يمانيون:
2025-06-26@09:41:38 GMT

بعضهم أولياء بعض

تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT

بعضهم أولياء بعض

د. أسماء عبدالوهاب الشهاري

ليست صدفة -وإنما هي تدابير الله سبحانه وإن جرت على أيدي أشر خلقه- ان يستشهد سليماني مع ابو مهدي المهندس. أو أن يلحق السنوار هنية و السيد هاشم صفي الدين السيد حسن نصر الله خلال فترات قصيرة ومتقاربة جدًا.
وكلهم على ذات الدرب وفي نفس السياق بعضهم من بعض فهي أمة واحدة وقد جمعتهم الغاية الواحدة وساروا جميعا على ذات الطريق.

وهي طريق المقدسات والحرمات ونصرة أبناء الأمة المستضعفين والصلاة في القدس كما يحصل من موقعهم في السماء الآن.

فأعداء الله الذين يظنون أنهم يحققون انجازا عظيما فهم إنما يحققون رغبة هؤلاء الشهداء العظماء ويزيدونهم فضلا إلى الفضل العظيم الذي تحقق لهم على أيديهم.

وكم قد تكرر ذلك مع الكثير من شهدائنا العظماء.
أولئك ممن كانوا سويًا في ساحات الجهاد والعشق الإلهي. ومن شدة ما يرون من عظيم فضل الله ونعمه في جنات النعيم المقيم. فإنهم لا يطيقون عدم مشاركة رفقاء دربهم وجهادهم المقدس لما هم فيه من المكانة العظيمة وما هم عليه من الفضل الكبير ولو لهنيهة. 

ولأنهم شهداء أحياء ولهم مكانة خاصة عند بارئهم لم تكن لغيرهم فهم الوحيدون دون غيرهم من يضاهئون الملائكة والأنبياء في مكانتهم وقربهم. ومن شدة اشتياقهم للحاق رفقاءهم بهم وأن يعيشوا معهم في أعلى درجات السماء وهم يرزقون فرحين ومستبشرين. فهم لا يطيقون بعدًا عنهم وهم من كانوا قد تقاسموا وتشاركوا أعظم لحظات الصبر والبذل والفداء والتضحية فداءً لدين الله والمستضعفين. فكيف يطيقون بعدًا عنهم وهم في نعيم الله المقيم.!
فتراهم يتمنون في كل لحظة ان يكونوا معهم في كل تلك المكرمات وفي أعلى تلك الدرجات وهم في مقام الكرامة والقرب العظيم من الله. فإن الله قد يعلم باشتياقهم ولوعة قلوبهم فيرفعهم إليهم حتى يكونون جميعًا معًا في ذات الفضل والقرب. فهو الشيء الوحيد الذي كان ينقصهم وما كان الله قد كتب لمثلهم أن ينقصهم من شيء. فيلحقهم بهم سريعًا حتى يكونون سواء في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.

يقول الله تعالى: ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ۝ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ۝ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ۝ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ”
اللهمَّ ألحقنا بهم صالحين. اللهمَّ آمين

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خطر يُهدد وظيفتك!

 

 

 

د. سليمان بن خليفة المعمري

 

يُجمِع المختصون على أن العمل أحد أسباب صحة ورفاهية الإنسان وأنه بدونه عرضة للكثير من المشكلات النفسية والصحية والاجتماعية، لذا كان العمل أبرز نعم الله على الإنسان التي يحقق به ذاته وتسهم في نضجه الفكري والإنساني وبه يشغل وقته ويتغلب به على فراغه الذي هو أحد أهم أسباب شقائه وتعاسته، فيوم أن يبقى الإنسان عاطلًا باطلًا فارغًا من كل حيثية ومهمة؛ فعليه أن يتجهز للمتاعب التي لا حصر لها ولا نهاية.

غير أن من عجيب المفارقات في هذا الجانب أن تجد الإنسان الذي كان من قريب يسعى سعيا حثيثا وبكل ما أوتي من جهد للحصول على العمل والوظيفة التي يطمح، فإنه سرعان ما تنقلب الأمور لديه فيضيق ذرعا بذلك العمل ويتبرم بتلك الوظيفة فتراه يعيد ويزيد في سردية لا تنقطع مآسي العمل والوظيفة ويشكو من كل شيء ابتداءً من الزملاء وليس انتهاءً بالروتين والمتطلبات والمسؤوليات التي تقتضيها الوظيفة.

