عربي21:
2025-06-08@04:31:22 GMT

نتنياهو عاد إلى المأزق

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

لا شك في أن تأخر الضربة المتوقعة من قِبَل الكيان الصهيوني، ردا على الضربة الموجعة التي كانت إيران قد وجهتها إليه، راح يزيد من صعوبة الانتظار، وذلك لما يعنيه ذلك من تأجيل لتقدير الموقف القادم، بسبب ارتباطه بنوعية الضربة المتوقعة وحجمها، ومن ثم الرد الإيراني عليها، وما سيتركه الأمران من مستقبل للصراع المحتدم على جبهتيّ غزة ولبنان.



يستعيد حزب الله قدرته على ترتيب وضعه القيادي والميداني، وعودته لامتلاك زمام المبادرة إلى مستوى ما كان عليه، قبل عمليات الاغتيال، ومرورها بالجريمة الغادرة المؤلمة التي عرفت باسم جريمة تفجير البيجرات وأجهزة اللاسلكي، وقصف عميق لا مثيل له، استهدف قائد المقاومة السيد حسن نصر الله. وهو ما أخذنا نشهده يوميا، منذ قرار جيش العدو اقتحام الجنوب، وردعه قصفا في العمق، بأشدّ مما كان يحصل من قبل.

فميزان القوى عاد إلى سابق عهده، وهو ما تشهد عليه أيضا نتائج الحرب البريّة في قطاع غزة. وقد عبّر أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسّام، في طلته مؤخرا بأن المقاومة ما زالت قادرة، ولأجل غير مسمّى، على مواصلة القتال، وبالمستويات نفسها، وأعلى، مما يؤكد أن نتيجة هذه الحرب ستكون انتصارا للمقاومة، وهزيمة مدويّة للكيان الصهيوني وداعميه الدوليين.

إن انتصار المقاومة يقاس بعدم تحقيق العدو لأهدافه، وبإنجازاتها العسكرية والسياسية، لأنه ما من انتصار حققته مقاومة في التاريخ القديم والمعاصر، أو حققه جيش مقابل جيش، ارتبط بعدد الخسائر التي قُدّمت، سواء أكان من الأهالي أم من المتقاتلين.

وذلك أن معيار الانتصار والهزيمة يقرر بميدان القتال، ومدى تحقيق الأهداف. وهذا كقانون عام، فكيف إذا كانت الخسائر في قطاع غزة، ارتبطت بأغلبيتها شبه المطلقة بحرب الإبادة التي لا تدخل في عداد الحرب، ولا في عداد أي صراع عسكري أو غير عسكري؛ لأن القانون الدولي والعرف العالمي للحرب والصراع، يعتبران الإبادة جريمة قائمة بذاتها ولذاتها، ولا يسمح بتسويقها، أو إقحام أي سبب يمكن أن يبرّرها أو يفسّرها.

إنها فقط جريمة، ولتسكت كل الأصوات التي تبرّر وقوعها لأي سبب من الأسباب، بغير ارتكاب الجريمة، ونقطة على السطر.

ولهذا، فإن معيار الانتصار في الحرب البريّة في قطاع غزة، أو الحرب العدوانية في لبنان، يبدأ بفشل العدو من تحقيق أهدافه، ويمر بما أنزلت به من ضربات، وأخيرا وليس آخرا، باضطراره لوقف القتال، ومن ثم خروج المقاومة منتصرة موضوعيا، كما جهارا نهارا.

على أن ثمة إشكالية في اللحظة الراهنة، في تحديد موقف نتنياهو واستراتيجيته. فمن جهة، يعلن أهدافا كالتي أعلنها في قطاع غزة، مما يجعلها تحمل سمة الدفاع إلى حد الادّعاء، أنه يقاتل من أجل وجود الكيان الصهيوني، أو الأهداف التي حدّدها في القتال الذي فتحت جبهته في شمال فلسطين ضد حزب الله، وهو إبعاده وراء الليطاني، وإعادة "نازحي" الغلاف إلى مستوطناتهم. وهي أهداف أقرب لأن يكون في شبه الدفاع.

