موقع النيلين:
2025-05-23@20:54:31 GMT

تأثيرات استسلام أبو عاقلة كيكل

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

□ بعيدا عن تفاصيل ما جرى، مع اهميتها، فإن استسلام أبو عاقلة محمد احمد كيكل للقوات المسلحة فى منطقة جبال اللبيتور اقصى شرق الجزيرة ذات ابعاد مهمة على مجمل العملية العسكرية والاجتماعية فى المنطقة، وهو مؤشر مهم لما جرى فى الأيام الماضية، وسلسلة احداث مختلفة، ويمكن الإشارة للنقاط التالية:

أولا: كيكل بكل الحسابات قائد عسكري ميدانى مهم للمليشيا، ومنحته رتبة فريق وسلمته قيادة منطقة كاملة وظل وثيق الصلة بكل مجريات الميدان وتفاصيلها، وهذا يعنى أنه (شخصية مؤثرة وفاعلة) وانسلاخه من المليشيا سيحدث تاثيرا كبيرا ومؤثرا.

.

□ وفوق ذلك، هو كنز معلومات وتفاصيل دقيقة، من الصعب على المليشيا (لملمة) وقائعها قبل أن يتم توظيفها بما ينبغي، وبقية الأمور جلية.

□ وثانيا: فإن إستلام الجيش وانفتاحه شرق الجزيرة، ودخول مدينة تمبول، والانتشار بالضغط فى هذه المنطقة له تاثير واسع على قدرة وفاعلية تحركات الجيش فى منطقة منبسطة، وقطع امداد المليشيا من الخرطوم مرورا بود راو ورفاعة، وسيكون تحرك فزع المليشيا فى هذه الناحية غير ممكن، وبالقدر نفسه فإن هذا الانفتاح العسكري للجيش خفف عليه مناورات الجسور والترع من ناحية الفاو إلى مدنى، وسيكون هذا محور آخر وأقل فى مخاطره.

□ ثالثا: انسحاب كيكل من المشهد ليس وحده، وإنما مكون اجتماعي وقبلي وعلى راس ذلك القائد الطاهر ود جاه الله، وخلفهم قطاع عريض من الشباب الذين انضموا اليهم دفاعا عن ارضهم واهلهم من رعاع المليشيا وببندقية وشعار المليشيا، وانسحاب هذه الشريحة من الميدان سيفقد الدعم السريع حاضنة كبيرة وجنود كثر كانوا فى مسرح العمليات، وسيقلل من دافعية القتال.

□ ورابعا: ستؤدي هذه الخطوة إلى احداث انفراج فى الضائقة الاقتصادية لكل شرق الجزيرة، وستتدفق السلع والمواد الغذائية والوقود بسهولة، كما أن انفتاح الجيش سيؤدي إلى تأمين منطقة الزراعة بالبطانة بشكل عام وهى مخزون غذائي لكل السودان.

□ وخامسا: من الواضح أن هناك عمل استخباراتى كبير وتفاصيل كثيرة حققت هذه النتيجة المهمة والقاصمة للمليشيا، وتشير إلى حقيقتين:

○ أن التحرك العسكري خطة شاملة باطراف متعددة فى الاستنفار والتدريب والتسليح والمعينات ومؤشرات الميدان والحاضنة الإجتماعية بالاضافة للإستخبارات والاستفادة من القوى الاجتماعية..

○ والحقيقة الثانية فشل خطة المليشيا فى توظيف الحواضن الاجتماعية، وكيكل هو راس القائمة ، وهناك تفاصيل كثيرة..

□ سادسا: فإن تسليم شخص بقيمة أبو عاقلة كيكل، هو بالتأكيد دلالة على معاناة المليشيا على صعيدين:

○ ضعف منطلقاتها فى طرحها لمشروعها وغياب القناعة به… وهذا ليس هزيمة للمليشيا فحسب، وإنما دعاة التعايش معها وحاضنتها السياسية (تقدم) والذين انذرونا بالموت والمزيد من الدمار والخراب..

○ ومعاناتها فى الميدان ومسرح العمليات عسكريا ولوجستيا.. حيث تقلص الذخائر والوقود، والمعنويات والدافعية للقتال..

