يمانيون../
شهدت المحافظات الجنوبية لليمن، اليوم الأربعاء، سباقًا محمومًا لإعادة تقاسم النفوذ بين القوى الغربية – الأمريكية والبريطانية، في إطار ترتيبات لمرحلة ما بعد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر حاليًا على عدن.

في العاصمة الأردنية، اختتم المعهد الأوروبي، المعروف بصلاته الاستخباراتية مع الاتحاد الأوروبي، اجتماعات مكثفة مع قادة مجموعات سياسية جنوبية يُعدون كوكلاء له في جنوب اليمن.

وقد أثار هذا الاجتماع غضب قوى جنوبية رئيسية، بما في ذلك الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي، اللذان شعرا بالتهميش واعتبرا الاجتماع غير ممثل للجنوب. ورغم أن الاجتماع رفع شعار “توحيد القوى الجنوبية”، إلا أنه عُقد وسط سباق دولي على تشكيل قوى محلية موالية للدول الطامعة في اليمن.

بالتزامن مع هذا الاجتماع الأوروبي، وصلت السفيرة البريطانية عبده شريف إلى العاصمة المصرية، حيث التقت بقيادات من تيار الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي، وبدأت لقاءاتها مع أحمد العيسي، أحد أبرز حلفاء هادي.

وعلى الرغم من أن تفاصيل هذه اللقاءات لم تُكشف بالكامل، إلا أن هذا التحرك البريطاني يأتي كجزء من حراك أمريكي مشابه، يتمثل في إعادة تشكيل قيادة “أحزاب التحالف الوطني” في عدن عبر الوكالة الأمريكية والمعهد الديمقراطي الأمريكي، بما يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.

تأتي هذه التحركات في وقت حساس، ليس فقط مع مرور الذكرى 61 لرحيل الاستعمار البريطاني عن عدن، ولكن أيضًا في ظل استهداف متزايد للمجلس الانتقالي الجنوبي. حيث صعّدت الولايات المتحدة والدول الغربية ضغوطها ضد المجلس عقب تحركاته في مناطق غنية بالنفط في حضرموت، مهددة بفرض عقوبات على قياداته بدعوى الفساد، ومطالبة بتفكيك قواته وإرسالها للقتال في الشمال نيابة عن تلك القوى.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟

صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
حينما نتحدث عن إن جدلية الهامش والمركز هي اطروحة عفى عليها الزمن لتفسير الحروب والصراعات في السودان وخاصة تلك التي المندلعة في دارفور يعتقد محدودي المعرفة اننا نتحرك بعصبية سياسية أو مناطقية ولكننا نحاول الإجابة على سؤال واحد وهو لماذا ومنذ المهدية كان مواطن دارفور الأكثر قابلية للتطويع العسكري و الانخراط في الأعمال العنيفة من القتل والنخب والسلب؟. الإجابة أعمق و اشمل من إن القول بأن الدافع هو عمل ممنهج من اقلية شايقية وجعلية ودنقلاوية تعمل بتناغم ولديها محفل سري لضمان استمرار تفوقها والاقتصادي والإداري.

ان المشكلة الأساسية التي تغذي وترفد الصراع العسكري في دارفور هو التغير المناخي خلال ال200 عاما الماضية والذي ازداد حدة في السنوات العشرين الأخيرة فالتغير المناخي ادى إلى ارتفاع درجات الحرارة وتذبذب الامطار والجفاف في اغلب مناطق دارفور وكردفان. فمنذ ستينيات القرن المنصرم وحتى العقد الأول من الألفية شهد اقليم دارفور انخفاضا حادا في معدلات الامطار مما زاد الصراع بين المزارعين والرعاة وهو السبب الرئيسي اندلاع الصراع في العام ٢٠٠٣. وقد عرفه العلماء وقتها بأنه أول صراع في التاريخ نجم عن التغير المناخي ولن يكون الاخير.

أيضا فيضانات 2020،2022 و2024 في شمال وجنوب دارفور أدت إلى نزوح حوالي 100 الف مواطن
كما ادى التغير المناخي لانعدام الامن الغذائي والمجاعة وذلك لتسببه في فشل المحاصيل ونفوق الماشية ففي العام 2023 انخفض إنتاج الحبوب في دارفور وكردفان بنسبة 80٪ عن المتوسط مما فاقم من سوء التغذية في هذين الاقليمين.

