في القرن الخامس عشر، ولدت فتاة في مدينة فلورنسا الإيطالية، دون أن يدرك أحد أنها ستصبح يومًا الوجه الأكثر شهرة في تاريخ البشرية، لم تكن ملكة، ولا عاشقة مشهورة، ولا بطلة من بطلات الأساطير، بل امرأة من عامة الشعب ومع ذلك، خلدها أعظم فناني عصر النهضة، وحول ابتسامتها إلى سؤال أبدي لم يجب عنه أحد حتى الآن، إنها ليزا ديل جوكوندو، أو كما يعرفها العالم: الموناليزا، التي تمر اليوم ذكرى ميلادها.

جبالي يفتتح الجلسة العامة للبرلمانتفاصيل حبس خادمة سرقت مشغولات ذهبية من شقة بقصر النيلتعرف على أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليومده بجد.. طرح برومو أغنية حميد الشاعري الجديدةمن الظل إلى الخلود

ولدت ليزا غيرارديني في 15 يونيو 1479 لعائلة نبيلة فقدت بريقها بسبب تقلبات الاقتصاد والسياسة، في عمر الخامسة عشرة، تزوجت من التاجر الثري فرانشيسكو ديل جوكوندو، الذي وفر لها حياة مستقرة، لكنها لم تكن بالضرورة استثنائية.

لكن الاستثناء جاء من خارج البيت

عندما قرر زوجها تكليف رسام شاب يُدعى ليوناردو دا فينشي برسم بورتريه لزوجته، لم يكن يتصور أن هذا الوجه سيصبح حجر الأساس في أعظم لغز فني في التاريخ، فـ"دافنشي" لم يرَ في ليزا مجرد امرأة، بل مرآة لأسئلته الوجودية، وهواجسه عن الجمال، والزمن، والطبيعة البشرية.

لماذا ليزا بالتحديد؟

لقد رسم دافنشي نساءً كثيرات، لكن ليزا كانت مختلفة في ملامحها توازن نادر بين النعومة والقوة، بين الرقة والإباء، كانت في الثلاثين من عمرها عند بدء الرسم – سن النضج، حيث تُختبر العاطفة بالعقل، وتُروّض الفتنة بالحكمة.

يرى بعض الباحثين أن دافنشي لم يكن مفتونًا بجمالها الظاهري فحسب، بل بما تمثله: امرأة عادية، لكن بداخلها سكون مهيب، وصبر كثيف، وروح تأملية جذبت الرسام الذي كان يرى في الفن وسيلة لفهم الروح، لا الجسد.

قد تكون ابتسامتها خجولة، لكنها لا تشبه أي خجل، نظرتها ساكنة، لكنها تسبر أعماق من ينظر إليها، ويُعتقد أن ليزا كانت تتمتع بثقافة أعلى من المتوسط، وربما كان دافنشي يجد فيها تلميحة لنساء "النهضة" اللواتي لم تُكتب سيرتهن.

لوحة لم تُسلم أبدًا

المفارقة الكبرى أن دافنشي لم يسلم اللوحة أبدًا لعائلة جوكوندو، واحتفظ بها حتى وفاته، وفسر ذلك البعض بقولهم: أنه لم ينتهِ منها أبدًا، والبعض الآخر رأى أنه أحب العمل لدرجة أنه لم يستطع التفريط به، أو ربما أحب ليزا نفسها لا كامرأة، بل كرمزٍ استوعب فيه كل هواجسه عن الإنسانية والجمال، حتى وهو على فراش الموت في فرنسا عام 1519، كانت اللوحة معه.

بين القماش والأسطورة

تحوّلت الموناليزا إلى أيقونة فنية، ثم إلى ظاهرة ثقافية، في القرن العشرين، سُرقت من متحف اللوفر، وعمّ العالم جنون الموناليزا، الكل يبحث عنها، الكل يكتب عنها، الكل يعيد رسمها، ثم عادت، لكن هذه المرة كنجمة لا تغيب.

ما وراء الموت.. حياة ثانية

ماتت ليزا عام 1542، في دير صغير، بعد أن عاشت عمرًا طويلًا نسبيًا لزمنها، دُفنت دون ضجيج، لكن صورتها كانت قد بدأت تعيش حياة لا تعرف قبرًا.

حاول علماء اليوم استخراج رفاتها، تحليل جمجمتها، حتى إعادة تكوين وجهها، فقط للتأكد: هل هذه هي صاحبة الابتسامة؟ لكن كل هذه المحاولات فشلت في أن تصل إلى جوهر الحقيقة، فوجه ليزا لم يُرسم ليُفسَّر، بل ليُعاش.