□ سابعا: وهذه نقطة مهمة وردت فى بيان القوات المسلحة وهو ضرورة الإلتزام بالعهد والوفاء به، وما دام القائد اعلن العفو وجدد ذلك، فإن هذا قرار مهم ..

هذه الابعاد الأكثر أهمية فى قضية استسلام أبو عاقلة كيكل، ويشير ذلك – أيضا- لأهمية تأثير المكونات الاجتماعية واستغلال وتوظيف ادوارها..
حفظ الله البلاد والعباد..

د.ابراهيم الصديق على
20 اكتوبر 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أبو عاقلة

إقرأ أيضاً:

ما هو سر صراخ أفراد المليشيا وتغيير مواقف الكثير من رجالات الإدارة الأهلية ؟!!!

ما هو سر صراخ أفراد المليشيا وتغيير مواقف الكثير من رجالات الإدارة الأهلية ؟!!!
شهدت الأيام السابقة هزائم متتالية للمليشيا في محاور القتال المختلفة على نطاق مسرح الحرب السوداني مما ألقى بظلال سالبة على مليشيا الدعم السريع على مستوى القيادة والأفراد وأثر على الروح المعنوية وإرادة القتال ..

من المهم جداً تثبيت بعض المفاهيم فى العمل العسكري والتى أكدتها تجارب الحروب السابقة فى كل العالم سوى كانت حروب شاملة أو محدودة أو خاصة ….الخ ، لأنها أصبحت معياراً يقتدى ويهتدى به فى تقييم وتحليل المعارك والحروب التى دارت وتدور في جميع مسارح الحرب في العالم وليس السودان إستثناء من ذلك ، لأن العلم العسكري هو نتاج لتجارب سابقة تمت بصورة عملية ولم يخضع لفرضيات تم وضعها وتحليلها لإثباتها أو نفيها كما هو معلوم فى باقى العلوم …

من المهم جداً أن يكون لأى قوة عسكرية (نظامية/مليشيا…الخ) عقيدة عسكرية وعقيدة قتالية لتحقيق الإنضباط العسكري المطلوب …

عملية تحويل الإنسان المدني الى إنسان عسكري ينبقي أن تمر بمراحل متسلسلة متفق عليها ، ولأن النفس الإنسانية تكره القتال ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم)، كان لابد من إقناع هذا الفرد بضرورة القتال ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) ، وهنا تكمن فلسفة العقيدة العسكرية للمقاتل (لماذا نقاتل؟) ويجب أن يكون ذلك واضحاً خلال فترة التدريب الأساسي والإعدادي مرورا بفترة التدريب المشترك حتى مرحلة المشاركة في المشاريع التدريبية الكبرى ، ينبقى أن يتم تكريس هذا الفهم في عقلية الفرد العسكري(ضابط/ ضابط صف/جندي) بصفة مستديمة حتى الوصول لمرحلة التوازن النفسي والعقدي ، لأن العقيدة العسكرية أصلاً مستمدة من عقيدة المجتمع الدينية وعادات وتقاليد ذلك المجتمع والموروث الثقافي والقيمي الذي يميزه …

بعد الوصول لهذه المرحلة بهذا الفهم العقدي والمجتمعي يتم تدريب الفرد على كيفية القتال ( كيف نقاتل؟) وهى العقيدة القتالية ….
إذا أسقطنا هذا الفهم على مليشيا الدعم السريع سنجد أن هنالك إختلافاً كبيراً من حيث المفهوم والثوابت العسكرية المتفق عليها ..
هل مليشيا الدعم السريع لديها عقيدة عسكرية تقاتل من أجلها ، وما هى؟!!!
من أجل ماذا يقاتل الفرد في مليشيا الدعم السريع؟

هل من أجل جلب الديموقراطية أم محاربة دولة ٥٦ أم محارب الفلول والكيزان (بكسر حرفى الكاف والزال) أم من أجل النهب والسرقة والإغتصاب أم كل تلك الأسباب مجتمعة؟ …
مليشيا الدعم السريع في بداية هذه الحرب كانت تقاتل بالكتلة الصلبة من مقاتليها الذين تم تدريبهم وتجهيزهم لخوض هذه الحرب وتلك هى الكتلة الرئيسية التى قضى الجيش عليها تماماً ليأتي بعدها مقاتلي الفزع من الحواضن الإجتماعية ثم مرتزقة دول غرب أفريقيا وأخيرا مرتزقة من دول خارج القارة الإفريقية ..

