رغم نفي طهران محاولة اغتيال «ترامب».. مسؤولون بواشنطن يحذّرون!
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
جدّد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2024، وعوده “بحل الصراع الأوكراني من خلال المفاوضات”، بحسب قوله.
وقال ترامب، خلال خطاب ألقاه في بنسلفانيا: “سأقوم بحل هذه القضية من خلال المفاوضات”، مضيفا: “أنه لديه علاقات جيدة مع كل من قادة روسيا وأوكرانيا، ومؤكّدا أنه في ظل إدارته، فإن الصراع بين هذه الدول “لم يكن ليحدث على الإطلاق”.
وعاتب “ترامب” رئيس الدولة الحالي جو بايدن، على غياب الاتصالات لفترة طويلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشار الرئيس الأمريكي السابق إلى أن “بايدن” لم يفعل شيئا لحل هذا الصراع ولم يتحدث قط مع بوتين، لأكثر من عام”.
في السياق، ورغم نفي إيران المستمر لأي علاقة لها باغتيال “ترامب”، وجه مسؤول أمريكي لم يكشف عن هويته، ما أسماه “إنذارا إلى الحكومة الإيرانية بأن عليها وقف كل المؤامرات على المرشح الجمهوري دونالد ترمب، وستعتبر أي محاولة لاغتياله فعلاً حربياً”، وفق ما أعلنه مسؤول أميركي”.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته، أنه يجري إطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن بانتظام على التهديدات، وأنه أمر فريقه بالتعامل مع المؤامرات الإيرانية ضد الأميركيين.
وأردف المسؤول قائلاً إن كبار المسؤولين الأميركيين أرسلوا، بأوامر من بايدن، رسائل إلى أعلى المستويات بالحكومة الإيرانية ينذرون فيها طهران بأن عليها وقف كل المؤامرات ضد ترمب والمسؤولين الأميركيين السابقين.
كما ذكر المسؤول أنه تم إبلاغ الإيرانيين أن واشنطن ستعتبر أي محاولة لاغتيال ترمب فعلاً حربياً.
وتنفي إيران التدخل في الشأن الأميركي، كما تقول إن واشنطن تتدخل في شؤونها منذ عقود، مشيرة إلى أحداث مثل انقلاب على رئيس للوزراء في عام 1953، ومقتل قائد عسكري إيراني في غارة أميركية بطائرة مسيرة عام 2020.
ويسعى ترمب، الجمهوري، الآن للعودة إلى البيت الأبيض بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام بايدن. وسيواجه نائبة الرئيس كامالا هاريس في انتخابات الخامس من نوفمبر.
وذكرت حملته في 24 سبتمبر أن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية أطلعوا ترمب على ما قالوا إنه تهديد من إيران.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التهديدات الإيرانية ضد ترمب منذ سنوات وحذر من «عواقب وخيمة» إذا هاجمت طهران أي مواطن أميركي.
في السياق،
آخر تحديث: 15 أكتوبر 2024 - 13:44المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الولايات المتحدة محاولة اغتيال ترامب
إقرأ أيضاً:
تفجير مسجد دار الرئاسة.. 14 عاماً على محاولة اغتيال النظام الجمهوري في اليمن وجريمة لا تسقط بالتقادم
في مثل هذا اليوم، الثالث من يونيو، يستحضر اليمنيون واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية التي شهدتها المنطقة والعالم، حين استُهدِف رئيس الجمهورية الأسبق، علي عبدالله صالح، وكبار قيادات الدولة العسكرية والمدنية، بتفجير مسجد دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وبعد مرور 14 عاماً على هذه الجريمة الإرهابية، لا تزال تُعد من أكثر الجرائم فظاعة في العصر الحديث، لعدة أسباب، أبرزها توقيت ومكان تنفيذها، فضلاً عن أن نجاحها كان سيؤدي إلى فراغ دستوري خطير، يغرق البلاد في الفوضى، وهي الغاية التي تسعى إليها دائماً الجماعات المتشددة دينياً وطائفياً وجماعة الإخوان المسلمين ومليشيا الحوثي نموذجاً لذلك، بوصفها الوسيلة الوحيدة لبلوغ الحكم، في ظل فشلها المتكرر في نيل القبول المجتمعي.