أنسبت التكهنات اسم ليزا إلى أربعة لوحات مختلفة على الأقل وهويتها لما لا يقل عن عشرة أشخاص مختلفين، بحلول نهاية القرن الـ20، كانت هذه اللوحة رمزًا عالميًا يستخدم في أكثر من 300 لوحة أخرى وفي 2000 إعلان، لتظهر في إعلان واحد أسبوعيًا في المتوسط، وفي عام 2005، اكتشف خبير في مكتبة جامعة هايدلبرغ ملاحظة هامشية في مجموعة المكتبة التي تثبت على وجه اليقين وجهة النظر التقليدية وهي أن المرأة في الصورة هي ليزا، تلك الملاحظة التي كتبها أغوستينو فيسبوتشي في عام 1503 تنص على أن ليوناردو كان يعمل على صورة لليزا ديل جوكوندو، أصبحت الموناليزا في عهدة فرنسا منذ القرن السادس عشر عندما حصل عليها الملك فرانسيس الأول، ولكن بعد الثورة الفرنسية تحت ملكية الشعب. 

يزور اللوحة حاليًا حوالي 6 ملايين شخص سنويًا في متحف اللوفر في باريس حيث أنها الآن جزء من المجموعة الوطنية الفرنسية.

طباعة شارك ليزا ديل جوكوندو الموناليزا مدينة فلورنسا الإيطالية ليوناردو دا فينشي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الموناليزا

إقرأ أيضاً:

مخاطر الشاي بلبن.. الوجه الآخر للمشروب المفضل للملايين

أطلق عدد من الباحثين تحذيرات جدية بشأن مخاطر الشاي بلبن، مشيرين إلى أن هذه العادة الصباحية الشائعة قد لا تكون آمنة كما يعتقد الكثيرون.

وأكد العلماء أن إضافة الحليب إلى الشاي الأسود قد تؤثر سلبًا على امتصاص مضادات الأكسدة، التي تعد من العناصر المهمة في محاربة الالتهابات وتعزيز المناعة.

3 مخاطر غير متوقعة لتناول الشاي باللبن يومياهل الشاي باللبن له أضرار؟ .. 9 مشاكل صحية تهدد حياتكحسم الجدل.. الشاي باللبن مضر صباحا أم مفيد؟نشرة المرأة والمنوعات| ماذا يحدث عند تناول الشاي باللبن على الريق؟.. سفينة ضخمة تقتحم حديقة منزللن تتوقع| ماذا يحدث للجسم عند تناول الشاي باللبن على الريق؟

وبحسب دراسات حديثة، فإن بروتين الكازين الموجود في الحليب يمكن أن يرتبط بمركبات الفلافونويد في الشاي، مما يُضعف تأثيرها الوقائي. 

وهذا التفاعل الكيميائي قد يُقلل من الفوائد التي يوفرها الشاي بشكل عام، ويحوله إلى مشروب بلا فائدة تُذكر وربما ضار عند تناوله على معدة فارغة.

مخاطر الشاي بلبنهل الشاي مع الحليب يزيد الوزن؟

من ضمن مخاطر الشاي بلبن أيضًا ما يتعلق بالوزن، فعلى الرغم من أن الشاي مشروب منخفض السعرات الحرارية، فإن إضافة الحليب والسكر قد يحوله إلى مشروب غني بالسعرات، مما يؤدي إلى زيادة غير مرغوب فيها في الوزن، خاصة إذا تم تناوله عدة مرات يوميًا. 

كما أن تناول الشاي بالحليب على معدة فارغة قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤثر على عملية الأيض وتُبطئ من حرق الدهون.

فوائد الشاي بالحليب للجنس

تناول الشاي بالحليب قد يُحسن من الحالة المزاجية ويمنح شعورًا بالراحة، لكن الدراسات لا تُشير إلى فائدة واضحة على الصعيد الجنسي. 

في بعض الحالات، قد يؤدي شرب كميات كبيرة منه إلى القلق أو اضطرابات النوم بسبب الكافيين.

ومن ناحية أخرى، فإن أحد مخاطر الشاي بلبن المحتملة هي تقليل امتصاص الزنك والحديد، وهما من المعادن المرتبطة بالصحة الجنسية لدى الجنسين.

هل يفقد الحليب فائدته مع الشاي؟

نعم، بعض فوائد الحليب تتعطل عند مزجه بالشاي، فوفقًا للأبحاث، فإن الحرارة العالية والتفاعل مع مضادات الأكسدة يفقد الحليب بعض خصائصه الغذائية.

كما أن الشاي يحتوي على التانينات التي قد تعيق امتصاص الحديد الموجود في الطعام أو المكملات الغذائية، خاصة عند تناوله بعد أو مع الوجبات.

هذه التداخلات تجعل من المهم التفكير في توقيت تناول الشاي بالحليب، وتجنبه على الريق، إذ أن من مخاطر الشاي بلبن على الريق هو التأثير السلبي على الامتصاص الغذائي وتهيج المعدة.

