بايدن يكرس إرثه في أوكرانيا.. دبلوماسية حازمة ودعم عسكري وسط تحديات داخلية
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
واجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال فترة رئاسته تحديات على الصعيدين الداخلي والدولي، لكن دعمه المستمر لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي قد يكون أبرز ملامح إرثه السياسي، بحسب محللين ومراقبين.
فمنذ بداية الحرب عام 2022، عمل بايدن على إعادة بناء التحالفات العالمية، مسلطًا الضوء على أهمية الديمقراطية في مواجهة الأنظمة الاستبدادية.
ومع ذلك، فإن الحرب في أوكرانيا لم تكن خالية من التحديات، إذ تزايد القلق الداخلي حول استمرار الدعم الأميركي وكلفته الباهظة، سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي قد تغير من بوصلة السياسة الخارجية.
بايدن استثمر أيضا المزيد من الوقت والجهد لتعزيز العلاقات عبر الأطلسي، وأظهر التزامًا قويًا تجاه الدفاع عن حلفاء أميركا في أوروبا، لكن صراعه للحفاظ على إجماع في الداخل حول الدعم لأوكرانيا ألقى بظلاله على هذا الإرث، وبدأت تثار التساؤلات حول تاثير استمرار الحرب على السياسة الداخلية الأميركية، سيما مع تصاعد الأصوات المناهضة للدعم العسكري.
يقول محللون إن الإرث الذي سيتركه بايدن وراءه مرهون باستمرار الديمقراطيات في مواجهة التحديات والتهديدات العالمية، ومدى نجاحه في التأكيد على أهمية دعم أوكرانيا كجزء من هذه المعركة.
President Biden launched the Ukraine Compact with 32 allies and partners as part of our commitment to Ukraine’s security.
This Compact brings all these countries together to support Ukraine now and in the future.
Our message is clear: we have Ukraine’s back. pic.twitter.com/p7wGYogjZd
يقول تقرير لمؤسسة أتلانتك كاونسل Atlantic Council ان إرث بايدن في أوكرانيا يعتمد بشكل كبير على قدرة هذا البلد في أوروبا الشرقية على الانتصار في الحرب التي تشنها روسيا. وهذا يتضمن السؤال المرتبط ارتباطًا وثيقًا ما إذا كان الرئيس الأميركي قد ساهم بشكل حاسم في أن يجعل الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها، قادرة على مواجهة "محور المقاومة" المكون من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.
هذه الدول تسعى إلى منع نجاح أوكرانيا، والأهم من ذلك، وتعتبر سيطرة روسيا لأوكرانيا خطوة حاسمة لإعادة تشكيل النظام العالمي الذي أنشأته الولايات المتحدة وشركاؤها بعد الحرب العالمية الثانية.
قد يثني المؤرخون على بايدن لدعمه أوكرانيا، ومع ذلك، ستحدد الأشهر والسنوات القادمة ما إذا كان قد قّصر في تقديم الحلول من خلال دعمه المتحفظ للبلد بسبب مخاوفه من "تصعيد نووي روسي"، حيث كانت النتيجة هي ردع ذاتي، حين قدمت الولايات المتحدة لكييف الأسلحة التي طلبتها بشدة ببطء وبأعداد غير كافية.
أيضا زادت إدارة بايدن من تفاقم الوضع من خلال تقييد حرية كييف في استخدام الأسلحة الأميركية، سيما البعيدة المدى، لضرب أهداف عسكرية في روسيا، كانت تطلق منها هجمات قاتلة على الأوكرانيين.
يضيف التقرير، أن العديد من قادة الحزب الجمهوري يتفقون على أن بايدن كان مخطئًا في تأخير الدعم الحاسم لأوكرانيا، لكن الأمر ذاته سينطبق على الرئيس السابق دونالد ترامب إذ كتب جون بولتون، الذي كان مستشار الأمن القومي لترامب من 2018 إلى 2019، في صحيفة التلغراف أن كلا من ترامب وجي دي فانس "غير مهتمين، أو يظهران ازدراءً علنيًا، لمساعدة كييف ضد العدوان غير المبرر لروسيا"
مجلة أتلانتك كاونسل تذكر لأنه لا يزال أمام بايدن بضعة أسابيع يمكن استثمارها لتقديم أفضل فرصة لأوكرانيا لتحقيق النصر، من خلال إزالة القيود على القوات الأوكرانية لضرب الأهداف العسكرية في روسيا. ومع ذلك، سيتحدد مصير الحرب والمنافسة الأكبر بشكل متزايد من خلال قوى لا يمكنه التحكم بها، سواء داخل حزبه أو مع الجمهوريين، وكذلك مع الحلفاء والخصوم في جميع أنحاء العالم.
