أكد تربويون أن قرار دمج الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي يعكس توجهًا نحو تطوير العملية التعليمية وتعزيز مفهوم التعلم المستمر، إلا أنه أثار تحديات ميدانية واضحة، أبرزها الضغوط النفسية على الطلاب وصعوبة تنظيم الوقت لأولياء الأمور، إضافة إلى الأعباء المزدوجة على المعلمين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.

display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وشددوا على أهمية التهيئة المسبقة، ووضوح الأهداف، وتقديم الدعم اللازم لضمان نجاح التطبيق وتحقيق التوازن بين جودة التعليم وواقعية التنفيذ.
أخبار متعلقة قبل انطلاقها.. مختصون يوضحون أبرز عقبات الاختبارات ضمن اليوم الدراسي - عاجلعاجل: لأول مرة.. استمرار اليوم الدراسي ودمج ”الدور الثاني“ في اختبارات الفصل الدراسي الثالث"التعليم".. ضوابط لمعالجة أسئلة الاختبارات دون الإضرار بالطلابوقالت التربوية راوية هوساوي، إن قرار وزارة التعليم بدمج الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي يأتي في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها القطاع التربوي، والتي تهدف منالتربوية راويه هوساويالتربوية راوية هوساويخلالها الوزارة إلى إدخال مقترحات عملية تعزز من فرص التحسين والتطوير المستقبلي للعملية التعليمية.
وأشارت إلى أن هذا القرار فاجأ الكثيرين في الميدان كونه صدر في نهاية العام الدراسي، مما أثار تساؤلات واسعة حول عدة نقاط تتعلق بآلية التنفيذ، والجدوى، والآثار المحتملة على الطالب والمعلم وولي الأمر.
متغيرات تربوية
وأوضحت هوساوي أن القرار يحمل في جوهره العديد من المتغيرات التربوية التي قد تُحدث تحولًا إيجابيًا على المدى البعيد، مبينة أن الطالب، من خلال هذا التوجه، قد يشعر برهبة أقل تجاه الاختبارات، لأنها لم تعد مفصولة عن اليوم الدراسي، وإنما جزء منه، مما يعزز من مفهوم التعلم المستمر ويقلل من التوتر المرتبط بفترة الاختبارات المنفصلة.
وأضافت: “من منظور تربوي، فإن هذا القرار يساعد على ترسيخ الفكرة بأن التعليم لا يتوقف عند الاختبار، بل هو مسار متواصل حتى آخر يوم دراسي، وهو ما يُسهم في بناء توجه معرفي أكثر توازنًا لدى الطالب، ويُضعف الفكرة السائدة بأن نهاية المنهج تعني نهاية التعلم”.
غير أنها في المقابل، ترى أن هناك جانبًا آخر من المسألة لا يمكن إغفاله، وهو أن القرار لم يكن مصحوبًا بتوضيح كافٍ لأهدافه، مما تسبب في وجود فجوة كبيرة بين ما تطمح إليه الوزارة، وبين ما اعتاد عليه الطالب وولي الأمر، الأمر الذي خلق حالة من الارتباك والتردد تجاه التفاعل مع القرار أو تقبله.
وأشارت إلى أن القرار قد يكون مرهقًا على المعلم، الذي سيجد نفسه مطالبًا بأداء مهام التصحيح والتدقيق، في الوقت ذاته الذي يتواجد فيه الطلاب داخل المدرسة خلال اليوم الدراسي، الأمر الذي سيجعل من إدارة الجدول تحديًا فعليًا، خاصة إذا لم يتم توفير آليات تنظيم مرنة تراعي طبيعة المهام الجديدة وتساعد في تحقيق التوازن المطلوب داخل المدرسة.
وأكدت هوساوي أنه يمكن التغلب على هذه التحديات في حال قامت الوزارة بحملات توعوية موجهة لأولياء الأمور والطلاب، تشرح من خلالها مبررات القرار وفوائده التربوية، بالإضافة إلى تقديم تنظيم واضح لسير الاختبارات وتوزيع الجدول الدراسي بما لا يُربك الطالب أو المعلم.
كما شددت على أهمية تهيئة المعلمين لهذا التحول، قائلة: “المعلم بحاجة إلى أدوات تنظيمية تساعده على التنقل بسلاسة بين أداء الحصص التعليمية ومهام الاختبارات، فالدور التعليمي لم يعد يقتصر على التلقين فقط، بل أصبح يتطلب إدارة دقيقة للوقت والجهد والمعرفة، وهو ما ينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار عند تطبيق أي سياسة تربوية جديدة”.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التغيرات التربوية المتسارعة تتطلب من التربويين أن يتحلوا بالمرونة والوعي، وأن ينظروا إلى كل تغيير كفرصة للتطوير، وليس كمصدر للإرباك. وقالت: “قرار دمج الاختبارات ضمن اليوم الدراسي قد يبدو صعبًا في بدايته، لكنه يحمل بين طيّاته فرصًا واعدة لإعادة تشكيل ثقافة التعلّم والتقييم داخل مدارسنا”.
وأضافت: “وإذا تمكنا من مواجهة التحديات بحلول مبتكرة، واستمررنا في التواصل الفعّال مع أولياء الأمور، وراعينا التوازن بين جودة التعليم وواقعية التطبيق، فسنكون أمام مرحلة جديدة أكثر تطورًا واتساقًا مع متطلبات العصر، وسنُسهم جميعًا في إحداث فرق حقيقي في تجربة الطالب والمعلم على حد سواء. فالتغيير لا يُثمر إلا حين نُشارك جميعًا في صناعته بوعي واحتواء”.
مكافحة التوتر
وقال التربوي الدكتور عبدالعزيز آل حسن إن قرار وزارة التعليم بدمج الاختبارات النهائية مع اليوم الدراسي العادي، ورغم ما يحمله من أهداف تتعلق باستثمار الوقت وتقصير فترة الامتحانات، إلا أنه أثار موجة من الجدل والقلق في أوساط المجتمع التعليمي، بسبب ما ترتب عليه من آثار سلوكية ونفسية وتعليمية واضحة لدى الطلاب وأسرهم.د عبدالعزيز آل حسنآل حسن
وأوضح آل حسن أن من أبرز الملاحظات المسجلة ارتفاع مستوى التوتر والقلق لدى الطلبة، نتيجة الانتقال المباشر من أداء الاختبار إلى حضور الحصص الدراسية، ما تسبب في إرهاق ذهني وضعف في التركيز، إلى جانب شعور أولياء الأمور بصعوبة في تنظيم أوقات المذاكرة المنزلية، وارتباكهم في تقديم الدعم النفسي والدراسي لأبنائهم خلال فترة الامتحانات.
وأشار إلى أنه كان من الأفضل إجراء دراسة ميدانية تجريبية مسبقة لتقييم تأثير هذا النظام قبل تطبيقه، مع ضرورة استشارة المختصين في الميدان التربوي وأخذ آراء المعلمين وأولياء الأمور لضمان تقبل التغيير، وإعداد خطة تهيئة نفسية ومدرسية متكاملة للطلبة قبل بدء الاختبارات، إلى جانب تقنين المحتوى الدراسي وتخفيف الأعباء الأكاديمية خلال تلك الفترة.
واقترح آل حسن، في حال استمرار العمل بهذا النظام خلال الأعوام المقبلة، عددًا من الإجراءات المساندة، منها: فصل جدول الاختبارات عن الجدول الدراسي اليومي، تقليص اليوم الدراسي أو اقتصار الحصص على مراجعات مركزة، وتنظيم ورش عمل قصيرة تعزز من مهارات “إدارة القلق” و”الاستعداد للاختبار”، مشددًا على أهمية فتح قنوات تواصل فعالة مع المجتمع التربوي لتلقي التغذية الراجعة وتطوير السياسات التعليمية بناءً على الميدان.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن دمج الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي دون تهيئة كافية يشكل عبئًا مضاعفًا على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، ويؤثر سلبًا على الاستقرار النفسي والتحصيلي، داعيًا إلى مراجعة هذا التوجه ووضع آلية تقييم متوازنة تراعي أبعاد العملية التعليمية كافة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: موسم الحج 1446 موسم الحج 1446 موسم الحج 1446 اختبارات الفصل الثالث وزارة التعليم نفسية الطلاب

