سودانايل:
2025-12-13@01:17:44 GMT

لعبة الأمم في السودان !

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

مناظير الثلاثاء 15 اكتوبر، 2024
زهير السراج
[email protected]

* يصف (مايلز كوبلاند) احد مؤسي جهاز المخابرات الامريكية واشهر قادتها وكبار عملائها في منطقة الشرق الاوسط في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ومؤلف الكتاب الاكثر رواجا في العالم منذ صدوره لاول مرة في عام 1969 وحتى اليوم (لعبة الأمم)، والذي يكشف فيه ادق اسرار عمل المخابرات ودهاليز الحكم .

..إلخ، السياسة الدولية بأنها "مسرح دُمى يعتقدها الجمهور حقيقةً". ويقول: "ومن السذاجة تفسير أي تصريح رسمي حول السياسة الخارجية بحُسن نيَّة، لأنَّ المناورة شرط أساسي لأيِّ زعيم في اللعبة، فهو يُظهر ما لا يُبطن، ويقول شيئًا وهو يعني به شيئًا آخر".

* تتلخص لعبة الامم في نقطتين: الأولى، أنَّ الكل خسران منذ البداية، فلا أحد من الحكام دائم في الحكم، ولكن تكمن اللعبة في عدد السنوات التي سيظل فيها الحاكم جالسا على كرسي السلطة، وكيف سيخرج منه عندما يحين وقت الخروج.

* النقطة الثانية، إن علاقة الحاكم مع القوى العظمى تلزمه باتخاذ قرارات لا تُمثِّل صالح شعبه، وعليه إقناع شعبه بأنها لصالح الوطن والشعب وتخدير مشاعر الجماهير بالوعود وهو يبطن عكس ذلك تماما، فإذا خرج عن الخط فهو على يقين إن القوى الكبرى ستتخلص منه بأي وسيلة سلمية أو غير سلمية، وهناك بديل دائم سيحل محله فورا بدعم من القوى العظمى، وهنالك العديد من الأمثلة على ذلك.

* يخطئ الكثيرون إذا اعتقدوا أن قادة الجيش بما في ذلك العناصر التي تنتمي للحركة الاسلامية والقوى الأقليمية التي تسانده سيتخلون عن السلطة للحركة الاسلامية تديرها كما تريد عند انتهاء الحرب، سواء بالانتصار العسكري أو بانقسام السودان الى دولتين أو أكثر، وهنالك من السوابق في السودان وفي العديد من الدول ما يثبت ذلك!

تخطط بعض القوى الإقليمية لترث خيرات السودان وتحقيق مطامعها الشخصية، وللأسف الشديد فإن الحظ السيئ للسودان جعل منه الضحية الأولى لتعويض بعض الخسائر التي فقدتها تلك القوى لاسباب ليس للسودان يد فيها، وإنما بسبب طموحات دول اخرى تعمل على تحسين اوضاعها، كما تسعى بعض القوى الأخرى لتنويع مصادر دخلها تحسباً من المخاطر التي قد تصيب مصدر دخلها الحالي مستقبلا فوجدت في السودان الضحية التي تعوضها عن ذلك بما له من موقع جيواستراتيجي!

* وكان من الطبيعي أن تستغل هذه القوى الحرب التي نشبت في السودان، وتعمل على تأجيجها بغية الوصول الى (نقطة اللا عودة) بانهيار السودان وتقسيمه لتحقيق مآربها على طريق المثل السوداني الشعبي المعروف (لو دار ابوك خربت، شيل ليك منها شلية)، رغم أن السودان لم يكن في يوم من الأيام دارا لاب أحد غير أهله الحقيقيين، أفارقةً أو عرباً منذ دخول الموجات الاولى للعرب الى السودان عام 31 هجرية (651 م) في عهد الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) رضى الله عنه !