President Biden and I will continue to stand with Ukraine. pic.twitter.com/MQwf1meB9s
— Vice President Kamala Harris (@VP) June 15, 2024 مساعدات مهمة بالمليارات لكنها باهضة الثمنمجلة نيوزويك Newsweek الأميركية تحدثت بدورها عن قيمة المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا خلال فترة رئاسة بايدن لوحدها، وذكرت أن الولايات المتحدة التزمت لحد الان بأكثر من 59.3 مليار دولار كمساعدات "عسكرية" لأوكرانيا منذ بداية إدارة بايدن، خصص الجزء الأعظم منها لتوفير المعدات ومختلف أنواع الأسلحة من أنظمة الدفاع الجوي، والأنظمة الجوية غير المأهولة، والذخائر الأرضية، وتعزيز صناعة الدفاع الأوكرانية
أكثر من 66 حزمة مساعدات أرسلتها الادارة الأميركية الحالية لأوكرانيا، وهي جزء من جهود بايدن لمواصلة إرسال الأسلحة إلى كييف في ظل النقاشات المستمرة في السياسة الأميركية حول مقدار الأموال التي ينبغي على البلاد الاستمرار في إنفاقها لمساعدة حليفها في الحرب المستمرة ضد روسيا.
بايدن الذي سيتنحى عن منصبه في يناير المقبل، قال في أواخر يوليو "من خلال هذه الإجراءات، رسالتي واضحة: ستوفر الولايات المتحدة الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا للفوز في هذه الحرب." بحسب تعبيره.
فريال شريف، مديرة برنامج العلاقات الدولية في جامعة لويولا ماريماونت في كاليفورنيا، قالت للمجلة "بشكل عام، سيعتمد إرث بايدن على نتائج الانتخابات الرئاسية ونتيجة الحرب الأوكرانية الروسية."
فإذا فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات، فمن المحتمل أن "تستمر في دعم أوكرانيا" وتضيف شريف "من المحتمل أن تجد هاريس نفسها في موقف عندما يشعر العديد من الأميركيين أن البلاد تتكبد خسائر مالية في حرب أجنبية لا يمكنها الفوز بها أو تجدها باهظة التكلفة للفوز .... وما لم يتغير مسار الحرب بشكل جذري، من المحتمل أن تُعتبر أوكرانيا فشلًا في السياسة الخارجية لكل من بايدن وهاريس."
وأظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في يوليو أن 63% من الديمقراطيين والأشخاص الذين يميلون نحو الديمقراطيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، في حين أن 36% فقط من الجمهوريين والأشخاص الذين يميلون نحو الجمهوريين يقولون ذات الشيء.
مع بقاء أسابيع قليلة من انتهاء ولايته، يجب أن يكون إرث بايدن في مقدمة اهتمامه مثل أي رئيس منتهية ولايته. وربطت بوليتيكو Politico الأميركية هذا الإرث بانتصار أوكرانيا الذي قالت انه لن يتحق بدون حصول كييف على صواريخ بعيدة المدى.
وتضيف أنه يجب على الرئيس جو بايدن أن يقرر ما إذا كان سيسمح للجيش الأوكراني باستخدام الصواريخ بعيدة المدى المقدمة من الولايات المتحدة لضرب أهداف أعمق في روسيا. وتذكر أن هذه مجرد أحدث سلسلة من القرارات حول مدى الدعم الأميركي لأوكرانيا لكنها أيضًا قد تمثل تحولًا في نهج أميركا تجاه هذا الصراع.
