تأثيرات استسلام أبو عاقلة كيكل
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
□ بعيدا عن تفاصيل ما جرى، مع اهميتها، فإن استسلام أبو عاقلة محمد احمد كيكل للقوات المسلحة فى منطقة جبال اللبيتور اقصى شرق الجزيرة ذات ابعاد مهمة على مجمل العملية العسكرية والاجتماعية فى المنطقة، وهو مؤشر مهم لما جرى فى الأيام الماضية، وسلسلة احداث مختلفة، ويمكن الإشارة للنقاط التالية:
أولا: كيكل بكل الحسابات قائد عسكري ميدانى مهم للمليشيا، ومنحته رتبة فريق وسلمته قيادة منطقة كاملة وظل وثيق الصلة بكل مجريات الميدان وتفاصيلها، وهذا يعنى أنه (شخصية مؤثرة وفاعلة) وانسلاخه من المليشيا سيحدث تاثيرا كبيرا ومؤثرا.
□ وفوق ذلك، هو كنز معلومات وتفاصيل دقيقة، من الصعب على المليشيا (لملمة) وقائعها قبل أن يتم توظيفها بما ينبغي، وبقية الأمور جلية.
□ وثانيا: فإن إستلام الجيش وانفتاحه شرق الجزيرة، ودخول مدينة تمبول، والانتشار بالضغط فى هذه المنطقة له تاثير واسع على قدرة وفاعلية تحركات الجيش فى منطقة منبسطة، وقطع امداد المليشيا من الخرطوم مرورا بود راو ورفاعة، وسيكون تحرك فزع المليشيا فى هذه الناحية غير ممكن، وبالقدر نفسه فإن هذا الانفتاح العسكري للجيش خفف عليه مناورات الجسور والترع من ناحية الفاو إلى مدنى، وسيكون هذا محور آخر وأقل فى مخاطره.
□ ثالثا: انسحاب كيكل من المشهد ليس وحده، وإنما مكون اجتماعي وقبلي وعلى راس ذلك القائد الطاهر ود جاه الله، وخلفهم قطاع عريض من الشباب الذين انضموا اليهم دفاعا عن ارضهم واهلهم من رعاع المليشيا وببندقية وشعار المليشيا، وانسحاب هذه الشريحة من الميدان سيفقد الدعم السريع حاضنة كبيرة وجنود كثر كانوا فى مسرح العمليات، وسيقلل من دافعية القتال.
□ ورابعا: ستؤدي هذه الخطوة إلى احداث انفراج فى الضائقة الاقتصادية لكل شرق الجزيرة، وستتدفق السلع والمواد الغذائية والوقود بسهولة، كما أن انفتاح الجيش سيؤدي إلى تأمين منطقة الزراعة بالبطانة بشكل عام وهى مخزون غذائي لكل السودان.
□ وخامسا: من الواضح أن هناك عمل استخباراتى كبير وتفاصيل كثيرة حققت هذه النتيجة المهمة والقاصمة للمليشيا، وتشير إلى حقيقتين:
○ أن التحرك العسكري خطة شاملة باطراف متعددة فى الاستنفار والتدريب والتسليح والمعينات ومؤشرات الميدان والحاضنة الإجتماعية بالاضافة للإستخبارات والاستفادة من القوى الاجتماعية..
○ والحقيقة الثانية فشل خطة المليشيا فى توظيف الحواضن الاجتماعية، وكيكل هو راس القائمة ، وهناك تفاصيل كثيرة..
□ سادسا: فإن تسليم شخص بقيمة أبو عاقلة كيكل، هو بالتأكيد دلالة على معاناة المليشيا على صعيدين:
○ ضعف منطلقاتها فى طرحها لمشروعها وغياب القناعة به… وهذا ليس هزيمة للمليشيا فحسب، وإنما دعاة التعايش معها وحاضنتها السياسية (تقدم) والذين انذرونا بالموت والمزيد من الدمار والخراب..
○ ومعاناتها فى الميدان ومسرح العمليات عسكريا ولوجستيا.. حيث تقلص الذخائر والوقود، والمعنويات والدافعية للقتال..
□ سابعا: وهذه نقطة مهمة وردت فى بيان القوات المسلحة وهو ضرورة الإلتزام بالعهد والوفاء به، وما دام القائد اعلن العفو وجدد ذلك، فإن هذا قرار مهم ..
