مفاجأة جيولوجية.. ظهور جزيرة جديدة في بحر قزوين والسبب الاحترار المناخي
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
في تطور علمي مثير، أكد علماء روس ظهور جزيرة جديدة كليًا في شمال بحر قزوين، ما يعكس التحولات الجيولوجية والبيئية المتسارعة التي يشهدها أكبر بحر مغلق في العالم، وقد رُصدت هذه الجزيرة لأول مرة عبر صور الأقمار الصناعية أواخر عام 2024، وتم تأكيد وجودها فعليًا من خلال بعثة ميدانية وصلت إلى الموقع في منتصف عام 2025.
تقع الجزيرة الناشئة على بُعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غرب جزيرة مالي زيمتشوجني، وتتموضع في منطقة حساسة جغرافيًا على حدود قارتي أوروبا وآسيا، وتكاد هذه الجزيرة أن تلامس سطح البحر، إذ لا ترتفع إلا بضع بوصات عنه، وتبدو كمسطح رملي ناشئ وسط المياه قليلة العمق.
تكون الجزيرةيرجع تشكيل الجزيرة إلى الانخفاض الملحوظ في منسوب بحر قزوين خلال العقود الأخيرة، وهو تراجع يرتبط بشكل مباشر بارتفاع معدلات التبخر الناتجة عن الاحترار المناخي، إلى جانب تحولات تكتونية في القشرة الأرضية المحيطة.
تأكيد علمي عبر الأقمار الصناعية والمسح الميدانيأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التُقطت في نوفمبر 2024 تكوّن رواسب رملية واضحة على سطح البحر، ما لفت أنظار العلماء إلى احتمال بروز جزيرة جديدة، وعندما وصلت سفينة الأبحاث الروسية إلى الموقع، لاحظ الفريق بقعة رملية مسطحة مبللة تبرز بالكاد عن سطح الماء، تتخللها تلال رملية صغيرة وشبه منتظمة.
لم يتمكن الباحثون من الهبوط على الجزيرة بسبب المياه الضحلة والظروف الجوية غير المواتية، فاستُخدمت طائرات مسيرة لالتقاط صور جوية عالية الدقة، وأظهرت هذه الصور شكل الجزيرة وحجمها الدقيق، والتي ظهرت كأرض منخفضة عارية من النباتات.
ظاهرة بيئية مؤقتة أم نشوء دائم؟تشكّل هذه الجزيرة فرصة فريدة للعلماء لدراسة ديناميكيات بحر قزوين المتغيرة، إذ يرى الباحثون أن مثل هذه الجزر قد تكون مؤقتة، نتيجة دورات ارتفاع وانخفاض المياه طويلة الأمد، وقد لوحظت ظواهر مشابهة سابقًا في مناطق مثل بركان كوماني بانك الطيني قبالة سواحل أذربيجان.
الجزيرة الجديدة قد تُشكل مستقبلاً بيئة ملائمة لتعشيش الطيور البحرية أو مأوى لفقمات بحر قزوين، غير أن استمرار وجودها مرهون بتقلبات المناخ والنشاط التكتوني أو حتى البركاني في المنطقة.
أهمية الاكتشاف ودلالاته المستقبليةيمثل هذا الاكتشاف الجيولوجي نافذة جديدة لفهم العلاقة بين التغيرات المناخية وحركات الأرض، خاصة في البيئات البحرية المغلقة، وقد يساعد تتبع تطور الجزيرة في رصد تحولات ساحل بحر قزوين، ومعرفة كيفية تشكّل موائل جديدة نتيجة لتراجع المياه، من المتوقع أن تستمر الفرق البحثية في مراقبة الجزيرة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والطائرات المسيّرة، لمعرفة ما إذا كانت ستستقر كجزء دائم من خريطة بحر قزوين الجغرافية، أم أنها ستعود إلى طيّ البحر مع تغيّر الظروف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بحر قزوين قزوين الاحترار المناخي جزيرة مالي بحر قزوین
إقرأ أيضاً:
وفاة مأساوية لجراح سوداني وزوجته داخل سيارتهما بالسعودية.. والسبب زر في التكييف
في حادثة مأساوية هزّت المجتمع الطبي، توفي الجراح السوداني عبدالعزيز إدريس وزوجته، الطبيبة العاملة في مجمع أباس الطبي، إثر تعرضهما لاختناق داخل سيارتهما، أثناء عودتهما من مدينة الرياض إلى شقراء بالمملكة العربية السعودية.
