«الأغذية العالمي» يحذر من تعرض الملايين للجوع مع دخول الجنوب الإفريقي موسم الجفاف
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
دعا برنامج الأغذية العالمي اليوم إلى تقديم مساعدات عاجلة للتصدي للجفاف الواسع النطاق الناجم عن ظاهرة النينيو في منطقة جنوب إفريقيا حتى لا يتفاقم إلى كارثة إنسانية شاملة.
وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي لجنوب إفريقيا تومسون فيري إن الجفاف التاريخي في الجنوب الإفريقي - أسوأ أزمة غذائية حتى الآن - أدى إلى تدمير حياة أكثر من 27 مليون شخص في مختلف أنحاء المنطقة، ويعاني نحو 21 مليون طفل من سوء التغذية، وبالنسبة للعديد من المجتمعات فإن هذه أسوأ أزمة غذائية منذ عقود، وفقا لبيان نشره برنامج الأغذية العالمي.
وأوضح فيري أن شهر أكتوبر يمثل بداية موسم القحط، ومن المتوقع أن يكون كل شهر أسوأ من الشهر السابق حتى موسم الحصاد في مارس وأبريل من العام المقبل، فقد فشلت المحاصيل ونفقت الماشية، ويحظى الأطفال بالحظ إذا حصلوا على وجبة واحدة في اليوم، إن الوضع خطير وأصبحت الحاجة إلى العمل أمرا ملحا.
وقد أعلنت خمس دول وهي ليسوتو وملاوي وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي أن أزمة الجوع حالة كارثية ودعت إلى دعم إنساني دولي، كما تأثرت أنجولا وموزمبيق بشدة.
وبناء على طلب الحكومات، بدأ برنامج الأغذية العالمي في تقديم المساعدات الغذائية والدعم الحاسم في النقل والخدمات اللوجستية وشراء الأغذية.
وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه لمواجهة الاحتياجات العالمية المتزايدة يحتاج إلى مبلغ 369 مليون دولار لتقديم المساعدة لملايين الأشخاص في جنوب إفريقيا، إلا أنه لم يتلق سوى خمس المبلغ.
وتابع البرنامج في بيانه بأن التمويل الذي تلقاه حتى الآن لبرنامج الأغذية العالمي سمح ببدء توزيع أغذية الإغاثة، إلا أنه لا تزال هناك فجوة تمويلية كبيرة تهدد بتعريض خطط الاستجابة الكاملة للخطر حتى نهاية موسم الجفاف في مارس من العام المقبل.
وأضاف البيان "أصبحت خططنا الآن معلقة بسبب العجز الهائل في التمويل، إذا لم نحصل على موارد إضافية فإن ملايين الأشخاص يواجهون خطر الدخول في أسوأ موسم قحط منذ عقود دون مساعدة".
يُشار إلى أن ظاهرة النينيو التي بدأت عالميا في يوليو 2023 أدت إلى نقص حاد في هطول الأمطار في جميع أنحاء منطقة الجنوب الإفريقي، مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار خمس درجات عن المتوسط، وشهدت المنطقة أشد فترات جفاف في شهر فبراير منذ 100 عام، حيث هطلت 20 بالمائة فقط من الأمطار المعتادة المتوقعة لهذه الفترة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی
إقرأ أيضاً:
رئيسة الصليب الأحمر: غزة أصبحت أسوأ من الجحيم.. والإنسانية أخفقت في وقف الكارثة
قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إنّ: "غزة أصبحت أسوأ من الجحيم على الأرض، وإنّ الإنسانية قد أخفقت، بينما يشاهد العالم أهوال الحرب في القطاع".
وأكّدت سبولياريتش، في حديثها إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في مقر اللجنة بجنيف، بالقول: "مستوى الدمار، مستوى المعاناة، والأهم من ذلك، حقيقة أننا نشهد شعبا يُجرّد بالكامل من كرامته الإنسانية، يجب أن يصدم ذلك ضميرنا الجماعي".
وفي غرفة قريبة من واجهة عرضت عليها ثلاث جوائز نوبل للسلام حصلت عليها اللجنة، شدّدت سبولياريتش، على ضرورة أن تبذل الدول المزيد من أجل إنهاء الحرب، ووقف معاناة الفلسطينيين، وضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وكانت سبولياريتش قد وصفت خلال تصريحاتها في نيسان/ أبريل غزة بكونها: "جحيم على الأرض"، فيما قالت خلال التصريح الحديث: "لقد أصبح الأمر أسوأ، لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة ما يحدث، إنه يتجاوز أي معيار قانوني أو أخلاقي أو إنساني مقبول".
