سباق غربي لإعادة تقاسم النفوذ في جنوب اليمن: الانتقالي على الهامش
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
يمانيون../
شهدت المحافظات الجنوبية لليمن، اليوم الأربعاء، سباقًا محمومًا لإعادة تقاسم النفوذ بين القوى الغربية – الأمريكية والبريطانية، في إطار ترتيبات لمرحلة ما بعد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر حاليًا على عدن.
في العاصمة الأردنية، اختتم المعهد الأوروبي، المعروف بصلاته الاستخباراتية مع الاتحاد الأوروبي، اجتماعات مكثفة مع قادة مجموعات سياسية جنوبية يُعدون كوكلاء له في جنوب اليمن.
وقد أثار هذا الاجتماع غضب قوى جنوبية رئيسية، بما في ذلك الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي، اللذان شعرا بالتهميش واعتبرا الاجتماع غير ممثل للجنوب. ورغم أن الاجتماع رفع شعار “توحيد القوى الجنوبية”، إلا أنه عُقد وسط سباق دولي على تشكيل قوى محلية موالية للدول الطامعة في اليمن.
بالتزامن مع هذا الاجتماع الأوروبي، وصلت السفيرة البريطانية عبده شريف إلى العاصمة المصرية، حيث التقت بقيادات من تيار الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي، وبدأت لقاءاتها مع أحمد العيسي، أحد أبرز حلفاء هادي.
وعلى الرغم من أن تفاصيل هذه اللقاءات لم تُكشف بالكامل، إلا أن هذا التحرك البريطاني يأتي كجزء من حراك أمريكي مشابه، يتمثل في إعادة تشكيل قيادة “أحزاب التحالف الوطني” في عدن عبر الوكالة الأمريكية والمعهد الديمقراطي الأمريكي، بما يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.
تأتي هذه التحركات في وقت حساس، ليس فقط مع مرور الذكرى 61 لرحيل الاستعمار البريطاني عن عدن، ولكن أيضًا في ظل استهداف متزايد للمجلس الانتقالي الجنوبي. حيث صعّدت الولايات المتحدة والدول الغربية ضغوطها ضد المجلس عقب تحركاته في مناطق غنية بالنفط في حضرموت، مهددة بفرض عقوبات على قياداته بدعوى الفساد، ومطالبة بتفكيك قواته وإرسالها للقتال في الشمال نيابة عن تلك القوى.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
رسالة حزم من عدن: ترتيبات عسكرية لإعادة التوازن ومنع تفجّر الصراع شرق اليمن
ويعمل الفريق، بإشراف مباشر من قيادة تحالف دعم الشرعية، على إعداد آلية لإعادة انتشار القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بما يشمل انسحابها من حضرموت والمهرة وعودتها إلى مواقعها السابقة، تمهيداً لتسليم المواقع لقوات «درع الوطن» وفق ترتيبات تضمن الاستقرار وعدم الانزلاق إلى مواجهات داخلية.
ويأتي هذا التحرك في سياق موقف سعودي حاسم إزاء أي خطوات أحادية تُتخذ خارج إطار التوافق، حيث ترى قيادة التحالف أن مثل هذه التحركات تهدد السلم الاجتماعي، وتفتح الباب أمام صراعات داخلية من شأنها تعقيد المشهد في المناطق المحررة.
وأكدت مصادر مطلعة أن مهمة الفريق تحمل أبعاداً سياسية وأمنية، وتهدف إلى إعادة بناء الثقة داخل مؤسسات الشرعية، ومنع تعميق الانقسام، مع التأكيد على الالتزام بالمسارات المتفق عليها كخيار وحيد للحفاظ على الاستقرار شرق اليمن.