تربويون لـ “اليوم”: دمج الاختبارات باليوم الدراسي تطوير يحتاج إلى التدرج-عاجل
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
أكد تربويون أن قرار دمج الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي يعكس توجهًا نحو تطوير العملية التعليمية وتعزيز مفهوم التعلم المستمر، إلا أنه أثار تحديات ميدانية واضحة، أبرزها الضغوط النفسية على الطلاب وصعوبة تنظيم الوقت لأولياء الأمور، إضافة إلى الأعباء المزدوجة على المعلمين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.
أخبار متعلقة قبل انطلاقها.. مختصون يوضحون أبرز عقبات الاختبارات ضمن اليوم الدراسي - عاجلعاجل: لأول مرة.. استمرار اليوم الدراسي ودمج ”الدور الثاني“ في اختبارات الفصل الدراسي الثالث"التعليم".. ضوابط لمعالجة أسئلة الاختبارات دون الإضرار بالطلابوقالت التربوية راوية هوساوي، إن قرار وزارة التعليم بدمج الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي يأتي في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها القطاع التربوي، والتي تهدف منالتربوية راويه هوساويالتربوية راوية هوساويخلالها الوزارة إلى إدخال مقترحات عملية تعزز من فرص التحسين والتطوير المستقبلي للعملية التعليمية.
وأشارت إلى أن هذا القرار فاجأ الكثيرين في الميدان كونه صدر في نهاية العام الدراسي، مما أثار تساؤلات واسعة حول عدة نقاط تتعلق بآلية التنفيذ، والجدوى، والآثار المحتملة على الطالب والمعلم وولي الأمر.
متغيرات تربوية
وأوضحت هوساوي أن القرار يحمل في جوهره العديد من المتغيرات التربوية التي قد تُحدث تحولًا إيجابيًا على المدى البعيد، مبينة أن الطالب، من خلال هذا التوجه، قد يشعر برهبة أقل تجاه الاختبارات، لأنها لم تعد مفصولة عن اليوم الدراسي، وإنما جزء منه، مما يعزز من مفهوم التعلم المستمر ويقلل من التوتر المرتبط بفترة الاختبارات المنفصلة.
وأضافت: “من منظور تربوي، فإن هذا القرار يساعد على ترسيخ الفكرة بأن التعليم لا يتوقف عند الاختبار، بل هو مسار متواصل حتى آخر يوم دراسي، وهو ما يُسهم في بناء توجه معرفي أكثر توازنًا لدى الطالب، ويُضعف الفكرة السائدة بأن نهاية المنهج تعني نهاية التعلم”.
غير أنها في المقابل، ترى أن هناك جانبًا آخر من المسألة لا يمكن إغفاله، وهو أن القرار لم يكن مصحوبًا بتوضيح كافٍ لأهدافه، مما تسبب في وجود فجوة كبيرة بين ما تطمح إليه الوزارة، وبين ما اعتاد عليه الطالب وولي الأمر، الأمر الذي خلق حالة من الارتباك والتردد تجاه التفاعل مع القرار أو تقبله.
وأشارت إلى أن القرار قد يكون مرهقًا على المعلم، الذي سيجد نفسه مطالبًا بأداء مهام التصحيح والتدقيق، في الوقت ذاته الذي يتواجد فيه الطلاب داخل المدرسة خلال اليوم الدراسي، الأمر الذي سيجعل من إدارة الجدول تحديًا فعليًا، خاصة إذا لم يتم توفير آليات تنظيم مرنة تراعي طبيعة المهام الجديدة وتساعد في تحقيق التوازن المطلوب داخل المدرسة.
وأكدت هوساوي أنه يمكن التغلب على هذه التحديات في حال قامت الوزارة بحملات توعوية موجهة لأولياء الأمور والطلاب، تشرح من خلالها مبررات القرار وفوائده التربوية، بالإضافة إلى تقديم تنظيم واضح لسير الاختبارات وتوزيع الجدول الدراسي بما لا يُربك الطالب أو المعلم.
كما شددت على أهمية تهيئة المعلمين لهذا التحول، قائلة: “المعلم بحاجة إلى أدوات تنظيمية تساعده على التنقل بسلاسة بين أداء الحصص التعليمية ومهام الاختبارات، فالدور التعليمي لم يعد يقتصر على التلقين فقط، بل أصبح يتطلب إدارة دقيقة للوقت والجهد والمعرفة، وهو ما ينبغي أن يُؤخذ بعين الاعتبار عند تطبيق أي سياسة تربوية جديدة”.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التغيرات التربوية المتسارعة تتطلب من التربويين أن يتحلوا بالمرونة والوعي، وأن ينظروا إلى كل تغيير كفرصة للتطوير، وليس كمصدر للإرباك. وقالت: “قرار دمج الاختبارات ضمن اليوم الدراسي قد يبدو صعبًا في بدايته، لكنه يحمل بين طيّاته فرصًا واعدة لإعادة تشكيل ثقافة التعلّم والتقييم داخل مدارسنا”.
وأضافت: “وإذا تمكنا من مواجهة التحديات بحلول مبتكرة، واستمررنا في التواصل الفعّال مع أولياء الأمور، وراعينا التوازن بين جودة التعليم وواقعية التطبيق، فسنكون أمام مرحلة جديدة أكثر تطورًا واتساقًا مع متطلبات العصر، وسنُسهم جميعًا في إحداث فرق حقيقي في تجربة الطالب والمعلم على حد سواء. فالتغيير لا يُثمر إلا حين نُشارك جميعًا في صناعته بوعي واحتواء”.
