عربي21:
2025-06-04@16:19:12 GMT

عار الصمت

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

يتم تدمير المستشفيات، وتعطلت عن العمل، مجزرة كبيرة في بيت لاهيا، اكثر من 80 شهيداً وعشرات الجرحى، ومفقودين تحت الركام، قصف إسرائيلي مدمر، بالطيران والمدفعية على العائلات الفلسطينية التي رفضت النزوح من شمال قطاع غزة، فقامت قوات الاحتلال بعمليات التصفية المتعمدة، بالإبادة الجماعية، والتطهير العرقي المدروس المنظم، لإنهاء الوجود البشري الإنساني على أرض الفلسطينيين، بهدف ضمها واستيطانها، وأسرلتها وعبرنتها، لمشروعهم الاستعماري التوسعي.



منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية Joyce Msuya تقول:
« الفلسطينيون يعانون أهوالا تفوق الوصف، شمالي غزة، و عشرات الآلاف تعرضوا للتهجير القسري» .

شعب فلسطين يتعرض للإبادة والقتل والتصفية، والعالم المتحضر الأميركي الأوروبي، يتفرج ، يسمع، يرى، و يتمسك بـ «حق المستعمرة للدفاع عن نفسها»، ويقدم لها كل الدعم ضد الفلسطينيين، الذين يتعرضون لتصفية وجودهم، بالقتل غير الرحيم، ودفعهم نحو التشرد واللجوء.

شعب فلسطين متمسك بالبقاء والصمود، ويدفع الثمن الباهظ بالتعرض للقتل والتصفية وفقدان حق الحياة، لحمهم يتمزق، يحترق، أمام العالم، ولا أحد، لا أحد، من العالم المتحضر الأميركي الأوروبي، يفعل الحد الأدنى لإيقاف الوجع والقتل والتدمير عن حياة الفلسطينيين التي باتت رخيصة، لا قيمة لها، تقضي بلا ثمن، على يد المجرمين الفاشيين.

الولايات المتحدة ومعها أوروبا لا يملكون الشجاعة في ردع المستعمرة، في إيقاف جرائمها، التي تجاوزت كل الخطوط الحمر في ذبح الفلسطينيين وقتلهم وإبادتهم تحت القصف، بكل وسائل القتل العصرية المتفوقة، بهدف إنهاء وجود الشعب الفلسطيني عن وطنه، طرده، تشريده كما حصل عام 1948، وعام 1967، وتكرار المأساة، المذبحة، التصفية، سلب الحق في الحياة، وإنهاء الوجود، تحت بصر وأسماع العالم، الأعمى، الأطرش، عديم الإحساس بالمسؤولية، الفاقد لإنسانيته، المصر في عدم رؤية المستعمرة وهي تمارس القتل المتعمد للمدنيين تحت حجة كذابة: «حق الدفاع عن النفس».

حق المستعمرة في الاستيطان، والتوسع، والمصادرة، والقتل والتصفية، ولا حق للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم، عن أرواحهم، عائلاتهم، عن أرض وطنهم الذي لا وطن لهم غيره، لا حق لهم في العيش الكريم أسوة بشعوب الأرض.

المستعمرة ترتكب المجازر بحق المدنيين، ولا أحد يحتج، او ممارسة فعل موزون يردع المستعمرة عن مواصلة جرائمها بحق الفلسطينيين.

العرب والمسلمون والمسيحيون، فاقدوا القدرة على الفعل الجدي الرادع، وغياب التضامن الحقيقي الملموس، لوقف الإجرام والمجرمين، وإزالة الظلم والوجع عن الفلسطينيين، وإنهاء معاناتهم، والتخلص من احتلالهم، فهل يواصل الضعف العربي، والصمت العربي، عما يروه لشعب لبنان الذي يدفع ثمن وقوفه وشراكته للفلسطينيين في مواجهة المستعمرة، لأن الصمت زاد عن حده، وبات مرضاً، ومكسباً للعدو الذي لا يجد من يقف حقا ضده، ويقبل كذبة له: «الحق في الدفاع عن النفس».

