السياحة الشتوية في سلطنة عمان .. وُجهات متعددة وفعاليات ترفيهية
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
أفضل الوجهات
تقول رائدة الأعمال حليمة آل عبد السلام: تتميز سلطنة عمان بتضاريسها الطبيعية المتنوعة، ما يجعلها وجهة مثالية للسياحة الشتوية. كما تحتضن سلطنة عُمان مجموعة من الوجهات الرائعة التي تتناسب مع مختلف أذواق الزوار، سواء كانوا يبحثون عن الهدوء والاسترخاء في أحضان الطبيعة، أو عن المغامرة والتشويق.
وأضافت: تتميز أيضاً السهول الواسعة في محافظة الداخلية بفرصها الرائعة للمشي والتخييم، بينما تُعد رمال الصحراء الذهبية في الربع الخالي وجهة مميزة لعشاق المغامرات. وفي هذه الوجهات، يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة من الأنشطة المتنوعة مثل التخييم، الرحلات الجبلية، أو حتى ركوب الدراجات في الطرقات الرملية، ما يجعل فصل الشتاء الوقت الأمثل لاستكشاف هذه الكنوز الطبيعية.
فعاليات شتوية
كما أشارت آل عبد السلام : الأجواء الشتوية تُعتبر فرصة رائعة لتنظيم فعاليات ومهرجانات تعزز من التجربة السياحية في سلطنة عمان. حيث إن بين الفعاليات البارزة، يمكن ذكر مهرجان مسندم الذي يحتفي بالثقافة والتراث المحلي، ما يوفر جوا من البهجة والتفاعل الثقافي. كما تُقام في محافظة البريمي مهرجانات تقليدية تعكس غنى التراث العماني، بما في ذلك الفنون الشعبية والمأكولات المحلية.
وأكدت أن هذه الفعاليات تُساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الداخلية، حيث تجذب الزوار من مختلف المناطق، وتُوفر لهم فرصة للاستمتاع بتجارب ثقافية وترفيهية مميزة. كما تُساعد هذه الأنشطة في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع وتقديم منصة للمواهب المحلية للظهور.
دعم الاقتصاد
وأكدت آل عبد السلام أن السياحة الشتوية تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي، سواء من خلال الزوار القادمين من خارج السلطنة أو المقيمين فيها. حيث إن الإيرادات الناتجة عن الحجوزات في الطيران والفنادق تمثل جزءا كبيرا من العوائد الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، تتجلى هذه الفوائد في خدمات تأجير السيارات والمكاتب السياحية التي توفر تجارب متكاملة للزوار. علاوة على ذلك، تساهم رسوم دخول الوجهات السياحية مثل القلاع والمتاحف والمطاعم في دعم الاقتصاد المحلي، ما يجعل السياحة الشتوية رافدا مهما للحركة الاقتصادية في سلطنة عمان. كما إن توفير فرص العمل وزيادة الإيرادات المحلية تعزز من تنمية المجتمعات المحلية وتحسين مستوى المعيشة.
وأضافت أن استغلال الأجواء الشتوية في سلطنة عمان يُساهم في تنشيط السياحة، ويعزز من الرفاهية المجتمعية ويوفر فرصا جديدة للنمو الاقتصادي. فمن خلال الاستثمار في السياحة الشتوية، يمكن للسلطنة أن تبرز كوجهة سياحية مميزة على المستوى الإقليمي والدولي، ما يفتح الأبواب أمام مستقبل مشرق ومزدهر في مجال السياحة.
