جعجع: أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي انتخاب رئيس
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
حذر رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، من "سلوك السلطة اللبنانية "المتعامي" عن المخاطر الناجمة عن الحرب الإيرانية - الإسرائيلية التي تجري فصولها على أرض لبنان". وشدد على ضرورة "اتخاذ موقف تاريخي يعيد الاعتبار لمفهوم الدولة ويمهد لوقف النار"، معتبرا أن «مفهوم الدويلة التي كان يمثلها أداء (حزب الله) أوصل لبنان إلى الوضع القائم"، منبها إلى أننا «ذاهبون إلى المزيد من القتل والموت والكوارث"، موضحا أن «لبنان بات كسفينة من دون ربان ومن دون دفة في بحر هائج".
أضاف: "المسؤولون اللبنانيون، يتصرفون انطلاقا من اعتباراتهم الضيقة، وتحولوا إلى (لجنة إغاثة). واليوم إذا أردنا أن نلخص نوع السلطة القائمة في لبنان، نستطيع أن نقول إنها (لجنة إغاثة) وليست حكومة أو دولة".
ولاحظ جعجع بـ "أسف"، كيف تغيرت أمور "حزب الله" بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله" وقال:"عندما كان السيد حسن موجودا، كنت أعتبر أنه في مكان ما كان هناك رأي لبناني فيما يجري يعبر هو عنه، وأن له (نصر الله) كلمة في القرار الإيراني، لكن الآن، فالقرار بات إيرانيا بالكامل، والمجموعات القتالية المتبقية من (حزب الله) تقاد عبر ضباط إيرانيين، وبالتالي قرار إيراني كامل، وتخوض من خلاله الحرب وفقا للمصلحة الإيرانية الكاملة".
وإعتبر جعجع أن «حزب الله لم ينهر تنظيميا، رغم كل الضربات"، مشيرا إلى أن "المجموعات القتالية للحزب في الجنوب تقاتل بقرار غير مركزي، وقسم كبير منها لا يزال موجودا، ولا يجب أن ننسى أن العلاقة وثيقة مع الضباط الإيرانيين، والعقيدة الدينية، ولهذا ستكمل إيران القتال حتى آخر مقاتل". وأشار جعجع إلى "أن بنية الحزب العسكرية تضررت كما هو ظاهر، فوفقا للدراسات التي أجريت في مراكز أوروبية، وحتى إسرائيلية، كان يفترض أن يطلق الحزب ما بين 2000 إلى 3000 صاروخ يوميا على إسرائيل، ولكننا نرى أن هذا لا يحصل. للأسف هناك ميزان قوى معروف وواضح. والإيرانيون سوف يكملون القتال بمن تبقى على أرض لبنان وبشباب لبنان. المواجهة الآن تقودها إيران، والدليل أن وزير خارجية إيران ورئيس برلمانها زارا لبنان خلال أسبوع واحد، وكأنهما هنا للإشراف على المعركة".
ولفت جعجع إلى "الأداء السياسي للسلطة القائمة"، آخذا على القائمين عليها «أننا أمام كارثة على كل المستويات، والمسؤولون يتصرفون وكأن لا دخل لهم في كل ما يجري، وقال: "في الصيف الماضي، عندما كان المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين يأتي إلى لبنان، ويطرح تنفيذ القرار 1701، كان المسؤولون (يفقون بزر) ويتخلون عن مسؤولياتهم. وأنا شخصيا تحدثت مع أكثر من مسؤول، وكنت أنبههم إلى أن الأمور ذاهبة في الاتجاه الذي نراه اليوم، لكنهم لم يتجاوبوا".
ولفت الى انه "لا يتفق مع الرأي القائل بعجز الحكومة والدولة عن القيام بأي شيء يخرج لبنان من المأزق"، وقال :"السلطة السياسية نسيت، وأنستنا معها، أنها قادرة على القيام بكل شيء. على الحكومة أن تجتمع وتقول إنها لا تقبل باستمرار ما يجري، وأن تتخذ قرارا بنشر الجيش وإعلان نيتها تطبيق القرار 1701، بمعزل عن الموقف الإسرائيلي، لأنه يجب البدء من مكان ما. عليها تقديم إعلان نيات جدية، وأنا لا أقول إن الحكومة يجب أن تطلب من الجيش الصدام مع (حزب الله)، لكن يجب البدء من مكان ما... وهذا يجب أن يبدأ من قرار، لأن أصحاب القرار تخلوا عن قرارهم، ورأينا بماذا تسبب»
وشدد على ضرورة «قيام الحكومة بالاجتماع فورا واتخاذ القرارات المناسبة، ولا بد أن يجتمع البرلمان ويتخذ توصية لدعم الحكومة في موقف استعادة القرار اللبناني". ورد جعجع على "بعض الانتقادات التي طالته لمطالبته بتنفيذ القرار 1559" وقال: "هذا هو منطقنا منذ 20 سنة، وليس منطقا مستجدا. المسؤولون عن الدولة هم من تأخروا في تبني هذا الخطاب. لقد قدمنا طرحنا لوقف الحرب، فلم يعجبهم. فليقدموا لنا طرحهم. حتى الآن لا يوجد مبعوث دولي في لبنان لبحث كيفية إنهاء الحرب، ولهذا علينا نحن أن نتحرك في محاولة لوقف هذه الحرب المدمرة".