وهكذا يظل هذا الإنسان البائس يردد في حيرة لا تنتهي الأسطوانة المشروخة التي يصور فيها مأساته ومعاناته مع الوظيفة التي يشغل، وكم أبدع الأستاذ الكبير محمود عباس العقاد في وصف حيرة الإنسان وتقلباته النفسية في مختلف مراحل حياته وخاصة في عمله ووظيفته، فقال في أبيات جميلة بديعة:

صغير يطلبُ الكبرا وشَيْخ ودَّ لَوْ صَغُرَا

وخال يشتهي عَمَلًا وذُو عمل به ضَجِرَا

وربُّ المالِ في تَعَبٍ وَفِي تَعَبِ مَنِ افْتَقَرَا

إلى أن يقول في تساؤل بليغ:

فهَلْ حَارُوا مَعَ الأَقْدَارِ أَمْ هُمْ حَيَّرُوا القَدَرَا؟

ولعل وجود مثل هذا التذمر والضجر لدى البعض عائد في جزء منه إلى ما يعرف بـ"الانحياز السلبي" لعقولنا، وذلك حينما تسيطر على عقل الإنسان أفكار ومواقف العمل السلبية فيقوم بتضخيمها وجعلها تعكر مزاجه ونفسيته متغافلا عن ما في العمل من مظاهر إيجابية عديدة، ومتناسيا أن وظيفته التي يتأفف من أعبائها هي حلم وأمنية ومطلب الكثيرين حول العالم.

والواقع أنّ على الموظف أو العامل بدلا من ذلك أن يسعى إلى التفكير بطريقة أكثر عملية، فيستمتع بعمله ووظيفته ويبحث عما يدخل البهجة والشغف والسرور على نفسه وهو يمارس وظيفته ومهنته، عبر وضع مجموعة من الأهداف والاستراتيجيات والرؤى الفاعلة للاستفادة من وظيفته واستثمار وقته في تطوير مهاراته وخدمة المؤسسة التي ينتمي إليها، وأن يشحذ الهمة ويمتشق المهارة والبراعة اللازمتين لتجويد العمل وتحسين وتحقيق الأداء والإنتاجية المطلوبة، واضع نصب عينيه المبادئ النبيلة والغايات السامية التي تعكس شكره وامتنانه لنعمة العمل متذكرا التوجيه الرباني الكريم في قول الله عز وجل "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ: 13).

أما فيما يتعلق بالمشاكل والتحديات والاختلافات التي تحدث في بيئة العمل فليعلم أن الإنسان ليس بوسعه منعها من الحدوث لكنه حتما بمقدوره التعامل معها ولديه من الكفاءة ما يمكنه من تطوير آليات وأساليب التعامل الرشيد مع هذه التحديات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة الحسنة في ذلك فقد واجه من صنوف العنت والمشقة في سبيل نشر الدعوة وتبليغ الرسالة الكثير إلا أنه صلى الله عليه وسلم واجهها برباطة جأش وحسن توكل على الله والاعتصام بصدق النية وجميل المقصد في مواجهة عواصف الحياة فكان أن كتب الله له النصر والتأييد.

والحق أنه يمكن القول بكل ثقة واطمئنان وجدان إن التطور والإبداع والابتكار والانطلاق في العمل واستشراف المستقبل الزاهر لا يمكن أن يتم إلاّ في أوساط وبيئات عمل يتسم أفرادها بروح التفاؤل والأمل وكل بواعث الخير والرضا، وأن بيئات العمل السامة الملبدة بغيوم التشاؤم واليأس والقنوط وبواعث الإحباط والكراهية مظنة كل تراجع وتقهقر وظيفي وهي نذير شؤم قد يؤذن بخسارة العامل لوظيفته وأفول نجم المؤسسة وتدهور أوضاعها.

لذا كان لزاما أن يتسلح العاملون بالعزيمة الصلبة التي لا تلين وأن يكون الإصرار والتفاؤل والنجاح أهدافا لا تحيد عنها وجهة الأفراد والمؤسسات ولا تغيب عن المقاصد والغايات التي يسعون وراءها إذا ما أرادوا استمرارية واستدامة الازدهار والرفاه الوظيفي في أعمالهم ووظائفهم، وإنّ الوصفة السهلة الصعبة لتحقيق التطور المنشود في العمل تتمثل في أن يكون الإنسان صادقا وملتزما بمبادئ وأخلاقيات مهنته ووظيفته متفائلا بما تحمله الحياة من خير وسعادة ورضا للساعين الجادين المخلصين، وصدق الله العظيم "وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة: 105).

هذا.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

مقالات مشابهة

  • بيان من حزب الله.. هذا ما جاء فيه
  • القلق يسيطر علي أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بالدقهلية ويستغلوا الانتظار بتلاوة القرآن والدعاء...صور
  • الفضل الحارثي يبحث مجالات التعاون بين عُمان وموريتانيا
  • خطر يُهدد وظيفتك!
  • امتحانات الثانوية.. أولياء الأمور: مطلوب وقت كاف لتسجيل البيانات
  • «ليست نهاية المطاف».. مؤسس أولياء أمور مصر توجه نصائح لطلاب الثانوية العامة
  • «أولياء أمور خورفكان» يناقش خططه
  • الشرقية.. حملة لتوعية أولياء الأمور بأهمية التسجيل في رياض الأطفال
  • «أولياء أمور دبا الحصن» يبحث محاور العمل المستقبلية
  • "قبيصي" يكرم أوائل الشهادة الإعدادية بالفيوم وسط فرحة عارمة من أولياء الأمور