مكافحة التوتر
وقال التربوي الدكتور عبدالعزيز آل حسن إن قرار وزارة التعليم بدمج الاختبارات النهائية مع اليوم الدراسي العادي، ورغم ما يحمله من أهداف تتعلق باستثمار الوقت وتقصير فترة الامتحانات، إلا أنه أثار موجة من الجدل والقلق في أوساط المجتمع التعليمي، بسبب ما ترتب عليه من آثار سلوكية ونفسية وتعليمية واضحة لدى الطلاب وأسرهم.د عبدالعزيز آل حسنآل حسن
وأوضح آل حسن أن من أبرز الملاحظات المسجلة ارتفاع مستوى التوتر والقلق لدى الطلبة، نتيجة الانتقال المباشر من أداء الاختبار إلى حضور الحصص الدراسية، ما تسبب في إرهاق ذهني وضعف في التركيز، إلى جانب شعور أولياء الأمور بصعوبة في تنظيم أوقات المذاكرة المنزلية، وارتباكهم في تقديم الدعم النفسي والدراسي لأبنائهم خلال فترة الامتحانات.
وأشار إلى أنه كان من الأفضل إجراء دراسة ميدانية تجريبية مسبقة لتقييم تأثير هذا النظام قبل تطبيقه، مع ضرورة استشارة المختصين في الميدان التربوي وأخذ آراء المعلمين وأولياء الأمور لضمان تقبل التغيير، وإعداد خطة تهيئة نفسية ومدرسية متكاملة للطلبة قبل بدء الاختبارات، إلى جانب تقنين المحتوى الدراسي وتخفيف الأعباء الأكاديمية خلال تلك الفترة.
واقترح آل حسن، في حال استمرار العمل بهذا النظام خلال الأعوام المقبلة، عددًا من الإجراءات المساندة، منها: فصل جدول الاختبارات عن الجدول الدراسي اليومي، تقليص اليوم الدراسي أو اقتصار الحصص على مراجعات مركزة، وتنظيم ورش عمل قصيرة تعزز من مهارات “إدارة القلق” و”الاستعداد للاختبار”، مشددًا على أهمية فتح قنوات تواصل فعالة مع المجتمع التربوي لتلقي التغذية الراجعة وتطوير السياسات التعليمية بناءً على الميدان.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن دمج الاختبارات النهائية ضمن اليوم الدراسي دون تهيئة كافية يشكل عبئًا مضاعفًا على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، ويؤثر سلبًا على الاستقرار النفسي والتحصيلي، داعيًا إلى مراجعة هذا التوجه ووضع آلية تقييم متوازنة تراعي أبعاد العملية التعليمية كافة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: موسم الحج 1446 موسم الحج 1446 موسم الحج 1446 اختبارات الفصل الثالث وزارة التعليم نفسية الطلاب
إقرأ أيضاً:
مختص لـ"اليوم": الاختبارات حالة طوارئ طبيعية.. وإدارة الوقت يحقق النجاح/عاجل
أكد المستشار الاجتماعي الصحي طلال محمد الناشري لـ"اليوم "، أن فترة الاختبارات هي حالة طارئة طبيعية تعيشها جميع البيوت، إذ تحرص الأسر خلال هذه الفترة على تهيئة الأجواء الصحية حتى يتمكن الطلاب والطالبات من استذكار ومراجعة الدروس بشكل جيد وهادىء بعيدًا عن الضجيج أو أي إزعاج.
وقال: تزامنًا مع بدء الاختبارات التحريرية والمركزية للفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي 1446 هـ، لجميع طلاب وطالبات التعليم العام، من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثالث الثانوي، إن على الطلاب والطالبات خلال أيام الاختبارات تكثيف الجهد وإعطاء الوقت الأهمية الكبرى في مراجعة مادة الاختبار ، وهذا الأمر يتحقق بتنظيم الوقت وعدم هدره في غير المفيد أو أمور أخرى تكون على حساب مراجعة المنهج.المستشار الاجتماعي الصحي طلال محمد الناشري تخطيط للاختباراتوتابع: من الأمور المهمة التي يجب أن يحرص عليها الطلاب والطالبات خلال أيام الاختبارات النوم الصحي وتجنب السهر وعدم المواصلة إلى يوم التالي والتوجه للاختبار دون ساعات النوم المطلوبة، فذلك قد يعيق الذهن وقد يسبب الصداع والنعاس والشعور بالخمول ، فالأفضل صحيًا النوم والاستيقاظ المبكرين ، فدرجة الاستيعاب تزداد أكثر في النهار ولا سيما بعد أن جدد الجسم طاقته من خلال ساعات النوم المطلوبة.
أخبار متعلقة بهمة عالية وطموح متقد.. طلاب جدة يؤدون اختبارات نهاية العام الدراسي"الأرصاد": رياح شديدة السرعة على جدة ورابغ .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مختص لـ"اليوم": الاختبارات حالة طوارئ طبيعية.. وإدارة الوقت يحقق النجاح
وشدد الناشري، على ضرورة الحد من تناول القهوة التي يلجأ اليها بعض الطلاب والطالبات من أجل تحفيز الذهن للسهر، وهذا الأمر غير صحي، فمن المهم النوم المبكر والاستيقاظ فجرا واداء الصلاة وتناول وجبة افطار صحية ومراجعة مادة الاختبار .
ونصح الطلاب والطالبات بالحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية في متابعة الأمور غير المرتبطة بالدراسة ، فمتابعة الأجهزة تستهلك الكثير من الوقت ، وبجانب ذلك تأجيل أي أنشطة ترفيهية خلال هذه الفترة والتركيز على الاختبار حتى يتحقق التفوق والنجاح وبمعدلات عالية.