الجزيرة:
2025-08-02@18:40:13 GMT

تمدد حرب دارفور شمالا وغربا يعيد رسم خريطة السيطرة

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

تمدد حرب دارفور شمالا وغربا يعيد رسم خريطة السيطرة

الخرطوم– بعد 18 شهرا من اندلاع الحرب في السودان، برز تحول في العمليات العسكرية في إقليم دارفور، فبعدما ظلت تتمحور حول مدينة الفاشر حاضرة الإقليم نحو 5 شهور، انتقلت إلى شمالها وغربها بتحرك القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانب الجيش لاستعادة المواقع التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ويخشى مراقبون من تحول المواجهات العسكرية إلى صراع إثني بعد إحراق قرى وتهجير قسري ووقوع انتهاكات على أساس عرقي في ولاية شمال دارفور.

وسيطرت قوات الدعم السريع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 على غالب ولايات دارفور، عدا محليات روكرو وقولو ونيرتيي بوسط الإقليم، وشرق جبل مرة بجنوبه، والفاشر وكرنوي وأمبرو والطينة بشمال دارفور التي تنتشر فيها قوات الجيش والقوة المشتركة لحركات دارفور.

وتخلت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور منذ فبراير/شباط الماضي عن الحياد الذي التزمت به في بداية الحرب، ومنذ 10 مايو/أيار الماضي حاصرت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر للسيطرة عليها لأهميتها السياسية ورمزيتها التاريخية باعتبارها حاضرة الإقليم، لكنها لم تفلح في ذلك.

القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح

منطقة أوم المحررة:
في صباح اليوم شنت مليشيات الدعم السريع على موقع القوة المشتركة بمنطقة اوم بولاية غرب دارفور التي حررتها المشتركة في الأسبوع محاولين استعادة السيطرة عليها وتم الهجوم بحوالي 70 عربة قتالية و حوالي 150 دراجة نارية وتمكنت… pic.twitter.com/VmCAUNGwXd

— الحساب الرسمي للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (@Jsamfdarfur) October 17, 2024

مرحلة جديدة

ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بدأت القوة المشتركة حملة عسكرية في ولاية شمال دارفور بمناطق الصياح وبئر مزة ودار السلام وأعلنت تكبيد قوات الدعم السريع خسائر كبيرة، واستولت على مركبات قتالية وأسلحة وأسرت العشرات.

ويؤكد الناطق باسم القوة المشتركة في دارفور، الرائد أحمد حسين، أن قواتهم حققت تقدما في ولايتي شمال وغرب دارفور، بعدما صدت 146 هجوما لقوات الدعم السريع على الفاشر، وكسرت شوكتها، وقضت على قوتها الصلبة ومعظم قياداتها الميدانية.

ويوضح في حديث للجزيرة نت أن القوة المشتركة بعد الحفاظ على الفاشر غيرت خطتها من الدفاع إلى الهجوم، واستطاعت أن تلحق بالدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في منطقة مدو وقاعدة بئر مزة في شمال دارفور، وجبل أوم وكلبس وصليعة وبئر سليبة في غرب دارفور.

ويكشف حسين أن القوة المشتركة أقرت خطة للهجوم على "مليشيا الدعم السريع" ليس في كل مدن ومحليات إقليم دارفور فقط، بل في كل المدن السودانية، وتقاتل حاليا في كل المحاور في ولاية الجزيرة ومحور الجيلي بالخرطوم بحري وفي أم درمان.

كما تم القضاء على كتيبتين للدعم السريع في بئر مزة وهي قاعده عسكرية مهمة، كما يقول الناطق باسم القوة المشتركة، وتم الاستيلاء على إمدادات لوجستية وعسكرية قادمة من ليبيا وتشاد. وقال "نحن قادرون على دك حصون المليشيات وسحق مرتزقتهم أينما وجدوا".

ونفى حسين مزاعم قوات الدعم السريع عن تعرض القوة المشتركة إلى انتكاسة في جبل أوم في غرب دارفور، وقال إنه "لا أساس له من الصحة ومحاولة للتغطية على هزائمهم المتتالية".

وكان الناطق باسم الدعم السريع، الفاتح قرشي، قال إنهم ألحقوا هزيمة قاسية بالقوات المشتركة، في منطقة جبل أوم وطاردتهم إلى خارج حدود البلاد، معلنا مقتل أكثر من 30 من عناصر القوة المشتركة وفرض سيطرتهم على المنطقة والاستيلاء على أسلحة وكميات من الذخائر والمعدات العسكرية.

وفي تصريح للجزيرة نت، يضيف مسؤول في إعلام قوات الدعم السريع أن الحديث عن انتصارات القوة المشتركة "دعاية سياسية"، ويقول المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته أن قواتهم كبدت القوة خسائر كبيرة في منطقتي المزروب والصياح في شمال دارفور وصدت هجماتهم في 3 مناطق بغرب دارفور.