* لن تعود الحركة الاسلامية الى السلطة مرة أخرى في السودان مهما فعلت، ليس لأن السودانيين لن يسمحوا بذلك، ولكن لأن القوى الاقليمية التي سيؤول إليها السودان لن تسمح بذلك ابدا، وما يعتقده البعض الآن من تحالف بين (الاخوان) وتلك القوى ما هو الا إستغلال للاخوان المسلمين لتأجيج الحرب وتقسيم السودان ليكون جاهزا لفرض سلطة الآخرين عليه والانتفاع بخيراته، ونفس الشئ ينطبق على الطرف الآخر في الحرب الذي سيجد نفسه بعد انقسام السودان وسط اقليم معزول يعج بالحروب والارهاب والمشاكل والاختلافات والفقر والجوع بما يجعله لقمة سائغة للآخرين !

* المؤامرة التي يتعرض لها السودان اخطر بكثير من التقسيم الى دولتين او اكثر (دولة النهر والبحر) و(دولة غرب السودان)، أو كما يطلق عليه البعض السيناريو الليبي، فهى تتعلق بوجود السودان نفسه الذي يتم التخطيط والعمل لأيلولته الى بعض القوى الاقليمية، تحكمه وتتحكم فيه كيف تشاء وتتصرف في جغرافيته وخيراته كما تريد، بينما يتحول كل شعبه بمن في ذلك الذين يحلمون بالحكم او بالعودة الى الحكم إلى سلعة في سوق الرقيق !

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق

أكدت وزيرة دولة في الإمارات لانا نسيبة أولوية تنفيذ هدنة إنسانية في السودان بشكل فوري، وركّزت على ضرورة بناء مسار واضح يقود نحو وقف دائم لإطلاق النار ثم انتقال منظم إلى حكومة مدنية مستقلة تضع البلاد على طريق الاستقرار.

وأوضحت نسيبة خلال مؤتمر صحفي أن الإمارات تجري مشاورات منتظمة حول الصراع المروع في السودان، واعتبرت أن قرار البرلمان الأوروبي دعم جهود الوساطة يشكّل خطوة تدعم المسار الدبلوماسي، ولفتت إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين شددوا في ختام اجتماعهم الأخير على أن الهدنة الإنسانية الفورية تشكّل شرطًا أساسيًا للانتقال إلى تسوية دائمة، وأكدت أن الإمارات تنسق باستمرار مع الشركاء الأوروبيين حول شروط التهدئة.

وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية الصادر في سبتمبر يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، وبيّنت أن البيان رسم خريطة طريق واقعية لخفض التصعيد، واعتبر أن السودان لا يجب أن يكون مستقبلُه رهينةً لجماعات متطرفة أو دولةً هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذًا، وركّزت على أن الحكومة المدنية المستقلة هي المسار الوحيد نحو سودان آمن ومستقر.

وفي سياق متصل، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الهدنة الإنسانية واستمرار المساعدات دون عوائق يشكّلان ضرورة ملحة، واعتبر أن الحرب الدائرة في السودان لا تحمل لأي طرف فرصة لتحقيق نصر، وكتب في منشور عبر منصة إكس أن الإمارات تتعهد بتقديم 550 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم وتركّز في السودان على ضمان وصول المساعدات واستمرارها دون عرقلة.

وأضاف قرقاش أن الحرب لا يمكن كسبها وأن الوقت حان لإنهاء الحسابات القاسية المرتبطة بخفض المساعدات الإنسانية، واعتبر ذلك رسالة مباشرة إلى الأطراف التي تواصل عرقلة وصول الإغاثة.

وحمّلت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي الأطراف المتحاربة في السودان وهي الجيش وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهما مسؤولية الهجمات المتكررة على المدنيين وتعطيل الممرات الإنسانية، واعتبرت أن تلك الانتهاكات تزيد معاناة السكان وتدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور.

وذكرت التقييمات الإنسانية الحديثة أن أكثر من ثلاثين مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدة عاجلة أو حماية، وأشارت إلى أن قرابة اثني عشر مليون شخص نزحوا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 ووجد السودان نفسه أمام أكبر أزمة نزوح في العالم.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • عثمان باونين لـ "الفجر":الشباب أولًا والوحدة أساسًا.. تحالف القوى يحدد خارطة الطريق للسودان
  • تناسل الحروب
  • نيويورك تايمز: عندما تصبح الحرب لعبة يديرها الذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة: يجب العمل على تسوية الصراع في أوكرانيا واحترام الاتفاقات
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى