يستمر الاحتلال الإسرائيلي في سياسة الإبادة والتدمير التي يتبعها بغزة وجنوب لبنان، إذ أظهرت مقاطع فيديو على مدار عام كامل من الحرب توثيق جنود الاحتلال الإسرائيلي تفجيرهم المنازل والمساجد والمدارس في قطاع غزة.

ويتبع الاحتلال السياسة ذاتها في جنوب لبنان، فقد نشرت وسائل إعلام ومنصات إسرائيلية مقطعي فيديو، الأول تم تصويره من بلدة قريبة، والآخر من طائرة استطلاع ويظهران لحظة تفجير قوات الاحتلال مباني مفخخة في بلدة محيبيب التابعة لقضاء مرجعيون جنوب لبنان.

ويظهر الفيديو الأول عددا من جنود الاحتلال الذين تُظهر أصواتهم أنهم تفاجؤوا من حجم الانفجار الهائل الذي وقع أمامهم.

بلحظة واحدة الاحتلال الإسرائيلي نسف أبنية قرية كاملة في جنوب لبنان وهي قرية محيبيب الحدودية التي أصبحت أثراً بعد عين وسط تهليل جنود الاحتلال pic.twitter.com/fcrCWPuRIx

— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) October 16, 2024

ولاقت مشاهد التفجير انتشارا واسعا بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تفاعل مغردون لبنانيون وعرب مع المقاطع التي أظهرت سحبا كبيرة من الدخان غطت المنطقة بشكل كامل، مما يوحي بأن البلدة قد تحولت إلى رماد.

ونشرت قوات الاحتلال مقاطع تظهر تفخيخ وتفجير مبانٍ محددة، مثل تفجيرها مسجد بلدة يارون في قضاء بنت جبيل ومسجد بلدة الضهيرة جنوب لبنان، لكنها المرة الأولى التي تبث فيها مشاهد تُظهر تفجيرا واسعا يشمل أحياء كاملة في بلدة صغيرة.

#محيبيب ضيعتي
الضيعة الاصغر مساحة في جنوب لبنان المحدة لفلسطين المحتلة،
اليوم دمر العدو مقام النبي بنيامين بن يعقوب وعمره أكثر من 2100 عام
اليوم شهدت حزام ناري على طول مساحة الضيعة اي الجزء الاكبر منها، ويقيناً كُله خير

ايها العدو تفاخروا… ألا ان بأسنا شديد وقريب#لبنان pic.twitter.com/uF7wmyLLqm

— Zainab Jaber-زينب جابر (@zainabjbr33) October 16, 2024

وعلق مغردون على المقاطع المنتشرة بالقول إن "جيش العدو نسف قرية صغيرة بأمها وأبيها في جنوب لبنان".

وعن زعم قوات الاحتلال أن البلدة معقل لقوات حزب الله، فقد قال أحد رواد منصة إكس في تدوينته إن الجيش الإسرائيلي ينسف قرية محيبيب المكونة من منازل عدة و"يمحوها من الوجود، زاعما وجود مقرات وأنفاق تحت الأرض تعود إلى قوة الرضوان التابعة للحزب".

الاحتلال اليوم فخخ وفجر كل بيوت قرية محيبيب في خط الدفاع الاول في الجنوب، وكان سيطر عليها بشكل كامل خلال الايام الماضية.
هذي تقريبا اول قرية يتم السيطرة عليها بشكل نهائي .
واضح الاحتلال ناوي يدمر كل القرى الامامية تدمير شامل – اذا استطاع حتى يمنع عودة سكانها على الاقل لفترة طويلة… pic.twitter.com/NgQDXcmNBM

— محمود مرداوي (@Mardawi_Mahmoud) October 16, 2024

وذكر بعض المغردين أنه يوجد في البلدة مقام النبي بنيامين بن يعقوب، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألفي عام، وينسبه الناس في البلدة إلى الابن الـ12 للنبي يعقوب عليه السلام، وبتفجير البلدة فقد تهدّم المقام الأثري.

وأبدى آخرون استغرابهم من تفجير الاحتلال الإسرائيلي المقام، إذ يعتبر النبي بنيامين بن يعقوب من الأنبياء المقدسين لدى الإسرائيليين.

كان مشهد تفجير بلدة محيبيب قاصياً على قلوبنا ومعنويّاتنا، وكانت صياغة الخبر، وكيف أن جيش العدو توغّل أكثر من ٢ كم لتفخيخ البلدة، كافية لزعزعة ثقة البعض بشبابنا على الحدود.

هذه الفيديوهات هي سلاح يستعمله العدوّ ليروي تعطّش مستوطنيه لمشاهد الانتصار ولبثّ الهزيمة في صفوف مجتمعنا.

— Firas Haidar (@FirasHaidar) October 16, 2024

وعن هذا الفعل علق أحد المدونين قائلا "إن تفجير المقام -الذي يعود إلى آلاف السنين- أكبر دليل على أن قوات الاحتلال خسرت الأمل في تحقيق مشروعها في جنوب لبنان، ولذلك "بدأت تدمر المقامات التي تعتقد أنها لهم، الحية الكبيرة عندما لا تقدر على الخراب تخرج من جحرها وتدمر البيت"، في إشارة إلى أن المقام يرجع إلى نبي يهودي ويتوجب على إسرائيل حمايته باعتبار أنه من المقامات المقدسة لديها.