إساءة تقدير

ويرى الخبير العسكري طه إسماعيل أن العمليات العسكرية التي تخوضها القوة المشتركة والجيش في شمال وغرب دارفور، تهدف إلى تخفيف الضغط على الفاشر وإنهاء حصار قوات الدعم السريع على المدينة وفتح الطرق إليها، والوصول إلى حدود ولاية غرب دارفور مع تشاد لقطع خطوط إمدادها.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير العسكري إن قوات الدعم السريع أساءت التقدير بانتشارها في الخرطوم ثم مناطق في ولايتي الجزيرة وسنار، مما حرمها من المرونة والقدرة على التحرك في مسرح واسع، وإسناد مواقع سيطرتها التي تتعرض إلى هجمات مما أضعف قدراتها.

وثمة مخاوف من تحول المواجهات العسكرية في شمال دارفور إلى صراع إثني مسلح، بعدما قامت قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية متحالفة معها، بحسب إسماعيل، بإحراق 13 قرية في شمال غرب الولاية، مما دفع آلافا من السكان للجوء إلى تشاد، كما ارتكبت تلك المليشيات انتهاكات حول منطقة الصياح وهجرت أهلها ونهبت ماشيتهم، وفقا للمتحدث.

ويتوقع الخبير العسكري أن تستغل القوة المشتركة انشغال قوات الدعم السريع بالعملية العسكرية للجيش في الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار، وتراجع عدد قواتها في دارفور، مرجحا عمليات كر وفر في الإقليم على طول خطوط الإمداد وصعوبة الاحتفاظ بالأرض في مساحات واسعة.

أما الكاتب والباحث في شؤون دارفور، علي منصور حسب الله، فيقول إن القوة المشتركة للحركات المسلحة عقب تخليها عن الحياد استطاعت تغيير الأوضاع على الأرض، وألحقت هزائم متتالية بقوات الدعم السريع أفقدتها أبرز قادتها الميدانيين مثل اللواء علي يعقوب قائد قطاع وسط دارفور، واللواء جدو عبد الرحمن أبنشوك، قائد قطاع شمال دارفور، ومحمدو هبيلا وبشارة حجو ومحمود دريسة ومسؤول الإعلام الرائد الشيخ سعيد حسين وآخرين.

وبحسب ما أفاد علي منصور للجزيرة نت، فإن موازين القوة تمضي لصالح القوة المشتركة بعد سيطرتها على مواقع إستراتيجية أبزرها قاعدة بئر مزة بجانب كلبس وجبل مون، ومشيرا إلى عقد اجتماعات في نيالا ورهيد البردي في جنوب دارفور لقيادات من الدعم السريع مع رموز قبلية لمناقشة التعامل مع الواقع العسكري الجديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع القوة المشترکة شمال دارفور غرب دارفور للجزیرة نت فی شمال

إقرأ أيضاً:

حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان

حذر حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي من خطر تقسيم السودان، متهما في الوقت ذاته مسؤولين سودانيين بالتخلي عن دارفور بعد السيطرة على وسط البلاد.

ونبه مناوي أمام حشد لزعماء القبائل بمدينة بورتسودان، أمس الجمعة، من "خطط لتقسيم السودان"، مؤكدا أن الشعب سيعمل على إفشال هذه الخطط. وأوضح أنه لا يمكن تقسيم البلاد بالطريقة التي تريدها قوات الدعم السريع.

ولفت إلى أن سفير دولة عظمى (لم يسمها) اتصل به في بدايات الحرب طالبا رأيه بشأن تشكيل 3 حكومات في السودان.

وأكد أنه حال توحد كل الأطراف الرافضة لمشروع الدعم السريع فإن ذلك كفيل بمنع تشكيل الحكومة الموازية (التابعة لقوات الدعم السريع).

وقال مناوي إن بعض المسؤولين السودانيين يعتقدون أن السيطرة على ولايتي الجزيرة (وسط البلاد) والخرطوم يكفي بحجة أن المناطق الطرفية تشهد صراعا منذ ما قبل استقلال.

وبينما أشار إلى "وجود مسؤول سوداني كبير يعتقد أن الحرب خارج الخرطوم غير مهمة"، نبّه مناوي إلى أن دارفور ليس مجرد جغرافيا، بل هو إقليم زاخر بالثروات والموارد وذو مجموعات سكانية متداخلة مع دول أفريقية.

وخلال يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين استعاد الجيش السيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم وأجزاء من ولاية النيل الأبيض وأجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى دارفور وكردفان.

وأعلنت قوات الدعم السريع، السبت الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة حذرت الأمم المتحدة سابقا من مخاطرها على وحدة البلاد.

وسيرأس قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، في حين سيكون قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، عبد العزيز الحلو، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.

مقالات مشابهة

  • “فضيحة إنسانية: الحمل سفاحًا وتزويج النساء قسرًا بمعتقلات في الفاشر
  • الفاشر تسير نحو المجاعة
  • حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان
  • اختراق أمني خطير في الفاشر.. و”المشتركة” تفتح تحقيقا عاجلا
  • “مغادرة بلا عودة”.. والي شمال دارفور يحذر من مغبّة الخروج من الفاشر
  • السودان.. الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع في دارفور
  • “الجنائية” تتسلم ملف جرائم “الدعم السريع” في السودان
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