ماذا بعد استيعاب إيران ضربة إسرائيل الاستباقية؟ خبير يجيب
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن إيران بدأت استيعاب ضربة إسرائيل الاستباقية، وتسعى إلى فرض إستراتيجية الواقع الجديد الذي تريده، مشيرا إلى أنها نجحت في ضرب مراكز الثقل المدني والاقتصادي والعسكري والسيادي بالنسبة لإسرائيل.
وأوضح الفلاحي -في تحليله المشهد العسكري بالمنطقة- أن إيران وسعت نطاق ضرباتها الصاروخية -الليلة الماضية- وشملت مناطق في شمال إسرائيل ووسطها وجنوبها، مما يعني أنها بدأت تستوعب الضربة الاستباقية التي وجهت إليها.
كما بدأت إيران -حسب الخبير العسكري- فرض إستراتيجية الواقع الجديد الذي تريده، في ظل امتلاكها إمكانيات وقدرات صاروخية كبيرة تخولها ذلك، بالتزامن مع فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض الصواريخ الإيرانية والتعامل معها في آن واحد.
واستخدمت إيران -وفق الفلاحي- صواريخ "ذكية" تستخدم الوقود الصلب، مما يعني أنه سريع الاحتراق، وبالتالي هناك قدرة كبيرة على وصول هذه الصواريخ إلى أهدافها بسرعة، وكذلك فإن بعضها يحمل رؤوسا حربية كبيرة.
وتعرّضت إسرائيل -الليلة الماضية- لهجوم صاروخي إيراني على دفعتين، مخلفا دمارا كبيرا وقتلى وجرحى في مناطق بينها تل أبيب وحيفا، في حين قالت مصادر إيرانية إن الصواريخ المستخدمة تكتيكية ومزودة برؤوس شديدة الانفجار.
إعلانواستهدف الهجوم الأول مدنا في إسرائيل بـ40 صاروخا، بينما استهدف الثاني مدن تل أبيب وروحوف وبات يام جنوب تل أبيب بـ50 صاروخا.
تدمير واسعوقال الخبير العسكري إن إيران بدأت استخدام إمكانيات وقدرات لم تلجأ إليها سابقا، مشيرا إلى أن القصف الإيراني الأول تم بـ200 صاروخ، لكنه لم يحدث هذا التدمير الواسع الذي خلّفه القصف الجديد.
وارتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 6 وأكثر من 180 جريحا وعالقين تحت الأنقاض -الليلة الماضية- جراء سقوط صواريخ إيرانية في منطقة بات يام، وفق ما أورد قائد شرطة منطقة أيالون في تل أبيب.
وطال القصف الأخير أهدافا رمزية بالنسبة لإسرائيل مثل معهد وايزمان في رحوفوت جنوبي تل أبيب -وهو مركز بحثي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والطب- ومقر وزارة الدفاع وغيرها، وفق الفلاحي.
وبناء على كل هذا، فإن الاستهدافات الإيرانية تعطي دلالة واضحة على أنها كانت "دقيقة ووصلت إلى أهدافها"، وكذلك تترجم التهديدات بضرب منشآت الطاقة والاقتصاد وغيرها إذا ضربت إسرائيل أهدافا مشابهة في الداخل الإيراني.
وحسب الفلاحي، فإن إسرائيل "في مأزق حقيقي" بعدما كانت تظن أن ضربتها الاستباقية سوف تشل منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية كما حدث مع حزب الله اللبناني.
ولم تؤدِ الضربات الإسرائيلية إلى انفراط عقد منظومة القيادة والسيطرة في الداخل الإيراني، ولم تؤدِ أيضا إلى حسم البرنامج النووي الإيراني، في حين "لا تمتلك إسرائيل الوقت الكافي لتحمل مثل هذه الخسائر البشرية".
وبشأن تداعيات ذلك، فإن الهجمات الصاروخية الإيرانية تؤثر نفسيا ومعنويا على الداخل الإسرائيلي، إذ تسببت في ذعر وخوف كبيرين، إلى جانب إيقاف العملية التعليمية، مما سيؤدي إلى إيقاف عجلة الاقتصاد وهجرة كثير من الإسرائيليين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عن اغتيال "سعد".."خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تُطبق نظرية "جز العشب" بغزة لمنع نمو المقاومة
غزة - خاص صفا
لا يُعد اغتيال "إسرائيل" للقائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، عملية رد على استهداف جنود، لكنها عملية "جز العُشب"، التي تنفذها بغزة، ضمن معادلات معينة.
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من مقاتلي "القسام"، باستهداف مركبته قرب شاطىء بحر غزة، بعملية مفاجئة، زعمت لاحقًا أنها رد على إصابة جنديين لها بجروح طفيفة.
ولكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول بالثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تصير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويوضح أن "إسرائيل" لم تتمكن من الوصول بكل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
وكما يقول "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويعزي ما حدث إلى أنها "تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع والناس وصناعة الإرباك والفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاضة ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها ، عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005".
ويعني الخبير الأمني بوجود تشابه بين تلك الفترة التي حاولت "إسرائيل" خلالها تنفيذ عمليات اغتيال بأدوات مختلفة بغزة، والمرحلة الحالية التي تشهدها، وهو ما يؤكد التغلب عليها مستقبلًا، كونها مُخاضة.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبناءها، مضيفًا أنه أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
كما يشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".