الأنشطة الترفيهية
من جانب آخر قال مهدي بن سالم الجساسي: تُعتبر المناطق الساحلية في سلطنة عمان وجهة مثالية للترفيه خلال فصل الشتاء، حيث يمكنك الاسترخاء على مياه البحر والاستمتاع بالأمواج المتلاطمة على الشواطئ الصخرية. حيث إن منظر المياه وهي تنحت الصخور يضفي جوا ساحرا ويأخذك إلى عالم من الخيال والهدوء. كما تُعتبر الشواطئ مثل شاطئ القرم وشاطئ رأس الجنز من الأماكن الرائعة التي تُتيح للزوار الاستمتاع بمجموعة من الأنشطة المائية مثل ركوب الأمواج أو الغوص. كما يمكنك الانغماس في جمال الغروب الساحر، الذي يُضفي لمسة سحرية على الأفق، ويجعل لحظاتك على الشاطئ لا تُنسى.
استكشاف الطبيعة
وقال الجساسي: يمكنك استكشاف الطبيعة العمانية الغنية خلال فصل الشتاء من خلال تسلق الجبال الشاهقة والوديان السحيقة. حيث إن هذه الرحلات تُتيح لك فرصة البحث عن الحيوانات البرية والتأمل في جمالها الرائع، ما يُعمق فهمك لتنوع التضاريس العمانية. حيث يُعتبر جبل شمس، أعلى قمة في عمان، جهة مميزة لعشاق المغامرة، بحيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالات خلابة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوديان مثل وادي شاب ووادي بني خالد تُقدم تجارب مشي مدهشة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمياه الزرقاء والشلالات وسط المناظر الطبيعية الخلابة.
معرض المأكولات
وأضاف الجساسي: تُعد تجربة تذوق الأطعمة العمانية التقليدية من أمتع التجارب خلال فصل الشتاء. حيث يمكنك الاستمتاع بتناول الخبز العماني واللبن في الهواء الطلق، إضافةً إلى مجموعة من المأكولات الشهية مثل الهريس والعرسية والسمك وقرص الجمر. حيث تُعتبر هذه الأطباق الغنية تجسيدا للثقافة العمانية، بحيث يتم تحضيرها باستخدام مكونات طازجة وتوابل محلية. كما يمكنك أيضا الاستمتاع بشرب القهوة العمانية الشهيرة، والتي تُقدم عادةً مع التمر، ما يُضفي طابعا خاصا على تجربة تناول الطعام.
وأكد الجساسي أن فصل الشتاء في سلطنة عمان يمثل فرصة استثنائية للاستمتاع بالأنشطة الساحلية، واستكشاف المناظر الطبيعية، وتذوق المأكولات التقليدية. إنها تجربة متكاملة تغمر الحواس وتترك أثرًا عميقًا في القلب. من جمال البحر إلى روعة الجبال ونكهات المطبخ العماني، تُقدم لك سلطنة عمان تجربة سياحية فريدة تدعو للاكتشاف والاستمتاع.
تجارب فريدة
من جانبه قال راشد بن علي العلوي: تُعتبر سلطنة عمان وجهة رائعة للسياحة الشتوية بفضل تنوع تضاريسها. حيث إنها من بين أفضل الوجهات، إذ نجد رمال بدية، ورمال الربع الخالي، وبحيرات الصفا في ولاية عبري. كما تُعتبر جبال مسندم وجزيرة مصيرة من الأماكن الجذابة، حيث تقدم كل هذه الوجهات تجارب فريدة ومتنوعة للزوار.
وأشار إلى أنه يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة من الأنشطة الشتوية في جبال سلطنة عمان، مثل التخييم والتنظيم للمسير الجبلي. إذ ان هذه الأنشطة تُتيح للزوار فرصة استكشاف الطبيعة الخلابة والاستمتاع بالمناظر الجبلية الرائعة، ما يُعزز تجربة الرحلات الشتوية.
وأضاف العلوي: تشهد سلطنة عمان تنظيم مجموعة من الفعاليات والمهرجانات الشتوية التي تُقام في مختلف المحافظات. ومن أبرز هذه الفعاليات مهرجان صحار ومهرجان الظاهرة السياحي، بالإضافة إلى مهرجان حمراء للدروع والإبل ومزاينتها. حيث تُساهم هذه الفعاليات في تعزيز الثقافة والتراث المحلي وتوفير تجارب ترفيهية للزوار.