تكييف السيارة يتسبب في قتل جراح سعودي وزوجتةوبحسب ما أوردته صحيفة "المناطق" السعودية، تبين أن سبب الوفاة هو تسرب غاز من مكيف الهواء داخل السيارة، ما أدى إلى تراكم الغازات السامة واختناقهما أثناء القيادة، دون أن تظهر عليهما أعراض إنذار مسبق.
وأعاد الخبر إلى الواجهة تحذيرات متكررة من زر تدوير الهواء الداخلي في السيارات، والذي يستخدم لإعادة تدوير الهواء داخل المقصورة دون سحب هواء خارجي.
وعلّقت الدكتورة كريستابيل أكينولا، المتخصصة في صحة المرأة والتغذية، في تصريحات لصحيفة التليجراف قائلة: "يوجد زر في سيارتك يمكن أن يقتلك خلال ساعتين أو ثلاث فقط إذا تم تفعيله باستمرار."
والزر المقصود هو خاصية تدوير الهواء الداخلي التي تُستخدم غالبًا لتبريد السيارة بسرعة، لكنها تمنع دخول الأكسجين من الخارج.
وعند استخدامها لفترات طويلة، تبدأ مستويات ثاني أكسيد الكربون بالارتفاع تدريجيًا، مما يؤدي إلى انخفاض الأكسجين والشعور بالنعاس والدوخة وربما الاختناق في الحالات القصوى.
ونشرت دراسة حديثة في مجلة العلوم البيئية وأبحاث التلوث، حذّرت من إبقاء نظام تدوير الهواء الداخلي نشطًا لأكثر من 20 دقيقة، خاصة في حالة وجود أكثر من راكب في السيارة، لأن نسبة ثاني أكسيد الكربون ترتفع سريعًا وتؤدي إلى فقدان الوعي دون سابق إنذار.
إلى جانب ثاني أكسيد الكربون، يمثل غاز أول أكسيد الكربون خطرًا قاتلًا في مثل هذه الحالات. هذا الغاز عديم اللون والرائحة ويمكن أن يتسرب من عادم السيارة إلى داخل المقصورة، خاصة عند ترك السيارة تعمل في مكان مغلق أو أثناء النوم داخلها.
ويؤكد الخبراء أن أول أكسيد الكربون يمكن أن يؤدي إلى الوفاة خلال 45 دقيقة فقط في حال استنشاقه بكميات كبيرة.
وينصح الخبراء باتباع الإرشادات التالية عند تشغيل تكيف السيارة:
ـ عدم النوم داخل السيارة مع تشغيل المحرك والمكيف والنوافذ مغلقة.
ـ فحص نظام العادم بانتظام والتأكد من عدم وجود أي تسرب.
ـ تجنب تشغيل تدوير الهواء لفترات طويلة دون تهوية.
ـ الخروج الفوري من السيارة في حال الشعور بـ:
صداع مفاجئ
دوخة أو تشويش
غثيان أو إرهاق شديد
فقدان التوازن
ويعتبر رحيل الطبيب عبدالعزيز إدريس وزوجته خسارة مؤلمة للمجتمع الطبي، لكنها في الوقت ذاته رسالة إنذار قوية لكل من يقضي وقتًا طويلًا في سيارته دون تهوية كافية.
وتبقى مثل هذه الحوادث تذكيرًا بأن الإهمال في أبسط التفاصيل قد يتحول إلى كارثة، وأن أجهزة السلامة داخل السيارة ليست كافية إذا لم تُستخدم بحذر ووعي.