بيان صادر عن كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي حول الحصار الذي يعانيه شمال غزة والجرائم الوحشية في قطاع غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
#سواليف
بيان صادر عن كتلة نواب #حزب_جبهة_العمل_الإسلامي حول #الحصار الذي يعانيه #شمال_غزة و #الجرائم_الوحشية في قطاع غزة
تابعت كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي المجازر المتصاعدة وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة التي يرتكبها العدو الصهيوني في شمال غزة، وحالة الحصار غير الإنساني التي يفرضها الاحتلال على أهلنا هناك وتحرمهم من أبسط مقومات الحياة، وقد شاهد العالم أجمع الجريمة البشعة بحرق الخيم على من فيها من الرجال والنساء والأطفال.
إن الكتلة تطالب النظام الرسمي العربي والإسلامي بأن يقف عند واجباته القانونية والأخوية والأخلاقية باتخاذ الخطوات الفعلية لرفع الحصار عن أهلنا في غزة وتقديم كافة أنواع الدعم التي يحتاجونها، كما نطالب بوقف والغاء كافة الاتفاقيات التطبيعية وكافة أوجه التنسيق الأمني بين الدول العربية والإسلامية المطبعة وبين الاحتلال الصهيوني.
مقالات ذات صلة نواب “العمل الإسلامي” يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة 2024/10/08إن استمرار العلاقات الاقتصادية العربية مع العدو الصهيوني وفي ظل الإرهاب وجرائم الحرب التي يمارسها العدو الصهيوني في فلسطين وتحديدا في شمال قطاع غزة إنما يشكل دعما للكيان الصهيوني وعامل تشجيع له على الاستمرار في جرائمه وطعنة للمقاومة ولأهلنا في قطاع غزة.
إن خطط تهجير أهلنا في غزة عبر رفع الاحتلال لمستوى الوحشية في جرائمه ضدهم تمهد لجرائم أكبر ولمشاريع تستهدف المنطقة العربية برمتها، وإن هذه الخطط والمشاريع ستنكسر على صخرة ثبات الشعب الفلسطيني واحتضانه لمقاومته الباسلة.
لقد عجز النظام الدولي عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني وعن وقف جرائم العدو الصهيوني ومحاسبته عليها، الأمر الذي يجعل مؤسسات الشرعية الدولية شريكة في العدوان، وهي مطالبة اليوم بأن تصلح نفسها لتقوم بواجباتها التي وجدت من أجلها.
إننا نحي صمود وثبات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي قدم مئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل تحرير الأرض والإنسان والعيش بكرامة، كما نحي قوى المقاومة في فلسطين وفي لبنان والعراق واليمن، وهي تخوض مواجهة عظيمة كسرت فيها إرادة المحتل وقدمت في سبيل ذلك صور البطولة والتضحية.
إن جميع الشعوب مطالبة اليوم بتكثيف جهودها وفعالياتها لدعم أهلنا في فلسطين والضغط على كافة الأطراف المؤثرة لوقف العدوان على قطاع غزة.
سيتحمل الجميع مسؤولياته تجاه المجازر البشعة في غزة وشمالها، وسيسأل عنها أمام الله وأمام المجتمعات وستدون المواقف في صفحات التاريخ.
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر، وعاش الأردن أرض حشد ورباط وطنا آمنا مستقرا ترعاه عناية الرحمن
كتلة نواب حزب جبهة العمل الإسلامي
عمان-الأردن
تاريخ ١٢ ربيع الآخر ١٤٤٦ هـ
الموافق ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٤ م
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حزب جبهة العمل الإسلامي الحصار شمال غزة الجرائم الوحشية حزب جبهة العمل الإسلامی العدو الصهیونی فی قطاع غزة کتلة نواب أهلنا فی
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.