وأكد العلوي أن المناخ الشتوي ودرجات الحرارة المنخفضة يعتبران عاملين إيجابيين بالنسبة للسياح، يُعززان من رغبتهم في القيام برحلات تخييم ومغامرات في الهواء الطلق. ويُفضل الكثيرون زيارة المرتفعات للاستمتاع بالطقس البارد، ما يزيد من جاذبية السياحة في هذا الوقت من العام.
كما أكد انه خلال فصل الشتاء، يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة من التجارب الثقافية المميزة. وتشمل هذه التجارب مشاهدة الموروث الشعبي، وتذوق الأكلات التقليدية، والاستمتاع بالفنون الشعبية. هذه الأنشطة تُسهم بتعزيز فهم الزوار للثقافة العمانية الغنية وتوفر لهم تجربة مميزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السیاحة الشتویة خلال فصل الشتاء فی سلطنة عمان حیث یمکن التی ت حیث إن ت عتبر
إقرأ أيضاً:
توسعة الربط الجوي.. رؤية طموحة تعزز مكانة سلطنة عمان كمركز عبور عالمي
كتب-حمدان الشرقي
تسعى سلطنة عمان ممثلة بشركة مطارات عمان إلى توسعة الربط الجوي وشبكة الوجهات الدولية، واستعرض مختصون في قطاع الطيران والسفر والسياحة وفي استطلاع أجرته "عمان" أبعاد هذا التوسع على النمو الاقتصادي، وتحفيز القطاعات غير النفطية، وزيادة التدفقات السياحية، وتعزيز دور السلطنة كمركز عبور جوي عالمي، مشيرين إلى أن التوسع في الربط الجوي بإضافة خطوط طيران جديدة من مختلف الوجهات العالمية يسهم بشكل مباشر في تنشيط حركة السفر والسياحة، ويفتح آفاقا واسعة أمام قطاعات النقل والخدمات والضيافة، مؤكدين على أن الاستثمار في هذا المجال يُعد رافدًا مهمًّا في مسيرة التحول الاقتصادي الذي تنشده السلطنة في السنوات القادمة.
في البداية، قال المهندس حمود بن مصبح العلوي، نائب الرئيس التنفيذي للطيران العُماني: إن إضافة خطوط دولية جديدة تعد عنصرا حيويا ضمن استراتيجية الشركة التشغيلية والتجارية، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة أسطول الطيران العماني تخضع لتقييم دقيق لمدى جدوى كل مسار دولي جديد، مع مراعاة مدى توافقه مع الأهداف الإستراتيجية طويلة المدى، وذلك لضمان استدامة الربحية.
وحول التنسيق بين الناقل الوطني وشركة مطارات عمان أفاد بأن هناك تنسيقا مباشرا ومكثفا مع شركة "مطارات عُمان" قائم على تكامل الإستراتيجيات، لا سيما خلال المواسم السياحية مثل موسم الخريف، وذلك لتوفير تجربة سفر متكاملة وسلسة للمسافرين، حيث يشمل التعاون جداول الرحلات، والتخطيط التشغيلي، ومناولة الأمتعة، وخدمات الضيوف، بما يضمن ترابطًا فعالًا بين الرحلات الدولية والداخلية.
وأشار إلى أن المنافسة المتزايدة مع شركات الطيران منخفضة التكلفة تمثل تحديًا على كل شركات الطيران، لكنها تخدم فئة مختلفة من المسافرين، وأكد أن الطيران العُماني -باعتباره شركة متكاملة الخدمات- يركز على تقديم تجربة سفر راقية تتميز بجودة عالية وتجسد الضيافة العُمانية الأصيلة، الأمر الذي يعزز موقع الشركة التنافسي في السوق.
