قمة البريكس في قازان: من جاء إلى بوتين ومن رفض ولماذا؟
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرًا استعرض خلاله رؤساء الدول الذين حضروا فعاليات قمة البريكس التي تحتضنها قازان بداية من 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن قمة البريكس ستستمر حتى 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بحضور 36 وفدًا عن دول مختلفة وست منظمات دولية، منها 22 ممثلة على أعلى مستوى.
وينقل الموقع ما نشرته قناة تليغرام "خطة 2030: البريكس بلس": "أبرز المواضيع التي ستطرح للمناقشة هي التفاعل في القطاع المالي وتوسيع عدد المشاركين. وسيتم تقديم فئة "الدول الشريكة" لتبسيط عضوية الدول الجديدة. وستصبح القمة مؤشرا على تماسك المنظمة بعد توسعها".
وتابع أن "التوسع اللامحدود لمجموعة البريكس أمر مستحيل، لأن صفة "الشركاء" تلعب دورًا رئيسيًّا. علاوة على ذلك، ستتم مناقشة الصراع في الشرق الأوسط والمبادرات الاقتصادية، التي قد يستغرق تنفيذها على أرض الواقع بعض الوقت".
وتتوقع نفس القناة الكشف عن تفاصيل حول نظام الدفع واعتماده في المعاملات التجارية، فضلا عن إضفاء الطابع الرسمي على خطط إنشاء "هيكل تنظيمي مشترك، وهيئات إدارية تتولى تنسيق السياسات العامة لدول البريكس في جميع المجالات".
من هم زعماء الدول الذين جاءوا لرؤية بوتين؟
وحضر القمة وفودا عن الصين والهند وجنوب أفريقيا وإيران والإمارات وبوليفيا ومصر وتركيا وبيلاروسيا وكازاخستان والكونغو وأذربيجان ومنغوليا وفلسطين ولاوس وأرمينيا وإثيوبيا، وماليزيا، وصربيا، وقرغيزستان.
ووصل رئيس الصين شي جين بينغ بالفعل إلى قازان للمشاركة في قمة البريكس. وذكر التلفزيون المركزي الصيني أنه "في صباح يوم 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بالتوقيت المحلي، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى قازان على متن طائرة خاصة للمشاركة في القمة الـ16 لقادة البريكس". كما يتواجد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالفعل في قازان.
من رفض الذهاب إلى قمة البريكس ولماذا؟
من جانبه، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش لإذاعة وتلفزيون البلاد إن الجمهورية سيمثلها نائب رئيس الوزراء في قمة البريكس كونه لن يتمكن شخصيًّا من حضور الحدث، نظرا لتزامن موعد القمة مع زيارة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الى بلاده.
وأوضح فوتشيتش أنه سيتم عقد اجتماع مع رئيسي وزراء سلوفاكيا والمجر روبرت فيكو وفيكتور أوربان في كومارنو. ومن المتوقع انضمام توسك ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى الاجتماع. وأعلن فوتشيتش أنه اعتذر لبوتين شخصيًّا في محادثة جمعت بينهما بشأن المشاركة في القمة.
في المقابل، علق رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل سلبي على قرار فوتشيتش بعدم حضور قمة البريكس متهمين اياه بمحاولة "الجلوس على مقعدين" في آن واحد.
وفي ختام التقرير نوه الموقع بأن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا كان يستعد لحضور قمة البريكس، بيد أن تعرضه لحادث منعه من حضور وينوبه في ذلك وزير خارجية البلاد ماورو فييرا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البريكس قازان بوتين روسيا بوتين البريكس قازان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء قمة البریکس
إقرأ أيضاً:
أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا الآن بالذات؟ سؤال يتكرر كلما ارتفعت حدة الحملات ضد الدولة المصرية، وكلما بدا واضحًا أن هناك من لا يريد لمصر أن تنهض أو تستعيد دورها التاريخي والمركزي في المنطقة. وفي الحقيقة، فإن استهداف مصر لم يكن يومًا جديدًا، لكنه يشتد حين تتقدم الدولة خطوة للأمام، ويتراجع حين تتعثر أو تتباطأ. واللحظة التي نعيشها الآن هي لحظة صعود مصري حقيقي، لا على مستوى البنية التحتية فقط، بل على مستوى الإرادة الوطنية والقرار السياسي المستقل، وفي لحظات كهذه، تظهر الأيادي التي تعبث، والأصوات التي تهاجم، والحملات التي تتخفى وراء شعارات زائفة.
مصر اليوم تسترد دورها بثبات. تخرج من دوائر الفوضى والانقسام، وتتجه نحو البناء والانضباط. مدن جديدة ترتفع من الرمال، شبكات طرق وموانئ وشرايين طاقة تقطع الصحراء، وجيش يُعاد بناؤه وتحديثه، واقتصاد يحاول أن يفك أسره من سنوات طويلة من التبعية والعجز. هذه التحركات تزعج كثيرين، داخليًا وخارجيًا. لأن مصر حين تبني وتنهض، لا تفعل ذلك بمعزل عن محيطها، بل تهدد تلقائيًا مشاريع الآخرين، وتعيد ترتيب أولويات الإقليم، وتفرض على اللاعبين الكبار أن يعيدوا حساباتهم.