ويطلب الأوكرانيون من الرئيس الأميركي توسيع قائمة الأهداف لتشمل مواقع تتجاوز منطقة الحدود المباشرة في روسيا، فموسكو تشن الحرب من أراضيها، حيث ترسل القاذفات والصواريخ، وكييف ترغب في استخدام الأسلحة التي لديها للدفاع عن نفسها.
وذكرت بوليتيكو أن هذه الصواريخ لن تمثل تصعيدا جديدا سيما أن أوكرانيا حصلت سابقا على دبابات أبرامز، و طائرات F-16، أو أنظمة الصواريخ التكتيكية الأرضية من الولايات المتحدة.
وتشير المجلة إلى أن الأوكرانيين وأصدقاءهم يقدمون تلميحات واضحة أن لدى بايدن فرصة لتشكيل إرثه ويجب أن يُترك الحذر جانبًا وأنه على الولايات المتحدة دعم انتصار أوكرانيا من خلال تزويدها بكل الأدوات التي تحتاجها للفوز وليس فقط لتجنب الخسارة، أو كما يقولون بشكل قاتم هنا في السنة الثالثة من حرب الاستنزاف، "الموت البطيء" بحسب تعبير المجلة.
واجه الرئيس بايدن مهمة فريدة ومعقدة على الساحة الدولية، فهو أعاد الولايات المتحدة كركيزة للعالم الحر وقاد الجهود الناجحة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي.
وذكر مركز مجلس العلاقات الخارجية Council on Foreign Relations في أن بايدن استعاد مصداقية الولايات المتحدة كأكبر ديمقراطية في العالم، وأكد التزام أميركا بالحفاظ على نظام دولي ليبرالي. وبدأ بايدن في إصلاح العلاقات مع حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو جهد أثمر بشكل كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
يضيف التقرير أن حلف الناتو اليوم قوي وموحد، يحقق ثلثا أعضائه الآن المعيار الخاص بإنفاق ما لا يقل عن 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، بزيادة عن ثلث أعضائه فقط عام 2020. أيضا إنضمت فنلندا والسويد إلى التحالف، مما زاد من قوة الناتو الكلية ومنحها ثقلاً جديدًا في الشمال.
لكن التقرير يضيف أنه على الرغم من أن جهود بايدن الناجحة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا تعد إنجازًا، إلا أنها صرفته عن متابعة ملفات داخلية ومحلية مهمة، وجعلته من الصعب الحفاظ على التوازن بين الأهداف الدولية والوسائل المحلية.
فهو صوّر النزاع كمعركة حاسمة بين الديمقراطية والاستبداد، وهو إطار لم يقنع به العديد من الدول وقد بالغ في تقدير متانة الإجماع الثنائي الحزبي الداعم لأوكرانيا، وكانت هذه الحسابات الخاطئة واضحة تمامًا خلال فترة التأخير التي استمرت سبعة أشهر للحصول على موافقة الكونغرس على حزمة المساعدات لأوكرانيا.
والآن، يسعى دونالد ترامب وجي دي فانس إلى استغلال أوكرانيا كقضية انقسام، مهددين بقطع المساعدات عن البلد المحاصر. فالمرشح الجمهوري لمنصب نائب الريس صوت مؤخرا ضد حزمة المساعدات التي تم تمريرها في أبريل، وقال "لا أعتقد أنه من مصلحة أميركا الاستمرار في تمويل حرب لا نهاية لها في أوكرانيا."
ينهي التقرير بالقول إن أوكرانيا تحتاج وتستحق المساعدات الأميركية وبقاءها يعزز قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد روسيا على المدى الطويل. لكن حتى تُقدم كامالا هاريس هذه الحجة في حملتها لخلافة بايدن،فأن الديمقراطيين بحاجة إلى استراتيجية لإنهاء الحرب في أوكرانيا وضمان أن يصبح هذا البلد حر وديمقراطي ومستقر وقادر على هزيمة التهديدات الروسية بشكل دائم.
صحيفة ذي هيل The Hill ذكرت أنه بعد الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان، لدى بايدن فرصة لجعل انتصار أوكرانيا على روسيا وإحياء التحالف عبر الأطلسي إرثه الحقيقي في السياسة الخارجية.
