في إطار استراتيجيتها للحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط ومنع تصاعد الصراع، كثّفت الولايات المتحدة من تواجدها العسكري في المنطقة منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر 2023. وتأتي هذه التحركات في ظل المخاوف من توسع رقعة المواجهات بين إسرائيل وحماس إلى صراع إقليمي أوسع قد يهدد المصالح الأمريكية. وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على التواجد العسكري الأمريكي المتزايد، أهدافه، وحجم القوات المنتشرة.

زيادة التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسطزيادة التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط

وفي السابع من أكتوبر 2023، شنت حماس هجومًا واسعًا على القواعد الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واحتجاز رهائن، مما دفع الولايات المتحدة إلى التحرك بسرعة. وبعد يوم واحد من الهجوم، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لتعزيز قدراتها العسكرية في المنطقة.

وتضم مجموعة "جيرالد فورد" سفنًا حربية متعددة المهام مثل طراد الصواريخ الموجهة "نورماندي" ومدمرات صواريخ موجهة مثل "ثوماس ثندر"، "هندر"، و"روزفلت"، لتعزيز الدفاع الصاروخي للأسطول الأمريكي. كما عززت الولايات المتحدة من قواتها الجوية بإرسال مقاتلات من طراز "F-35"، "F-15"، "F-16"، و"A-10" إلى المنطقة.

 

ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله في شمال إسرائيل، أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "أيزنهاور" لتعزيز موقفها العسكري في شرق البحر الأبيض المتوسط في 14 أكتوبر. وجاء هذا التحرك في إطار حماية مصالح إسرائيل وردع توسع الصراع. تضمنت هذه القوة طرادات ومدمرات وطائرات مقاتلة.

وفي 21 أكتوبر، نشرت الولايات المتحدة بطاريات "ثاد" و"باتريوت" في مواقع استراتيجية في الشرق الأوسط، كجزء من تعزيز قدراتها الدفاعية ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية. وهذا التوسع العسكري يعكس التخوف الأمريكي من تصاعد التهديدات الإيرانية ووكلائها في المنطقة.

واستجابةً لتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، أطلقت الولايات المتحدة مبادرة "حارس الازدهار" لحماية السفن التجارية وضمان حرية الملاحة. وعملت مجموعة "أيزنهاور" على تأمين الطرق البحرية الرئيسية، مثل مضيق باب المندب وخليج عدن، في مواجهة الهجمات البحرية الحوثية.

تحولات محورية بعد طوفان الأقصى| ما أهداف أمريكا في الشرق الأوسط؟.. خبير يوضح يجب محاسبة إيران.. أمريكا: الحرس الثوري ينشر الفوضى في الشرق الأوسط

ومع استمرار الحرب في غزة، استبدلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات "أيزنهاور" بمجموعة "ثيودور روزفلت" لتعزيز الاستقرار الإقليمي. كما تم توجيه غواصة الصواريخ الموجهة "جورجيا" إلى المنطقة، مما يعكس التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على وجود عسكري قوي لمواجهة التهديدات.

وفي ظل تصاعد الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله، أبحرت حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" إلى الشرق الأوسط. وهذا التحرك يعكس تزايد القلق الأمريكي من اتساع رقعة الصراع إلى لبنان، مما دفعها لزيادة جاهزية قواتها.

ورغم انتهاء العديد من العمليات العسكرية، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بتواجد عسكري كبير في المنطقة. ووفقًا لتقارير أمريكية، يوجد حوالي 40 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى السفن الحربية والطائرات المقاتلة المنتشرة لحماية الحلفاء وردع التهديدات.

من جانبه، قال الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي، إن التواجد الأمريكي المتزايد في الشرق الأوسط يأتي نتيجة مخاوف من اندلاع حرب شاملة قد تهدد المصالح العسكرية الأمريكية، خصوصًا بعد أحداث السابع من أكتوبر. فالقواعد الأمريكية، مثل قاعدة عين الأسد في العراق وقاعدة التنف في سوريا، تعرضت لهجمات متكررة، ما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري.

وأضاف العناني في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية ازدادت بعد السابع من أكتوبر، حيث استهدفت فصائل محسوبة على الحشد الشعبي القوات الأمريكية في العراق، بينما استهدف الحوثيون المصالح الأمريكية في البحر الأحمر. دفع ذلك الولايات المتحدة إلى توسيع تواجدها العسكري في المنطقة لحماية مصالحها.

ولفت إلى أن التوسع الأمريكي يهدف لحماية المصالح الأمنية، بالإضافة إلى حماية إسرائيل، وهو هدف يشترك فيه الديمقراطيون والجمهوريون. وتم إرسال حاملة الطائرات "إيزنهاور" إلى البحر المتوسط بعد الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل كرد فعل على استهداف السفارة الإيرانية في دمشق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الاوسط الولايات المتحدة إسرائيل حماس التواجد العسكري الأمريكي القواعد الإسرائيلية إسرائيل وحزب الله حزب الله الولایات المتحدة السابع من أکتوبر فی الشرق الأوسط حاملة الطائرات فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى

قالت الكاتبة والمحللة السياسية هند الضاوي، إنّ موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني هو موقف مميز وأسبق من دول أخرى، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف قد يكون مدفوعًا بمصالح استراتيجية تسعى فرنسا من خلالها لإعادة بناء نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد تراجعها في أفريقيا.

فرنسا و14 دولة غربية أخرى تدعو للاعتراف بالدولة الفلسطينية.. وكندا تدرس الأمرسفير مصر في فرنسا: انتهاء الاستعدادات للتصويت بانتخابات الشيوخ الحصول على ضمانات

وأضافت الضاوي في مداخلة هاتفية مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أن هذا الظرف الدولي يمثل فرصة مهمة للاستثمار من أجل الحصول على ضمانات وموافقات لإقامة الدولة الفلسطينية.


وتابعت ، أن على بقية الدول أن تدرك أن الشعوب الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت مقلوبة رأسًا على عقب بسبب ما تعانيه غزة من إبادة ومجاعة مفروضة بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي.


وأشارت إلى أن هذا الواقع وضع الحكومات الغربية تحت ضغط شعبي كبير، ما اضطرها إلى التجاوب مع الجهود العربية وعلى رأسها مصر في المطالبة بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني، ولو على المستوى النظري المبدئي، وذلك لامتصاص غضب الشارع.


وأكدت، أنّ هذا الاعتراف النظري لا يعني تحقيق دولة فلسطينية حقيقية بالضرورة، نظراً لوجود شروط قد تكون تعجيزية، مثل ضرورة نزع سلاح حماس، وهو أمر يتطلب إيجاد حلول سياسية معقدة، مؤكدة أن الأولوية هي ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وتحييد حماس من المشهد بعد تحقيق هذه الحقوق.


 

طباعة شارك فرنسا الشرق الأوسط منطقة الشرق الأوسط الاحتلال سياسات الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • بروك تايلور تدعي: أمريكا تبذل جهودًا مكثفة للتهدئة.. وحماس تتحمل مسؤولية شلال الدم بـ غزة
  • ويتكوف: حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها.. ونتنياهو ملزم بإنهاء الحرب
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيرته الكندية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • «خبير استراتيجي» يكشف خطة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط
  • بيان صادر عن طيران الشرق الأوسط.. هذا ما جاء فيه
  • دولة فلسطين مفتاح الشرق الأوسط الجديد
  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى