا طبية وعائلية.
وأفادت بأن هذا النوع من التهرب يطلق عليه مصطلح "الرفض الرمادي"، لكنه بدأ يتحول تدريجيا إلى رفض علني، مع رسائل جماعية موقعة من جنود ومقالات رأي تفضح ما يجري.
إتسيون: الكل يعلم أن الحرب مستمرة لأن نتنياهو يحتاجها سياسيا، لا لأجل مواجهة حركة حماس
وأضافت أن ضباط الاحتياط "المنهكين" من الحرب باتوا يتلقون رسائل استغاثة من قادتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطلبون منهم العون، بسبب نقص كبير في عدد القوات.
لكن التململ لم يقتصر على الجنود الشباب، بل شمل أيضا جنرالات حاليين ومتقاعدين بارزين، فقد نقلت "تلغراف" عن رئيس قسم التخطيط الإستراتيجي السابق في الجيش اللواء أساف أوريون قوله إن حرب غزة تجاوزت نقطة الذروة العسكرية، معتبرا أن استمرارها يخضع لمصالح سياسية لا إستراتيجية.
أما إيرن إتسيون نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق فكان أكثر صراحة، إذ قال إن "الكل يعلم أن الحرب مستمرة لأن نتنياهو يحتاجها سياسيا، لا لأجل مواجهة حركة حماس".
تكاليف متصاعدة ومكاسب متآكلةويحذر الجنرال أوريون من أن الحرب دخلت مرحلة "العائد المتناقص"، حيث تتجاوز التكاليف العسكرية والسياسية والعالمية أي مكاسب محتملة.
ورغم أن الجيش يقول إنه سيطر على 75% من غزة فإن حماس لا تزال تقاتل، والخسائر البشرية في صفوف الجيش ترتفع، في حين يعود الجنود في نعوش مغلقة.
ويعتقد كثيرون أن نتنياهو يخشى انهيار حكومته إذا توقفت الحرب، إذ من المرجح أن تهجره الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلافه.
ورغم أن حركة حماس تقلصت -كما تدّعي الصحيفة- إلى وحدات صغيرة تعمل كخلايا مقاومة مستقلة وسط الركام فإنها لا تزال تقاتل، في حين تعود نعوش الجنود تباعا إلى إسرائيل.
ويصر نتنياهو على أن حماس يجب ألا تُهزم فقط كقوة عسكرية وحاكمة، بل يجب "اجتثاثها" بالكامل، ويزعم في الوقت نفسه أن الطريقة الأفضل لإبرام صفقة تبادل أسرى هي "مواصلة القتال بقوة أكبر".
السمعة الدولية المنهارةوطبقا لتقرير "تلغراف"، تواجه إسرائيل الآن غضبا متصاعدا من حلفائها التقليديين، بما فيهم بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، وسط تقارير مروعة عن مجاعة واسعة النطاق في غزة.
وتُتهم القوات الإسرائيلية من قبل الأمم المتحدة بقتل أكثر من ألف مدني بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، حيث يفتح الجنود النار على المدنيين إذا اقتربوا من حواجز الأمن التي تؤمّنها إسرائيل لصالح المتعهدين الأميركيين.
ويلخص رون فاينر الشعور الذي يتزايد بين صفوف الجنود قائلا "دائما هناك من يتردد، صورة واحدة في الأخبار قد تجعله يقول: لا، لا أستطيع المشاركة."