وأوضح العلوي أن المحافظة على الحصة السوقية تشكل تحديا دائما لأي شركة طيران في ظل التوسع المتسارع للربط الجوي في المنطقة، وبالنسبة للطيران العماني لا يقتصر التحدي فقط على الحفاظ على الحصة السوقية، بل يشمل السعي للنمو بطريقة ذكية ومستدامة من الناحية المالية والاستراتيجية، وهو ما تعمل عليه الشركة ضمن برنامج تحول شامل يشمل تركيز الجهود على المسارات ذات الطلب المرتفع والمستدام، وبناء شراكات استراتيجية مثل الانضمام الأخير إلى تحالف "oneworld"، بالإضافة إلى تطوير المنتجات وتحسين تجربة الضيوف باستمرار، مع التمسك بالمرونة كعنصر أساسي في مواجهة تقلبات السوق.
إضافة نوعية
من جانبه أوضح الدكتور خالد بن عبدالوهاب البلوشي، مختص في قطاعي السياحة والطيران: إن التوسع في الربط الجوي الدولي يمثل إضافة نوعية مباشرة للناتج المحلي الإجمالي، لما يحمل من تأثير إيجابي على المستويين التشغيلي والخدمي، وبيّن أن زيادة عدد الرحلات الجوية الدولية لا يقتصر تأثيرها على تنشيط الحركة السياحية، بل يمتد ليشمل خدمات المطار، كالتموين، والخدمات الأرضية، والشحن الجوي، والأسواق الحرة، وغيرها من الأنشطة الداعمة.
وأشار إلى أن هذا التوسع يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ويمنح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة منصات أوسع للاستفادة من التدفق السياحي والتجاري، مؤكدًا أن الربط الجوي يعزز الحراك الاقتصادي العام داخل السلطنة.
تكامل الأدوار
وأكد الدكتور البلوشي بأن المخاوف من أن تؤدي الزيادة في عدد شركات الطيران الأجنبية إلى الإضرار بشركات الطيران المحلية غير مبررة، مشددًا على أهمية تكامل الأدوار بدلا من التنافس، وأشار إلى أن انضمام الطيران العماني إلى تحالف "one world" يتيح له الربط مع شبكات عالمية، ويفتح آفاقا لتوسيع حضوره الدولي، مما يعزز مكانة السلطنة كمركز عبور جوي مهم في المنطقة.
وبيّن الدكتور أن القطاعات غير الجوية، وفي مقدمتها السياحة والضيافة والخدمات اللوجستية، هي المستفيد الأكبر من هذه التوسعات، فمع زيادة عدد الرحلات والوجهات سيرتفع عدد السياح مما ينعكس على إشغال الفنادق، وزيادة الطلب على المطاعم، وسيارات الأجرة، والمتاحف، والأنشطة الترفيهية.
وحول مؤهلات سلطنة عمان للتوسع بالنقل الجوي أفاد بأن سلطنة عمان تمتلك جميع المؤهلات لتكون نقطة محورية ونموذج للنقل الجوي والبحري والبري خصوصا في صلالة وصحار، حيث تتكامل المنافذ البرية وموانئ الشحن والنقل الجوي، مما يفتح آفاق التبادل التجاري والنقل العابر "الترانزيت"، ويخلق فرصًا لوجستية متقدمة.
خدمات التوقف السياحي
وأشار إلى أن تعزيز الربط الجوي يتيح استكشاف مدن عمانية داخلية مثل نزوى، وصحار، وظفار، والمواقع الشاطئية، مما يعزز من تنويع المنتج السياحي الوطني، كما أن الترويج لما يعرف بخدمة التوقف السياحي (Stopover Packages) سيسهم بدوره في توفير فرص لاستقطاب سياح البقاء القصير، عبر تقديم عروض تشمل تأشيرات مخفضة، وإقامة فندقية بأسعار ترويجية، وهذا النوع من البرامج يحتاج إلى تنسيق مشترك بين شركات الطيران، والفنادق، والجهات الحكومية المختصة، لتحقيق أكبر عائد ممكن من الربط الجوي.