ويؤكد عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الديمقراطي "حشد"، ناجي علي بابكر، أن اليمنيين باتوا يدركون اليوم الأبعاد الحقيقية لهذه الجريمة، خاصة بعد ما عاشوه من فوضى ونهب للحقوق والحريات، وتعدد الولاءات المحلية لقوى دولية، حتى غدت تلك القوى هي من تدير المشهد سياسياً واقتصادياً وديموغرافياً، بل وحتى دينياً، في واحدة من أكثر المراحل سوداوية في تاريخ المنطقة.
وأشار بابكر، في حديثه لوكالة "خبر"، إلى أن أجهزة استخبارات وأنظمة دولية خططت للجريمة ومولتها، ونفذتها قوى محلية سياسية وطائفية وعسكرية تتعارض مشاريعها واجتداتها جميعاً مع النظام الجمهوري، الذي أرسى أسس التعددية السياسية وحرية الصحافة والتعبير، وكرّس تجربة ديمقراطية فريدة في المنطقة، أتاحت للشعب اختيار ممثليه عبر صناديق الاقتراع.
ويستشهد سياسيون يمنيون كثيرون بدور قوى سياسية وأخرى متطرفة فكرياً وطائفياً في الشراكة بالتخطيط للجريمة، ودفع البلاد عمداً نحو فراغ دستوري، كوسيلة مثلى لبلوغ السلطة، عبر تقسيم البلاد إلى كيانات مناطقية لكل منها ذراع عسكرية، وتجميد العملية الديمقراطية برمتها، من انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، لأكثر من عقد.
ويشير هؤلاء إلى أن آخر انتخابات رئاسية شهدتها البلاد كانت في 21 فبراير 2012، بانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً لمدة عامين، والتي بموجبها قام الرئيس علي عبد الله صالح بنقل صلاحيات الرئاسة لنائبه المرشح التوافقي "هادي"، على أن تُجرى لاحقاً انتخابات شاملة، كما كانت الحال في الفترات التي سبقت أزمة 2011.
تجربة ديمقراطية فريدة
كانت هذه الانتخابات شرطاً أساسياً لحزب المؤتمر الشعبي العام، في سعيه إلى تثبيت تجربة ديمقراطية فريدة في التداول السلمي للسلطة قادها رئيسه، رئيس الجمهورية الأسبق علي عبدالله صالح، والتي شهدت تطوراً مستمراً في كل دورة انتخابية، بشهادات منظمات دولية ومراكز ديمقراطية متخصصة، وشكّلت في الوقت ذاته انتصاراً لإرادة الشعب اليمني شمالاً وجنوباً، وتضحياته التي توّجت بإسقاط الاحتلالين البريطاني والعثماني، والنظام الإمامي الكهنوتي.
وأتاحت هذه التجربة الفريدة للشعب حق اختيار ممثليه بعيداً عن هيمنة الحزب أو الجماعة، ما فتح باب التنافس بين القوى السياسية على تقديم الأفضل، ودفع بعض الأحزاب إلى إعادة النظر في أنظمتها ولوائحها الداخلية، تماشياً مع تنامي الوعي المجتمعي.
في المقابل، وجدت بعض الجماعات المتطرفة والطائفية نفسها عاجزة عن التماهي مع هذا التطور، فلجأت إلى تقويض التجربة وتدمير النظام الجمهوري، لفتح طريقها نحو مشاريعها الضيقة، كما يرى مراقبون.
واليوم، وبعد 14 عاماً على الجريمة، بكل أبعادها السياسية والثقافية والديموغرافية، يعيش اليمن واقعاً مُجزّأ كما خُطّط له، غير أن الشعب لا يزال يقاوم، رغم محاولات تجويعه وتخوينه... لكن، إلى متى يمكنه الصمود؟
يقول التاريخ، ومثله العدالة، إن الجرائم لا تسقط بالتقادم، وإن التحالفات والمؤامرات قد تُطيل عمر المجرمين، لكنها لا تحميهم من القصاص. فالشعوب الحُرّة لا تموت، وهذه حقائق أكدتها شواهد كثيرة، خاصة في بلد كاليمن.