اجتماع استثنائي لقيادات مؤتمر حضرموت الجامع
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
شمسان بوست / العليب:
عقدت قيادات مؤتمر حضرموت الجامع (الهيئة العليا ، وهيئة الرئاسة ، و الأمانة العامة ، و الهيئات التنفيذية بالمديريات)، اليوم، الخميس ، في منطقة العليب بمديرية غيل بن يمين إجتماعًا إستثنائيًا .
وفي مستهل الإجتماع ألقى رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي كلمة أكد فيها بأن الإجتماع يكتسب أهمية كبيرة، خاصة وأنه يعقد في أوضاع استثنائية تمر به حضرموت و والوطن عامة ، وفي لحظة فارقة من التلاحم المجتمعي الواسع الذي جعل أن تكون حضرموت في الواجهة ومحط إهتمام إقليمي ودولي، مشيرًا إلى أن الموقف عام و موحد حول المطالب الخدمية و الاستحقاقات المشروعة التي تبناها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع اللذان يضعا كل ما يخدم حضرموت وأهلها أولوية لا يمكن التنازل عنها مهما كلف من التضحيات.
وأوضح الشيخ بن حبريش بأن مؤتمر حضرموت الجامع هو كل حضرموت وجامع لأطيافها القبلية والمدنية والسياسية، و يتوجب أن ينهض بدوره في هذه المرحلة المهمة بما يحقق تطلعات الحضارم جميعًا .
وقال : نحن شعب فوق أرضنا وأن ما يعتمل في حضرموت شأن يخص أهلها ولا يستهدف أحدًا، ومن حق أهل الأرض أن يقرروا ما يرتضوه لهم ولمستقبلهم.. منوهًا بأن التسويف والتجاهل في تنفيذ المطالب العادلة لحضرموت وأبنائها لن تكسر إرادة أهل الأرض بل تزيدهم ثباتًا وعزيمة من أجل تحقيقها ..
وحيا الشيخ بن حبريش النخبة الحضرمية الباسلة ومختلف القيادات العسكرية والأمنية والتحالف العربي معتبرًا الجميع شركاء في المهمة وتوطيد دعائم الإستقرار.
بدوره شدد الأمين العام لمؤتمر حضرموت الجامع القاضي أكرم نصيب العامري في الإجتماع الذي حضره عبر الاتصال المرئي النائب الأول لرئيس مؤتمر حضرموت الجامع المهندس أبوبكر السري ، والنائب الثاني الأستاذ طارق سالم العكبري، على ضرورة احترام إرادة أهل حضرموت وأخذ رأيهم وإشراكهم شراكة حقيقية وفاعلة، ودون ذلك هو استمراء لسياسة الاقصاء والتهميش داعيًا إلى المضي قدما، وتوحيد كل الجهود للوصول إلى تحقيق الأهداف و الغايات لحضرموت وأهلها.
واستعرض الأمين العام في كلمته العديد من القضايا والمواضيع المتعلقة بالشأن المحلي والوطني وموقف مؤتمر حضرموت الجامع منها.
فيما قدم رئيس الدائرة السياسية بمؤتمر حضرموت الجامع الدكتور عبدالعزيز صالح جابر إحاطة سياسية شاملة حول الأوضاع الراهنة ومستجداتها وكيفية التعاطي معها..
و واصل الإجتماع الذي شارك فيه الأمينان العامان المساعدان لشؤون الساحل والوادي والصحراء أ. وديع أحمد جوبان، والمستشار القانوني صالح عبدالقادر التميمي أعماله التي شهدت نقاشات ومداخلات مستفيضة حول مختلف القضايا التي تهم حضرموت أرضًا وانسانًا، والدور الذي ينبغي أن تسهم به مختلف قيادات مؤتمر حضرموت الجامع والمجتمع الحضرمي كافة في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ حضرموت ومواجهة تحدياتها.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: مؤتمر حضرموت الجامع
إقرأ أيضاً:
أول احتفال لليمنيين في عيد جمعة رجب بجامع “الجند”
يمانيون| تقرير| محسن علي
تعد “المساجد” التاريخية والأثرية في اليمن, من أوائل المساجد التي شيدت على التقوى في صدارة الإسلام-بعيدا عن مساجد ضرار- وبأمر مباشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسست في عدة مناطق متخلفة لا تزال شواهدها قائمة وإلى اليوم يجسد فيها الشعب اليمني انتماءه الأصيل للإسلام والرسالة المحمدية ويجدد فيها هويته اليمانية والإيمانية, وقد أولى الرسول محمد ,”اليمن” مكانة خاصة وابتعث إليها العديد من الرسل لدعوة أهل اليمن للدخول في الإسلام, على طليعتهم الإمام علي بن أبي طالب, ومعاذ بن جبل, عليهما السلام, فلبوا الدعوة ودخلوا طوعا وأفواجا, فأكرمهم بأفضل الأوسمة حيث قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”, ومن تلك المعالم التاريخية والأثرية جامع “الجند” في محافظة تعز, الذي أشرق منه نور الهداية وأقيم فيه أول احتفال بعيد جمعة رجب.