كل ذلك أثر بشكل كبير جداً على اسلوب القتال وتكتيكه لأن التباين في طريقة وأسلوب القتال للمقاتلين كان يستوجب التدريب عليها وإتقانها خاصة وأن الحرب تدرجت من قتال في مناطق مبنية (حرب المدن) الى قتال فى مناطق صحراوية وسهول و وديان وكثبان رملية (حرب صحراوية) ومع وتيرة القتال المتسارعة لم تجد المليشيا الوقت الكافي لتدريب مرتزقتها ومقاتليها من الحواضن المجتمعية الخاصة بقبائلهم فضلاً عن إستهداف القوات الجوية لكل معسكرات التدريب في نيالا وغيرها ..

هنالك حقيقة ينبقي أن تقال لأن الشئ بالشئ يذكر وهى أن معظم المقاتلين الذين تم إستجلابهم كمرتزقة من دول غرب إفريقيا أتوا للقتال وفقاً لإتفاق مبرم مع قيادة المليشيا على أن تكون مرتباتهم عبارة عن نهب وسرقة كل ما يقع تحت أيديهم (الشفشافة) وأغلب هذه الفئة قد إنسحبت بعد أن جفت المعارك من الغنائم والفئ على حسب ما جاء على لسان أحد نظار حواصنهم الإجتماعية ..
الآن وقد شارفت المعارك على نهاية في سهول وصحاري كردفان الكبرى ودخول القوات المسلحة الى دارفور عبر عدة محاور كثر العويل والصراخ والتلاوم والقفز من سفينة المليشيا التى شارفت على الغرق …

نقولها ونحن على ثقة تامة ، على قيادة المليشيا أن تعلم جيدا أنه كلما إقتربت القوات المسلحة من الوصول الى المدن الرئيسية فى دارفور كلما كثرت الإنشقاقات بين مكوناتها القبلية (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) وأن إنسلاخ الكثير من رجالات الإدارة الأهلية هو مسألة وقت ليس إلا وأن ٩٥% من مواطني دارفور ضدكم وضد كل ممارساتكم وفكركم الضحل الذى لم ولن يستطع إقامة نظام إداري ب
يحفظ للمواطن مجرد حقه فى العيش بأمان …

نقول لقيادة المليشيا وداعميها أن نهايتكم لن تخرج عن السياق التاريخي لنهاية ائ مليشيا يتم تدريسها فى الكليات والمعاهد العسكرية فى كل أنحاء العالم لأنها نهايات معروفة ومتفق عليها ولن تكونوا إستثناء ..
هكذا هو التاريخ العسكري الذى نعرفه تماما ولكنكم قوم تجهلون ..
#الله أكبر الله أكبر الله أكبر ..
#نصر من الله وفتح قريب ..
عبد الباقي الحسن بكراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “حماس”: دعوة نائب أمريكي لقصف غزة نوويا تحريض على الإبادة وجريمة ضد الإنسانية
  • نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بقنبلة نووية
  • تفجير غزة بالنووي بعد مقتل موظفي سفارة إسرائيل بأمريكا.. نائب أمريكي يشعل ضجة بتصريح
  • المليشيا المتمردة قامت بتصفية المفتش العام للجيش السوداني منذ الشهر الأول
  • البنوك تحسم تأثيرات تخفيض الفائدة في ذلك الموعد.. تفاصيل
  • بعد قرار البنك المركزي.. تأثيرات خفض الفائدة على أسعار الذهب
  • محافظة القاهرة تطمئن المواطنين: لا خسائر ولا تأثيرات للهزة الأرضية
  • المليشيا المنسحبة من اطراف الخرطوم إستباحت كل من، امندرابه، ورهيد النوبة، وعد السدر
  • كل ولاية الخرطوم حرة من دنس ورجس المليشيا
  • ما هو سر صراخ أفراد المليشيا وتغيير مواقف الكثير من رجالات الإدارة الأهلية ؟!!!