هيدا الفيديو بالإضافة لفيديوهات الأسرى هني أسلوب عم يستعمله الاسرائيلي للتأثير على وعي الجمهور عنا وعندن بعد فشلهم بإحداث خرق عسكري ذو قيمة ميدانية. يللي ما بيعرف، تقع محيبيب بين بليدا وميس الجبل على بعد مئات الأمتار من الخط الأزرق. أعمال تصويرية لا تغير شيء بالواقع العسكري. https://t.co/c7OlqPUhRK

— ???? (@NewHajjBadaro) October 16, 2024

وعلق أحد المغردين على الفيديو الذي انتشر بأن الاحتلال الإسرائيلي بتفجيره المباني المفخخة في بلدة محيبيب فإنه يتوسع في عملية الإبادة التي يقوم بها في جنوب لبنان، ويتحول إلى "إبادة العمران وإبادة البشر".

وذكر آخر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطبق "سياسة الأرض المحروقة" بتنفيذه تفجيرات ضخمة أدت إلى تدمير البلدة بشكل شبه كامل من أجل أن يكمل سياسته التوسعية وضمان عدم قدرة أهالي المنطقة على الرجوع إلى بيوتهم.

كما قال أحدهم إن المشهد المصور -سواء من الأرض أو من الجو- "يخطف الأنفاس" بسبب زوال حي كامل في البلدة "بضربة واحدة عبر تفخيخه بالمتفجرات".

???????? سياسة الأرض المحروقة التي يمارسها الكيان الصهيوني : تظهر صور الأقمار الصناعية قرية #محيبيب جنوب #لبنان مدمرة بشكل كامل وقد فجرها جنود الإحتلال . pic.twitter.com/1JTP9e4JkO

— صــــــــلاح (@mafihachk) October 16, 2024

بدورها، علقت وزارة الدفاع الأميركية على حادثة تفجير البلدة جنوب لبنان بالقول "لا علم لنا بأسباب تفجير القوات الإسرائيلية قرية بأكملها في جنوب لبنان".

وأكدت الوزارة أنه من حق إسرائيل استهداف البنى التحتية لحزب الله، ولكن الحكومة الأميركية لا تريد تدمير قرى بأكملها وتفجير منازل المدنيين، مضيفة إنها ستواصل الطلب من الإسرائيليين تخفيف الغارات الجوية على بيروت.

وتقع بلدة محيبيب على هضبة قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية في قضاء مرجعيون جنوب لبنان، وترتفع عن سطح البحر 700 متر، وتبعد عن العاصمة بيروت نحو 117 كيلومترا، ويقطنها نحو 1100 نسمة، وقد نزح أهلها منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال فی جنوب لبنان بلدة محیبیب pic twitter com

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته في جنوب لبنان.. تواصل خرق وقف إطلاق النار

أُصيب مواطن لبناني بجروح، الاثنين، برصاص جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة كفركلا الحدودية، في حادثة تُضاف إلى سلسلة خروقات اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين. 

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، أن "العدو الإسرائيلي أطلق النار باتجاه أحد المواطنين في كفركلا، ما أدى إلى إصابته بجروح".

من جهتها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المواطن "م.ف." أصيب برصاصة في الكتف أطلقها جنود الاحتلال، وقد تم نقله على الفور إلى مستشفى مرجعيون الحكومي لتلقي العلاج.

وفي حادث منفصل، أفادت الوكالة أن طائرة مسيّرة إسرائيلية ألقت قنبلة على سيارة مدنية في بلدة الضهيرة جنوب لبنان، ما أدى إلى تضرر المركبة دون وقوع إصابات.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، السبت الماضي، مسؤوليته عن اغتيال قيادي في "حزب الله" خلال غارة جوية استهدفت منطقة وادي الجماجم داخل الأراضي اللبنانية. 

وجاء في بيان للجيش أن الغارة أسفرت عن مقتل "قائد في حزب الله كان يعمل على ترميم بنية تحتية إرهابية في منطقة شقيف"، على حد تعبيره، معتبراً أن هذا النشاط يشكّل خرقاً للتفاهمات القائمة بين الطرفين.


ويُذكر أن المواجهات الحالية اندلعت إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتحوّلت إلى حرب شاملة في 23 أيلول/سبتمبر 2024، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً، إضافة إلى نزوح ما يُقدّر بمليون و400 ألف مواطن لبناني.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ما لا يقل عن 2780 خرقاً، أسفرت عن مقتل 200 شخص وإصابة 491 آخرين، وفق إحصائية نشرتها وكالة الأناضول استناداً إلى مصادر رسمية.

وفي حين يواصل الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب التزاماً ببنود الاتفاق، ما زال الاحتلال الإسرائيلي يمتنع عن تنفيذ انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية، الذي كان مقرراً بحلول 18 شباط/فبراير الماضي، ويواصل احتلال خمس تلال استراتيجية داخل الحدود اللبنانية، ضمن المناطق التي سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • من جديد ..جيش الإحتلال يستهدف جنوب لبنان ويقصف غرف جاهزة ببلدة محيبيب
  • ماذا تريد إسرائيل من حملاتها العسكرية في الضفة الغربية؟
  • الاحتلال يرتكب ثلاث مجازر جديدة بمسيّراته جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل قيادي بحزب الله في غارة في بلدة عين بعال جنوبي لبنان
  • الاحتلال يهدم قرية ومنزل شهيد بالخليل ويشدد إجراءاته بسفليت لليوم السابع
  • الجيش الإسرائيلي يتحدث عن اغتيال قائد ميداني بحزب الله
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يغتال عنصرا لقوة «الرضوان» وكثّف القصف في جنوب
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة فرعون جنوب طولكرم ويعتقل شابًا فلسطينيًا
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: قتلنا أحد عناصر قوة الرضوان في حزب الله بغارة على جنوب لبنان
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته في جنوب لبنان.. تواصل خرق وقف إطلاق النار