أما من الجهة الأخرى، ولا سيما بعد نقله ثقل الحرب ضد حزب الله إثر عملية البيجرات، واغتيال الشهيد قائد المقاومة السيد حسن نصر الله، فقد راح يضع أهدافا وصلت إلى القضاء على حزب الله، وإعادة تنظيم خريطة الشرق الأوسط، بأسرها، مما يعني أنه في حالة هجوم عام، كالذي فعلته بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى، أو أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية.

هنا نشأت الإشكالية في تحديد أين يقف نتنياهو، هل هو في الدفاع، أم هو في الهجوم العام المتوهم؟ لقد مضى على إعلان الهجوم العام في جنوب لبنان واستمرار قصف الضاحية حوالي عشرة أيام، من دون أن يتقدم خطوة واحدة ملموسة في احتلال جزء من الجنوب، ومن دون أن ينخفض قصف حزب الله، خطوة واحدة أقل، بل زاد عمقا، وصولا إلى حيفا وتل أبيب. وإذا أضفنا المعارك التي خاضتها المقاومة في غزة، خلال الفترة نفسها، يمكننا القول إن نتنياهو وأمريكا عادا للمأزق، فيما عادت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية إلى أفضل مما كان عليه وضعهما المتقدّم السابق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حزب الله المقاومة لبنان نتنياهو لبنان إسرائيل غزة نتنياهو حزب الله مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يجر الجيش إلى فخ في غزة ويحوّل إسرائيل لعبء إقليمي

هاجم رئيس العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، السياسة العسكرية لحكومة بنيامين نتنياهو تجاه غزة ، محذرًا من عواقب استمرار الحرب دون استراتيجية واضحة.

وقال زيف في مقال نشره موقع القناة 12 الإسرائيلية إن "نتنياهو يضع الجيش في غزة داخل فخ حقيقي"، مؤكدًا أن "التخبط العسكري بلغ أقصى درجاته من خلال عمليات تفتقر لأي هدف واضح."

وأضاف: "نحن أمام واقع جديد يتمثل في أطول حرب تخوضها إسرائيل، وهذه الحرب بدأت تراكم سلسلة من الإخفاقات المتتالية."

وانتقد زيف ما وصفه بـ "الإصرار على مواصلة الحرب في ظل ارتجال وفشل ميداني واضح"، معتبرًا أن هذا النهج يجعل إسرائيل "عبئًا إقليميًا يهدد استقرار المنطقة بأسرها."

وفي إشارة لافتة، قال إن صورة حركة حماس في الصمود أمام آلة الحرب الإسرائيلية بدأت "تحظى بالتمجيد في المنطقة، وهو ما يعكس فشلًا استراتيجيًا خطيرًا من جانب إسرائيل."

وأشارت منصات إسرائيلية اليوم الجمعة إلى أن الجيش الإسرائيلي يجلي قتلى وجرحى بعد تعرض قواته لكمين في قطاع غزة.

ومن جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن قائد الكتيبة 77 بخان يونس قوله إن حماس تفخخ الطرق وتعتمد على كمائن فكل مبنى تقريبا مفخخ.

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مسؤول عسكري إسرائيلي: نحتل أراضٍ جديدة بخانيوس ولا نُغادرها  سموتريتش يوعز ببدء إعداد خطة لفرض السيادة على الضفة الغربية نتنياهو يقرّ بتسليح إسرائيل عصابات في غزة الأكثر قراءة الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ124 تراكم النفايات في بلدة كفر عقب بسبب منع الاحتلال دخول شاحنات النظافة وفد وزاري عربي يبحث برام الله الأحد حرب غزة كاتس يرد على ماكرون بشأن الدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى: نطالب نتنياهو بتقديم مقترح لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن دفعة واحدة
  • تحمّل الألم مع قوّة الأمل
  • أسطرة المقاومة في مواجهة عوالم الموت الإسرائيلية
  • غزة واليمن ومعادلات حزيران
  • محللون عسكريون: المقاومة بغزة تقاتل بطريقة مختلفة ضد جيش يتخبط ويستنزف
  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يجر الجيش إلى فخ في غزة ويحوّل إسرائيل لعبء إقليمي
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • داخلية غزة تتوعد العصابات التي اعترف الاحتلال بتشكيلها لنشر الفوضى
  • “حماس”: التصريحات الصهيونية اعتراف بالإشراف على هندسة الفوضى والتجويع