هذه الابعاد الأكثر أهمية فى قضية استسلام أبو عاقلة كيكل، ويشير ذلك – أيضا- لأهمية تأثير المكونات الاجتماعية واستغلال وتوظيف ادوارها..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
20 اكتوبر 2024م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أبو عاقلة
إقرأ أيضاً:
السودان.. تحالف «تأسيس» يعلن تشكيل حكومة موازية والجيش يصفها بـ«حكومة المليشيا»
رد الجيش السوداني، اليوم الأحد، على إعلان تحالف “تأسيس” تشكيل حكومة موازية، واصفاً إياها بـ”حكومة المليشيا”، معتبراً أنها تمثل “محاولة لخداع حتى شركائهم في الخيانة”، وتهدف إلى الاستيلاء على السلطة خدمةً لأجندات خارجية وطموحات شخصية.
وقال الجيش، في بيان رسمي، إن قادة “الدعم السريع” لا تجمعهم أي صلة حقيقية بالسودان، ويعتمدون على السلاح والنفوذ لنهب موارده، مضيفاً أنهم مستعدون لـ”اللعب بكل الأوراق الممكنة”، بما في ذلك قبولهم أن يكونوا أدوات لتنفيذ أجندات إقليمية تتجاوزهم.
ووصف البيان الحكومة الموازية بأنها “تمثيلية هزيلة”، تجمع بين “عملاء وجهلة ومجرمي حرب”، مؤكداً أن الشعب السوداني سيُفشل هذا المخطط، وسيظل السودان موحداً رغم ما سماه “اتساع دائرة التآمر”، بفضل وحدة شعبه وتماسك جيشه.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السودانية، الأحد، إعلان “قوات الدعم السريع” عن تشكيل ما وصفته بـ”حكومة وهمية”، معتبرة الخطوة استفزازاً صارخاً واستهتاراً بمعاناة السودانيين الذين يواجهون العنف والانتهاكات منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن نشر الإعلان عبر منصات التواصل الاجتماعي يكشف تراجع “الدعم السريع” تحت ضربات القوات المسلحة السودانية، مشيرة إلى أن مشاركة شخصيات مدنية في الإعلان يُعد دليلاً على “مؤامرة مشتركة للاستيلاء على السلطة بالقوة”.
وعبّرت الخارجية عن استيائها الشديد من سماح كينيا بعقد اجتماعات تمهيدية لهذا الإعلان في نيروبي، معتبرة ذلك خرقاً لسيادة السودان وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية، فضلاً عن تعارضه مع مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد.
ودعت الحكومة السودانية المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى إدانة هذا الإعلان، مؤكدة أن “أي تعامل مع كيان سياسي يصدر عن قوات الدعم السريع يُعد مساساً بسيادة السودان وحقوق شعبه”.
وكان أعلن تحالف “تأسيس”، تشكيل حكومة موازية في السودان، وتعيين محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، في خطوة وُصفت بأنها تحدٍّ مباشر للحكومة الرسمية بقيادة الجيش، وسط احتدام الصراع السياسي والعسكري في البلاد.
وذكر التحالف، في بيان صدر من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، أنه “تم تشكيل سلطتين سيادية وتنفيذية”، مشيرًا إلى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” سيتولى رئاسة المجلس الرئاسي للحكومة الجديدة، مع تعيين عبد العزيز الحلو نائبًا له، وفارس النور حاكمًا للخرطوم.
وأوضح المتحدث باسم التحالف، علاء الدين عوض نقد، خلال مؤتمر صحفي في نيالا، أن “الاختيارات جاءت بعد مشاورات واسعة اتسمت بالشفافية، وأسفرت عن تشكيل هيئة قيادية من 31 عضوًا”، مؤكدًا أن الهدف هو تفكيك ما وصفه بـ”السودان القديم”، ومعالجة جذور الحروب وتحقيق السلام المستدام.
وأشار التحالف إلى انفتاحه على القوى المدنية والعسكرية الرافضة للحرب والداعمة لتغيير جذري، داعيًا “جميع المظلومين والمضطهدين للانضمام إلى صفوفه”.
يأتي هذا الإعلان في وقتٍ تشهد فيه مدينة الفاشر بشمال دارفور تصعيدًا عسكريًا، بعد أن أعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي تحويلها إلى “منطقة عمليات”، مطالبة المدنيين بالنزوح إلى مناطق أكثر أمانًا، بالتنسيق مع قوات “تحالف تأسيس”.
وكان التحالف قد تأسس في فبراير الماضي بالعاصمة الكينية نيروبي، ويضم قوى من الدعم السريع والحركة الشعبية – قطاع الحلو وحركات مسلحة أخرى، وسط رفض رسمي إقليمي ودولي لأي حكومة موازية، وتحذيرات من تفتيت الدولة وزيادة معاناة المدنيين في ظل الانهيار الإنساني الواسع في البلاد.
آخر تحديث: 27 يوليو 2025 - 15:44