إصابة 3 أشخاص في هجمات روسية على أوكرانيا.. وكييف تواصل الهجوم المضاد وسط قتال عنيف
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أصيب 3 أشخاص أوكرانيين على الأقل في موجتين من الهجمات الروسية بطائرات مسيرة وصواريخ على مدينة أوديسا الساحلية في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين.
وقال الحاكم، أوليه كيبر، على تليجرام، إنه نتيجة لهجوم العدو في أوديسا، واندلعت عدة حرائق بسبب سقوط شظايا صاروخية، وانفجرت النوافذ في المباني بسبب موجة الانفجار.
وتعرضت أوديسا، أكبر ميناء وقاعدة بحرية في أوكرانيا، لهجمات متكررة بالصواريخ والطائرات بدون طيار بعد انسحاب روسيا من اتفاق يسمح بشحن الحبوب من موانئ أوكرانيا في يوليو الماضي.
وفي سياق متصل، أعلنت أوكرانيا نجاحًا جزئيًا في قرية على طول الجبهة الجنوبية، حيث يستمر هجوم كييف المضاد في الكفاح من أجل إحراز تقدم كبير.
و في مكان آخر، تهاجم كييف روسيا بالقرب من كوبيانسك في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية المتاخمة لروسيا، وهي المنطقة التي شهدت قصفًا كبيرًا وأول إجلاء أوكراني كبير منذ شهور.
وتتواصل جهود أوكرانيا للتراجع إلى بحر آزوف، مع قتال عنيف على طول الخطوط الأمامية.
وتعد المنطقة هدفًا رئيسيًا لأوكرانيا لأن التوغل في عمق المنطقة سيعني كسر الجسر البري لروسيا بين شبه جزيرة القرم التي تم ضمها وشرق دونيتسك.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إن أوكرانيا زعمت تحقيق "نجاح جزئي" بالقرب من قرية روبوتين في منطقة زابوريزهزهيا.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة دخول القوات الأوكرانية القرية.
وقال معهد دراسة الحرب [ISW] إن المكاسب الهامشية التي حققتها أوكرانيا في هذا المجال مهمة.
وأضاف المعهد قائلًا: "إن قدرة القوات الأوكرانية على التقدم إلى ضواحي روبوتين، التي كرست القوات الروسية جهدًا كبيرًا ووقتًا وموارد للدفاع عنها، وتظل مهمة حتى لو كانت المكاسب الأوكرانية محدودة في هذا الوقت".
في غضون ذلك، قام الروس "بمحاولات فاشلة" لاستعادة الأرض التي فقدوها بالقرب من قرية أوروزين في منطقة دونيتسك الشرقية، بحسب هيئة الأركان العامة.
وفي شرق أوكرانيا، تحاول القوات الروسية "التصعيد وتولي زمام المبادرة" في محاولة لـ "سحب" القوات الأوكرانية من مناطق أخرى على الخطوط الأمامية، وفقًا لمسؤول عسكري إقليمي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوديسا الانفجار أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
اتفق محللون سياسيون أن التصعيد الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذه الحرب وما إذا كانت تمثل نموذجا جديدا لحروب الذكاء الاصطناعي أم أنها حرب تقليدية بأدوات حديثة.
وحسب الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي، فإن الصراع الدائر لا يمكن أن تسقط عليه النظريات التقليدية للحروب.
وأوضح الشريفي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الصراع يدخل ضمن نطاق حروب الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القدرات القتالية، واقتصاد حربي يقوم على قوة الدولة في الاستحواذ على الذهب كبديل عن الدولار أو العملة الورقية.
وأشار إلى أن العملية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي نُفذت بقدرات تسليحية لا تتجاوز 170 إلى 200 ألف دولار، وأوقعت خسائر تُقدر بـ7 مليارات دولار.
وأكد أن هذا الاختراق الذي حدث على مسافة 4700 كيلومتر عمقا داخل روسيا يدل على أن مسائل الردع التقليدي ابتداءً من الردع الاستخباري إلى الردع التعبوي لم تعد مجدية.
طبيعة الحرب
في المقابل، اختلف الخبير في الشؤون الروسية محمود حمزة مع هذا التصور، مؤكدا أن هذه الحرب ليست حرب ذكاء اصطناعي، بل حرب تقليدية ذات جبهات.
إعلانوأوضح حمزة أن التصعيد الحالي ليس جديدا ولكنه كبير، مشيرا إلى أنه يمثل حرب استنزاف متواصلة لـ3 سنوات بين الطرفين.
وربط هذا التصعيد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة، موضحا أن الروس كانوا متفائلين جدا بترامب ووعده بإنهاء الحرب، لكنه فاجأهم بأن لديه شروطا وأنه لن يقدم هدية لموسكو بدون ثمن.
وفي تقييمه للأهداف الروسية، عبر حمزة عن قناعته الشخصية بأن الروس يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنهم تضرروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية، كما انعكست الأوضاع الداخلية على حياة الناس، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأموال والأرواح.
من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي، أن أوكرانيا استطاعت من خلال ثقة متزايدة في أجهزة استخباراتها أن تشن عمليات جريئة من داخل روسيا.
وأشار عبيدي إلى أن هذه العمليات استطاعت إقناع أجهزة الأمن والقيادات العسكرية بقدرة أوكرانيا على المقاومة.
وأكد أن أوكرانيا تدرك أن هذه العملية العسكرية واقتناع الأوروبيين بضرورة الاستمرار "سيساعد أيضا في تليين الموقف الأميركي، والحصول على الأقل على ما يُسمى بالضمانات الأمنية التي تطالب بها الدول الأوروبية".
حرب استنزاف
وفيما يتعلق بتقييم طبيعة الصراع كحرب استنزاف، اتفق المحللون على أن كلا الطرفين يسعى لاستنزاف الآخر.
وأوضح حمزة أن هذه الحرب هي حرب استنزاف، مؤكدا أن أوكرانيا لديها من يقدم لها الدعم المالي لصناعة هذه الطائرات والمسيرات، وروسيا أيضا تأخذ من اقتصادها وتصرف وتحاول أن تدافع.
وفي السياق ذاته، أكد عبيدي أنه يمكن تطبيق "نظرية الإعياء المزدوج" على الطرفين، إذ تستفيد واشنطن في النهاية عندما تتمكن من إضعاف روسيا داخل أوكرانيا.
وأشار إلى أن الحليف الأوروبي أصبح يحتاج للدعم الأميركي أكثر مما كان عليه سابقا، لافتا إلى أن روسيا لن تعود في النهاية القوة المهمة إذا كانت أميركا تخطط لحربها المقبلة مع الصين.
إعلانوحول طبيعة التعامل بين الولايات المتحدة وأوروبا مع الملف الأوكراني، أوضح حمزة أن هناك اختلافات بين أميركا والأوروبيين في الرأي حول التعامل مع الملف.
أما عبيدي فأكد أن ترامب يذهب أبعد من هذا ويقول إن أوروبا التي قدمت وعودا ذهبية لأوكرانيا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يجب أن تتحمل تبعات كل هذه الوعود.
وأعرب عن قناعته بأن تفاهمات إسطنبول من المفترض أن تستمر، رغم أنها لم تحقق إلا البعد الإنساني، ووافقه حمزة مؤكدا أنها مقتصرة على الجانب الإنساني لأن الموضوع السياسي معقد والمواقف متباعدة.
لكن حمزة أشار إلى وجود إصرار حتى من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الاستمرار في التفاوض شيء إيجابي، ولكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن الروس يريدون ذلك بالرغم من التصعيد العسكري.