وفي التوقيت نفسه، تعيش المنطقة واحدة من أكثر مراحلها اضطرابًا وإعادة التشكيل. الحدود لا تزال مرسومة بالدم، والقضايا العالقة تُدفع قسرًا نحو نهايات يراد لها أن تكون أمرًا واقعًا. ومن بين كل دول المنطقة، تبدو مصر وحدها الدولة التي استطاعت أن تحافظ على كيانها، ومؤسساتها، وجيشها، بل وتعيد صياغة علاقتها بشعبها في اتجاه جديد. ولذلك، لا غرابة أن تكون على رأس قائمة الدول المستهدفة، لأن وجود مصر قوية ومستقرة يعني بالضرورة أن مشاريع التوسع والهيمنة لا يمكن تمريرها، وأن فكرة “الفراغ العربي” لم تعد قائمة.
ثم جاء المشهد الفلسطيني ليزيد الأمور تعقيدًا. فمع تفجر الحرب في غزة، وارتكاب إسرائيل لمذابح غير مسبوقة، عادت القضية الفلسطينية إلى صدر المشهد العربي والدولي. ومصر، بطبيعتها الجغرافية ودورها السياسي، لا يمكنها أن تقف على الهامش. لكنها أيضًا لا يمكن أن تنزلق إلى فخاخ تم رسمها بعناية. مصر رفضت أن تكون جزءًا من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. رفضت أن تُستخدم معبرًا لقتل القضية الفلسطينية تحت عنوان “المساعدة الإنسانية”. وتمسكت بموقفها الثابت: لا لتصفية القضية، لا لتغيير الطبيعة الديموغرافية لغزة، ولا لمشاريع الوطن البديل. هذه المواقف لم تعجب كثيرين، وبدأت حملة ممنهجة لتشويه صورة مصر، واتهامها زورًا بالتقصير أو التواطؤ، بينما الحقيقة أن مصر وحدها التي تتعامل مع الموقف بحسابات دقيقة ومسؤولية تاريخية.
لكن في زمن الحروب الجديدة، لم يعد العدو يطرق الأبواب بالدبابات، بل يدخل من نوافذ الإعلام، ومواقع التواصل، والمحتوى المموَّل. تُصنع حملات التشويه ببراعة، وتُزرع الشائعات باحتراف، ويُصوَّر كل تقدم على أنه فشل، وكل إنجاز على أنه وهم. يُستهدف وعي المواطن، ويُدفع الناس دفعًا إلى الشك واليأس والانسحاب من المشهد. كل هذا يحدث لأن مصر بدأت تقول “لا”، وتخط طريقها وفقًا لأولوياتها، لا وفقًا لأوامر تأتي من الخارج.
تتعقد المشهد أكثر إذا وضعنا ذلك في سياق عالمي مشحون. فالعالم كله يعيش حالة من الفوضى غير المعلنة. القوى الكبرى تتصارع من خلف الستار، الأزمات الاقتصادية تطحن الجميع، وسباق السيطرة على الموارد والمواقع الإستراتيجية بلغ ذروته. في وسط هذا الجنون، تظل مصر قطعة أساسية في لوحة الشطرنج الدولية. دولة بحجمها وسكانها وموقعها لا يمكن تجاهلها، لكنها أيضًا لا يمكن السماح لها بأن تكون مستقلة بالكامل دون ثمن. ومن هنا، يأتي الضغط، تارة من مؤسسات مالية، وتارة من تقارير دولية، وتارة من “ناشطين” و”صحفيين” و”حقوقيين” يظهرون فجأة كلما قررت الدولة أن تمضي في مسارها دون استئذان.
إذًا، لماذا مصر الآن؟ لأن مصر ترفض الانحناء. لأنها تُعيد تعريف دورها في محيطها العربي والإفريقي. لأنها تقود مبادرات تنموية حقيقية وليست شعارات. لأنها توازن بين علاقاتها شرقًا وغربًا دون أن تُستَتبَع. لأنها تتحدث عن الصناعة والزراعة والموانئ والمناطق اللوجستية، لا عن الفوضى والحروب. لأن مصر ببساطة تختار أن تكون دولة ذات سيادة، تدير شؤونها من داخلها لا من سفارات أو عواصم أجنبية.
إن من يهاجمون مصر اليوم لا يفعلون ذلك حبًا في الشعوب، ولا دفاعًا عن حقوق الإنسان، بل لأنهم يدركون أن عودة مصر إلى مكانها الطبيعي تعني أن اللعبة ستتغير، وأن شعوبًا أخرى ستطالب بما طالبت به مصر: بالكرامة، والاستقلال، والتنمية، وبأن تكون شريكًا لا تابعًا. لهذا، تُستهدف مصر. ولأنها تختار النهوض الآن، يُفتح عليها النار الآن.
ورغم كل هذا، فإن الشعب المصري الذي عبر محنًا لا تُحصى، يظل هو الرهان الحقيقي. لأنه يمتلك حسًا تاريخيًا يعرف متى تكون الحرب حربًا على الوطن، ومتى تكون الأزمات مفتعلة، ومتى تكون الأكاذيب أكبر من أن تُصدق. الشعب المصري لا يخون تاريخه، ولا يبيع بلده، ولا يترك دولته وحيدة في وجه العاصفة. ولهذا، فإن مصر ستظل، رغم كل شيء، قادرة على الصمود، لأنها لم تقرر فقط أن تبقى… بل قررت أن تتقدم، وهذا هو السبب الحقيقي وراء استهدافها.