بالتأكيد، كان دور بايدن القيادي خلال الحرب تاريخيًا، خاصةً في كيفية الحفاظ على وحدة التحالف عبر الأطلسي وتقديم مستويات من المساعدات العسكرية لم يُشهد لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. لكن مع تصاعد جهود أوكرانيا لتحرير الأراضي المحتلة، تصبح عيوب الإدارة أكثر وضوحًا.
على وجه الخصوص، يبدو أن بايدن يتباعد بشكل متزايد عن حلفاء أميركا فيما يتعلق بإعطاء أوكرانيا مسارًا نحو العضوية المستقبلية في الناتو، مع انضمام باريس إلى المملكة المتحدة ودول البلطيق وبولندا وغيرهم من الحلفاء في الدعوة إلى عضوية أوكرانيا في الناتو.
يشير التقرير إلى أن أفضل طريقة لوقف الطموحات الروسية واستعادة السلام في أوروبا هي من خلال توضيح مسار عضوية كييف في الناتو، واوضح أن عرقلة هذه الانضمام ستجعل من بايدن يهدر فرصة تاريخية لتحقيق السلام في أوروبا.
الصحيفة حملت بايدن أيضا مسؤولية التأخير الذي يحصل في ايصال المساعدات العسكرية لأوكرانيا أو الحذر من إرسال أخرى خوفا من "التصعيد" الروسي الذي قالت انه لم يحدث رغم الأسلحة المختلفة التي حصلت عليها أوكرانيا خلال هذا النزاع.
تذكر الصحيفة أيضا أن بايدن يواصل القول إنه يدعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر"، لكن حادثة والاس وسجل بايدن البطيء في تقديم الأسلحة لأوكرانيا يشير إلى أنه يعني في الحقيقة، "طالما استغرق الأمر، ولكن ليس كثيرًا."
حث الرئيس الأميركي، جو بايدن، الغرب على مواصلة دعمه لأوكرانيا ضد الغزو الروسي، في الوقت الذي تواجه فيه كييف شتاء باردا وتثير انتخابات الرئاسة الوشيكة في الولايات المتحدة مخاوف بشأن مدى قوة إصرار واشنطن.
وكان بايدن يتحدث الى الصحفيين خلال زيارة له الجمعة إلى المانيا حيث بحث مع زعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مسائل تتنوع من أوكرانيا إلى الصراع الآخذ في الاتساع في الشرق الأوسط. وتأتي زيارة بايدن قبل أسبوعين ونصف من انطلاق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
صحيفة واشنطن بوست Washington Post ذكرت أن هذه الرحلة، من المحتمل أن تكون الأخيرة كرئيس إلى أوروبا، هي فرصة لبايدن لتعزيز إرثه العالمي وتعزيز العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين في ظل التحديات المتزايدة.
تعزيز تحالف الناتو دفاعاً عن أوكرانيا كان علامة بارزة في سياسة بايدن الخارجية، وتوفر له رحلة برلين فرصة لدفع أي مكاسب تدريجية يمكن تحقيقها في الأيام الأخيرة من رئاسته وترسيخ إرثه كزعيم قاد ائتلافاً من الديمقراطيات في مواجهة تمدد الاستبداد.
تضيف واشنطن بوست أن دبلوماسيين على جانبي المحيط الأطلسي يرون أن الرحلة إلى ألمانيا تأتي جزئيًا كجهد من بايدن لاستغلال ما تبقى له من منصة قوية للدعوة إلى مزيد من الدعم لأوكرانيا قبل أن يشغل شخص آخر المكتب البيضاوي سيما أن بايدن وضع أوكرانيا كجبهة حاسمة في الصراع العالمي بين الديمقراطية والسلطوية.
وإذا كان العديد من الحلفاء الأوروبيين يرون ترامب كتهديد لمساعي استمرار دعم أوكرانيا، فإنهم يعتبرون هاريس كشخصية غير معروفة نسبيًا، باعتبارها نائب بايدن، كانت متحدثة باسم سياسته الخارجية، معبرة عن دعمها لحلف الناتو والتقت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عدة مرات.