مخلاف الجَنَدْ
تنسب منطقة “الجند ” في التاريخ إلى جند بن شهرات أحد بطون قبيلة المعافر، إذ كانت اليمن مقسمة حينذاك إلى ثلاثة مخاليف هي الجَنَدْ وحضرموت وصنعاء، وكانت تعد أحد المناطق الشهيرة, ليبقى اليوم مسجد “الجند” بمكانته التاريخية والأثرية أحد المعالم الدينية العريقة والصامدة في هذه المنطقة, كأحد المدارس الدينية والمآثر التاريخية التي يزخر بها اليمن , رغم الاستهداف الثقافي الخطير الذي غيب الدور الحقيقي للمساجد وبنيت من أجله, باعتبارها كانت المدرسة والمحكمة والميدان الجهادي والتثقيفي والتعبوي للأمة الإسلامية , لتتحول في ذاكرة الشعوب الإسلامية على مدى القرون المتعاقبة إلى مجرد أماكن تؤدى فيها الطقوس العبادية والدينية لا أقل ولا أكثر.
عظمة المرسل وولاء الرسول
يقع الجامع المعروف شعبيا بمسجد الصحابي الجليل معاذ بن جبل, في القسم الشمالي الشرقي من مدينة الجند الواقعة على بعد 22 كم شمال شرق بمدينة تعز، يتجاوز عمره أكثر من 1435 سنة, ويعود تأسيسه إلى عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عام 6 هـ واكتمل بناؤه في العام الـ10 من الهجرة.
ويعد الجامع من أقدم مساجد اليمن وأكثرها شهرة وقدسية ، ومرد شهرته ومكانته تعود إلى عدة أسباب وهي : أن أول من وضع حجر أساسه وبناه هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل الذي كلفه الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بالذهاب إلى اليمن ليكون والياً عليها وليدعو أهلها إلى الإسلام, وليعلمهم أمور الدين ويقضي بينهم وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
كما ورد في كتب السيرة بأمر من الرسول صلى الله عليه وآله سلم ، إذ أمر معاذاً بأن يبني المسجد في الجند بين السكاسك والسكون قائلاً له :”يا معاذ انطلق حتى تأتي الجند فحيثما بركت هذه الناقة، فأذن وصل وابتن مسجداً ” وقد أقام المسجد حيث بركت ناقته.
في مرمى الاستهداف
تحدثت كتب التاريخ عن تعرض المسجد للعديد من حملات الهدم, وأنه تم إعادة بنائه عدة مرات, ففي القرن الرابع للهجرة تم إعادة بنائه على يد الحسين بن سلامة, فيما قام الحاكم الصليحي المفضل بن أبي بركات بأعمال إنشائية بالجامع, وتعرض للهدم في عام 558 هـ، ثم أعيد بناؤه مرة أخرى في عام 575 هـ على يد الحاكم الأيوبي سيف الدين أتابك سنقر, .
تحفة فنية وتصميم فريد
يعد الشكل الهندسي والمعماري تحفة فنية غنية بالزخارف المنحوتة والمخرمة والمجمعة, ويتميز الجامع بتصميمه الفريد، حيث يتكون من صحن مكشوف (الفناء) تحيط به أربعة أروقة، أعمقها رواق القبلة, ويضم الأوسط المكشوف والذي وضع فيه عمود مربع، ارتفاعه متران، ويستخدم كمزولة لتحديد أوقات الصلاة، وتحيط به أبنية مظللة من الجهات الأربع تشرف على الصحن من ثلاث جهات، هي الشرقية، والجنوبية، والغربية، أما الجهة الشمالية ففيها قبلة المسجد ومحرابه للصلاة وتضم منبرا خشبيا قديما يعود إلى نهاية القرن السادس من الهجرة، وهي الأكثر عمقاً، وتُطلّ المظلات على الصحن بأقواس عالية متجاورة، أضفت على المنظر هالة البناء الإسلامي العريق، كما يعلو الجزء الجنوبي الغربي من زاويته مئذنة رائعة الجمال, تتكون من جزء سفلي اسطواني يعلوه شكل مثمن، ومن فوقه شكل مسدس، وتنتهي بقبة جميلة,
ويشير محمد بن عبد الرحمن علوي إلى قيم الجامع والتجديدات التي توالت عليه عبر التاريخ، وأهمها ما قام به وزير السيدة بنت أحمد الأفضل ابن أبي البركات سنة (480هـ – 1087م) كما أوصلت الماء من جبل التعكر الذي يبعد 60 كم، ومن وادي السودان القريب من مدينة القاعدة عبر ساقية عرفت بساقية الجند، يتخللها أفلاج عجيبة وعقود يقارب ارتفاعها 600 ذراعاً، واستمرت تزود الجامع بالمياه حتى أواخر ستينات القرن الماضي وآثارها لا تزال باقية إلى الآن.
عيد جمعة رجب ..أصالة وهوية
يعد جامع الجند من المواقع الدينية المهمة في محافظة تعز، ويحظى باهتمام كبير من قبل المصلين والزوار, ويشتهر بإقامة الصلاة فيه في أول جمعة من شهر رجب في كل عام، احتفالًا بأول جمعة أقيمت في اليمن في هذا الشهر الكريم المعروفة في الوسط الشعبي بـ “عيد جمعة رجب”, الذي دخل فيه اليمنيين طوعا إلى الإسلام, كما يمثل بالنسبة للشعب اليمني أحد المحطات التاريخية والمناسبات الدينية العظيمة التي يولونها اهتمام خاص, بل ويعتدونه أحد الأعياد التي يرتدون فيها الملابس الجديدة’ والقيام بصلة الأرحام, احتفاء بهذه المناسبة, لما له من دلالات ورمزية لها أثرها العميق في وجدانهم وحياتهم المعتادة تربطهم بالإسلام ودخولهم في دين الله.
مساجد أسست على التقوى
إلى جانبه توجد العديد من المساجد المماثلة التي بنيت بنفس التصميم الهندسي المعماري ولها قدسيتها ومكانتها التاريخية لدى الشعب اليمني وارتباطها الوثيق بعمق التاريخي الاسلامي والهوية اليمنية الايمانية، ومن أكثرها شهرة: الجامع الكبير بصنعاء، ومسجد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام في مدينة صعدة، وكذلك الجامع الكبير في مدينة زبيد جنوب غرب محافظة الحديدة، وجامع المحضار في مدينة تريم بمحافظة حضرموت، لا يقتصر دورها على تأدية الطقوس العبادية والدينية بداخلها وحسب، إنما كانت ولا تزال مدارس عملاقة عامرة بالعلماء وطلاب العلم، ومآذن صادحة بالحق وقلاع حصينة شامخة للجهاد والمجاهدين.
صيانة المعالم ضمن أولويات القيادة
ورغم ما تعرضت له العديد من المعالم الأثرية والتاريخية في اليمن من إهمال وتجاهل من قبل كافة الأنظمة المتعاقبة للحكم في اليمن, أدى إلى اندثار أجزاء كبيرة منها, وكانت في دائرة مرمى الاستهداف إثر العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن التي طالت الغارات الجوية العديد منها على مدى 10 سنوات, غير أن القيادة الثورية والسياسية أولت اهتماما خاصة في الحفاظ على هذه المعالم ذات الطابع التاريخي ومنها مسجد “الجند” , حيث شهد منذ مطلع العام 2024م عملية ترميم وصيانة واسعة للجامع وملحقاته الشرقية بتمويل من مكتب الهيئة العامة للاوقاف في محافظة تعز وباشراف ميداني مباشر من مكتب الهيئة العامة للاثار في المحافظة.
معايير للترميم
تركزت اعمال الترميم المنفذة التي بدأت اوائل جمادى الاولى من العام 24م وفق المعايير والشروط المعمول بها في ترميم وصيانة المعالم الاثرية والتاريخية في استكمال اعمال اظهار المعالم الاثرية لساحة الجامع الشرقية ممثلة في السواقي والمناهل ومدافن الحبوب و جدران بعض المنشآت المرتبطة بالجامع.
بالإضافة إلى اعادة تأهيل السواقي والبرك الصغيرة المرتبطة بالمطاهير والمواضي في الطرف الجنوبي من الساحة الشرقية بتكسيتها بمادة القضاض التقليدية، وكذا اعمال التنظيف وازالة الردميات المتراكمة داخل الحمام البخاري (الذي يعود الى الدولة الرسولية) وعن شبكة قنوات تصريف المياه الخاصة به.
وفي سياق ازالة التشوهات والاستحداثات العشوائية لعناصر الجامع المعمارية واستبدالها باستخدام مواد البناء التقليدية الاصيلة قامت الفرق المختصة في ازالة الطبقات الاسمنتية عن واجهات اعمدة وعقود الجزء الشمالي من الرواق الشرقي المطل على صحن الجامع وتقوية الاعمدة ومعالجة وفلس الاجزاء التالفة منه واعادة تكستيتها بمادة القضاض التقليدية, باعتبارها تاريخ وحضارة اليمن واليمنيين.
الخاتمة
للمساجد الاثرية والتاريخية في قلوب أهل اليمن مكانة خاصة لا يغيرها الزمان ولا المكان، فهي لهم محور التقاء يمتن الروابط الدينية والاخوية مهما تعددت الرؤى وتنوعت الأفكار ومنابر جهادية يعلو فيها صوت الحق الذي لابد منه.
#المعالم_الإسلامية_في_اليمن#جامع_الجند#عيد_جمعة_رجب