وأكد جعجع أنه "غير خائف على السلم الأهلي"، لأنني لا أرى نية لدى أي طرف لبناني»، لكن «هذا لا يمنع حصول بعض المشاكل، خصوصا أن نحو نصف الشعب اللبناني في دائرة النزوح، لكن هذا أمر يستطيع الجيش وقوى الأمن ضبطه ومنعه".
ورأى أن "اللجوء الحالي ليس مثل عام 2006 أبدا، هذه الأزمة قد تستمر أشهرا، وستنتج بالتالي أزمة اجتماعية خانقة".
ولم يخش جعجع "ارتدادا للحزب إلى الداخل بعد نهاية الحرب"، وقال: "ليس واردا بعد نهاية الحرب، كيفما انتهت إليه، أن نعود إلى الوضع الذي كان قائما في لبنان قبل الحرب. لقد رأينا أين أوصلتنا هذه الحال، ولا يمكن أن نقبل باستمرارها".
وحدد جعجع مقصده بشكل أوضح، بأن «قصة جيش شعب مقاومة (وهو التعبير المستخدم في البيانات الوزارية لإضفاء الشرعية على سلاح «حزب الله) وغياب الدولة لصالح دويلة (حزب الله) التي كانت تمتص قدرات الدولة. لا يمكن أن نقبل بهذه الوضعية الغامضة، القرار خارج الدولة و(حزب الله) يأخذ قرارات السلم والحرب. لقد رأينا أين أوصلتنا".
وفي ملف الرئاسة، قال جعجع: "إن هناك إمكانية لحصول خرق ما، شرط أن يفرج الرئيس بري عن مجلس النواب"، مضيفا «لقد كان الرئيس بري من هذا الرأي، لكنه غيّر رأيه بعد وصول الإيرانيين، وبات الكلام الآن عن أنه لا يجوز أن ننتخب رئيسا قبل وقف إطلاق النار".
وحدد جعجع "الشروط التي يجب أن تقوم عليها الانتخابات، جازما بأن "أي مرشح لا بد أن يلتزم باتفاق الطائف أولا، والقرارات الدولية ثانيا. لم يعد مقبولا التشاطر والتذاكي، مكررا أن "أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي انتخاب رئيس".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله ما یجری یجب أن
إقرأ أيضاً:
شهيد في النبطية إثر خرق جديد للاحتلال في لبنان (شاهد)
استشهد لبناني، الخميس، جراء غارة شنتها طائرة مسيرة إسرائيلية في قضاء النبطية جنوبي لبنان، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن "مسيرة معادية شنت غارة على دراجة نارية كانت تسير على طريق النبطية الفوقا، قضاء النبطية، ما أسفر عن استشهاد شخص".
وفي وقت سابق الخميس، أصيب شخص آخر إثر غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدة دير سريان، بقضاء مرجعيون جنوبي لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
اندلاع النيران بالدراجة النارية المستهدفة في النبطية الفوقا#جنوب_لبنان pic.twitter.com/ZT7sV1kjr8 — قاوم21 (@rr_mm_mm21) June 12, 2025
وتأتي هذه الانتهاكات ضمن سلسلة خروقات إسرائيلية متواصلة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، والذي أعقب حرباً دموية بدأت في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتوسعت في 23 أيلول/سبتمبر 2024، وأسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل وقرابة 17 ألف جريح في لبنان، بالإضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وبحسب المصادر الرسمية، فقد ارتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء وقف إطلاق النار آلاف الخروقات التي أوقعت ما لا يقل عن 2010 شهداء و520 جريحا في صفوف المدنيين اللبنانيين.
ورغم تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحابًا جزئيًا من بعض المناطق الجنوبية، إلا أنه لا يزال يحتل خمس تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، في تحدٍ واضح للسيادة اللبنانية وللاتفاقات الدولية.
ومنذ عقود، يواصل الاحتلال الإسرائيلي احتلاله الكامل لفلسطين، إضافة إلى أراضٍ في كل من سوريا ولبنان، بينما يرفض الانسحاب منها ويعرقل قيام دولة فلسطينية مستقلة.