لكن بينما كان لدى بايدن عقود من الخبرة في الدبلوماسية العالمية، لم تُعطِ هاريس أهمية كبيرة للسياسة الخارجية خلال حملتها المكثفة للترشح للبيت الأبيض. ويقول مسؤولون أوروبيون إنهم يتوقعون أن تحافظ رئاسة هاريس إلى حد كبير على الوضع الراهن، لكنهم يقلقون من أنها لن تتمتع بالارتباط العاطفي والجوهرى الذي كان لدى بايدن تجاه الناتو.
وقال مسؤول كبير في الناتو، طالبًا عدم الكشف عن هويته لصحيفة واشنطن بوست "إذا حصلنا على كامالا هاريس، سيكون الأمر مثيرًا للاهتمام، لأننا لا نعرف على الإطلاق ما هي بوصلتها عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية." وأضاف: "كل ما يمكننا توقعه هو أنها ستكون استمرارًا للسياسة الخارجية لبايدن. هذا هو كل ما يمكننا الاستعداد له."
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدفاع عن نفسها ضد السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة الرئیس الأمیرکی من المحتمل أن الغزو الروسی دعم أوکرانیا بعیدة المدى فی أوکرانیا أوکرانیا فی فی أوروبا فی الناتو إرث بایدن لدى بایدن العدید من استمرار ا فی مواجهة ضد روسیا أن بایدن جو بایدن فی روسیا کییف فی إذا کان من خلال
إقرأ أيضاً:
ملامح تطور عقيدة التصنيع العسكري الروسي خلال الحرب مع أوكرانيا
موسكو– ازدادت القدرة الإنتاجية للتصنيع العسكري الروسي بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب مع أوكرانيا، بالتوازي مع خطوات حثيثة اتخذتها موسكو لإعادة تسليح الجيش والبحرية، لمواجهة تبعات الدعم العسكري الغربي لكييف، وفي وتيرة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.
ومرّت الصناعة العسكرية الروسية بمراحل رئيسية عديدة خلال فترة الصراع مع أوكرانيا:
ففي البداية ركّزت على حشد الموارد المتاحة وزيادة إنتاج أنواع الأسلحة الحالية. ثم جاءت مرحلة التكيف مع ظروف القتال الجديدة بإدخال تقنيات ومواد جديدة، وتحسين عمليات الإنتاج. أما المرحلة الثالثة، فتمثلت بتحديث وتطوير أنظمة أسلحة جديدة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية.وأصبح للمؤسسات الحكومية دور أكثر أهمية في إنتاج الأسلحة، كما تشارك الشركات الخاصة بنشاط في الإنتاج العسكري، حيث تحصل على عقود حكومية. ونتيجة لذلك، أصبح الإنتاج العسكري الروسي عاملا أساسيا في إمداد القوات المسلحة الروسية خلال الحرب.
تأكيد رسميسبق أن أقر وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو، الذي يشغل حاليا منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي، في تصريح له نهاية العام 2023، بأن شركات الدفاع الروسية تحوّلت إلى نظام العمل على مدار 24 ساعة وضاعفت قدرتها الإنتاجية 4 مرات منذ فبراير/شباط 2022.
إعلانكما أكد ازدياد إنتاج الدبابات بمقدار 5.6 مرات زيادة، والمركبات المدرعة بمقدار 3.5 – 3.6 مرات، والطائرات بدون طيار بمقدار 16.8 مرة، وذخيرة المدفعية بمقدار 17.5 مرة.
ووفقًا له، فقد حصلت القوات البرية على 1530 دبابة جديدة ومحدثة، وأكثر من 2500 مركبة قتالية للمشاة وناقلة جنود مدرعة، وحصلت القوات الجوية الفضائية على 237 طائرة ومروحية، وحصلت البحرية الروسية على 8 سفن و4 غواصات متعددة الأغراض وغواصة نووية إستراتيجية.
يشرح الخبير في الشؤون العسكرية يوري كنوتوف، بأن الإنتاج العسكري الروسي شهد تغيرات ملحوظة منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تضمنّت توسعا مكثفا في الطاقة الإنتاجية وإعادة التوجيه نحو إنتاج الذخائر والمعدات العسكرية وغيرها من الأسلحة اللازمة لمواصلة الحرب.