إقرأ أيضاً:

أمهات مصر: الأسرة والمدرسة شركاء في مواجهة العنف بين الطلاب

«مع بداية العام الدراسي، للأسف لاحظنا زيادة في معدلات العنف بين الطلاب وبعضهم، وأحيانًا بين الطلاب والمعلمين أو أولياء الأمور، برأيكم.. ما السبب وراء انتشار العنف بهذا الشكل؟» بهذه الكلمات وجهت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور، رساله لمناقشة أولياء الأمور عن أسباب العنف بين الطلاب.

وقالت عبير أحمد، في تصريحات صحفية، إن العنف بين الطلاب داخل المدارس أصبح مشكلة واضحة تحتاج إلى اهتمام وتعاون من الجميع، موضحة أن تكرار هذه المواقف يعبر عن نقص في الوعي والتربية السليمة، ويؤكد أهمية نشر ثقافة الاحترام والحوار بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

وأوضحت عبير، أن الحل لا يقتصر على جهة واحدة، بل يتطلب تعاونًا بين وزارات التعليم والأوقاف والأزهر والإعلام، إلى جانب الأسرة والمجتمع، مشددة على أهمية أن يكون هناك دور واضح للإعلام في نشر القيم الإيجابية والتوعية بخطورة العنف، ودور للأزهر ووزارة الأوقاف في تعزيز التربية الدينية والإنسانية داخل المدارس.

وأكدت عبير، أن الأسرة هي خط الدفاع الأول ضد العنف، وأن دورها لا يقل أهمية عن دور المدرسة، من خلال المتابعة اليومية لسلوك أبنائهم وغرس قيم التسامح والاحترام والانضباط منذ الصغر، مشيرة إلى أن بناء جيل واعٍ ومسؤول يحتاج إلى شراكة حقيقية بين البيت والمدرسة والمجتمع.

كما شددت عبير على أهمية تطبيق لائحة الانضباط المدرسي بحزم وعدالة في جميع المدارس، سواء الحكومية أو الخاصة أو الدولية، مع ضرورة تأهيل المعلمين نفسيًا وتربويًا للتعامل مع الطلاب بأساليب تربوية بعيدة عن العنف، وكذلك الالتزام بتطبيق اللائحة على الطلاب المشاغبين، حتى يظل المعلم نموذجًا وقدوة في السلوك والانضباط داخل المدرسة.

وتفاعل العشرات من أولياء الأمور على صفحة اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور، حيث قال ولي أمر: «في وجهة نظري اللي كونتها مع نفسي، أعتقد إن الموبايل من كتر الاستعمال، والأولاد بيقضوا عليه ساعات طويلة، وده أثر على جهازهم العصبي، والحاجات اللي بيشوفوها أو الألعاب اللي بتزود التوتر بشكل كبير، كل ده خلاهم عصبيين وفي حدة في الكلام أو المعاملة، وده طبعًا بيولد العنف، وفي كمان مشروبات الطاقة والآيس كوفي والتقاليع الجديدة دي، وسنهم صغير، فده بيأثر عليهم بشكل كبير، أما أولياء الأمور فده ضغط الحياة والظروف، بالإضافة طبعًا لسلوكهم من البداية».

وأوضح ولي أمر آخر: «ده حقيقي للأسف، البيت أساس التربية، ولو ما رباش صح، الشارع بيعلم، وكل جيل بيطلع أسوأ من اللي قبله بسبب الموبايلات اللي في إيديهم 24 ساعة، واللي بيشاهدوا فيها كل الظواهر الغريبة اللي بنشوفها في الشوارع، واللي واخدينها من عشوائيات التيك توك، وبيقلدوا تقليد أعمى».

وأضاف ولي أمر: «الموبايلات والألعاب، ومع الأسف كنا زمان نقدر نمنع ولادنا عنها، إنما دلوقتي بسبب ارتباطها بالدراسة الولاد طول النهار بيلعبوا روبلوكس».

وتابعت: «ثانيًا: البُعد عن الدين، بينزلوا يصلوا صلاة الجمعة بالعافية، لازم دور الجامع يرجع تاني، إحنا ديننا الإسلامي الوسطي الجميل».

وواصلت «ثالثًا: ثقافة التيكتوك والمهرجانات المنتشرة في الفن والشوارع وداخل النوادي والمدارس والجامعات».

مقالات مشابهة

  • باحثون يمنيون يطرحون خارطة طريق سياسية لبناء الدولة المدنية واستعادة القرار الوطني  ويؤكدون بأنه لا خلاص لليمن إلا بالعلم وإنهاء العسكرة.. عاجل
  • مدبولي يتابع مشروع تطوير مصلحة الجوازات وإدارة المنافذ والتأشيرة الإلكترونية
  • أمهات مصر: الأسرة والمدرسة شركاء في مواجهة العنف بين الطلاب
  • الراعي: لبنان يحتاج اليوم إلى أمناء حقيقيين
  • قرار عاجل من «التعليم» بشأن ربط تسليم الكتب المدرسية بسداد المصروفات الدراسية
  • «التعليم» تعلن تفاصيل تقييم طلاب صفوف النقل خلال العام الدراسي 2025-2026
  • قرار عاجل من التعليم يطبق بجميع مدارس التربية الخاصة
  • جامعة كفر الشيخ تستقبل فريق مشروع تطوير نظم الاختبارات بكلية التمريض
  • هل يجوز إنهاء عقد التدرج لعدم صلاحية المتدرب لتعلم مهنة؟.. قانون العمل يجيب
  • عاجل| الخارجية ترحب بإجماع اليونسكو على قرار يؤكد بطلان الإجراءات الإسرائيلية في القدس