واسترسلت: "لكل دولة حق في الدفاع عن نفسها، ولكل أم الحق في أن ترى أطفالها يعودون إليها، ولا يوجد أي مبرر لأخذ الأسرى، ولا يوجد أي مبرر لحرمان الأطفال من الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان"، مشيرة إلى أن "هناك قواعد تحكم الأعمال القتالية، وعلى كل طرف في أي نزاع احترامها".
"لا يوجد أي مبرر لانتهاك أو تفريغ اتفاقيات جنيف من مضمونها، ولا يُسمح لأي طرف بخرق القواعد مهما كانت الظروف، وهذا أمر مهم، لأن القواعد نفسها تنطبق على كل إنسان بحسب اتفاقيات جنيف، الطفل في غزة يتمتع بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الطفل في إسرائيل" أردفت سبولياريتش.
وأضافت: "نحن نشهد أمورا ستجعل العالم مكانا أكثر بؤسا، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل مكان، لأننا نُفرغ القواعد التي تحمي الحقوق الأساسية لكل إنسان من معناها".
وحذرت سبولياريتش من مستقبل مظلم للمنطقة في حال عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن "هذا أمر مصيري للحفاظ على طريق نحو السلام في المنطقة، إذا دمرنا هذا الطريق إلى الأبد، فلن تجد المنطقة أبدا الأمن والاستقرار؛ ولكن يمكننا إيقاف ذلك الآن، لم يفت الأوان بعد".
ودعت سبولياريتش قادة الدول للتحرك، قائلة: "أنا أناشدهم أن يفعلوا شيئا، أن يفعلوا المزيد، وأن يستخدموا كل ما في وسعهم، لأن ما يحدث سيرتد إليهم وسيطاردهم وسيصل إلى أبوابهم".
وعلى غرار الأمم المتحدة، لا تشارك اللجنة الدولية في العملية الجديدة لتوزيع المساعدات، إذ تقول إن أبرز عيوب هذه العملية هو اجبار عشرات الآلاف من المدنيين الجائعين على المرور داخل منطقة حرب نشطة. مؤكّدة: "لا يوجد أي مبرر لتغيير وكسر شيء يعمل، واستبداله بشيء لا يبدو أنه يعمل".
وأكدت سبولياريتش أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة، لا للمدنيين، ولا للأسرى. هذه حقيقة، حتى مستشفانا ليس آمنا، لا أتذكر حالة مشابهة رأينا فيها أنفسنا نعمل في وسط العمليات العسكرية".
وتابعت سبولياريتش أنه "لا يوجد لدينا أمن حتى لموظفينا، إنهم يعملون 20 ساعة في اليوم، يرهقون أنفسهم، ولكن الوضع يفوق قدرة البشر"، فيما قالت اللجنة إن فرقها الجراحية في رفح قد استقبلت خلال ساعات قليلة فقط، 184 مصابا، بينهم 19 توفوا لحظة وصولهم، و8 آخرون توفوا متأثرين بجراحهم لاحقا.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان الفريق الجراحي في مستشفى الصليب الأحمر في رفح، قد تعرّض إلى حالة ممّا وصف بـ"الإنهاك الشديد" مرتين على الأقل نتيجة تدفق المصابين أثناء توزيع الغذاء.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصليب الأحمر الدولي، هو: منظمة إنسانية عالمية تعمل منذ ما يزيد عن 150 عاما على تخفيف المعاناة خلال الحروب، كما أنها الجهة الراعية لاتفاقيات جنيف، وهي مجموعة من القوانين الإنسانية الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين وغير المقاتلين.
وأحدث نسخة من تلك الاتفاقيات، هي اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار المجازر بحق المدنيين.
إلى ذلك، تعدّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المصادر الموثوقة للمعلومات بخصوص ما يحدث في غزة، خصوصاً مع منع دولة الاحتلال الإسرائيلي لوسائل الإعلام الدولية، بما فيها هيئة "بي بي سي"، من إرسال صحفيين إلى القطاع المحاصر.