ووفقًا له، تتعلق أهم هذه التغيرات بتكثيف الإنتاج، إذ تحولت المصانع التي كانت تنتج منتجات مدنية سابقًا إلى إنتاج الأسلحة، كما تم تحديث المصانع القديمة وإعادة توجيهها نحو الطلبيات العسكرية.
ويضيف بأن حجم إنتاج المعدات العسكرية والذخائر وغيرها من الأسلحة ازداد بشكل ملحوظ مقارنة بمستوى ما قبل الحرب، علاوة على إدخال وتطوير وتطبيق تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الإنتاج وجودة المنتج.
ويلفت إلى أن "عقيدة التصنيع العسكري" خلال الحرب طالت إعادة التوجيه نحو الموارد المحلية، موضّحا أنه "بسبب العقوبات، استُبدلت معظم المكونات المستوردة بأخرى محلية، مما تسبب في بعض المشاكل المتعلقة بجودة وموثوقية المنتجات، ولكنها في المقابل سمحت بزيادة الاستقلال عن الموردين الأجانب".
وحسب قوله، فقد أصبحت أوكرانيا "مختبرا حيّا" لاختبار وتطبيق أحدث أنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية، بما في ذلك تلك التي لا تزال في مرحلة التطوير، كما بدأت التقنيات الجديدة تلعب دورا خاصا في الصراع، كالأنظمة غير المأهولة التي تعمل بالتحكم عن بعد، والإنترنت، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الحرب الإلكترونية وغيرها.
إعلانوعلى هذا الأساس، بات التصنيع العسكري الروسي أمام أكبر تحد في سياق إيصال العملية العسكرية الخاصة إلى أهدافها، والذي يشترط تحقيق نقلة نوعية وغير مسبوقة في حرب الأدمغة بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها.
التعاون مع الشركاءيرى العديد من المراقبين الروس أن تركيز الاتحاد الأوروبي ينصب على تعزيز قدراته في مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا، وتطوير التعاون مع كييف من خلال ضخ التقنيات الجديدة إليها، مما حوّلها -وفق توصيف هؤلاء- إلى "وادي سيليكون" للابتكارات العسكرية الغربية.
من هنا يبرز الموقف المقابل لروسيا بخصوص علاقات التعاون في المجال العسكري والتقني التي تربطها مع الدول التي تعتبر شريكة لها في الموقف ضد الأحادية القطبية وسياسات الهيمنة الغربية، وعلى رأسها الصين وكوريا الشمالية وإيران.
وفي الوقت الذي لم يعد فيه سرا وجود تعاون عسكري متعاظم مع الدول المذكورة، إلا أنه لا توجد في المقابل معلومات رسمية بالشق المتعلق بالتصنيع العسكري تحديدا.
وتعليقا على ذلك، يقول الخبير في الشؤون الإستراتيجية أركادي سيميبراتوف، إن التعاون مع هذه الدول يتجلى في المجال العسكري بتعزيز العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات، وفي بعض الحالات بتوريد المعدات العسكرية.
وبخصوص الصين، يشير المتحدث إلى أن التعاون معها يشمل مجالات مختلفة، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات والتكنولوجيا، وربما توريد المعدات العسكرية، ويتابع بأنه "كثيرا ما ينظر إلى هذا التحالف باعتباره ثقلا موازنا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".
أما كوريا الشمالية، فإن المستوى المتزايد من التعاون يرتبط بالصراع في أوكرانيا، حيث وردت تقارير عن قيام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالذخيرة، فضلا عن مشاركة جنود كوريين شماليين في معارك، كما حصل في معركة استعادة مقاطعة كورسك مؤخرا، لافتا إلى أنه في عام 2024 تم توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة، تتضمن المساعدة العسكرية المتبادلة بين البلدين.
إعلانوبالنسبة لإيران، فإن التعاون يهدف بشكل رئيسي إلى توفير الأسلحة والتقنيات التي تساعد إيران على تحديث جيشها، بينما في المقابل تلعب إيران دورا رئيسيا في توريد الطائرات بدون طيار وغيرها من التكنولوجيا العسكرية إلى روسيا.