حتى كتابة هذا المقال نزح أكثر من 2.5 مليون شخص من دارفور ليعيشوا في مخيمات في دول مجاورة أو داخل السودان مثال معسكر زمزم الذي أعلنت فيه المجاعة منتصف 2024.
إن استمرار تبسيط أزمة السودان من المجموعات الحاكمة والمعارضة المسلحة في إنها ازمات عرقية مناطقية وصراع مركز وهامش وتحول ديمقراطي وغيرها هو تبسيط مخل عواقبه كارثية. السودان وبقية إفريقيا سيكونون الأكثر تأثرا بالتغير المناخي في العالم بين عامي 2050 و2100 ستختفي مدن وستجف انهار موسمية وستخرج أراضي كثيرة من النطاق الزراعي وسترتفع درجات الحرارة في مناطق بما يستحيل معها العيش البشري وستنتشر المجاعة وتحتدم الصراعات وحاليا الصراع الخفي وراء حرب ال دقلو عل الحكومة هو الذهب والموارد المتبقية في الشمال ولذلك لا ينامون الانفصال لأنو دارفور ببساطة لم يعد بها شيء.

ولذلك كان هجوم الجنجويد شرسا وبشعا وجشعا وتم افراغ نصف السودان من كل رأسماله في مشهد هوليودي مرعب لأن الغزاة من كل غرب إفريقيا اندفعوا بدوافع الجوع والفاقة التي يرزخون تحتها منذ عقود وحين استقروا في البيوت ماتت عزيمة القتال لديهم فقد شبعت البطون وارتوت العروق وتمدنت النفس.

ولذلك أيضا تسلح الشمال في تحول جذري في هذا الصراع البيئي فقد اختبرت فيه هذة الاجيال بشاعة القادمين من الجحيم وخطورتهم على مناطقهم واراضيهم ولن يتوقف هذا التسلح فهو بداية مرحلة جديدة في الصراع من أجل البقاء.
العالم كله يتحرك لمحاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه، فمصر تبني ١٦ مدينة في الصحراء لأنها تعلم إن الدلتا والإسكندرية ودمياط وغيرها ستختفي. وسيتم ترحيل من 80 إلى 90٪ من المصريين لهذة المدن الجديدة لأنهم يستعدون لنتائج التغير المناخي الحتمية .

ومازلنا نحن نحوض والصراعات المبنية على الجهل وندور في حلقة مفرغة من الانفاق على الحروب التي يغذيها ويفاقمها التحول المناخي كما ننفق على حكومات تتكون على طرفي الصراع واحدة في بورتسودان التي قد تختفي يوما بفعل ارتفاع مياه البحر دارفور التي تجاوزت الخطوط الحمراء في التغير المناخي منذ عقود وأصبحت جل اراضيها لا تصلح للعيش البشري فعلى ماذا يتصارعون.

واود ان الفت الانتباه هنا إلى أن السيد الصادق المهدي قد اشار في خطابه الاخير (اعتقد في صلاة عيد الأضحى) إلى قضية التغير المناخي ورغم كبر سن الرجل وقتها إلا إنه كان أكثر وعيا من كل من سخروا منه واعتبروا ان افراد فقرة في حديثه للتنبيه لخطورة التحول المناخي هي من باب الرفاهية الثقافية ولكنه كان يعلم إنه التحدي الاكبر والوجودي للسودان وهو المحرك الخفي لكل ما نعيشه من صراعات دامية
رحم الله الامام.
د. سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
  • المجلس الانتقالي الجنوبي يتبرأ من أحداث حضرموت ويلقي بكامل المسؤولية على مجلس القيادة الرئاسي
  • برئاسة باجعالة..اجتماع لمناقشة إعادة تنشيط كتلة حماية الطفل في اليمن
  • تفاصيل مباحثات وزير الداخلية مع السفارة الأمريكية في اليمن
  • لجنة سنن البحر بجعلان بني بو علي تناقش سبل دعم الصيادين ومعايير استبدال قوارب الصيد وتأثير القوى العاملة الوافدة
  • اتفاق سعودي-سوري يفجرّ غضب وسخط شعبي جنوب اليمن
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تحلق مع إعلان اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي
  • حميدة يتأهل لمونديال القوى
  • عاجل | مستشفيات جنوب قطاع غزة: أكثر من 10 شهداء و40 مصابا بقصف إسرائيلي على منطقتي الياباني والمواصي غربي خان يونس