فوائد الشاي باللبن للتخسيس

رغم الاعتقاد السائد بأن الشاي بالحليب يساعد على التخسيس، إلا أن الحقيقة تعتمد على طريقة التحضير.

 فإذا تمن اضافة له سكر أو تم تناوله دون وعي بالكميات، فقد يتحول إلى مصدر سعرات فارغة، وقد يظن البعض أن الكافيين يُعزز الحرق، لكن عند مزجه بالحليب، خاصة كامل الدسم، تتراجع هذه الفائدة.

ومن بين مخاطر الشاي بلبن أنه قد يقف حائلت خسارة الوزن عند تناوله بشكل متكرر دون ضبط مكونات الوجبة أو النشاط البدني، وهو ما يحبط محاولات الالتزام بنظام غذائي صحي.

فوائد الشاي بلبن واضراره

يتفاوت تأثير الشاي بالحليب من شخص إلى آخر، من أبرز فوائده منح الجسم شعورًا بالدفء وتحسين المزاج.

كما أن الكافيين الموجود في الشاي يُحسن الانتباه والتركيز، ولكن رغم هذه الجوانب الإيجابية، يجب الحذر من مخاطر الشاي بلبن، والتي تشمل الانتفاخ، اضطرابات الهضم، تراجع امتصاص الفيتامينات، وزيادة التوتر العصبي.

وتشير دراسات إلى أن استهلاك الشاي بالحليب قد يؤدي إلى زيادة نسبة الأحماض في المعدة، مما يسبب الحموضة، خاصة عند تناوله على معدة فارغة،  كما أن الإفراط فيه قد يؤثر على الكلى بسبب مادة الثيوفيلين.

مخاطر الشاي بلبنفوائد الشاي بالحليب على الريق؟

في حين يفضل البعض بدء يومهم بكوب من الشاي بالحليب، يرى خبراء التغذية أن هذه العادة ليست مثالية، من مخاطر الشاي بلبن عند تناوله على الريق حدوث تقلبات في نسبة السكر في الدم، وزيادة فرص الشعور بالإرهاق لاحقًا، إلى جانب تهيج المعدة.

كما أن الكافيين قد يحفز الجهاز العصبي قبل أن يتوفر الجسم على الطاقة أو المغذيات الكافية من الطعام، مما يؤدي إلى خفقان القلب أو القلق.

هل الشاي بلبن مفيد؟

الإجابة معقدة، نعم، الشاي بلبن يمكن أن يكون مفيدًا في بعض السياقات، لكن بشرط عدم الإفراط فيه واختيار الوقت المناسب لتناوله، فمثلًا، بعد وجبة غذائية متوازنة، قد لا تظهر مخاطر الشاي بلبن بشكل واضح.

أما تناوله بشكل دائم على معدة فارغة، أو مع السكر بكثرة، فقد يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل فقر الدم، ضعف الامتصاص، أو اضطرابات النوم.

الشاي بالحليب مشروب منتشر وله محبوه، لكن من المهم معرفة توقيت وكمية تناوله، فبينما يُعتبر خيارًا لذيذًا في الصباح أو المساء، فإن الإفراط فيه قد يعرض الجسم لعدة مخاطر صحية، مثل سوء التغذية، الحموضة، تقلب المزاج، ومشاكل النوم، ولذلك ينصح خبراء التغذية بالاعتدال في استهلاكه، وتجنبه على الريق، لضمان الاستفادة من فوائده والابتعاد عن مخاطر الشاي بلبن.

طباعة شارك مخاطر الشاي بلبن هل الشاي مع الحليب يزيد الوزن فوائد الشاي بالحليب للجنس هل يفقد الحليب فائدته مع الشاي فوائد الشاي باللبن للتخسيس فوائد الشاي بلبن واضراره فوائد الشاي بالحليب على الريق هل الشاي بلبن مفيد

مقالات مشابهة

  • اكتشاف تاريخي.. أعماق البحر المتوسط تكشف أسرار التجارة في القرن الـ16| تفاصيل
  • المرأة وراء الابتسامة الأشهر في العالم.. من هي ليزا ديل جوكوندو؟
  • حكم تيمم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل .. دار الإفتاء تجيب
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • إيران تستخدم شاهد 129 و136 الأكثر تطوراً باستهداف إسرائيل.. تعرف عليهما
  • الدردير: الأهلي الأكثر مشاركة في كأس العالم للأندية من أفريقيا
  • تحفة فنية نجت من انفجار بيروت.. والترميم يكشف هوية الرسامة
  • العراق يتصدر قائمة الدول الأكثر استيراداً من الاردن
  • مخاطر الشاي بلبن.. الوجه الآخر للمشروب المفضل للملايين