نقطة عبور استراتيجية
وقال الدكتور خالد البلوشي إن موقع سلطنة عمان الجغرافي يمنحها منذ آلاف السنين دورا تجاريا محوريا، مشيرا إلى علاقاتها التاريخية مع حضارات مصر القديمة، وشرق أفريقيا، والهند، والصين، عبر تصدير اللبان والتجارة البحرية، وإن إشراف عمان على مضيق هرمز، واتصالها المباشر ببحر العرب، يجعل منها نقطة عبور استراتيجية على طرق التجارة البحرية والجوية العالمية.
وأضاف أن الموانئ الحديثة مثل صلالة والدقم وصحار، ومطار مسقط الدولي، ومطار صلالة، تمتلك جميعها بنية أساسية عالية المستوى، وتخدم شبكات لوجستية متكاملة، مما يجعل من السلطنة مركزًا محوريًّا لإعادة التصدير والشحن والصيانة البحرية من خلال الحوض الجاف بالدقم.
الاستقرار السياسي
وأشار إلى أن الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به سلطنة عمان، يشكل عامل جذب مهما لشركات الطيران الأجنبية والمستثمرين في قطاعي السياحة واللوجستيات، ودائما شركات الطيران تبحث عن بيئة آمنة وموثوقة لرحلاتها واستثماراتها وهذا ما تملكه السلطنة.
وأضاف: إن وجود جهاز شرطة وجمارك متمرس، وتسهيلات تأشيرية مرنة، وشركات وطنية لوجستية مثل "أسياد"، يدعم بيئة النقل والشحن الجوي ويزيد من جاذبية السلطنة كمركز عبور إقليمي ودولي.
وأشار إلى أن هناك حراكا واضحا من قبل مطارات عمان، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، لجذب شركات طيران دولية جديدة. وبيّن أن هذا التوجه يهدف لتحقيق التكامل في منظومة تعود بالنفع على الجميع، سواء من حيث زيادة التدفق السياحي أو تعزيز الخدمات الجوية المقدمة.
كما لفت إلى أن الاستثمار في البنية الأساسية الجوية في مطارات كخصب، وصحار، والحديث عن مطار الجبل الأخضر ورأس الحد، يصب في إطار دعم استراتيجية السلطنة للتحول إلى مركز إقليمي للنقل والسياحة.
البنية والربط الشامل
وأوضح أن التوسع في خدمات الطيران المروحي، وربطها مع الطيران النفاث سيثري تجربة السائح، ويتيح له خيارات متعددة للتنقل داخل السلطنة، وإنشاء محطات ومراكز شحن متطورة بالقرب من مطار مسقط، ومخازن في موانئ صلالة وصحار تتيح مرونة في استقبال وتخزين ونقل البضائع.
وأضاف أن أداء الموانئ العمانية يحظى بتقدير دولي من حيث السرعة والدقة والسلامة، ما يعزز مكانة السلطنة كميناء آمن وفعال في المنطقة.
انفتاح عالمي
ويرى عماد بن فايز الغافري، خبير السفر الاقتصادي: إن التوسع في شبكات الربط الجوي لسلطنة عمان يمثل نقلة نوعية في مسيرة السلطنة نحو الانفتاح العالمي سياحيا واقتصاديا، وهو ما سينعكس على تعزيز مكانة السلطنة كوجهة جاذبة ومتجددة.، مشيرا إلى أن الربط الجوي لا يُقاس فقط بعدد الوجهات بل بنوعية الرحلات، وخدمات الطيران، وقدرة عمان على استيعاب التدفق المتوقع من المسافرين سواء كانوا سياحًا أو مستثمرين أو عابرين.