الصمت عار، وسيبقى ملازما لأصحابه حتى يتحرروا من عار صمتهم.
(الدستور الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وهْمُ الكمال.. حين يصنع الصمتُ الطاغية

 

 

 

 

د. نسيمة بنت محمد المشيخية

تذكر بعض الروايات أن فرعون مصر لم يصب بمرض لسنوات طويلة، فظنَّ نفسه فوق البشر، وتمكن منه الغرور حتى قال: "أنا ربكم الأعلى".

ويُفهم غالبًا أن هذه الرواية عبرة رمزية على أن الله سبحانه قد يُمهل الظالم ويؤخر عنه الابتلاء؛ ليزداد طغيانًا ويشعر بالقوة المطلقة، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر. وإن لم تثبت هذه الرواية نصًا، إلّا أن رمزيتها تُلهمنا بعظة بالغة: ليس كل نعمةٍ نعمةً، فدوام الصحة والقوة إذا لم يُقابل بتواضع وشكر، قد يتحول إلى استدراج خفي يقود إلى الهلاك؛ فالمرض الذي نراه ابتلاءً، قد يكون رحمة توقظ القلب، وتُعيد الإنسان إلى حجمه الحقيقي، وتمنعه من السقوط في وهم الكمال، وفرعون، كما تصوّره الرواية، لم يُبتلَ، فلم يتوقف، ولم يتفكر، ولم يتواضع… فهلك بطغيانه لا بضعفه.

هنا استوقفني المثل المصري الذي يقول: "سألوا فرعون: إيه فرعنك؟ قال: ما لقيتش حد يردني"، ويقال أيضًا بصيغة: "قال: لقيت الناس فرعنوني"، وهو مثل شعبي دارج يُستخدم للتعبير عن أن الطغيان أو التسلُّط لا يظهر فقط من فرعون نفسه؛ بل من سكوت الناس أو خضوعهم له، وهذا تحذير غير مباشر من خطورة الاستسلام؛ إذ إنَّ التاريخ لا يرحم المجتمعات، ولا الأُسر التي صنعت طُغاتها بأيديها ثم اشتكت من بطشهم.

في المجتمعات التي ينتشر فيها الظلم، لا يكون الطغيان نتاج فرد واحد فقط؛ بل هو انعكاس لبيئة اجتماعية تسمح له بالنمو والتمدد. وهناك 3 حقائق رئيسية تشرح كيف يتحوَّل الظلم إلى نظام، والطاغية إلى نتيجة طبيعية للصمت والخضوع:

السكوت على الظلم يشجع الظالم على التمادي؛ فحين يتعرض الإنسان للظلم ولا يعترض أو يُدافع عن حقه، فهو يرسل رسالة غير مباشرة بأنَّ ما حدث مقبول، أو على الأقل لن يُواجَه برد فعل. هذا السكوت يُشجع الظالم على التوسع في ظلمه، ويجعله أكثر جرأة وعدوانًا وبمرور الوقت، يصبح هذا الظلم أمرًا مألوفًا ومقبولًا اجتماعيًا، ويكفّ النَّاس عن مقاومته، مما يُنتج دورة مفرغة من التسلط والرضوخ. الخوف أو التملق قد يُحوّل الفرد إلى طاغية؛ إذ لا يُولَد الفرد طاغية؛ بل يتحول إلى طاغية عندما يُحاط بأشخاص يخافون منه أو يتملقونه بدافع المصلحة فالمديح الزائف، وكتم النقد، وتزيين الواقع، كل ذلك يغذي غرور الفرد ويبعده عن نبض الناس، ومع مرور الوقت، يفقد هذا القائد القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويبدأ في تصديق أنه فوق المساءلة، فيتمادى في الاستبداد. الطغيان لا ينشأ من شخص واحد؛ بل من بيئة تسمح له بالتمدد. الطغيان ليس مرضًا شخصيًا، بقدر ما هو نتيجة خلل جماعي فالبيئة التي تفتقر إلى مؤسسات رقابية، والتي يُقصى فيها صوت العقل، وتُكبت فيها حرية التعبير، هي تربة خصبة للطغاة، حين يسود الخوف على الحرية، والتبعية على المشاركة، ويتحول المجتمع إلى مساحة مفتوحة للسلطة المطلقة، ويصبح الطغيان نظامًا لا فردًا فقط.