وأضاف الغافري: إن من أبرز الآثار المباشرة لتوسيع شبكة الوجهات الجوية هو دعم القطاع السياحي، الذي يُعد من أهم روافد التنويع الاقتصادي في رؤية عمان 2040، فالربط الجوي الفعال سيتيح وصول السياح من أسواق مختلفة مثل: أوروبا، وآسيا، وشرق أفريقيا، ويزيد من مدة الإقامة المتوقعة كما سيسهم بدوره في زيادة معدلات الإنفاق للسياح القادمين وخاصة في الفنادق والمطاعم والأنشطة الترفيهية والثقافية، الأمر الذي ينعكس على ارتفاع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
ويرى أن الوجهات الجوية الجديدة تفتح نوافذ اقتصادية غير تقليدية، مثل تعزيز قطاع المعارض والمؤتمرات (MICE tourism)، واجتذاب فئات نوعية من السياح مثل المغامرين ومحبي الطبيعة والسياحة البيئية، ما يتناسب مع طبيعة عمان المتنوعة جغرافيا وثقافيا.
ثقافة السفر
وأشار الغافري إلى أن حضور شركات الطيران الاقتصادي في مشهد الربط الجوي يخلق تحولا حقيقيا في ثقافة السفر داخليا وخارجيا، حيث إن الأسعار التنافسية التي تقدمها هذه الشركات تتيح للمواطنين والمقيمين السفر بتكلفة أقل، مما يحفز الطلب ويُشجّع الأفراد على خوض تجارب سياحية جديدة.
وقال إن هذه الخطوط تُعد عامل جذب للسياح من الفئات المتوسطة والباحثين عن رحلات قصيرة وميسورة، وهي فئات ذات تأثير مباشر في إنعاش الاقتصاد المحلي. ويرى أن من الضروري وجود تنسيق أكبر بين الشركات الوطنية والمطارات وشركات السياحة لتوفير حزم سفر متكاملة بأسعار مشجعة تشمل الطيران، والإقامة، والتنقل، والأنشطة السياحية.
امتياز جغرافي
وبيَّن الغافري أن سلطنة عمان تمتلك موقعا جغرافيا مثاليا يؤهلها لأن تكون مركزا مهما للعبور الجوي بين الشرق والغرب، خاصة مع ما تتمتع به من استقرار سياسي ومناخ استثماري جاذب. هذا الموقع يمكن أن يخدم رحلات الربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويجعل من مطارات السلطنة نقطة توقف مفضلة للعديد من شركات الطيران الأجنبية، ما يعني زيادة الإيرادات من خدمات المطارات والضيافة وقطاع الشحن الجوي.
وأضاف أن هذا الامتياز الجغرافي يجب أن يُستثمر ليس فقط في نقل المسافرين، بل في الترويج الذكي للسلطنة كوجهة "تستحق التوقف والاكتشاف"، من خلال عروض عبور (Transit) تشمل جولات قصيرة في المدن، وتجارب تراثية وثقافية.
البنية السياحية
وفي ختام حديثه، لفت الغافري إلى أهمية الاستعداد المستقبلي وتهيئة البنية الأساسية علاوة على ضرورة التسويق الفعال للمواقع السياحية بسلطنة عمان قائلا: إن التوسع في الربط الجوي يحتاج إلى استعداد ميداني متكامل، يشمل تطوير البنية السياحية في مختلف الولايات، وتسهيل الوصول إلى المواقع الطبيعية والثقافية، ورفع جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمرافق الترفيهية، ومن الضروري وجود استراتيجيات تسويقية خارجية تستهدف تعريف الأسواق العالمية بجماليات السلطنة، وما تقدمه من تجارب سياحية فريدة، بدءًا من صلالة في الجنوب، إلى الجبل الأخضر، ووصولًا إلى رمال الشرقية، كما ويجب علينا أن نولي أهمية بتوظيف المحتوى الرقمي والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لنقل صورة عمان إلى الخارج بطريقة عصرية وجاذبة.