وتأثير الطغيان لا يتوقف على الطاغية وحده؛ بل يُدمّر المجتمع بأكمله؛ حيث إنه يزرع الخوف بدل الثقة؛ حيث فيسكت المظلوم، ويتكلم المنافق، وتُكافأ السلبية، ويقتل روح المبادرة؛ إذ يخشى الناس الإبداع أو النقد، فتجفّ منابع التطور. كما إن الطغيان يُفسد القيم؛ فيُمدَح الخنوع، ويُهاجم الصدق، ويضيع الحق. أيضًا الطغيان يُقسِّم المجتمع، من خلال زرع الشك والتخوين، وتفكيك وحدة الناس، علاوة على أنه يُطفئ الأمل، حين يُكافأ الظالم ويُقمع الشريف، يفقد الناس إيمانهم بالتغيير.

وهكذا، لا يقتل الطغيان شخصًا واحدًا؛ بل يُخنق به وطنًا بأكمله، ومن الواجب والحصن الأول ضد أي طغيان إذا كان ينمو في بيئة من الخوف والصمت، فإن الوعي هو الجدار الأول الذي يَحول دون تمدده.

الواجب الأساسي على المجتمع دعم مؤسسات الرقابة والمساءلة في كل وقت وحين وتفعيل دوره، والواجب الشخصي على كل فرد في المجتمع رفض الظلم بكل اشكاله، وإعلاء العدالة، وتجنب تمجيد الظالم والسعي لإعادته إلى حجمه الحقيقي، ولا يعود الإنسان إلى حجمه الحقيقي إلا بإدراك الضعف والمحدودية وأنه عابر في هذه الحياة؛ ليفهم أنه فَانٍ لا خالد، بالتنشئة الوالدية على التواضع لا الغرور؛ فالعظمة الأساسية في الأخلاق لا في السلطة، بالرقابة المستمرة والمحاسبة فالعقوبة تردع الغرور وتعيد الإنسان إلى الواقع، بزرع الوعي لا الخوف، وبالإيمان الحقيقي؛ فالسجود لله يُسقط وهم الألوهية الذاتية، فحين يعرف الإنسان حجمه وقدره ويفهم نفسه لا يطغى، ولا يتعالى، ولا يهلك بكبره، فالطغيان لا يُولد فجأة، بل يُربّى بصمت الناس، ويكبر بخوفهم، ويتضخم بتواطؤهم.

وأخيرًا.. إنَّ مقاومة الظلم تبدأ بكلمةٍ، بموقفٍ، باعتراضٍ، وبناء مؤسسات تحمي الحق وتكبح الطغيان، ولنعلم أن حفظ كل فرد ضميرَه، حُفظٌ للوطن.

مقالات مشابهة

  • د. منال إمام تكتب: أطفال غزة.. صرخات في وجه الصمت
  • إسبانيا وفرنسا.. الدفاع عن اللقب وعدم الاستسلام
  • تفاصيل العرض الخرافي الذي رفضه زيدان لتدريب الهلال السعودي
  • الوصفة الأخيرة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية ووزير الأوقاف يلتقيان بالحجاج الفلسطينيين المستضافين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين
  • وهْمُ الكمال.. حين يصنع الصمتُ الطاغية
  • الصمت المونديالي
  • 9 سنوات على رحيل محمد على كلاي.. الصوت الذي هز الحلبة والعالم
  • تركيا تصدّر السلاح إلى العالم كله: رقم قياسي في 5 أشهر فقط
  • رئيس وزراء بريطانيا: العالم تغير ودخلنا حقبة جديدة في الدفاع والأمن